المعادن الاستراتجية حرب غير معلنة

د/حسن بخيت

[email protected]

إن المتعمق للظواهر الطبيعية ليستقرأ الكثير والكثير وليستنتج الأكثر حول أسرار هذا الكون الذي نحياه فتطور الحياة منذ ان خلقها الله ينم على حكمة بالغة تتناغم أطوارها مع احتياجات االبشر  فمع الثورات او الطفرات الكبرى التي غشيت هذا العالم تجد التتابع الطبيعي للاكتشافات الذى يتناسب مع كل مرحلة من مراحل تطور البشرية.

وعنما نتحدث عن الاكتشافات  فلابد من ان نوضح ان هناك فرق شاسع بين الاكتشاف والاختراع فالاكتشاف هو العثور على شىء موجود بالفعل اما الاختراع فهو الاستفادة من هذا الاكتشافات فى اختراع اجهزة او معدات للاستفادة من هذا الاكتشافات.

 في الوقت الذي يشهد فيه العالم، حرباً معلنة ضد ما يسمى بالإرهاب، فإن ثمة حروبا خفية، تتخذ أشكالاً متباينة، تدور رحاها في مناطق عديدة من العالم·· تشنّها الدول الصناعية الكبرى، وتستهدف من ورائها الهيمنة على ما يُطلق عليه المعادن الاستراتيجية والتي تُعرّف بأنها المعادن اللازمة لحماية الدولة، وقيام الصناعات المهمة بها، والتي يؤتى بها، كلها أو بعضها ، من مصادر خارج هذه الدولة، وذلك حين لا تكفي المصادر المحلية، كماً وكيفاً، لمتطلبات حاجة الدولة·وفي تقرير غربي صدر أخيرا ورد: أن مراكز البحث العلمي ، والمؤسسات المعنية بالتقنيات المتقدّمة في الدول الصناعية والتي تُنفق عليها بسخاء ، تُجنّد فرقاً من عُلمائها وباحثيها ، لإجراء المزيد من التجارب والأبحاث حول هذه المعادن، وسبائكها، والكشف عن خواص جديدة لها·· ويُشير التقرير إلى أن ذلك يتم في نطاق كثيف من السرّية

فماذا عن هذه المعادن الاستراتيجية وما هي مكامنها الطبيعية؟وماذا عن الحروب الخفية التي تُشن من أجلها؟

من المعروف جيولوجياً أن الصخور تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:

1.   الصخور الرسوبية

2.   الصخور المتحولة

3.الصخور النارية·

 ولكُل قسم من هذه الأقسام معادنه الخاصة، التي تشترك فيما بينها من حيث النشأة والتكوين··،

 الصخور النارية

من حيث الأهمية الاستراتيجية في ظل ثورة التقنيات المعاصرة، فإن الصخور النارية تأتي في المقدّمة، لكونها تحتوي على أفضل أنواع المعادن، الأكثر أهمية في عجلة التقدّم والمدنية الحديثة· وهذه الصخور تتكون من تجمُّد وتصلُّب الصهير Magma الكامن في باطن الأرض، والذي يصنّف إلى صنفين أساسيين، هما:

Basaltic Magma

Granitic Magma

 ويُعد هذان الصنفان من الصهير، المصدر الأم للمعادن ذات القيمة الاقتصادية والتي تتكون هي الأخرى بإحدى طريقتين:-

 إما مباشرة، من الصهير السائل رأساً، وذلك في المراحل الأولى من تصلّبه حيث يحدث نوع من التركيز المعدني، الذي أوجدته الطبيعة من تلقاء نفسها بأمر اللّه، عن طريق تبلور المعادن ذات الوزن النوعي العالي نسبياً، ثم الانفصال عن الصهير بتأثير الجاذبية، مثل

معادن النيكل والكوبلت والبلاتين·-

 وإما بطريقة غير مباشرة·· ويتحكّم في ذلك أمران:

الأول يرجع إلى الغازات والمواد الطيّارة الموجودة ضمن مُكوّنات الصهير، إذ أن هذه الغازات تتفاعل مع بعضها أو تتفاعل مع ما يُحيطها من صخور، ومن أمثلة الخامات التي تتكون بهذه الطريقة،

خام القصدير Cassiterite ·وخام التنجستين Wolframite

 أما الأمر الثاني فيرجع إلى ما يُعرف بالسوائل المائية الحارة Hyrothermal Solution، وهي سوائل ومحاليل قد تبقّت من الصهير بعد أن استهلك خلال تصلب المكونات الرئيسية له والصفة الغالبة على هذه السوائل، إنها سوائل معدنية· فعند صعود هذه السوائل المحمّلة بالمعادن وتسرّبها في الشقوق والكسور الأرضية، تتعرض لانخفاض درجة حرارتها، ذلك الانخفاض الذي يؤدي إلى ترسيب ما تحتويه من الخامات· ومن أمثلة الخامات التي تتكون بهذه الطريقة

، خام الموليبدنم Molybdenite، وخام الرصاص Galena، وخام الزئبق .Ciannabar