ولاشك ان السموات والأرض كانتا رتقا متلاصقتان فانفصلا عن بعضهما البعض
وقد نستطيع ان نسافر عبر الزمان الى بعض أقطار السماء وقد نخرج من جاذبية الارض ونسير فى الهواء ولكن هذا يحتاج الى سلطان اى الى اسباب من القدرة المالية والصناعية والتكنولوجية التى تساعد ان نرتقى ونسافر الى اجواز السماء
ولكن قد ياتى من السماء ضيوفا لزيارتنا وتحط رحالهم فوق الارض ليحدثونا عن عالمهم نعم ضيوف من السماء غرباء عنا انها النيازك التى تاتى من السماء
وفى هذه السلسلة التالية سنقدم عرض مقتبس من كتاب الدكتور على بركات من هيئة المساحة الجيولوجية المصرية عن النيازك أحجار السماء
نامل ان يجد طريقه الى المعنيين بهذا الشأن لتعم الفائدة
ونامل كذلك ان نتلقى مساهمات اخرى لكى نواصل تحديث المعلومة وتصحيحها
د حسن بخيت
امين عام المساحة الجيولوجية المصرية
تعريفات
- النيازك والشهب :
يضم النظام الشمسي (شكل رقم 1) ، إلى جانب الشمسِ ، تسعة كواكب (أعلن مؤخرا عن اكتشاف الكوكب العاشر) ، وبضع عشرات من الأقمار ، التي تتبع هذه الكواكب . بالإضافة إلى ذلك ، يضم النظام الشمسي ؛ آلاف الكويكبات ، التي تدور بين كوكبي المريخ والمشترى ، وعدد ضخم من أنوبة المذنبات ، التي توجد على حدود النظام الشمسي فيما يعرف بغيمة أورت , وغبار ما بين الكواكب (114) .
والنيازك أو الأحجار السماويـة (Meteorites) ، قطع معدنية أو صخرية ، تسقط على الأرض من الفضاء الخارجي- من مصادر مثل الكويكبات والمذنبات وبعض الكواكب والأقمار- بأحجام مختلفة ، بعضهـا دقيق جدا بحيث لا يتجاوز حجم حبات الرمال ، والبعض الأخر كبير جدا ، حيث يصل إلى مئات ، وأحيانا آلاف الأطنان . والغالب على الأحجار السماوية ، صغر أحجامها . فالنيازك الكبيرة الحجم نسبيا ، والتي يمكن اكتشافها أو ملاحظتها ، وقت سقوطها أو بعد سقوطها ، بفترات زمنية قصيرة أو طويلة ، لا تشكل سوى النذر اليسير ، من نسبة المادة المتساقطة على الأرض . ويقدر الباحثون نسبة ما يسقط على الأرض من نيازك بأحجام كبيرة نسبيا ، بأنه لا يتجاوز 1٪ من نسبة ما يعرف بالمادة الكونية ، الساقطة على الأرض . أما كمية ما تستقبله الأرض من المادة الكونية ، فيقدر بحوالي 100 إلى 1000 طن يوميا (53) ، غالبا ما تكون على هيئة جسيمات دقيقة ، تكاد لا ترى بالعين المجردة ، وهو ما يعرف بالتراب النيزكي (Meteoritic dust) ، أو النيازك المجهرية ، نسبة إلى دقة أحجامها .
وهناك اختلاف بين النيازك والشهب ، على الرغم من أن الكثيرين يخلطون بين الظاهرتين باعتبارهما نوعا واحـدا . فالشهب (Meteors) (شكل رقم 2) ، هي الظواهر الضوئية المصاحبة لدخول النيازك في جو الأرض . وغالبـا ما تنشأ عن النيازك الدقيقة الحجم ، التي تحترق كلية في الجو ، ولا تصل سطح الأرض ، كالنيازك الأكبر حجما ، والتي عادة ما تقاوم الاحتراق ، وتخترق الجـو إلى أن تصل سطح الأرض .
- الأقسام الرئيسية للنيازك :
بدراسة المكونات المعدنية ، والكيميائية ، والصفات الفيزيائية ، لمختلف أنواع النيازك المعروفة ، تبين منذ بداية الاهتمام العلمي بالنيازك ، أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية (97) ، هي كالأتي :
نيــازك حديديــة (Iron Meteorites):
النيازك الحديدية ، واحدة من أهم أنواع النيازك ، وأكثرها شهرة . وتتكون أسـاسا من معادن الحديد مــع النيكــل (الكامسيت ، والتانيت) ، مع نسبة بسيطة من معادن السيليكات ، غالبا ما لا تزيد عن حوالي 10 ٪ . وقد وفرت هذه النيازك للإنسان ، الحديد الخالص ، الذي استغل منذ أقدم العصور في صناعة الأدوات الحديدية . وعلى حسب البيانات المتاحة عن عدد النيازك المعروفة ، يتبين أن هذه النيازك تشكل حوالي 4٪ من نسبـة النيازك .
نيـازك حديديـة - حجريـة (Stony Irons):
وهي خليط من معادن الحديد مــع النيكــل (التي تشكل النيازك الحديدية) ، ومعادن السيليكات (التي تشكل النيازك الحجرية) . وغالبا ما تتكون من حوالي 50٪ معادن حديد ونيكـل ، وحوالي 50٪ معادن سيليكـات ، مثـل الأوليفين ، والبيروكسين ، والبلاجيوكليز ... الــخ . وتشكل هذه النيازك ، نسبة بسيطة جدا من النيازك التي تسقط على سطح الأرض ، حيث لا تزيد نسبتها عن 0.5 ٪ .
نيــازك حجريــة(Stony Meteorites) :
وتشكل هذه الطائفة النسبة الأكبر من النيازك المعروفة ، إذ تصل نسبتها حوالي 95 ٪ منها . وتتكون هذه النيازك أسـاسا من معادن السيليكات ، كالأوليفين والبيروكسين ، والبلاجيوكليز ... إلخ ، مع نسبة بسيطة من معادن الحديد-نيكـل ، تصل في بعض الأحيان إلى 15 ٪ من نسبة المعادن المكونة لها .
- السقوط والاكتشاف :
خلال دراسة النيازكِ ، من المهم أَن يميز الباحث بين تعبيرين مختلفين ، هما : "السقوط" و"الاكتشاف" . فالتعبير "نيازك ساقطة" (Fall) ، يعبر عن النيازكِ التي تلتقط بعد مدة زمنية (قصيرة أو طويلة) ، من مشاهدة حوادث سقوطها ، في حين أن تعبير "نيازك مكتشفة" (Find) يلحق بالنيازك ، التي يتم العثور عليها مصادفة ، في مواقع لم يسبق أن شوهدت أو سجلت حوادث سقوط نيازك عليها (114) . ويكون النيزك في هذه الحالة قد سقط على الأرض ، منذ فترة زمنية طويلة أو قصيرة ، لكن لم يلحظه أحد. ولا شك أن النيازك "الساقطة" ، ذات قيمة علمية كبيرة مقارنة "بالمكتشفة" ، ذلك أن دراسة الأولى تفضي إلى التعرف على الظواهر والخصائص الأصلية للمادة النيزكية، التي لم تتأثر بالعوامل الأرضية . وتجدر هنا الإشارة إلى أن اكتشاف تأثيرات المياه ، على بعض المعادن ، في نيزك النخلة البحرية المصري "ساقط" ، الذي سقط على الأراضي المصرية في عام 1911م ، أخذت من ضمن العوامل التي تشير إلى أن المياه تخللت الجسم قبل سقوطه على الأرض ، حيث أن النيزك لم يترك على سطح الأرض ، ليتعرض لتأثيرات المياه الأرضية ، مما يعني أن مصدر النيزك (المريخ على حد زعم بعض الباحثين) ، شهد وجود مياه جارية على سطحه في فترة زمنية ما . وتعد هذه الظاهرة ، من بين العوامل التي تؤخذ في الاعتبار ، عند الحديث عن احتمال وجود مياه وحياة على سطح المريخ . هذا ولو أن تأثير المياه لوحظ في أحد النيازك "المكتشفة" ، لعزي ذلك بداهة إلى تأثيرات المياه الأرضية ، ولم يلق اهتماما كبيرا . ولكن ذلك لا يقلل كثيرا من أهمية النيازك "المكتشفة" ، خاصة وأنها تفيد في دراسة تأثيرات العوامل الأرضية على النيازك ، وتغير المحتوى الكيميائي والمعدني لها .
ومن أمثلة النيازك المصرية الساقطة ، نيزك النخلة ، الذي سبق ذكره ، ونيزك "سيناء" الذي سقط على الجزء الشمالي الغربي من شبه جزيرة سيناء ، بالقرب من القنطرة شرق في عام 1916 م . ومن أمثلة النيازك المكتشفة ، نيزك إسنا الذي اكتشف في عام 1970 م بالصحراء الغربية ، جنوب غرب مدينة إسنا ، ونيزك واحة البحرين ، الذي اكتشف في عام 1983م ، بالقرب من واحة البحرين المهجورة ، على الطرف الشمالي الشرقي لبحر الرمال العظيم ، بالصحراء الغربية المصرية .
- النيـازك الحفريـة (Fossil meteorites) :
يقصـد بمصطلح النيازك الحفـرية : النيازك التي سقطت على الأرض من أزمنة بعيدة ، واختلطت بالمواد الأرضية ، ودفنت في الرواسب المفككة ، التي تصلدت لتكون ما يعرف بالصخور الرسوبية (80) . وبذلك يكون عمر هذه النيازك الأرضي (الفترة الزمنية التي انقضت منذ سقوطها على الأرض) هو عمر ترسب ذات الصخور التي توجد فيها . تماما كما هو الحال بالنسبة لبقايا الكائنات الحية التي كانت تعيش على الأرض في الأزمنة السحيقة ، والتي تحفظ آثارها أو أجزاء منها بعد موتها ودفنها في الصخور الرسوبية ، ويحدد عمرها بعمر تكون الرسوبيات التي تحفظ فيها . والذي يطرح هذا النقاش بقوة ، حقيقة أن النيازك تسقط على الأرض منذ نشأنها ، فلماذا إذن لا نعثر على تلك النيازك ؟ وأقدم نيزك معروف حتى الآن ، هو نيزك "تاموريجال ، شيلى" (Tamaurgal, Chile) ، الذي يبلغ عمر سقوطه على الأرض بحوالي 1.5 مليون سنة (66) . فأين النيازك التي يفترض أنها سقطت على الأرض من أزمنة بعيدة ؟ وهل يمكن العثور على نيازك محفوظة ضمن رواسب الصخور الأرضية ؟.
الواقع أنه لا توجد أسباب منطقية لعدم احتمال وجود نيازك حفرية ، ولكن تكمن المشكلة في صعوبة التعرف عليها ، نظرا لعدد من العوامل من أهمها :
1- ندرة النيـازك ذاتها
2- سهولة تحللهـا
3- عدم معرفة العمر الأرضي للنيازك بدقـة .
فالنيازك المجواه (التي تعرضت لعمليات التجوية الأرضية) ، التي يعثر عليها على سطح الأرض ، لا يستبعد أن تكون نيازك حفرية ، سقطت من زمن بعيد ودفنت في الرواسب المفككة التي كونت صخورا رسوبية ، ثم تحررت منها بعمليات التجوية ، التي فككت تلك الصخور الأصلية . فمثلا نيزك "سيردس" (Sardis) الحديدي ، الذي عثر عليه في ولاية "جورجيـا" الأمريكية ، يعتقد البعض أنه سقط في عصر "الميوسين الأوسط" (Middle Miocene) (حوالي 15 مليون سنة) في مياه البحر ، ودفن في الرواسب البحرية ، التي كونت ما يعرف بتكوين "هاوثورن" (Hawthorne) ، الذي وجد عليه . إذ يعتقد أن الطبقة الصلدة التي كان النيزك محفوظا فيها ، تعرضت لعوامل التجوية التي فككت مكوناتها ، فتحرر هذا النيزك ثانية وتكشف على سطح الأرض . وفي عام 1930 م ، عثر على نيزك حديدي ، على عمق حوالي 1525 قدم ، أثناء حفر بئر بترولي ، بمنطقة تتبع ولاية "تكساس" ، بالولايات المتحدة . ولم يشك أحد في كون هذه المادة نيزكية ، بسبب وجود نسبة عالية من النيكل ، ظهرت في التحليل الكيميائي الذي أجرى على العينة . وكذا التعرف على خصائص أخرى من أهمها ، وجود ما يعرف بتركيب "فيدمنستاتن" (Widmanstatten structure) ، وهو تركيب مميز ، يظهر في الأسطح المصقولة للنيازك الحديدية ، على شكل خطوط وأشرطة دقيقة تتقاطع مع بعضها البعض بزوايا مختلفة . لكن لم يتبقى من هذا النيزك ، شىء يمكن حفظه بالمتاحف (80) .
- تسميـة النيـازك :
تمثل النيازك التي تجمع أثناء سقوطها أو تكتشف بعد قترة زمنية من سقوطها ، أحداثا فريدة ونادرة . ومن ثم يجب أن تعطى أسماء محددة لسهولة التعرف عليها ودراستها . وقبل ظهور الجمعيات العلمية المتخصصة ، والتي تعني بدراسة النيازك ، كانت التسمية لا تخضع لقواعد أو أسس محددة . فقد كان النيزك أحيانا يسمى باسم من عثر عليه ، أو باسم الباحث الذي قام بدراسته (80) . كما أنها كانت تسمى بخاصية خارجية أو داخلية مميزة . فعلى سبيل المثال ، سميت طائفة من النيازك ، باسم "بالاسيت" نسبة إلى "بيتر سيمون بالاس"(Peter Simon Pallas) ، الذي يعد أول من عثر على نيزك من هذه الطائفة . وكانت قبيلة "الاسكيمـو" ، تسمى أحد النيازك الحديدية ، باسم الخيمة ، نسبة إلى شكله الذي بدا لهم كما لو كان يشبه المظلة ، وظل هذا الاسم متداولا بين الباحثين ، حتى وضعت الضوابط التي تنظم عملية التسمية .
ونشأ عن عدم وجود قواعد محددة للتسمية ، خلط كبير في أسماء النيازك ، فأصبح من الممكن أن يسمى نيزك واحد بأكثر من اسم . ومن الأمثلة على ذلك ، نيزك "كيب يورك" (Cape York) ، المكتشف في "جرين لاند" . فهذا النيزك له عدد من الأسماء ، منها على سبيل المثال ؛ "أينجيتو" (Ahnighito) ، وهي تسمية "الاسكيمو" لإحدى القطع الثلاث التي تنتمي إلى نيزك واحد حديدي ، والتي تعنى الخيمة ، وهذه التسمية مشتقة من شكله الذي يشبه الخيمة ؛ و"بافين باى" (Baffin's Bay) ؛ و"ملفيل باي" (Melveille Bay) ؛ و" نورث ستار باي" (North Star Bay) ؛ و"رسوس أيرون" (Ross's Iron) ؛ و"سافيك" (Savik) ؛ و"سواليك موينتينس" (Sowallick Mountains) (80) . ومن الأمثلة أيضا على الخلط في تسمية النيازك ، نيزك القنطرة المصري ، الذي سقط في شهر أغسطس عام 1916 م بالقرب من بلدة القنطرة شرق بسيناء ، وسمي بعدد من الأسماء ، منها : "النيزك المصري" ، و"نيزك سيناء" و"نيزك "القنطرة" ..
ومن ثم فطن الباحثون إلى هذه المشكلة ، ووضعوا قواعد محددة وملزمة لتسمية النيازك ، تم تعميمها مع ظهور دليل النيازك الذي أصدره متحف التاريخ الطبيعي في عام 1953 م ، أعده "يريور" و "هـاي" (Prior and Hey)(99) . ويقوم بتطوير هذه الأسس في الوقت الراهن ، ومتابعة المتغيرات التي تلحق بتسمية النيازك ، ما يعرف بلجنة تسمية النيازك ((Nomenclature Committee ، المنبثقة من جمعية علم النيازك العالمية (Meteoritical Society) ، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية حاليا . وأهم مفردات التسمية في المواقع المسكونة ، تسمية النيزك باسم المكان الذي عثر عليه فيه ، ويفضل أن يكون المكان مشهورا ومعروفا ، بحيث يسهل التعرف عليه، من على الخرائط الطبوغرافية ذات المقاييس المناسبة . وعند اكتشاف عدد من النيازك في مكان واحد ، فقد اتفق على ترقيم هذه النيازك بالنسبة إلى مائة (53) . على سبيل المثال لو عثر على مجموعة من النيازك المختلفة في منطقة ما ، مثل منطقة المقطم ؛ فإنها تسمى : المقطم 001 ، المقطم 002 ، المقطم 003 ، وهكذا . ويجب أن تحدد إحداثيات نقطة العثور على النيازك بدقة . ولعل الهدف الأساسي من نسب تسمية النيازك للمناطق التي يعثر عليها فيها ، سهولة البحث عن بقاياها ، وضمان عدم دراسة نيزك واحد على أنه أكثر من واحد . وفي حالة المناطق النائية ، كالقارة القطبية الجنوبية ، والتي تزورها بعثات محددة خلال فترة زمنية كبيرة نسبيا ، فإنه اتفق على نسب النيازك المكتشفة فيها إلى أقرب منطقة معروفة ، تم الاكتشاف فيها أو بالقرب منها ، مثل "تلال آلن" (Allan Hills) ، والسنة التي تم فيها الكشـف ، ورقم الكشف بالنسبة لسنة البعثة . وعلى سبيل المثال ، يسمى أول نيزك اكتشف بالقرب من "تلال آلن" ، خلال بعثة عام 1981م ، "تلال آلن" 001 /81 (Allan Hills 81001) . ويجدر الإشارة ، إلى أن فريقا من الباحثين ، من وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسـا) (NASA) ، زعم في عام 1996 م ، أن هذا النيزك ، يحتوى على بقايا أو آثار كائنات عضوية مجهرية متحفرة كانت تعيش على سطح كوكب المريخ (84) ، ومن ثم نال هذا النيزك اهتماما علميا كبيرا .