ثورة فى صناعة الخزف والسيراميك فى مصر
جيولوجى / محسن خليل
مشروع انتاج خلطة الطينة القياسية للسيراميك باستخدام تكنولوجيا ميكنة التشوين والتخزين والخلط والتجنيس بعد التكسير ثم الطحن والتعبئة فى شكائر لأول مرة فى مصر
تقرير: عبدالقادر جابر
دائماً وليس أبداً نسرد دراسات وأبحاث علمية تخدم مصر وشعبها والعالم العربى، ولأول مرة تكنولوجيا ميكنة التشوين والتخزين والخلط والتجنيس لخامات السيراميك والخزف للقضاء نهائياً على مشكلة عدم تجانس خامات السيراميك والخذف، للمهندس الجيولوجى محسن خليل محمود، إستشارى التعدين وصناعة وتكنولوجيا الأسمنت، والمستشار الفنى لوزارة الصناعة سابقاً، وإستشارى غرفة مواد البناء بإتحاد الصناعات المصرية، إبن محافظة بنى سويف.
وأكمل الحديث قائلاً: ومع الأسف الشديد هذه التكنولوجيا الحديثة لم تنجح الجهات الأتية فى حلها، أولاً: مشروع إصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى، شراكة التدريب فى قطاع مواد البناء (TVET) من معرفتها، وبالتالى عدم تنفيذها وتحقيقها وهو موثق من خلال الجزء الثالث من برنامج اعداد مدربى المدربين على صناعة البلاط السيراميك من خلال تشوين الخامات بالطرق العشوائية، ثانياً: مركز تكنولوجيا السيراميك التابع لوزارة الصناعة من خلال الدورات التدريبية لتأهيل الفنيين للعمل بمصانع السيراميك (الأسس الفنية لصناعة بلاط السيراميك، خامات صناعة السيراميك فى مصر استخراج واختبار الخامات).
طرق عشوائية لاترتبط بالتكنولوجيا
وذكر قائلاً: هناك طرق عشوائية لاترتبط بالتكنولوجيا بأى فكر أو علم أو دراسة أو تقنية، كان من نتيجة أولاً وثانياً إهدار الملايين من الجنيهات لكثرة هالك المنتج النهائى، وعدم المنافسة على التصدير، وتلاحظ أن تجهيز الخلطات للأجسام الخزافية السيراميكية يسمح بتفاوت فى نسبة الإضافات من الطينات المختلفة بنسب متفاوته لتتراوح من 10% إلى 5% بينما ذلك يكون حساس جداً فى صناعة الطلاءات الزجاجية التى تتأثر بنسبة لا تتعدى 1% أو 5.% من الإضافات تؤثر على درجة الحرارة واللون، وبذلك نكون قد حصلنا على خلطة قياسية لإنتاج الخزف والسيراميك لو خلطت هذه الخامات جيداً، ثم تعبئتها فى أكياس أو شكائر للبيع يطلق عليها (طينة قياسية لإنتاج الخزف والسيراميك)، وهى تشبه إلى حداًَ ما طريقة عمل الحلويات بالتقدير ثم بالتحديد بالضبط، وعليه يتم أولاً: النضج أو الحرق عند (1250) درجة مئوية، ثانياً: الإنكماش فى حدود 12%، ثالثاً: إمتصاص الماء لا يزيد عن 5%، مع الذكر أن الخلطة القياسية تتكون من الخامات الأولية الأتية (كاولين، بولكلاى، كوارتز، فلسيبار) بنسب مئوية يتم الإحتفاظ بها وإعلانها عندما يحين الوقت للإعلان عنها.
تحدث المهندس محسن خليل قائلاً: اقدم مقترح تطوير صناعة السيراميك فى مصر، تحت عنوان تكنواوجيا تشوين وتخزين وتجنيس وسحب مدخلات صناعة السيراميك والخزف، مما يؤدى إلى مشاكل مزمنه فى مخرجات صناعة السيراميك والخزف المصرية مما يؤدى إلى اهدار الملايين من الجنيهات لو امكن استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة لأول مرة فى جمهورية مصر العربية.
مجتمعة وليست منفردة
واكمل حديثه قائلاً: تمتلك مصانع السيراميك مجتمعة وليست منفردة مصادر خاماتها وبخاصه الطينة الاسوانلى، عن طريق شركات مشتركة تقوم على اساس علمى ونظام جودة عالى، اما اذا كان ذلك مستحيلاً او متعارضاَ مع المنافسة المحمومة فانه على الاقل يجب على مصانع السيراميك ان تتحصن وتتزود بتكنولوجيا حديثة لميكنة عمليات التشوين والخلط والتجنيس على اسس فنية علمية عالية التكنولوجيا، ولذلك اتقدم بمقترحى هذا لادخال هذة التكنولوجيا لاول مرة فى مصانع السيراميك المصرية، وهذا يوفر مشاكل إستيراد الطفلات المعالجة من اوكرانيا او انجلترا، مما يوفر على اصحاب هذه المصانع ملايين الدولارات، وعدم تجانس الخامات مشكلة من اهم المشاكل التى تتعرض لها مرحلة اعداد وتحضير الجسم السيراميكى، والمقصود بالخامات هى الخامات الاولية وهى الطفلة والفلسبار وخلافة.
وأوضح قائلاً: ومن الاسباب الرئيسية لاستقرار العملية الانتاجية فى مصانع السيراميك المصرية هى عملية تجانس الخامة، بحيث تكون متامثلة، وبما ان هذه الخامات طبيعية ولا يمكن التحكم فى تركيبها فمن المهم جداً ان تكون هناك مرحلة تجنيس للخامة فى كمية كبيرة يمكن السحب منها لفترات كبيرة نسبياً، وتكون متماثلة وتحقق هذه العملية فى المحاجر الخاصة بالخامات.
الوان متعددة من الطفلات
واعطى مثالاً قائلاً: نأخذ على سبيل المثال الطفلة، فهناك الوان متعددة من الطفلات تنتج من الاكاسيد التى توجد بها، مثل اكسيد الحديديك الذى يكسب الطفلة اللون الاحمر والكبريت الذى يكسب الطفلة اللون الاصفر، ونظراً لعدم امكانية فصل هذه الالوان فى المحاجر (فى الطبيعة) فانه من المفترض الحصول على كمية كبيرة متجانسة مهما اشتملت هذه الطفلة من الوان، حيث انه بالتجارب تم عمل تحاليل لعينات من جميع الوان الطفلة كلا على حده، فأعطت نتائج جيدة مع وجود فارق بين الجميع فى الانكماش وهذا هو اساس عمل الطفلة ولكن بصورة عامة جميع الطفلات تعمل.
التجنيس للخامة
تحدث الجيولوجى محسن خليل قائلاً: من هنا يكون من المهم جداً ان يتم التجنيس للخامة، ومن الضرورى للحصول على عملية التجنيس ان يتوفر مكان كبير وواسع لهذا التجنيس، ويتم استقبال التوريدات بتوزيع وفرد الطفلة بطريقة تكنولوجية افقية متتالية، ثم يتم السحب منها سحب رأسى ممثل لجميع الطبقات المكونة لمخزن التشوين، وقد وجد بالابحاث والتكنولوجيا الحديثة التى اتناولها فى هذا المقترح ان انسب عدد من الطبقات فى حوش التشوين لا تقل او تزيد عن 500 طبقة، وبهذه الطريقة الميكانيكية الاوتوماتيكية وليست البشرية نضمن ان يكون هناك تجانس فى الخامة، وهذا سيؤدى لاستقرار العمليات الانتاجية من حيث الابعاد والمواصفات، واحواش التشوين والتخزين والمعدات الميكانيكية من تشوين وتجنيس، وسحب الخامة لها تصميم تكنولوجى متقدم، واعتقد ان تكلفته اقتصادية اذا ما قورن بالمشاكل التى تأتى من صناعة السيراميك فى مصر، ناهيك عن تكلفة استيراد الطفلات من الخارج، والتى يترتب عليها تكاليف وأعباء كثيرة لاصحاب هذه الصناعة والتى تصل إلى ملايين الدولارات.
خامات ومواد السيراميك والخزف
تحدث الجيولوجى محسن خليل قائلاً: توجد عناصر رئيسية لتكنولوجيا خامات ومواد السيراميك والخزف، يجب مراعاة الاعتبارات الواجب مراعاتها فى الخامات المستخدمة، والخامات والمواد الاولية للسراميك وخواصها الفيزيقية والكيماوية الميكانيكية، ومصادر الخامات فى مصر ومميزات كل منها ومجالات استخدامها، واعداد وتجهيز الطينات الى الحالات المختلفة، وخامات الطلاءات الزجاجية (الجليزات) وخواصها وانواعها، والاختبارات المعملية واعداد طينات قياسية وتطبيق الطلاءات المعتمة والشفافة.
افران السيراميك والخزف
وأضاف قائلاً: أما بالنسبة لتكنولوجيا افران السيراميك والخزف، فتوجد انواع المجففات المباشرة وغير المباشرة (مجففات الغرف والارفف، المجففات الافقية والرأسية، المجففات الدوارة، مجففات الرش، مجفف الاسطوانات البخارية، مجففات الاشعة تحت الحمراء، مجففات غازية)، أما بالنسبة لانواع الوقود فيوجد (الوقود الصلب ومواصفاتة، الوقود السائل ومواصفاتة، الوقود الغازى ومواصفاتة)، وبالنسبة لانواع الافران يوجد (الصناعية، الدائرية، الرأسية، الافقية، الكهربائية، افران الفخار ذات القياس النازل)، وبالنسبة لاجهزة القياس المستخدمة فى الافران (قياس درجة الحرارة، قياس التصرف، قياس الضغط)، أما اجهزة الاشعال فهى (الحارقات، حركات الوقود السائل، حركات الوقود الغاز)، فهذه هى طرق حماية البيئة من نواتج الاحتراق الضارة.
النماذج والقوالب
وأوضح المهندس محسن خليل قائلاً: تتمثل تكنولوجيا النماذج والقوالب لصناعة السيراميك والخزف بدراسة الخطوات الاساسية فى اعداد وتشكيل النموذج الطينى، والتعرف على اساليب ونظم التشكيل على الدولاب الكهربى والدولاب اليدوى، والتشكيل اليدوى فى (الحبال، الضغط، البناء بالشرائح)، ودراسة الخطوات الاساسية فى اعداد وتشكيل نماذج مبسطة من الجص، وأيضاً التعرف عل اساليب ونظم تشكيل قوالب جصية مبسطة لبعض النماذج المجسمة، ودراسة الافرادات والمقاطع الاولية لبعض الاشكال والنماذج مثل (الدائرية، المضلعة، المسطحة)، والتعرف على الادوات المستخدمة فى التشكيل، ودراسة الخطوات الاساسية فى اعداد وتشكيل النوذج الالى والنصف الى، والتعرف على اجهزة التشكيل الالى والادوات المستخدمة وعمل النموذج الاول فى التشكيل، ودراسة التشكيل نصف الى (بطريقة السادف) وكيفية اعداد نموذج مقطع السادف للحصول على السمك الطينى المطلوب ونظام تثبيتة فى ذراع الالة على الدولاب، ودراسة الرسوم الفنية للتشكيل والتعرف على العمليات الصناعية والانتاجية لخصائص الخامات المتنوعة حسب كل منتج، وحساب الانتكماشات على النماذج الطينية اثناء عمليات التجفيف والحريق، ودراسة الانحاءات والتشويهات والسلبيات المطلوبة لمعالجة الاسطح المستوية والمتوازية لسهولة اخرج النموذج الطينى من القالب بعد التشكيل.
الطلاء والزخارف
أفاد الجيولوجى محسن خليل قائلاً: تتمثل تكنولوجيا الطلاء والزخارف لصناعة السيراميك والخزف فى (الزخارف المطبوعة، التطعيم، الزخارف الغائرة والبارزة فى الطلاءات والطينات)، وهناك القواعد الاساسية لمكونات الطلاء الزجاجى وفوائدها، فالقاعدة هى (رصاصية، بوركسية، فلسبارى، بوتاسيومى، ماغنسيومى)، أما المواد الاساسية فى الطلاء ومساعدات الصهر فهى (المواد الرابطة، مواد عتامة، مواد تلوين).
وأضاف قائلاً: هناك عوامل مؤثرة فى انصهار خلطات التزجج وجودة الطلاء وهى، عمليات العجن والطحن لمكونات وملونات الطلاء الزجاج، ونظام تطبيق الطلاء الزجاجى (درجات حرارة منخفطة، درجات حرارة عالبية)، وعمليات التشوية ودرجات الحرارة المطلوبة، وتفاعلات وانصهار مكونات الطلاءات الزجاجية داخل الافران المتنوعة، وجودة التصاق الطلاء الزجاجى بالجسم الخزفى عند التغطية وانعدام ظاهرة التشقق، والزخارف بالملونات الزجاجية (الماجيوليكا)، وزجارف فوق الطلاء الزجاجى السابق نضجة، والخلطات والاصباغ (الاكاسيد المعدنية الملونة، الصبغات)، وعمليات الاختزال والاكسدة.
التحكم فى التلوث الصناعى
ذكر قائلاً: كيفية التحكم فى التلوث الصناعى بمصانع السيراميك والخزف المصرية تكون مقدمة عن صناعة السيراميك والخزف، ووصف الصناعة، والتأثيرت البيئية للملوثات، والقوانين واللوائح التنظيمية الخاصة بشؤن البيئة فى مصر، وإجراءات الحد من التلوث والتحكم فيها.
وأضاف قائلاً: تكنولوجيا تشوين وتخزين وتجنيس خامات السيراميك الاولية للتغلب غلى عدم التجانس الذى يؤدى الى مشاكل مزمنة فى مصاناع السيراميك والخزف المصرية ولاول مرة امكانية تطبيق هذه التكنولوجيا، حيث أن معظم محاجر الخامات وبخاصة الطينة الاسوانلى لاتتبع شركات التعدين الرسمية والقائمين عليها تجار جهلاء وعليه لا يوجد اى نظام جودة والاستخراج عشوائى لغياب العنصر الجيولوجى وهذا هو اساس التباين الكبير فى التوريدات للمصانع، من ذلك نرى انه بغيه اجتناب الكثير من المشاكل الفنية او عيوب المنتج يجب اخذ هذة الحقيقة فى الاعتبار ومواجهتها اما بتغيير هذا الواقع او التفاعل معه.
وفى النهائية أكد المهندس محسن خليل ابن محافظة بنى سويف ان هذا المقترح هو من رجل صناعة وغير مقدم من رجل باحث او كميائى متخصص فى المعامل مع تقديرى لكل هؤلاء الزملاء.
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش