محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

authentication required

«الحشرات».. خيار واعد لإنتاج الأعلاف الحيوانية .. 113 دولة تستخدم 2000 نوع في التغذية المباشرة للبشر

إعداد/ محمد شهاب

كتبت هويدا عبد الحميد

مساعدات فى صورة حشرات بهدف تناولها والقضاء على الجوع.. هذه ليست "نكتة" بل واقع ملموس حدث بالفعل بعد ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً، حيث قامت بريطانيا بمشروع مساعدات  بقيمة 50000 جنيه إسترلينى  للكونغو وزيمبابوى، فى صورة اليرقات الإفريقية والجراد المهاجر وذباب الجندى الأسود، الصالحة للأكل كمصدر فعال للبروتين، وتتطلب مساحة أقل من الأرض والمياه، مقارنة بالماشية التقليدية، لأنها تمثل ضغطاً على إمدادات المياه، ويتم استهلاك 23 نوعاً من الحشرات، رغم أن الكونغوليين لا يقومون بزراعتها عادةً، بل جمعها مثل سوسة النخيل الإفريقية وخنفساء القمامة والنمل الأبيض والصراصير، وقد تم إدراج المشروع على موقع تعقب التنمية التابع لمكتب الشئون الخارجية والكومنولث، لـ"تعزيز إنتاج الحشرات من أجل غذاء الإنسان واستخدامها فى تصنيع الأعلاف الحيوانية".

والتساؤل الآن هل هذا الغذاء آمن على الصحة؟! وعن أهم الجهود العالمية العلمية المبذولة، حيث تختلف الرؤية المستقبلية لاستخدام الحشرات كموارد للغذاء والأعلاف، لذا  كان لنا هذا الحوار مع الدكتور محمد عبد الستار المليجى أستاذ علوم أمراض النبات والميكروبيولوجى بجامعات الإسكندرية وكنتاكى وكنساس والملك سعود والقصيم والمقيم بالولايات المتحدة الأمريكية.

الذى أكد أن ثقافة المجتمع ستلعب دوراً كبيراً فى الطريقة التى قد تستخدم فيها الحشرات للغذاء، فهناك شعوب لا تجد أى مشكلة فى تناول بعض الحشرات، ومنها شعوب عربية تأكل الجراد بل وتعتبره وجبة مميزة، وهناك شعوب أخرى ترفض أكل الحشرات بالمرة، ولكنها تفضلها فى صناعة الأعلاف كغذاء للحيوان.

* لماذا تحاول بعض الدول استخدام الحشرات فى الغذاء؟

تشير التوقعات الديموغرافية العالمية إلى أن عدد سكان العالم سيصل إلى أكثر من 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، مما تتطلب هذه الزيادة فى عدد السكان ما يقرب من ضعف الإنتاج الغذائى الحالى، ومن المثير للقلق أن الاحترار العالمى يقلل تدريجياً من المناطق المستخدمة لإنتاج الأغذية فى جميع أنحاء العالم، ويؤثر تغير المناخ والدمار البيئى الناجم عن التنمية الصناعية أثراً سلبياً أيضاً على الإنتاجية الغذائية، فى ضوء تفاقم نقص الموارد، وتم اقتراح العديد من الأطعمة كبدائل، حيث تحظى الحشرات بأكبر قدر من الاهتمام، ويتم قبول الحشرات مؤسسياً كغذاء فى العديد من المناطق ويتم استهلاكها تاريخياً، مما يوفر قيمة غذائية كافية للبشر.

على الرغم من المزايا العملية العديدة لاستخدام الحشرات فى الغذاء، تظل التقنيات والبحوث المطلوبة لتأكيد الفكرة قاصرة إلى حد كبير، ومع هذا نجحت بعض الشركات والمؤسسات العلمية فى إثبات إمكانية الاعتماد على بعض الحشرات فى توفير مصادر غذائية غنية بالبروتينات، ورغم ذلك لا تزال هناك العديد من الحواجز فى تطوير أغذية الحشرات، لأن مفهوم الأطعمة الحشرية لا يشبه عادة الأكل التقليدية لدى الكثير من الشعوب، وتمر حالياً أغذية الحشرات بمرحلة انتقالية، وتتضمن تقنية جديدة واعدة تطوير منتجات غذائية جديدة من خلال الجمع بين تكنولوجيا معالجة البروتين والحشرات.

* نريد معرفة نبذة تاريخية عن استخدام الحشرات للغذاء والأعلاف بين الشعوب؟

تستخدم شعوب العالم من كل القارات ولمئات السنين، ما يقرب من 2000 نوع من الحشرات فى 113 دولة فى التغذية المباشرة للبشر، فعلى سبيل المثال، حددت دراسة إحصائية للأسواق فى بانكوك، تايلاند، 164 نوعاً من الحشرات تباع للأغذية، الحشرات الأكثر شيوعاً هى الخنافس واليرقات والنحل والنمل والصراصير والجنادب والجراد، فى زيمبابوى وزامبيا ونيجيريا، وتتوافر الحشرات الصالحة للأكل عادة فى الكافيتريات المدرسية والأسواق المفتوحة، مما يشكل نشاطاً تجارياً مربحاً، فى الواقع ما يصل إلى 50 % من البروتين الغذائى لديهم مشتق من الحشرات، ولديهم فى الواقع قيمة سوقية أعلى من مصادر البروتين الأخرى، ويتم تقدير بعض الحشرات لخصائصها الحسية، وتستهلك فى المطاعم الراقية (على سبيل المثال، يعتبر الإسكامول Escamol (بيض النمل) طبقاً شهياً رقيقاً فى المكسيك ولاوس وكمبوديا وأوروبا.

ويضيف أن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بدأت فى الترويج للحشرات كخيارات غذائية قابلة للتطبيق للبشر، وعلى الصعيد العالمى، من المتوقع أن يتجاوز سوق الحشرات الصالحة للأكل 522 مليون دولار أمريكى بحلول عام 2023، ومنذ عام 2012، حقق سوق الحشرات الكورية الصالحة للأكل (خاصة للاستهلاك البشرى) تقدماً كبيراً بدعم حكومى ومساعى بحثية ناجحة.

وكانت الحشرات جزءاً أساسياً من غذاء البشر قبل أن يمتلك الإنسان الأدوات والمهارة التى تمكنه من الصيد ثم استئناس الحيوانات، واختفت عادات أكل الحشرات فى العديد من المناطق نتيجة وفرة الغذاء.

ومع تغير الأعراف الثقافية، تطورت الحشرات من مصدر غذائى أساسى إلى وجبات خفيفة ومكونات فاخرة ومقبلات، ومع ذلك لا تزال بعض البلدان تستخدم الحشرات كموارد غذائية عادية حتى يومنا هذا.

وفى كوريا، تباع شرانق دودة القز المعلبة فى أسواق البيع بالتجزئة ومعالجتها كوجبات خفيفة، بالإضافة إلى تناول الجنادب (Oxya velox) فى المناطق الريفية باليابان، ويتضمن طبق يسمى inago جندبات مقلية متبلة بصلصة الصويا، كما تعتبر يرقات النحل شهية باهظة الثمن تؤكل نيئة أو مسلوقة مع صلصة الصويا، أو تقدم مع الأرز، أكل الحشرات موجود فى الصين لأكثر من 2000 سنة، ويتم استهلاك ما يقرب من 324 نوعاً، والهند لديها استخدامات متعددة متطورة للحشرات، بما فى ذلك الحرير والأسمدة والغذاء والدواء، وتعد دودة القز(Samia ricini) الشرانق هى طعام شهى فى شمال شرق الهند بشكل عام، ويتم استخدام نحو 255 نوعاً كغذاء، على الرغم من أن الكثافة تختلف اعتماداً على الاختلافات الموسمية أو الإقليمية فى الثقافة، أما فى تايلاند تعد الحشرات مصدراً مهماً للبروتين والدهون والمواد المغذية الأخرى، وتستهلك قرى أوبون وحدها 20 - 60 جم من الحشرات يومياً للفرد.

والحشرات الصالحة للأكل فى أستراليا

Sago grub (Rhynchophorus ferrugineus) هى حشرة صالحة للأكل شعبية فى بابوا غينيا الجديدة وجزء رئيسى من مهرجان العصيدة السنوى، فى المناطق المحلية  يتم استهلاك الجراد والصراصير وصراصير الخلد والسرعوف وحتى العناكب، واستهلكت قبائل السكان الأصليين مجموعة واسعة من الحشرات من Cossidae و Noctuidae و Cerambycide والنحل، فى أستراليا  يكون الالتهام الداخلى منخفضاً بين السكان القادمين من أوروبا، ومع ذلك، فقد زاد سوق الحشرات الصالحة للأكل بشكل كبير إلى جانب الاهتمام بطعام الأدغال، وتتوافر الحشرات الآن كقوائم مطاعم.

ويستطرد فى إجابته  قائلاً: وتلعب الحشرات الصالحة للأكل دوراً مهماً فى الثقافة الغذائية فى إفريقيا اليرقات والنمل الأبيض هى الحشرات الأكثر شعبية، ولكن الحشرات من أوامر أخرى تؤكل أيضاً على نطاق واسع، ويتم استهلاك ما يقرب من 470 نوعاً، ويتم تلخيص الحشرات التى تؤكل، وتشمل بعض الأمثلة من بلدان محددة الجنادب، التى تعتبر مصدراً للطاقة والبروتين فى أوغندا، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تمثل الحشرات الصالحة للأكل أكثر من 20 % من البروتين الحيوانى المنتج فى الكونغو الديمقراطية، حيث يتم استهلاك أكثر من 65 نوعاً بشكل عام، وينتشر أكل الحشرات على نطاق واسع ومهم لتغذية الإنسان فى إفريقيا.

ويحظى نمل Rhynchophorus palmarum و Atta بشعبية وإنتاج كبير فى أمريكا الجنوبية، وفى المكسيك  تؤكل الحشرات الصالحة للأكل تقليدياً فى كل من المناطق الريفية والحضرية، ومع ذلك، فإن زيادة تغريب المدن بعد الغزو الإسبانى قد حدت من الحشرات إلى حد كبير فى المناطق الريفية، ومع ذلك، غالباً ما تقدم المطاعم المكسيكية الإسكامول، وهو طبق حشرات مقلى بالتوابل العطرية فى كولومبيا.

*وكيف تدخل الحشرات فى صناعة الأعلاف؟

تستطيع من خلال مصنع بمساحة قليلة أن تنتج من بروتين الحشرات ما يفوق آلاف الأفدنة من الذرة الصفراء وفول الصويا، وهنا تجتمع القيمة الغذائية العالية والحد الأدنى من متطلبات المساحة والتأثير البيئى المنخفض، باعتبار الحشرات خياراً جذاباً لتغذية الحيوانات، وميزة رئيسية أخرى هى أن الحشرات تستخدم بالفعل فى الجزء الطبيعى من العديد من الوجبات الغذائية الحيوانية، تعتبر الأعلاف الحيوانية القائمة على الحشرات جذابة بشكل خاص عند النظر فى تكلفة الأعلاف القياسية، حيث تمثل حالياً 70% من نفقات الإنتاج الحيوانى.

ومن الحشرات الواعدة والمدروسة جيداً لإنتاج الأعلاف الصناعية: ذباب الجندى الأسود واليرقات وديدان الوجبة الصفراء وديدان القز والجنادب والنمل الأبيض.

وقد كشفت هذه الأبحاث أن وجبة الحشرات يمكن أن تحل جزئياً محل الوجبة التجارية فى علف الدجاج اللاحم، وخاصة مصادر البروتين، على سبيل المثال، يمكن أن تحل وجبة يرقات الذبابة المنزلية محل 4 % من وجبة السمك فى الوجبات الغذائية، دون آثار سلبية على وزن الدجاج وكفاءة التغذية، وأشار تقرير آخر إلى أن الوجبات الغذائية للدجاج التى تحتوى على 31 % و26 % و20 % من فول الصويا ويمكن تعديلها بنجاح لتحتوى على 0% و5 % و 10% من دودة الوجبة الصفراء المجففة، على التوالى.

كما يمكن تحسين أداء النمو وجودة الدجاج عندما تتم تغذية الكتاكيت اللاحم بنظام غذائى يحتوى على 10% - 15% يرقات الذبابة المنزلية، بالمقارنة مع الأنظمة الغذائية التجارية القائمة على الذرة / فول الصويا، فإن النظام الغذائى القائم على يرقات الذبابة المنزلية زاد بشكل كبير من وزن الدجاج، وإجمالى مدخول الأعلاف، ومتوسط المكاسب اليومية للدجاج اللاحم.

ومع ذلك، وجدت دراسة أخرى حديثة أن استبدال زيت فول الصويا بوجبة اليرقات السوداء – الجندى – الذبابة – اليرقات ليس له أى تأثير على أداء نمو الدجاج اللاحم، بالإضافة إلى القيمة الغذائية، يمكن أن تكون للأعلاف القائمة على الحشرات ميزة أخرى فى تحسين طعم منتجات اللحوم النهائية، ففى الفلبين، على سبيل المثال، يفضل المستهلكون طعم الدجاج المزروع فى المراعى الذى يتغذى على الجراد، مما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار مقارنة بالدجاج على الأعلاف التجارية.

*ما هى القيمة الغذائية للحشرات الصالحة للأكل؟

تختلف القيمة الغذائية للحشرات، باختلاف النظام الغذائى ومرحلة النمو والجنس والأنواع وبيئة النمو وطرق القياس، ومع ذلك يتفق الباحثون عموماً على أن الحشرات غنية للغاية بالبروتين والدهون.

والنيتروجين هو عنصر غذائى حاسم، والبروتينات المشاركة مباشرة فى إمدادات N تشكل 16.5% من جسم الإنسان البالغ، ويتراوح محتوى البروتين فى الحشرات الصالحة للأكل فى المتوسط بين 35 % و60 % من الوزن الجاف أو 10 % - 25 % من الوزن الطازج، وهى أعلى من مصادر البروتين النباتى، بما فى ذلك الحبوب وفول الصويا والعدس، وتوفر الحشرات بروتيناً أكثر من بيض اللحوم والدجاج.

الحشرات الصالحة للأكل فى Orthoptera (الصراصير والجنادب والجراد) غنية بالبروتين بشكل خاص، ومع ذلك، فإن هضم بروتين الحشرات مختلف للغاية بسبب وجود هيكل خارجى صلب، الهياكل الخارجية التى تحتوى على نسبة عالية من مكون الكيتين يصعب هضمها بشكل خاص.. فى الواقع، لا نعرف حالياً ما إذا كان البشر قادرين على هضم الكيتين.. لذا تعد إزالة الهيكل الخارجى من خلال جزء من المعالجة خياراً قابلاً للتطبيق، وقد وجدت بعض الدراسات أن هضم بروتين الحشرات يتم بنسبة 77% - 98 % دون الهيكل الخارجى.

وثانى أكبر مكون لتكوين المغذيات الحشرية هو الدهون، عوامل مختلفة مثل الأنواع والجنس ومرحلة التكاثر والموسم والنظام الغذائى وبيئة النمو، كلها تؤثر على محتوى الدهون الحشرية، ويحتوى و(اليرقات) والصراصير و(النمل الأبيض) و(الخنافس) على متوسط محتوى الدهون بنسبة 13.41% و27.66 % و 29.90 % و 32.74 % و 30.26 % و 33.40 % على التوالى، وتحتوى اليرقات والشرانق على دهون أكثر من الحشرات البالغة.

أما الكربوهيدرات فى الحشرات موجودة أساساً فى شكلين من الكيتين والجليكوجين، الأول هو بوليمر من N-acetyl-D-glucosamine وهو المكون الأساسى للهيكل الخارجى، فى حين أن الأخير هو مصدر طاقة مخزن فى الخلايا والأنسجة العضلية، ويتراوح متوسط محتوى الكربوهيدرات فى الحشرات الصالحة للأكل من 6.71 % إلى 15.98%.

وبعض الحشرات (مثل الجنادب والصراصير والنمل الأبيض وديدان الوجبات) غنية بالحديد والزنك والكالسيوم والنحاس والفوسفور والماغنسيوم والمنجنيز، وتحتوى اللافقاريات التى لا تحتوى على هيكل عظمى معدنى على نسبة قليلة جداً من الكالسيوم، وتحتوى معظم الحشرات الصالحة للأكل على محتوى حديد مماثل للحوم البقر، لكننا لا نعرف حالياً سوى القليل عن التركيب البيولوجى المعدنى للحشرات، ووجدت دراسة نادرة أن استهلاك الحشرات يمكن أن يوفر نسباً عالية من العناصر المعدنية اليومية للبشر، خاصة من حيث الحديد، كما أن الدراسات فى محتوى الفيتامينات غير كافية، لكن البيانات المتاحة تشير إلى أن الحشرات الصالحة للأكل تحتوى على كاروتين وفيتامين B1 وB2 وB6 وC و D و E، وحمض الفوليك.

*هل تناول الأغذية الحشرية آمن صحياً؟

على الرغم من القيمة الغذائية الواضحة للحشرات الصالحة للأكل، فإن قضايا سلامة الأغذية تشغل المستهلك، مثل ما قد تحمله من الكائنات الحية الدقيقة والحساسية والسمية التى قد تلحق بالمستهلك، فى منظور السلامة الميكروبية، تعتبر أمعاء الحشرات موطناً رئيسياً للميكروبات، كما يتم تلويث سطح الجسم وأجزاء الفم، ولذلك فإن استخدام الحشرات كمصادر للغذاء قد ينطوى على خطر محتمل كناقل مسبب للأمراض، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون نسبة الميكروبات فى أمعاء الحشرات جزءاً مهماً يتم استخدامه كمصادر غذائية، لأن إجمالى كمية الكتلة الحيوية من ميكروبات الأمعاء يمكن أن تمثل 1 % - 10 % من وزن الجسم للحشرة، بالإضافة إلى ذلك ، من الصعب عمليا إزالة جزء الأمعاء من الحشرات الصالحة للأكل.

 على الرغم من أن الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض الخاصة بالحشرات لم يكن لها أى خطر على صحة الإنسان، إلا أنها يمكن أن تستعمر خلايا أو أنسجة الحشرات فقط، ومع ذلك يمكن أن يحدث تلوث الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض البشرية، ويمكن تنظيم هذا التلوث من خلال حالة التكاثر الخاضعة للرقابة بعناية خاصة.. لذا نحتاج إلى الانتباه إلى مسببات الحساسية المحتملة غير المعروفة الموجودة فى الحشرات الصالحة للأكل، وينبغى إجراء مزيد من الدراسة والتحرى لتحديد المواد الخطرة، بما فى ذلك المواد المسببة للحساسية والمواد السامة، وآثارها على الأعراض المرضية فى جسم الإنسان، لضمان الاستخدام الآمن للحشرات الصالحة للأكل كعلف وموارد غذائية.

*وماذا عن النظرة السلبية تجاه الحشرات الصالحة للأكل؟

يرتبط اعتماد القيم الغربية بين البلدان التى تستهلك الحشرات تقليدياً بانخفاض هذا السلوك لذلك، يجب تعديل المواقف الغربية تجاه الحشرات الصالحة للأكل لتوسيع السوق العالمية بنجاح، وتتوافر العديد من التفسيرات لسبب عدم تطوير الثقافات الغربية بشكل عام للالتهام ، بما فى ذلك حجم الحشرات والتوزيع المشتت وعدم التوافر الموسمى، ثم استخدمت الثقافات الغربية الاختلافات الثقافية القائمة لتشويه سمعة الشعوب التقليدية، مما أدى إلى ارتباط الاشمئزاز باستهلاك الحشرات، وعلى الرغم من حقيقة أن 0.2 % فقط من الحشرات ضارة بالفعل بحياة الإنسان، فإن التصورات المستمرة للحشرات الضارة تساهم فى التردد فى قبول الحشرات الحشرية، مما يتطلب بذل المزيد من الجهود المنهجية لتغيير المواقف الثقافية، من خلال التعاون بين الأوساط الأكاديمية والحكومة والصناعة.

*وماذا عن آفاق استخدام الحشرات كموارد غذائية فى مصر؟

على الرغم من المزايا العديدة لاستهلاك الحشرات، فإن مستقبل صناعة الحشرات للغذاء البشرى فى مصر غير مشرق لعوامل ثقافية ونفسية، ولكن استخدام الحشرات لتغذية الدواجن والحيوانات واعد ومطلوب، التركيز على إنتاج يرقات الذبابة السوداء والذبابة المنزلية على سبيل المثال، قد يوفر مصدراً كبيراً للبروتينات اللازمة لأعلاف الدواجن والحيوانات، والتى تستوردها مصر فى شكل فول صويا أو ذرة صفراء.

*وهل هناك جهود لترويج هذه الأغذية بالدول المتقدمة؟

رغم عزوف الأوروبيين عن أكل الحشرات فى المطاعم، نجحت الجهود الترويجية المستمرة لزيادة استخدام الحشرات فى الغذاء، بتعزيز الذوق والمظهر للطعام الحشرى فى تحسين التصورات السلبية فى بعض البلدان الغربية، على سبيل المثال، يقبل المستهلكون فى بلجيكا بشكل متزايد على الحشرات كمصدر غذائى ممتاز، كما تم تسويق صناعة الحشرات فى هولندا بنجاح، ويباع مسحوق الحشرات المجفف بالتجميد كبديل للحوم، ولزيادة القبول يجب التأكيد على العوامل الاجتماعية والعملية التى تؤثر على استهلاك الأغذية للمستهلكين، وتشمل هذه الجهود التثقيف المستمر والترويج، فيما يتعلق بإمكانية قيام الحشرات الصالحة للأكل بحل المشاكل البيئية والسكانية، ومشاكل توافر الأراضى اليوم وفى المستقبل، ويمكن أن يكون تناول الحشرات هو الحل لمشكلة الأمن الغذائى الملحة بشكل متزايد التى تواجه العالم، حتى ولو كان هذا فى دول أخرى ليس لديها أى مشكلة فى تناول الحشرات تاريخياً.

المصدر: الأهرام
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 340 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,285,104