::: قصّة عجيبة في غضّ البصر :::

 

══════ ❁✿❁

 

خرجَ العبد الصالح سليمان بن يسار رحمه الله من بلدته مسافراً ومعه رفيق له ، فانطلقوا إلى السوق ليشتري لهم طعاماً ، وقعد سليمان ينتظره

 

وكان سليمان بن يسار وسيماً قسيماً من أجمل الناس وجهاً ، وأورعهم عن محارم الله!!

 

فبصُرت به أعرابيّة من أهل الجبل ، فلما رأت حسنهُ وجماله انحدرت إليه ، وعليها البرقع ، فجاءت فوقفت بين يديه

 

فأسفرت عن وجهٍ لها كأنه فلقة قمرٍ ليلة التمام ثم قالت : "هبني".

 

فغض بصرهُ عنها ! وظن أنها فقيرة محتاجة تريد طعاماً ، فقام ليُعطيها من بعض الطعام الموجود لديه

 

فلمّا رأت ذلك قالت له: لستُ اريد هذا طعاماً ، إنما اريد مايكون بين الرجل وزوجته!!

 

فتغيّر وجه سليمان وتمعّر وصاح فيها قائلاً : " لقد جهزّك إبليس!!"

 

ثم غطى وجهه بكفّيه ، ودسّ رأسه بين ركبتيه ، وأخذ بالبكاء والنحيب!!

 

فلما رأت تلك المرأة الحسناء أنه لا ينظر إليها ، سَدلَت البرقع على وجهها، وانصرفت ورجعت إلى خيمتها.

 

وبعد فترة ، جاء رفيقه وقد اشترى لهم طعامهم، فلما رآى سليمان عيناهُ من شدّة البكاء وانقطع صوته

 

قال له : مايبكيك؟!!

قال سليمان: خيراً !! ذكرت صبيتي وأطفالي !!

 

فقال رفيقهُ : لا!! إن لك قصة!! إنما عهدك بأطفالك منذ ثلاث أو نحوها

 

فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بقصة المرأة معه!! فوضع رفيقه السفرة، وجعل يبكي بكاء شديداً

 

فقال له سليمان :وأنت مايُبكيك!!

فقال رفيقه: أنا أحقّ بالبكاء منك!!

 

قال سليمان :ولم؟!!!

قال: لأنني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرتُ عنها!!

 

فأخذ سليمان ورفيقه يبكيان!!

 

ولما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى ، أتى الحجر واحتبى بثوبه، فنعس ونام نومة خفيفة

 

فرأى في منامه، رجلاً وسيماً جميلاً طولاً ، له هيئة حسنة ورائحة طيبة،

 

فقال له سليمان : من أنت يرحمك الله؟!!

 

قال الرجل:أنا يوسف النبيّ الصديق ابن يعقوب

 

قال سليمان: إن في خبرك وخبرِ امراةِ العزيز لشاناً عجيباً

 

فقال له يوسف عليه السلام: بل شأنك وشأن الأعرابية أعجب!!!

 

ــــــــــــ

📚 من كتاب حلية الأولياء

لأبي نعيم (١٩١/٢)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 25 يناير 2017 بواسطة hatemdowah

عدد زيارات الموقع

11,116