الأستاذ الدكتور حسن محمد حسن على حمزة

 

قصيدتى فى سيرة خير البشر ممتدة

 إذا أطال الله عمرنا وأمده

يا هناء من أحبه ويا سعده

فهو رسول الله وعبده

من فرح بنا فرحنا به

فرح بمولده ابو طالب وجده

فرح بمولده من سار على دربه

فرح بمولده من إستنار قلبه

فرح بمولده من هام فى حبه

فرح بمولده من رجى فى الجنان قربه

فرح بمولده من عرف قدره

ولا يعلم قدره غير ربه

فهذا الذى قد علا فى الأفق نوره

ورفع الله فى العالمين ذكره

رقص فى مسجده الأحباش وعائشة على كتفه

و قال فى الصحيح لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً

وإِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ

وهو الذى قال من أحب أن يبسط له فى رزقه

وأن ينسأ له فى أثره

فليصل رحمه

     أقسم الله بمولده وكذا حياته

ولا ينكر ذلك إلا حساده

فأقسم بالعصر الذى فيه ميلاده

والبلد الأمين الذى حل فيه بذاته

وعمره المجيد وكان فيه معجزاته

وبه شاهداً وشهيداً على أتباعه

يوم ميلاده عيدٌ عساكم من عواده

حياته خير وخير كذلك بعد مماته

    بإرثه الموروث تحيا النفوس

فهو الهدى والنور وشمس الشموس

ساقينا يوم الحشر كئوس

يوم تدنو الشمس من فوق الرؤوس

مرجو شفاعته فلا بشفاعته أحد  يئوس

    أورق الروض فى الربيع

وتمايل الغصن الغض البديع

و أينعت زهور وفارت ينابيع

وزهى بين الشهورالعربية  شهر ربيع

و شهرإبريل الزاهى البديع

بمجئ عالى القدر الرفيع

تهدم ايوان كسرى المنيع

بقدوم من للأنام  شفيع

     شفيع الناس فى المحشر

جميل الصورة والمخبر

عليه  سلم فى مكة الحجر

و أشار فانشق القمر

حين أتاه من قريش نفر

يريدون منه  إنشقاق  القمر

كدليل صدق  على  ما يخبر

صارع ركانة   الذى كان ينوى بالنبى الشر

فجعل ركامة يتهاوى وعلى الأرض خر

وشقت له  شجرة سَمُر

فأتاه بين يديه نصفها يانع أخضر

ثم عادت والتأمت  حين أمر

دعى بآية للطفيل بن عمرو

نوراً فى وجهه بين قومه حين يمر

فما قالو إلا سحر مستمر

ولكن صدق به كرام البشر

فعزرو محمد عظيم الخبر

الأكرم على ربه ولا فخر

به منحنا الفوز والقدر

بليلة تعدل ألف شهر

     حن إليه الجذع وبكى

فضمه إليه فسكن و هدى

وسبح بين يديه الحصى

نبع الماء من بين أصابعه فشرب الجيش وارتوى

سكن الوحش إجلالاً للمصطفى

فإذا خرج من بيته ترمرم الوحش  ولهى

وإليه البعير من صاحبه إشتكى

ببصقة من فيه برء جرح الحارث وشفى

عين على لما رمدت ومنها بكى  

بصق فيها  النبى بريقه والصديد  عنها إنجلى

ولم يصبها من يومها أى  أذى

وعين قتادة بعد سقوطها بيد  النبى أعادها

 فردت مكانها والنور فيها بدى

ريقه ترياق ولكل داء دواء

عانى فى دعوته  أشد  العناء

فصبيان الطائف ألقوا عليه الحصى

فتولى عنهم وقال يا أسفى

وأطال الدعاء لربه  والنجوى

يقول لربه لك العتبى حتى ترضى

فجاءته الملائكة مسرعة مؤيدة وله سلوى

واعترف لك الجن بالرسالة والعبودية العظمى

باض على الغار ليحميه حمام الحمى

وغنى ليؤنسه بلحن الوفا

والعنكبوت نسج عليه نسجاً مرهفاً

غاصت أقدام فرس سوارة فى الثرى

حين قرب ودنى من نور الورى

علمنا الدين والتوحيد وكذلك الذوق والإتيكيت

كل بيمينك وكل مما يليك

إغسل قبل الأكل يديك

نظف لباسك واغسل فى الوضوء رجليك

أمرنا بعزل الأذى عن الطريق

وأن تلقى أخاك بوجه طليق

وأن لا تذكر بالعيب فى الغيب أحدا واذكر عيوباً فيك

وأن توقر الكبير وتحسن إلى والديك

أمرنا بالإحتراز من البيئات الجديدة

فإذا كان الطاعون فى بلدة فلا تخرج منها ولا تدخل فيها

وإذا مت موحداً صرت شهيدا

احبه اصحابه حبا فريدا

بالفعل لا بالقول ولا تهليلا

فلما كان يوم أحد كان النبى فى كرب شديدا

فهذا ابو دجانه يحميه بوجهه وليس عنه يحيد

فتلقى فى ظهره ضربات كانت مصوبة للنبى تريده

فكان مثل القنفذ فى ظهره رشقت سهام عديده

وطلحة يجعل خلفه النبى ليحميه مما سدد اليه  تسديدا

من سيوف وسهام فقطعت اعضاءه تقطيعا

فكان يمشى على الأرض شهيدا

وذو البجادين خرج مهاجراًمحباً للنبى سعيداً

وعرض الإسلام على عمه فهدده تهديداً

و جردوه حتى من ملابسه تجريدا

وطلب الشهادة فتنبأها له فمات بالحمى بعد غزوه تبوك شهيدا

فحفر النبى قبره بيديه ونام فى قبره ليمهده له تمهيدا

هذا هو الحب الذى عناه النبى تاكيدا

المرء مع من احب فيا سعد من احبه حباً أكيدا

عظم مكان يسمى بالمدينة العذراء

العطر فيها يفوح وينتشر الضياء

فيها خير البشر محمد سيد النبلاء

فيها مزرعة سلمان التى غرس نخلها بيداه

فيها درب السنة والذى كان  ممشاه

كان يمر فيه من مسجده لزيارة أهل قباء

فيها بئر عثمان يتفجر منه عذب  الماء

صلوا على خير البشر منصف الفقراء

ليعيش الكل فى حق الحياة سواء

يا سعد من شاهد نوره ورآه

هب النسيمُ عليلا** فى طِيبةِ الطيبةِ الجميله
سَهِرتُ فى ليلها ليلا طويلا * ورَشَفتُ من مائها عذبا سلسبيلا
تراقصت شفتاى بحروف جميله* فى مدح ساكنها بكرة وأصيلا
ذبتُ شوقا إليه فهذا جفنى ذابلا وذاك جسدى نحيلا
ذقتُ الهوى وتضوعت ُ الأسى خوفا من عينى أن لا تراك
فعين قلبى يرى نور وصفك منجلٍ فسجد الفؤاد لمن سواك
مليحاً لينا قريبا لمن رجاك  * راجين يا سيدى فى الجنان قرباك
مفاتيحُ كنوزِ الأرضِ بيمناك * ومالنا ساقياً على الكوثرِ سواك
حن اليك الجذع حين تنحيتَ عنه تشوقاً ونحن نَحِنُ إلى لقياك
فبنات النجارِ حين رأينك **قلن ياحبذا بمحمد من جار
فنلن أعظمَ رتبة ٍ ومكانةٍ بمحبةِ  المختار
ورأين بعينِ رؤسهن سطوعَ َ نورِ الأنوار
ونحن نَحِبُك ياحبيبي فاشهدى يا أشعارى

سيدا لم يزل بأمته مشغول

لا يحب فينا متراخياً  كسول

عرفت به ربى بلا عناء يطول

فنعم الهادى لباب الوصول

هدانا سبيلاً  غير ذى عوج  ذلول

كى لا نحيد عنه أبداً  أو نزول

معذرة لإبن الفارض الحموى

 فى إستعارة أبيات منه لقصيدتى

لحاني عَذُولي ليس يَعْرِف ما الهوَى

وأينَ الشجيُّ المُسْتَهامُ مِنَ الخَلي

فدَعْنِي ومَن أهوى فقد مات حاسدي

وغابَ رقيبي عند قُرْبِ مُواصِلي

   قلت هذه الأبيات مدحاً فى الأمين

 عسى أكون مادحاً فى المادحين

رسول كريم أكمل الله به الدين

فحبه فى القلب راسخ متين

 

المصدر: من أشعارى تحت النشر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1740 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

36,449