«أكواريوم الإسكندرية».. أقدم متحف أحياء مائية بحرية فى مصر
إعداد/ محمد شهاب
كتب رجب رمضان
يعتبر متحف ومعرض الأحياء المائية، التابع للمعهد القومى لعلوم البحار والمصائد، فرع الإسكندرية، أقدم متحف أكواريوم بحرى حكومى تابع للمعهد فى مصر بالإسكندرية، حيث يضم قرابة ٤٠٠ نوع نادر من الأسماك والكائنات الحية الواردة من البحرين الأبيض المتوسط والأحمر ونهرى النيل والأمازون، لتشكل جميعها لوحات فنية ربانية تزين جنبات صالتى عرض عملاقتين من خلال عزف سيمفونية سباحة طبيعية فى ٣٢ حوضًا.
ويبلغ عمر الأكواريوم ٩٤ عامًا، وهو ما جعله الأقدم بين متاحف الأكواريوم الموجودة فى مصر، والتابع لمعهد علوم البحار والمصايد، حيث أُنشئ فى عام ١٩٣٠، ويقدم خدمات بحثية ودراسية للمتخصصين فى علوم البحار، فضلًا عن كونه مزارًا سياحيًا وتاريخيًا يفد إليه السائحون من العرب والأجانب للاستمتاع بجميل صنع الله فى كونه من خلال الأسماك والكائنات البحرية التى تتحرك فى أحواضها وفق مسارات وخيوط خلقت عليها هذه الأسماك والكائنات البحرية الحية.
وأجرت «المصرى اليوم» جولة ميدانية داخل جنبات متحف الأحياء المائية، أكواريوم الإسكندرية، للتعرف على أبرز الأسماك والكائنات المعروضة وطبيعة الأحواض الحاضنة لها، وبمجرد دخولك مقر متحف الأحياء المائية، الأوكواريوم، تقابلك أحواض زجاجية ضخمة، مصممة بشكل دقيق لتكون متواجدة داخل الجدران، وتظهر واجهتها فقط للزائرين، وسط توفير بيئة بحرية مماثلة تمامًا لما هى موجودة فى بيئتها البحرية الأساسية، وتتراص الأحواض الزجاجية بشكل بديع على جانبى الدخول من خلال صالتى عرض عملاقتين، لتحوى مئات الأنواع من الأسماك والكائنات البحرية الحية.
وقالت الدكتورة عبير السحرتى، رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصائد، التابع لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، أن أكواريوم الإسكندرية يأتى ضمن ٤ متاحف أكواريوم تابعة للمعهد فى المحافظات إلا أنه الأقدم بينها جميعًا، حيث يقترب عمره من ١٠٠ عام، مشيرة إلى أن المعهد لديه ٤ متاحف من الأكواريوم أو الأحياء المائية الحية، فى الأنفوشى بالإسكندرية وبلطيم والغردقة والفيوم، وجميعها تقدم أهدافًا بحثية تعليمية علمية سياحية فى ذات الوقت.
أوضحت «السحرتى»، لـ«المصرى اليوم»، أن أكواريوم الإسكندرية يضم قرابة ٤٠٠ نوع نادر من الأسماك والكائنات البحرية الحية، فهو عبارة عن تجمعات بحرية كاملة فى أحواض زجاجية يتم إجراء البحوث والدراسات العلمية عليها، فضلًا عن استغلالها فى الأهداف السياحية والتأمل فى جميل صنع الله فى البحار والأنهار.
وعن تسميته بالأكواريوم، أشارت إلى أن كلمة أكواريوم تعنى كائنات مائية بحرية حية وليست ميتة محنطة، مشيرة إلى أنه يعد المتحف الوحيد الذى يحتوى على كائنات بحرية حية فى الإسكندرية، ويعتبر أحد أهم المزارات السياحية بالمدينة الساحلية، ويستقبل أعدادًا كبيرة من السائحين الوافدين إلى الثغر، لاسيما أنه متواجد إلى جوار متحف المحنطات وقلعة قايتباى.
وعن الهدف الرئيسى للمتحف، قالت «السحرتى» إن الأكواريوم يقوم بدور هام فى نشر الثقافة والمعرفة والمعلومة المفيدة للمهتمين والزائرين من طلاب المدارس والجامعات بل والسائحين أيضًا من مختلف دول العالم، ويحتوى المعرض على صالتين للعرض، تحتوى كل منهما على عدد كبير من الأحواض مختلفة الأحجام، وعددها مجتمعة ٣٢ حوضًا مختلفة الحجم، والتى يتحدد حجمها حسب نوع وحجم وعدد الأسماك والكائنات البحرية التى تعيش بها، بحيث يراعى توفير البيئة المناسبة لتلك الأسماك، كما توجد بالمعرض أنواع كثيرة من الأسماك التى يختلف موطنها الأصلى والظروف البيئية التى تعيش بها، حيث توجد مجموعة كبيرة من أسماك البحر المتوسط والبحر الأحمر وكذلك المياه العذبة وكذلك بعض الأسماك التى تعيش فى خارج المياه الإقليمية، ويتوفر بجانب الأحواض المعلومات العلمية الخاصة بكل نوع من الأسماك، من حيث الاسم العلمى لها، وأنواع الغذاء التى تتغذى عليها وكذلك أماكن تواجدها.
وقال الدكتور أحمد عمر، مدير متحف الأحياء المائية، الأكواريوم فى الإسكندرية، إن المتحف يضم عدة أنواع من أسماك وكائنات البحرين المتوسط والأحمر، كما يضم أنواعًا أخرى تعيش فى المياه العذبة كنهر النيل ونهر الأمازون، كما يعتبر بمثابة معرض ترفيهى ثقافى علمى تعليمى بحثى قبلة الباحثين والدارسين والزائرين، مشيرًا إلى أن المتحف أُنشئ فى البداية كمساعد للباحثين والدارسين.
وعن طريقة التعامل مع الأسماك والكائنات البحرية وتوفير البيئة البحرية المناسبة لها، أوضح «عمر» أنه يتم ضبط الظروف البيئية المناسبة لمختلف الكائنات البحرية بالمتحف لتماثل بيئتها الطبيعية من حيث درجة الحرارة والملوحة المناسبة، وكذلك الإضاءة اللازمة لحياة تلك الكائنات البحرية، مع توفير نوع الطعام المخصص لها، حتى لا تشعر بأى فرق بين بيئتها الحالية فى المتحف والبيئة الأصلية.
وعن أبرز الأسماك والكائنات البحرية المعروضة بالمتحف قال إن أبرزها سمكة الترسة البحرية، وهى موجودة بالبحر المتوسط والبحر الأحمر، وتقضى معظم حياتها فى البحار وتتغذى على الأعشاب البحرية وقناديل البحر وتخرج للشاطئ لوضع البيض ودفنه فى الرمال وبعد الفقس تعود الصغار بمفردها إلى البحر مرة أخرى، وكذلك الأخطبوط، وهو أحد الحيوانات البحرية، يُصنف ضمن شعبة الرخويات، ويمتاز باحتواء جسمه على ثلاثة قلوب، ويمتلك الأخطبوط ثمانى أذرع تغطيها من الداخل ممصات قوية يعتمد عليها فى اصطياد الفريسة، ويعتبر بحر الصين والبحر الأبيض المتوسط موطنين له، كما يتواجد فى سواحل هاواى وأمريكا الشمالية.
وأضاف أنه يعرض أيضًا سمكة الأنيمون (ذات الخطين الجانبيين)، وهى سمكة تعيش بالتكافل مع أنيمون البحر وتختفى بين أذرعها، والتوزيع الجغرافى لها فى البحر الأحمر والشعاب المرجانية، وهناك السمكة الصخرية، وهى (سمكة بحرية)، يصل طولها من ٣٠ إلى ٤٠ سم، وصغار الأسماك من هذا النوع تتغذى على الجمبرى والقشريات، وهى من الأسماك السامة الخطيرة، وهى تعيش فى مناطق الشعاب المرجانية حول الصخور والنباتات فى البحر الأحمر، وسمكة الديك، وهى مشهورة بألوانها وشكلها ويبلغ طولها ٣٠ سنتيمترًا، وتتدرج ألوانها بين الأبيض والبنى والبنى الغامق حسب نوع المحيط المرجانى أو الرملى المحيط بها، ولها قدرة كبيرة على التخفى، مشيرًا إلى أن الخطير فى هذه السمكة هو السم الموجود أسفل كل شوكة موجودة على ظهرها، وعددها ١٣ شوكة، ويعتقد البعض أنها سمكة دفاعية ولكنها تهاجم عندما تشعر بالخطر.
وتحدث عن أبرز المعروضات بالمتحف، وهى سمكة ثعبان البحر «الموارى»، وتتغذى على الأصداف والأسماك والقشريات، والتوزيع الجغرافى لها فى الشعاب المرجانية والبحر الأحمر، فضلًا عن سمكة البيرانا «سمكة مياه عذبة»، وهى شرسة مؤذية تعيش فى جنوب أمريكا (الأمازون) ولها أسنان حادة، وسمكة الكوى، وهى أحد أشهر أسماك الزينة وتعيش فى جنوب شرق آسيا.
ساحة النقاش