المؤتمر و المعرض الدولى للثروة السمكية في أفريقيا "AFRQ2022"بالأسكندرية
إعداد/محمد شهاب
تنطلق اليوم ،أولى فاعليات المؤتمر و المعرض الدولى بالثروة السمكية في أفريقيا "AFRQ22"،الذى تنظمه الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ،حيث يقام بمكتبة الإسكندرية خلال الفترة من ٢6 إلى ٢٨ مارس ٢٠٢٢.و ذلك برئاسة الأستاذ الدكتور صلاح الدين مصيلحى رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية و معالى اللواء الحسين فرحات المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات و الثروة السمكية .
قام مصيلحى بإلقاء كلمته خلال مشاركته بالمؤتمر حيث قال :
إنه من دواعي سروري أن أرحب بكم جميعاً في أعمال المؤتمر والمعرض الدولي الاول للاستزراع السمكي للقارة الافريقية بالتعاون مع الجمعية الدولية للإستزراع المائى (أفريقا 21) والتواجد بهذا الصرح العظيم مكتبة الاسكندرية – بمدينة الاسكندرية والتى تمثل أحد الصروح الثقافية العملاقة كما تعد نافذة للعالم على مصر ووجهة مشرفة لها.حيث أن للمؤتمرات والمعارض دورا هاما في التنمية الإقتصادية وزيادة الاستثمارات، ولا شك أنها تبعث رسالة إلى المستثمرين على أن مصر تمتلك بنية تحتية قوية تؤهلها لإقامة المؤتمرات والمعارض، كما توضح قدرة مصر علي التصدي لجائحة كورونا كوفيد -19 في وقتنا الراهن، فصناعة المعارض والمؤتمرات لم تعد رفاهية ولكنها همزة الوصل بين السوق المحلية وبين الشركات التي تمتلك قدرات إنتاجية كبيرة وتقنيات تطويرية متقدمة.
لقد قدمت مصر عبر تاريخها نموذجاً حياً للتعايش بين مختلف الثقافات والأعراق فشكلت الوجهة المثلى لاحتضان الجميع دون استثناء. كما لعبت دوراً رائداً في عدة مجالات بين الدول الإفريقية أهمها الانتاج السمكي حيث قامت عام 2008 بتنظيم المؤتمر الدولي الثامن لاسماك البلطي في الاستزراع السمكي والذي حضره عدد كبير من الخبراء والعلماء المتخصصين المحليين والدوليين في هذا المجال من دول عديدة اشادوا بنجاح تنظيم هذا المؤتمر وبما حققه من تفاعل بين الخبراء الدوليين والمصريين في مجال تنمية الثروة السمكية واستخدام الطرق الحديثة في الاستزراع السمكي ونظراً لرئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019 وتمتعها بسمعة عالمية في الاستزراع السمكي فقد تم اختيارها لإستضافة مثل هذا الحدث الكبير.
تعتبر الثروة السمكية بمصدريها ( المصادر الطبيعية – الاستزراع السمكي بنوعيه العذب والمالح ) في مصر أحد من اهم مصادر الدخل القومي كما تعتبر مصدر من مصادر البروتين الامن الذي يوفر الاحتياجات الغذائية داخليا وينمي صناعات اخرى بجانبه. وتمتلك مصر بنية طبيعية من مصادر انتاج الاسماك سواء من بحار او بحيرات وغيرها من المصادر التي تؤهلها الي تنمية الثروة السمكية لديها وتعظيم الانتاج منها بما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي ومن ثم التطلع الي التصدير بمختلف الدول. حيث قام أيضاً بطرح التجربة المصرية في مجال الثروة السمكية أمام المؤتمر والنهضة التي شهدتها مصر مؤخرا في هذا المجال، حيث تحتل حاليا المركز الأول في افريقيا في الاستزراع السمكي والثالث علميا في إنتاج البلطى.
و الجدير بالذكر حين قال مصيلحى بأن مصر لازالت تواجه تحديات كبيرة مثل :
_"-تحديات فنية" ترتبط بتوفير الزريعة والاصبعيات خاصة في مجال الاستزراع البحري ، مواصفات جودة المياه في المزراع السمكية ، عدم توفر برامج تطبيقية لحماية ومقاومة الامراض خاصة الميكروبية والطفيلية ، عدم توفر الكوادر الفنية المدربة خاصة في الاستزراع البحري و عدم دقة دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية ومراعاة البعد البيئي .
_"-تحديات بيئية وادارية" وتشمل عدم توفير مياه عذبة لغسيل الاراضي شديدة الملوحة، القيود علي استيراد مستلزمات العملية الانتاجية و الممارسات الحديثة المتبعة والخاصة بتعديل القيمة السنوية للمزارع السمكية والتي قد يكون لها اثر سئ علي انتاجية واستقرار هذه المزارع بما يهدد التنمية المستدامة في هذا القطاع.
_"-تحديات تمويلية" حيث يحتاج انشاء المزارع السمكية بنية اساسية ضخمة تتطلب توفير راس مال كبير في بداية النشاط يتعذر علي شباب الخريجين وكثير من المستثمرين توفيره.
_"-تحديات علمية ومعرفية" تتمثل في عدم توافر التدريب علي التحكم في جودة البيئة المائية وتحسين الظروف البيئية لانتاج اسماك بنظم صديقة للبيئة وعالية الجودة ، صعوبات تفريخ الاسماك وخاصة البحرية والقشريات ، تعدد مشاكل تعدد زريعة الاسماك والقشريات ، عدم توافر غذاء محلي وتغذية للاسماك والقشريات ، قصور في علاج امراض الاسماك والقشريات ، نقص في تحسين الحالة الوراثية للاسماك باستخدام طرق التربية والهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي، الحاجة لهندسة تصميم وانشاء المزراع السمكية الصديقة للبيئة و الحاجة لتطوير مستلزمات انتاج الاسماك.
_"تحديات تشريعية" حيث تفرض كل من المتغيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية المستجدة اعادة النظر في الكثير من التشريعات المنظمة لانشطة قطاع الثروة السمكية سواء في مجال المصايد او المزارع السمكية والتنظيمات التعاونية.
_"-تحديات تسويقية" تتعلق بضرورة وجود أسواق مطابقة للمعاير الدولية لتجميع المنتجين في منطقة واحدة وبشكل جيد لتسويق منتجاتهم.
و أيضاً ألقي مصيلحى الضوء على أهتمام القيادة السياسية حاليًا بتعظيم الإنتاج السمكي لتنمية الثروة السمكية فى إطار خطة التنمية الشاملة 2030 وفي ضوء توجيهات الرئيس السيسي يتم العمل على عدة محاور لتعظيم إنتاج مصر من الأسماك تتمثل في: التنمية المستدامة لقطاع أسماك المياه العذبه، تنمية الاستزراع السمكي البحري، تطوير البحيرات المصرية وزيادة انتاجياتها وتنمية الاستزراع السمكي التكاملي في الصحراء مما يحقق رفع متوسط نصيب الفرد من المنتجات السمكية وتحقيق فائض منها للتصدير وتحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي للصيادين واسرهم.
و ان الزراعة المصرية تشهد حالياً طفرة غير مسبوقة وتلقى اهتماماً كبيراً من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية حيث انها القطاع المعني بتوفير الغذاء للمواطنين وتحقيق التنمية المستدامة و توفير فرص العمل ودعم الاقتصاد الوطنى، فقد استطاعت مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك بفضل المشروعات العملاقة التي أطلقها الرئيس السيسي في غليون والفيروز والديبة اضافة إلى الدعم الذي تقدمه الدولة للصيادين وكذلك المبادرات التمويلية الميسرة التي يقدمها الجهاز المصرفي المصري إلى المشروعات الزراعية والانتاج الحيواني والداجني والاستزراع السمكي المتكامل.
وتجدر الاشارة إلى احكام الرقابة من خلال إصدار قانون حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية والذي يتضمن الكثير من المواد التي تنظم آليات الصيد الحديث والتتبع والرقابة وتوفير المعلومات.
و أشار مصيلحى على تواجد أكثر من مؤسسة تتولى الرقابة على الثروة السمكية في مصر مثل جهاز سلامة الغذاء والهيئة العامة للخدمات البيطرية بالإضافة إلى امتلاك مصر لمجموعة متميزة من المعاهد العلمية البحثية والمعنية بالبحوث التطبيقية في مجال الثروة السمكية مثل المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد ومعمل ابحاث الثروة السمكية وكذلك المركز الإقليمي للأغذية والاعلاف بالإضافة إلى استحداث كلية متخصصة في الثروة السمكية بجانب البرامج والأقسام الموجودة في كليات الزراعة والطب البيطري كل ذلك بهدف توفير خريجين على قدر عالي من الكفاءة في مجال الثروة السمكية.
و أنه لا شك في الأهمية و الدور الكبير الذي قدمته الأبحاث العلمية و الدراسات في تحسين الكثير من جوانب الحياة وتعتبر المؤتمرات العلمية من أفضل وسائل النشر العلمي لما تقدمه من خدمات تميزها و تنفرد بها عن باقي الطرق الأخرى , فعلى الرغم من التوجه الكبير إلى المجلات العلمية المحكمة إلا أن المؤتمرات العلمية أصبحت لا تقل قيمة عنها في جودة عملية التحكيم و الضوابط التي تضعها لضمان قيمة البحث اضافة إلى السرعة في عملية النشر.
و إختتم مصيلحى كلمته بتقديم خالص الشكر والتقدير على المُشاركة في المؤتمر و المعرض الدولى للثروة السمكية في أفريقيا "AFRQ22" هذا وأُعرب عن خالص التقدير لجميع الوفود وللقائمين على رعاية الحدث لما بذلوه من جهود للإعداد له وظهوره بأفضل صورة.
ساحة النقاش