البيئة وتلوث المياه

=========

الاهتمام بقضايا البيئة ، أصبح من الموضوعات التي تحتل مكانة الصدارة على موائد القرارات السياسية في كل الدول ، سواء دول العالم المتقدم أو دول العالم النامي ، وقد تبين ذلك من خلال الضرر الكبير الذي وقع بالبيئة في كافة أرجاء المعمورة ، شهد القرن الماضي العديد من الكوارث الطبيعية والبيئية التي خلفت أضرار هائلة لا حصر لها ، أدت لحدوث الإخلال بالنظام البيئي على سطح الأرض بصفة عامة وعلى حياة الإنسان .

ومع تنامي الاكتشافات النفطية ومصادر الطاقة وتقدم وسائل الصناعة ووسائل التكنولوجيا ، بدأ يظهر بجلاء انعكاسات هذه الأنشطة على البيئة ، والموارد الطبيعية ، وأهمها ثلوث المياه .

تلوث المياه يُشير تعريف تلوث المياه إلى التلوّث البيئيّ الذي يحدث عندما تفسد المياه أو تُصبح ملوّثة، كما يُطلق هذا المفهوم في حالة إضافة الملوثّات إلى النظم الإيكولوجيّة المائيّة مع عدم القدرة على إزالتها، ويُمكن أن تتعرّض المياه للتلوّث نتيجةً لإضافة الأجسام المُتلفة كزجاجات المياه البلاستيكيّة أو الإطارات المطاطيّة، كما يُمكن أن تعود أسباب تلوث المياه لإضافة المواد الكيميائيّة كإضافة الأجسام القادمة من المصانع والسيارات وغيرها عن طريق الجريان المائيّ.

 مصادر تلوث المياه

تبلغ نسبة البحيرات الملوّثة 64%، كما أنّ 30% من مياه مصبّات الأنهار والخلجان غير نظيفة بالشكل الكافي للصيد أو السباحة، وتتنوّع المصادر التي تُسبب إصابة المياه بالتلوّث؛ حيث يُعدّ كل من الزئبق والفوسفور والنيتروجين أكثر ملوّثان شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكيّة، كما قد يحدث التلوّث نتيجةً لترسّب الهواء أو انحراف وتحويل التيارات المائيّة أو الجريان السطحيّ للزراعة،

 

أسباب تلوث المياه

عند الحديث عن أسباب تلوث المياه يجب ذكر مصادر المياه المُختلفة على سطح الأرض؛ حيث إنّها تُقسّم إلى المياه السطحيّة التي يُمكن رؤيتها كالمحيطات والأنهار والبحيرات والبرك، والمياه الأرضية؛ وهي المياه المُخزنّة داخل الأرض والتي تُسمّى أيضًا المياه الجوفيّة، وما يأتي أسباب تلوّث كلًّا منهما:


أسباب تلوث المياه السطحية

يُمكن أن تتعرّض أجسام المياه للتلوّث بعدّة طرق، ويُمكن تقسيمها إلى أسباب التلوّث المباشر وأسباب التلوّث غير المباشر؛ حيث تُشير أسباب التلوّث المباشر إلى الملوّثات التي تدخل مجاري المياه عبر المصادر التي يُمكن تحديدها كأنابيب معالجة مياه الصرف الصحيّ أو مداخن المصانع، أمّا أسباب التلوّث غير المباشر فتعود إلى الملوّثات التي تصل إلى المياه عن طريق المواثع المندثرة كتلويث المياه بجريان النيتروجين إلى مجرى الماء عن طريق الأرضي الزراعيّة القريبة منه.


أسباب تلوث المياه الجوفية

يُمكن أن تتعرّض المياه الجوفيّة أو الدّاخلية للتلوّث من قِبل الأسباب المباشرة والأسباب غير المباشرة أيضًا؛ حيث تعود الأسباب المُباشرة إلى تسرّب المواد الكيميائيّة إلى الأرض الأمر الذي يؤدّي لتلويث المياه التي تُوجد تحتها، أمّا الأسباب غير المباشرة فمن الممكن أن تعود إلى الملوّثات التي تصل جوف الأرض عن طريق جريان المواد العلاجيّة الزراعيّة من سطح الأرض إلى المياه الداخلية.

ومن أسباب التلوث تلك التأثيرات الكبيرة من المصانع الحديثة بسبب الثورة الصناعية التي اجتاحت العالم ، وساهمت في تخريب البيئة وتخريب معالمها ، فقد حلت الآلة محل الإنسان ، وتم استبدال الطرق البدائية ، بطرق أكثر تطورًا واستعملت المحركات البخارية التي تحتاج لمصادر جديدة للوقود مثل الفحم الحجري والبترول وإضافة للطاقة النووية مما نتج عنها مواد كربونية ، فاقت قدرة النظام البيئي .


بسبب زيادة التجمعات السكانية ، وزيادة المصانع التي تبدأ برمي الفضلات في مجاري الأنهار والبحار ، مما يترتب عليه انتشار التلوث ، إضافة إلى الأبخرة المتصاعدة من الصناعات الكيميائية السامة ، على المساحات الخضراء الكبيرة التي أتلفت الغابات والحشائش القريب منها 

معالجة تلوث المياه

تتميّز المياه بأنّها مائعة جدًا بطبيعتها، وبالتالي فإنّها تدفّق إلى جميع أنحاء العالم دون القدرة على وضع أي حدود لها أو حجزها في منطقةٍ معينةٍ، ولذلك تنتقل إصابة أحد مصادر المياه بالتلوّث إلى المصادر الأخرى ويؤثّر التلوّث على العالم بأكمله وليس مجتمع محدد فقط، الأمر الذي يؤدّي للحدد من فرض المعايير الخاصّة بحماية المياه حول العالم، إلّا أنّ هُناك العديد من القوانين الدّولية التي تهدف لمنع الوصول لمستويات خطيرة من تلوّث المياه، كما تشمل اتفاقيّة الأمم المتحدة لقانون البحار الصادر عام 1982م واتفاقيّة ماربول الدّولية لعام 1978م قوانينًا تمنع التلوّث الناتج عن السفن، أمّا في الولايات المتحدة الأمريكية فتوجد قوانين خاصّة؛ ومنها قانون المياه النظيفة الصادر عام 1972م وقانون المياه الصالحة للشرب الصادر عام 1974م، وتسهم هذه القوانين في حماية إمدادات المياه السطحية والجوفية. 

عملية تكون التلوث بالمياه :

يشغل الماء 71% من المساحة الكلية للكرة الأرضية ، يقدر حجمه بنحو 292 مليون ميل مكعب ، و98% في الحالة السائلة ، وتشير الدراسات العلمية أن 97 % من الماء الموجود بالعالم غير صالح للاستهلاك بسبب الملوحة ، و3% فقط من المياه العذبة ، وغير متوفرة بسبب التجمعات الجليدية ، يحصل الإنسان على الماء من مصدرين هما المياه الطبيعية والتي يتم سحبها من الانهار والجداول والأهوار .

أضرار تلوث المياه :-

تلوث المياه من أخطر المشاكل التي تواجه كل إنسان، وهو ينعكس على صحة الإنسان سواء عقليًا أو جسديًا أو نفسيًا، مما يسبب للإنسان الكثير من الأمراض. حيث أن هناك أسباب كثيرة للتلوث مثل الأمطار الحمضية، والاحتباس الحراري، وغيرها من المسببات التي تؤدي إلى ضرر الإنسان. كما أن تلوث المياه يعمل على زيادة الجراثيم والبكتيريا التي تسبب الأمراض للإنسان مثل أمراض الرئتين والفشل الكلوي، ومشاكل بالتنفس، و الإنفلونزا، والأمراض الوبائية. كما أن تلوث المياه الذي ينتج من الميكروبات والفطريات يسبب خطورة كبيرة مما يسبب لبعض الناس بشلل الأطفال والتيفوئيد والعديد من الأمراض المعدية والقاتلة.


نتائج تلوث المياه :-

تلوث المياه يؤثر على كل شيء في الحياة، لأن المياه هي أساس الحياة التي لا يستطيع أي إنسان الاستغناء عنها، وتلوث المياه يعمل على قتل الكائنات البحرية، أو إصابة الكائنات البحرية بتلوث. كما أن هذا التلوث عندما يصل إلى الإنسان يصبه بأمراض خطيرة لأن المياه تكون مملوءة بالكثير من المواد المتسرطنة التي تصيب الإنسان بها. ومن نتائج تلوث المياه أيضًا إصابة الأطفال التي تكون مناعتهم ضعيفة بالموت، لأنهم لا يقدرون على تحمل تلوث المياه وما به من بكتيريا وجراثيم التي تقضي عليهم. كما أن الأمراض التي يتسبب فيها تلوث المياه من أخطر الأمراض التي يصعب علاجها لأنها تأتي نتيجة المخلفات الكيميائية التي يتم إلقاؤها في الأنهار.

الوقاية من تلوث المياه

يُمكن تقليل أسباب تلوث المياه ومنع تعريضها للتلوّث بشكلٍ كاملٍ عن طريق تلقّي التعليم والثقافة المُناسبة الخاصّة بمخزون المياه ودعم المشاريع الخاصّة للمحافظة عليها محليًا وعالميًا، كما يجب تلقّي التعليم الكافي المُتعلّق بالخيارات التي يُمكن اتخاذها والتي يُمكن أن تؤثّر على المياه في العالم ابتداءً من تسريب الغازات من المحطّات المُختلفة ووصولًا على الرذاذات الكيميائيّة في حديقة المنزل؛ حيث يُمكن التحكّم بعدد المواد الكيميائيّة المُستخدمة في كل يوم، كما يُمكن التطوّع لتنظيف الحدائق والأنهار ودعم القوانين الخاصّة بردع التلّوث المائي أو التلّوث عامةً.

===========

 Basmetaml.com

المصدر: Basmetaml.com
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 233 مشاهدة

حسن عبدالمقصود على رزق

hassanrzkali
موقع بسمة امل موقع ثقافى اجتماعى عائلى لجميع افراد الاسرة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

73,033