أحجار الزينة في المملكة العربية السعودية
-هيئة المساحة الجيولوجية السعودية
تعتبر أحجار الزينة حالياً من أوائل اهتمامات الصناعيين في المملكة بصفة خاصة والمستثمرين بصفة عامة لما تعطيه هذه الأحجار من شكل جمالي وقوة ومتانة للمباني. لذا حظيت أحجار الزينة باهتمام هيئة المساحة الجيولوجية السعودية باعتبارها مصدرا اقتصاديا هاماً لتلبية احتياجات السوق المحلية العالمية من منتجات أحجار الزينة والزخرفة حيث عمدت الى إعداد وتنفيذ برامج استكشاف ودراسة لرواسب أحجار الزينة (الجرانيت، الرخام، الحجر الجيري) وغيرها من الأحجار المستخدمة كأحجار زينة، ثم بعد ذلك تبعتها دراسات فنية عن سبل تطوير هذه الصناعة في المملكة، وتلتها برامج ودراسات حقلية ومعملية تتكون من حفر عميقة للرخام والجرانيت وتجميع كتل صخرية بأحجام مختلفة بهدف التعرف على مواصفاتها الفنية (الفيزيائية والكيميائية والميكانيكية) وتحديد طرق عمليات قطعها وتشكيلها، وكذلك إرشاد المستثمرين الصناعيين في مجال أحجار الزينة لأنسب الطرق وأقلها تكلفة لفتح المحاجر.وقد تم اكتشاف ودراسة العديد من مواقع أحجار الزينة في الدرع العربي بمواصفات فنية مختلفة وألوان جذابة جداً. ومازالت الدراسات والاستكشافات قائمة في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية نظراً للطلب المتزايد ولإيجاد مواقع رواسب جديدة وبمواصفات فنية واقتصادية عالية الجودة.
إن اختيار حجر معين لاستعماله في البناء لا يتوقف على مظهره فقط بل على المستخدم أن يأخذ بعين الاعتبار صلابة الحجر وتحمله للعوامل الميكانيكية أو الجوية مثل الحرارة ، المطر ، التلوث ، والتمدد، فالجرانيت مثلاً الى جانب كونه حجراً ذا مظهر جذاب فهو يتحمل تأثير الأحوال الجوية والتلوث وهو مناسب جداً للاستعمال في جميع الأعمال في المملكة العربية السعودية.
وبالنسبة للرخام فمع أنه جميل المظهر إلا أنه غير مقاوم لحامض الهيدروكلوريك بصفة عامة، وفي حالات معينة فقط يكون مقاوماً لحامض الكبريتيك كما أن مقاومته للعوامل الجوية الطبيعية محدودة وينصح بعدم استعمال الرخام في المناطق التي يحدث بها تقلبات جوية مؤثرة.
أما بالنسبة للحجر الجيري فهو سهل التقليع والاستخدام ولكنه لا يتحمل تأثير العوامل الجوية وخاصة الجليد والتلوث بالأحماض أو المواد الحاكة أو الرطوبة وهذه العوامل تقلل من استعمالاته في المباني الصناعية وينبغي تجنب استعمال الحجر الجيري الذي يحتوي على كربونات عالية نظراً لأن هذا النوع من الأحجار يميل الى التغير بتأثير الرطوبة وأشعة الشمس وتغير لونه بمرور الزمن.
وترتبط الصفات الفيزيائية للصخور بتكوينها المعدني ودرجة تبلورها وصلابتها . وهي تختلف من صخر لأخر باختلاف نشأته وما تعرض له من تشويه متزامن أو لاحق ، ودراستها حقلياً ومعملياً عامل أساسي لتقدير القيمة الاقتصادية المبدئية للراسب كأحجار زينة وهي كالتالي :
ـ الصفات الطبيعية: (لون الصخر ـ صلابة الصخر ـ الفواصل ـ النسيج).
ـ الصفات الفنية: وهي مجموعة صفات الصخر طبقاً لمقاييس محلية ودولية ، وذلك لاختبار مدى مقاومة الصخر لمناخ البيئة وظروف ونوعية استخدام المنتج من صخور الزينة للأغراض العمرانية وهي: (الثقل النوعي ـ المسامية ـ امتصاص الماء ـ مقاومة الانضغاط ـ مقاومة التآكل ـ التمدد الحراري ـ مقاومة التقلبات الجوية والتمدد ـ مقاومة الأحماض).
وينصح باختيار الأحجار ذات المتانة الجيدة والقادرة على تحمل كثرة الاستعمال كما في الممرات وأرضيات المباني العامة. واستعمال الأحجار الأقل متانة أو الرخوة أو ذات العلامات الجذابة مثل العروق والمتضمنات للواجهات الداخلية أو أرضيات المساكن أو للأسطح المحمية نسبياً من الاستعمال.
كما أنه من المهم جدا معرفة نوعية المناخ والتقلبات الجوية قبل اختيار نوعية الأحجار أو تجهيزها أو تعيين وسائل إنشائها. فالرمال مثلاً التي تحملها الرياح تحدث تلفاً كبيراً لسطوح الأحجار الملمعة. كما أن الاختلاف اليومي في درجة الحرارة يسبب تغيراً متكرراً في حجم وشكل الحجر، وذلك اعتماداً على معامل التمدد وقدرة توصيل الحرارة المعينة للمعادن التي تكون الأحجار حيث من الممكن جداً تكسر أو تشقق أو تقشر الأحجار. كذلك الجو الجاف الدافئ الذي يتبع الأمطار أو الرطوبة العالية نسبياً يلحق ضرراً كبيراً بالأحجار. كما أن التلوث الجوي يسبب ترسب الأملاح في الطبقات السفلية للأحجار المثبتة في المباني يتسبب في فصل أو كسر الأحجار أو تقشرها إلى طبقات رقيقة. وقد تكون التكميلات السطحية للأحجار الطبيعية خشنة أو ناعمة إلى ناعمة جداً.
ومن المهم جدا إتباع الأساليب الفنية الصحيحة في تركيب الأحجار الطبيعية وبذلك يمكن ضمان سلامتها ومتانتها لفترة أطول من الزمن. ويستحسن أن يكون إنشاء وتركيب الأحجار عندما تكون درجة الحرارة منخفضة لكي لا تجف المواد المستعملة في الإنشاء أسرع مما ينبغي. إن استعمال الملاط بمفرده لتثبيت ألواح الأحجار على (القواعد) منشأ الدعم الإسمنتي قد تكون عملية غير مضمونة بسبب التفاوت الكبير في درجات الحرارة في بعض المناطق ولأن عوامل التمدد للأحجار الطبيعية والملاط والإسمنت تختلف عن بعضها البعض. لذلك فإن الواجهات الخارجية المغطاة بألواح تصل مساحتها إلى 0.6 متر مربع يجب تثبيتها بقاعدة المنشأ بواسطة حامل بمسمار الحشو. ويفضل استعمال الحاملات المصنوعة من الفولاذ غير القابل للصدأ. أما في المناطق غزيرة الأمطار فيجب الاعتناء بتجفيف الأرض ويجب تركيب الألواح المصقولة على الأرضيات بدرجة ميل واحد في المائة والألواح الخشنة بدرجة ميل أربعة في المائة. ويفضل عدم تركيب الأحجار الطبيعية لتغطية الواجهات إلا بعد مرور
شهرين على إنشاء المبنى حتى لا يحدث انكماش بسبب التبخر. وهناك العديد من الأساليب والإجراءات المتبعة في تركيب الأحجار الطبيعية للأرضيات والسلالم، و الجدران. ويجب أن تكون القواعد الخرسانية متينة، وثابتة وان يكون سطحها الخارجي خشناً حتى يمكن الإلصاق عليها. وللتركيبات الخارجية، يجب أن يكون انحدار القواعد بدرجة 0.5 % إلى 1 % وذلك لتصريف المياه
ساحة النقاش