محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

مصر و تصدير استاكوزا المياه العذبة(جراد البحر) للصين

إعداد/محمد شهاب

في السنوات الأخيرة، صار طبق جراد البحر الصغير مع الفلفل الأحمر الحار من الأطباق المفضلة للشباب في الصين. حسب ((تقرير التنمية لعام 2018 بشأن تنمية صناعة جراد البحر الصغير في الصين))، بلغت قيمة جراد البحر الصغير الذي أنتجته الصين في عام 2017 نحو 5ر268 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات حاليا)، منها 5ر48 مليار يوان قيمة إنتاج صناعة التربية وحوالي 20 مليار يوان قيمة إنتاج الصناعة الثانوية القائمة على صناعة المعالجة ونحو 200 مليار يوان قيمة إنتاج قطاع الخدمات الذي تهيمن عليه صناعة الأطعمة والمشروبات. مقارنة مع عام 2016، زادت قيمة الإنتاج الإجمالي لصناعة جراد البحر الصغير في عام 2017 بنسبة 15ر83%. المثير للاهتمام أن جراد البحر الصغير اللذيذ هذا يأتي من نهر النيل في مصر. وفقا للبيانات، في الفترة من عام 2014 إلى عام 2018، فإن نحو 80% من جراد البحر الصغير الذي استوردته الصين جاء من مصر.

هدية من النيل

جراد البحر الصغير نوع من قريدس (جمبري) الماء العذب، ويُسمى أيضا بـ"استاكوزا المستنقعات الحمراء". في البداية، كان قليل من الصيادين المصريين يصطادون جراد البحر الصغير، بل إن هذه الكائنات الصغيرة كانت سببا لمتاعب كبيرة للصيادين المحليين. من المعروف أن نهر النيل غني بسمك البلطي، وهو أحد الأنواع الرئيسية من الأسماك التي يرغبها المصريون. وقد عانى الصيادون المحليون من انخفاض نسب أسماك البلطي في نهر النيل بسبب انتشار جراد البحر الصغير الذي يتغذى على صغار أسماك البلطي. حاليا، تم حل هذه المشكلة بسهولة. بعد طرح مبادرة "الحزام والطريق"، وصل كثير من الشركات الصينية إلى مصر للبحث في السوق المحلية، وبعد سنتين من البحث، وجدت تلك الشركات جراد البحر الصغير في نهر النيل. وعلى ذلك، بدأت تلك الشركات العمل في تجارة جراد البحر الصغير، وغيّرت حياة الصيادين المحليين تماما. في الوقت الراهن، أصبح جراد البحر الصغير مصدر رزق كبيرا للصيادين المحليين وتحول من كائنات مهملة وغير مرغوب بها إلى حيوانات نفيسة.

النيل هو النهر الأم للمصريين، انبثقت منه الحضارة المصرية العريقة المزدهرة، ويعيش فيه أفضل أنواع جراد البحر الصغير البري. ينتمي جراد البحر الصغير إلى الحيوانات القارتة التي تتغذى على المواد الحيوانية والنباتية، ويمكنها أن تتغذى على النباتات المائية والطحالب والحشرات المائية وغيرها من المواد العضوية في نهر النيل. مقارنة مع جراد البحر الصغير الذي يربى في البرك، يتميز جراد البحر الصغير في نهر النيل بلحم ألذ وقشر صلب وحيوية جيدة بسبب درجة حرارة الماء المناسبة، بالإضافة إلى عدم وجود أعداء من الكائنات الأخرى في مياه النيل. لذا، يمكن للتجار نقل هذا النوع من الحيوانات البحرية لمسافات طويلة.

سعادة الحصاد

تقع مدينة أسوان في أعالي نهر النيل، وتعتبر من الأماكن الرئيسية لإنتاج جراد البحر الصغير. في الساعة السادسة صباحا، يبحر الصيادون بقواربهم في نهر النيل لصيد جراد البحر الصغير بسلال وشباك خاصة مصنوعة في الصين.  يكون جراد البحر الصغير الطازج في حجم طول راحة يد الشخص الكبير. شرح هان دونغ رئيس الفرع المصري التابع لشركة Hot & Hot طبيعة العمل قائلا: "تُصنع الشبكات الخاصة لصيد جراد البحر الصغير في الصين، وتتميز بمتانة خيوطها وكبر عيون الشبكات؛ لتجنب صيد جراد البحر الصغير الذي يزن أقل من ثلاثين غراما، مما يحافظ على التنمية المستدامة للبيئة المحلية."

حاليا، يبلغ عدد الصيادين المسجلين في مصر أكثر من ثلاثة ملايين، من بينهم أكثر من خمسين ألف صياد يقومون بصيد جراد البحر الصغير. قال هان دونغ: "منذ عام 2017، قدمنا ثلاثمائة ألف شبكة صيد خاصة وسلال وشاحنات نقل ليستخدمها الصيادون المحليون مجانا. بعد تعلم تقنيات الصيد، تمكن الصيادون من إجادة "أساليب الصيد العلمية" لزيادة الإنتاج والدخل."

وحول التغيرات التي شهدتها حياته بعد تعاونه مع الشركات الصينية لصيد جراد البحر الصغير، قال صياد مصري اسمه عبده: "اشتريت ثلاث سيارات! يعمل كل أقاربي وأصدقائي حولي في صيد جراد البحر الصغير الآن. نشكر الصينيين على مساعدتنا وإرشادنا لمصدر رزق جديد وتحسين مستوى دخلنا."

طريق سريع على طول "الحزام والطريق"

في عام 2018، صدّرت مصر 2750 طنا من جراد البحر الصغير إلى الصين. قال هان دونغ بفخر: "استثمرنا أكثر من مائة مليون يوان لتوفير المسار الجوي الخاص لجراد البحر الصغير بين الصين ومصر. نحتاج إلى ست وثلاثين ساعة فقط لنقل جراد البحر الصغير من نهر النيل إلى المائدة في الصين." قبل الدخول إلى ورشة التصنيع في مصنع جراد البحر الصغير، ينبغي للزائر ارتداء ملبس نظيف خالٍ من الغبار وإجراء عملية التعقيم الأولى. بعد الدخول إلى الورشة، تقوم موظفة مصرية برش المواد المطهرة بسرعة على يدي الزائر للقيام بالخطوة الثانية من التعقيم، وتقدم زوجا من القفازات الطبية له. ورشات التصنيع في المصنع نظيفة ومرتبة، ومزودة بمعدات مستوردة من الصين. كما قام التقنيون بتحسين تلك المعدات بموجب خصائص المواد الغذائية المحلية لتصميم خط الإنتاج الخاص لجراد البحر الصغير.

يشمل تصنيع جراد البحر الصغير عمليات الاختيار والتصنيع الأولي والتعبئة والتغليف والتجميد والتخزين والنقل وغيرها. يتم تنفيذ كل عملية بدقة وبصرامة طبقا لمعايير التشغيل والمتطلبات نفسها تحت مراقبة التقنيين المسؤولين عن مراقبة الجودة. 80% من الموظفين المدربين في مصنع جراد البحر الصغير مصريون.

 يُنقل جراد البحر الصغير الطازج في الغالب إلى مستودعات التبريد بعد عمليات التنظيف ويبقى لمدة عشرين دقيقة وتستغرق عملية القلي بين أربعين وستين ثانية ويستغرق التبريد بين خمس عشرة وعشرين دقيقة، قبل أن تتم التعبئة المفرغة الهواء في خلال عشر ثوانٍ، ثم يُنقل بالطائرات من مصر إلى الصين. تستغرق هذه العملية برمتها أقل من ست وثلاثين ساعة.

منفعة متبادلة لتجارة جراد البحر الصغير

في السنوات الأخيرة، تواصل الصين ومصر تعميق التعاون في الاستثمار والتجارة وغيرها من المجالات المختلفة في إطار "الحزام والطريق". حاليا، يبلغ إجمالي الطلب على جراد البحر الصغير في الصين 9ر1 مليون طن تقريبا، منها 4ر1 مليون طن للطعام وخمسمائة ألف طن للصناعة التحولية، ومازال هناك عجز في العرض مقابل الطلب نحو مليون طن تقريبا. توفر مصانع جراد البحر الصغير الثلاثة في مصر أكثر من ثمانمائة وظيفة للمحليين. لذا، صارت تجارة جراد البحر الصغير في مصر إحدى الأمثلة للدلالة على استفادة الشعوب من التجارة الصينية- الأفريقية في ظل مبادرة "الحزام والطريق".

نصير، وهو عامل من مدينة طنطا المصرية، قال عن تجربته مع المصنع الصيني: "أعمل في هذا المصنع منذ ثلاث سنوات. أحصل هنا على أجر كبير، فاستطعت بناء منزل في مسقط رأسي ومساعدة أخي على الزواج. لقد حدثت تغيرات كبيرة في حياتي بفضل هذا العمل. أريد أن أسافر إلى الصين يوما ما." مشرف المصنع المسؤول عن عملية تنظيف جراد البحر الصغير، واسمه مصطفى، ارتقى من عامل عادي مسؤول عن اختيار جراد البحر الصغير ليصبح رئيس الفريق، ثم أصبح مشرفا، كما وصل أجره إلى 4400 جنيه مصري (الدولار الأمريكي يساوي 57ر16 جنيها مصريا حاليا). قال مصطفى: "في الماضين لم يكن أحد في مصر يرى فائدة في جراد البحر الصغير، أما الآن فيعرف جميعنا قيمته بعد بناء هذا المصنع."

قال هان دونغ: "نأمل في تحقيق تغيرات إيجابية في حياة المصريين وتحويل تجارة جراد البحر الصغير إلى صناعة مستدامة."

الجودة العالية اختيار حتمي في بناء "الحزام والطريق". يجب علينا أن نبلور اتجاه التنمية المشترك للبلدان المختلفة ونتمسك بمفهوم محوره الناس، ونهتم بالاحتياجات الحقيقية لجميع المشاركين ونربط القواعد الدولية بالمشروعات مع التنفيذ الأفضل . أضاف هان دونغ: "ستحاول شركتنا أن تبحث باستمرار عن أساليب مناسبة لتحقيق المنفعة المتبادلة بين الصين ومصر في صناعة جراد البحر الصغير. في إطار "الحزام والطريق"، توفر صناعة جراد البحر الصغير للمصريين الفرصة لتحقيق الثراء ورفع مستوى المعيشة، وتقدم للصينيين الأطعمة اللذيذة الغنية."

ليو هوي، صحفية من صحيفة ((الشعب اليومية))

المصدر: الصين اليوم
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 928 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2019 بواسطة hatmheet

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,280,053