مصر: دعوة لحماية ما يمكن أن تكون في المستقبل أخر شعاب مرجانية في العالم
إعداد/ محمد شهاب
دعا علماء وباحثون منظمة التعليم والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى إعلان النظام البيئي للشعاب المرجانية في خليج العقبة والبحر الأحمر بالقرب من الشواطئ المصرية كموقع للتراث العالمي البحري، إذ تتمتع الشعاب المرجانية في الجزء الشمالي من البحر الأحمر بقدرة على مقاومة تغير درجات حرارة المياه الناجم عن ظاهرة تغير المناخ وما يتبع ذلك من إحداث تبييض للشعاب المرجانية.
ويشعر دعاة الحفاظ على البيئة بالقلق من تأثير السياحة والقمامة التي يمكن أن تتراكم في البحر الأحمر في مواقع الغواص على هذه الشعاب المرجانية.
في الوقت الذي يتسبب التغير المناخي بالأضرار على الشعاب المرجانية في أماكن أخرى لاسيما على الحاجز المرجاني العظيم قبالة شرق أستراليا.
وبالرغم من أن التوقعات المرافقة للشعب المرجانية الأخرى لا تبشر بالخير، إلا أن الباحثين يأملون أن يستخدم هذا النظام في يوم ما لإعادة زرع الشعاب المرجانية الأخرى المفقودة بسبب التبييض (تبييض المرجان هو استجابة للتوتر ويمكن أن يكون سببها العديد من العوامل).
باحثون سويسريون وإسرائيليون من المعهد التقني الاتحادي العالي في لوزان (EPFL)، ويونيل (جامعة لوزان) وجامعة بار إيلان والمعهد الإسرائيلي الجامعي للعلوم البحرية يقومون بدراسة هذا النظام ووجدوا أنه بعد تعرض الشعاب المرجانية لظروف صعبة ومرهقة لمدة ستة أسابيع لا تبيض في هذا المكان، ما يمكن اعتباره علامة واعدة.
إلا أن هذا الأمر لا يعني أنها لا تواجه تهديدات في المكان الذي تقصده عالمة الأحياء البحرية نور الصاوي ومدربة الغوص السابقة آمي جونسون.
ومن خلال المشروع الذي قامت جونسون إلى جانب الصاوي بتأسيسه "مشروع أزرق" تعمل الفتاتان على تثقيف المتوافدين إلى المكان والسياح حول الشعب المرجانية والمساعدة في الحفاظ على أشكال الحياة الحساسة.
وقبل أيام كان فريق "مشروع أزرق" متواجد في موقع الغوص لإجراء مسح شهري لرصد الشعاب المرجانية، من خلال اتباع الإرشادات التي تم وضعها من قبل "أغرا" منظمة تقييم الشعاب المرجانية في المحيط الأطلسي والخليج، وهي منظمة دولية غير ربحية تعمل على حماية الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.
وتقول جونسون "في الوقت الحالي، نراقب ثلاثة مواقع. وبشكل أساسي نقوم بجمع بيانات عن الأسماك واللافقاريات (الحيوانات التي لا تمتلك عمودا فقريا) وأمراض الشعاب المرجانية. جميع البيانات التي نقوم بجمعها تعطينا فكرة واضحة حول صحة الشعاب المرجانية. لذلك نقوم باختيار أنواع محددة لمراقبتها لأنها مؤشرات على صحة الشعاب المرجانية".
من خلال "أغرا" يمكن للمتطوعين المشاركة في حملات علمية مثل هذه الحملة التي تهدف إلى مسح صحة هذا المشهد الجميل.
وأشارت الصاوي إلى أن أحد أبرز الأشياء التي يقومون بالبحث عنها هي الـ"دامسل". إنها صغيرة جدًا و" مرتبطة بالشعاب المرجانية ".
الدامسل هي عائلة من الأسماك تعيش في المياه المالحة ومعظمها تعيش في الشعاب المرجانية.
وبينما كان العديد من السياح يتجولون في المكان ويمارسون أنشطتهم اليومية، كان "مشروع أزرق" ومجموعة من نادي الغواصين يذهبون لالتقاط القمامة.
وتتابع الصاوي "الهدف من عملية الغطس هو التقاط أكبر قدر ممكن من القمامة الموجودة في قعر البحر، وبمجرد خروجنا نفصل بينها وفقًا لنوعها. نقوم بفصل الزجاج والبلاستيك وأغطية الزجاجات والسجائر ونضع كل صنف على حدة".
خلال هذه العملية تم جمع 173 من أعقاب السجائر من قاع البحر، بالإضافة إلى قطع من القماش والسكاكين البلاستيكية وأغلفة الطعام وأكثر من ذلك.
وقالت الصاوي أنه في ما بعد يتم تسجيل النتائج التي تم التوصل إليها، وعندها يتم اكتشاف ما هي أكثر المواد التي تسبب مشاكل في البحر في الوقت هذا.
منذ يناير 2019 قام برنامج مشروع الغوص ضد الحطام في مشروع أزرق بجمع 1845 من أعقاب السجائر و 575 عبوة بلاستيكية و 235 قطعة من الزجاج والسيراميك و 8 إطارات سيارات و 5 علب رش و 52 علبة قصدير، من بين أشياء أخرى كثيرة.
بالإضافة إلى هذه الأنشطة، يقدم المشروع أيضًا عروضًا في علم الأحياء البحرية لمدربي الغوص والسياح الذين يرغبون في معرفة المزيد عن الحياة البحرية المحلية.
الشعاب المرجانية هي العمود الفقري للسياحة في دهب، لذلك فإن صحتها والحفاظ عليها أمر ضروري، لتبقلى الواجهة التي تجذب الغواصين والسياح من مختلف أنحاء العالم.
<!--<!--<!--
ساحة النقاش