للمستشارين- محمد شهاب

<!--

للمستشارين

محمد شهاب

عندما يقوم صاحب مزرعة سمكية باستخدام مستشار، فلمن يلجأ؟ هل يلجأ إلى مستشار له خبرة في السمك و مزارعه؟ أم مستشار من جهة حكومية لأنه سيقدم خدمات للمزرعة و أصحابها في الجهات الحكومية؟ في الحالة الأخيرة تصبح رشوة. لأن موظف الحكومة غير مصرح له رسميا من الأصل بالعمل كمستشار وهو في الخدمة. هذا هو الوضع الرسمي.

لكن لماذا لا يحصل المستشار الحكومي (عدا الباحثين بالجامعات و المراكز البحثية الحكومية)على ترخيص بمزاولة العمل الأستشارى؟ بصراحة لأنها ستكون رشوة صريحة. و من ثم كما اعرف من مزارع سمك من بلبيس قام بالاستعانة بمستشار بدون اى أوراق أو عقود، و هو ما طلبه الخبير ذات الوظيفة المرموقة، فمن ثم يقوم المستشار بالدفاع و ذكر الحسنات عن تلك المزرعة أحيانا دون ذكر اسمها. و قد لجأ بعض كبار الموظفين قبل خروجهم للتقاعد بشيء من هذا القبيل، و كانت محاولته في دولة افريقية، و حدثت له كارثة، طرد من تلك الدولة لسؤ الاستشارات التي قدمها، فقام بفتح مكتب أستشارى، معتمدا على أعمال حكومية تسند إليه، بصفته كان قياديا بالحزب الوطني.

مصر بعد الثورة لابد أن تتغير، خاصة ممن هم في مراكز مرموقة، فعملهم أمانة في عنقهم ممن أعطاهم وظائفهم المرموقة، حيث يدفع الشعب الثمن.