علم الذكاء الخلاق، هذا العلم الذي يكشف المصدر والمجال والغاية للذكاء الخلاق وكيفية استعماله في حياتنا اليومية، وقد لاقى هذا العلم رواجاً واسع النطاق حيث دُرّس في العديد من الجامعات الكبيرة في العالم. وفي العام 1974 تم اكتشاف أحدث نظريات علم الفيزياء ألا وهي نظرية الحقل الموحّد الذي هو مصدر الطاقة والمادة والذكاء وبيت لكافة قوانين الطبيعة وقد ساهمت حركة مهاريشي بشكل رئيسي في هذا الاكتشاف. في العام 1976 أعطى مهاريشي تقنية جديدة تسمح لنا أن نختبر ونستعمل طاقات الحقل الموحّد في حياتنا اليومية، وأطلق على هذه التقنية أسم برنامج "تي أم سيدهي". وفي العام 1983 أستطاع الدكتور جون هكلن أن يستخلص صفات للحقل الموحّد، وكان الاستنتاج الأهم أن الحقل الموحّد ليس هو سوى الوعي، الوعي الصافي الذي هو مصدر كافة نبرات الوجود. وهنا أستطاع الدكتور جون هكلن وبالتوجيه من مهاريشي أن يجد الرابط بين العلم الحديث وعلم مهاريشي الفيدي.
وفي العام 1992 توصل الدكتور جون هكلن إلى اكتشاف هام، خطى به أشواطاً طويلة بعيداً عن كافة الاكتشافات العلمية، وهذا الاكتشاف هو اكتشاف دستور الكون، إن هذا الكون المتباعد المترامي، ينتشر ويتمدد طبقاً لنظام واضح ودقيق. ووضع الدكتور هكلن المعادلات والنظريات الحسابية التي برهنت ذلك، ومع وضع هذه النظريات، أنكشف شيء جديد ملفت للنظر جعل المراقب يقف مذهولاً متعجباً، وهذا الشيء هو أن عدد المعادلات الحسابية التي وضعها الدكتور هكلن كي يبرهن بها وجود دستور الكون، كان مطابقاً تماماً مع عدد النبرات الصوتية الموجودة في أول مقطع من أول كتاب من كتب الفيدا. ولم تمض أشهر قليلة حتى ظهر اكتشاف آخر قام به الدكتور طوني أبو ناضر، يظهر أن عدد جزئيات خلية الحامض النووي DNA أيضاً مطابقة تماماً مع عدد المعادلات الحسابية التي برهنت دستور الكون وأيضاً مع النبرات الصوتية الموجودة في أول مقطع من أول كتاب من كتب الفيدا.
أما هذه السنة، سنة 1994، فهي سنة الفيدا، اكتشاف عظيم جداً قام به الدكتور طوني أبو ناضر، يظهر أن معرفة الفيدا كلها، بأقسامها وأجزاء أقسامها متطابقة تماماً مع الجسم البشري، هذا الاكتشاف هو ثمرة أبحاث دامت 150 سنة في مجال الفسيولوجي و36 سنة في العلم الفيدي. هذا الاكتشاف يبرهن بوضوح أن الإنسان هو ليس إلا التعبير الطبيعي للفيدا، وأن الفيدا هي قانون الوجود.
ما هي الفيدا؟
الفيدا هي المعرفة التي تشرح عن عملية تعـبـُّر الخليقة من المستوى غير الظاهر إلى المستوى المادي. الفيدا تشرح عن تفاعل الوعي في داخل ذاته، في تفاعله يتفتح الوعي من كونه وعياً مجرداً غير نابض وغير فاعل إلى وعي متكاثف بمادة حية. الوعي المجرد هو شمولية ساكنة غير متفاعلة، (ريك سامهيتا) وفي عملية التحوّل عندما يبدأ الوعي بالحركة يأخذ بنية ثلاثية تعرف بـ "ريشي وديفاتا وتشاندس" أي العارف ووسيلة التعرّف والمعروف، وبتفاعل الريشي والديفاتا والتشاندس مع السامهيتا يأخذ الوعي عدة صفات مختلفة، في كل تفاعل تظهر ستة صفات رئيسية، وتتكرّر العملية في خمسة تفاعلات، في التفاعل الأول تظهر عناصر الفيدا الرئيسية، وفي التفاعل الثاني تظهر الفيدانغ أي أعضاء الفيدا، وفي التفاعـل الثالث تظهـر الأوبانغ أي الأعضاء التابعة، وفي التفاعـل الرابع تظهـر الأوبافيدا أي توابع الفيدا، وفي التفاعل الخامس تظهر البرهمانا أي تعبير الفيدا، وبذلك يكتمل الوعي ويأخذ صفة براتيشاكياس الكلي الوجود. كل ذلك يتم في 27 مرحلة رئيسية تتضمنها عدة مراحل جزئية، وهذه المراحل هي أقسام الفيدا والأدب الفيدي. هكذا يكون الوعي قد تحوّل من أحدية مجردة (ريك سامهيتا) إلى أحدية متنوعة (براتيشاكياس) وهذه المراحل موجودة في كافة مستويات الخليقة، وهذا ما تمّ اكتشافه في الجسم البشري، الأمر الذي يبرهن أن الفيدا هي معرفة الوجود.
يكشف هذا الاكتشاف أسرار العمل المنتظم لكافة أعضاء الجسم وكيفية جعل هذا الانتظام يعمل بدقة فائقة ويظهر كنظام مطلق في التعددية غير المحدودة للكون، هذا ما يفتح المجال للوجود البشري إلى أن يرتقي إلى هذا النظام المطلق المسيّر للكون ويعطي اختبار الشمولية لكل فرد. هذا الاختبار سيجعلنا نعيش حياة خالية من المعاناة والمرض والمشاكل، سيجعلنا نعيش الجنة على الأرض.
هذا ما تساهم به علوم وتكنولوجيا مهاريشي الفيدية في مجال التطوّر العلمي، إن كشف قوانين الطبيعة وتطبيقها في حياتنا اليومية هو ما سيؤدي إلى حياة بشرية راقية لا تقل عن الجنة على الأرض. إن من لا يتحالف مع القانون الطبيعي هو مثل الذي يسير في الظلمة، يتدحرج ويقع ويعاني ويشقى. أما في النور فالطريق واضح وفسيح وممتع. إن كل ذلك، كل هذه الاكتشافات والمعادلات والنظريات نابعة من الوعي البشري، إنها نابعة من داخلنا، وكل المعرفة مبنية في وعينا، ليس علينا سوى أن نرفع الغطاء الذي يحجب نور فيض المعرفة فينا وهذا يتم بواسطة هذه التكنولوجيا السهلة والبسيطة والطبيعية التي نمارسها مرتين ألا وهي تقنية التأمل التجاوزي .
ساحة النقاش