يبدو ان الأنباء المفرحة اقتربت بالفعل من ملايين الرجال الذين يعانون من سرطان البروستات في العالم.
فقد توصلت دراسة حديثة الى اسلوب علاجي سهل ورخيص، الا وهو شرب الشاي بنوعيه الاخضر والأسود، الذي تشير الدراسات انه قد يكون العلاج الطبيعي المفيد في الوقاية الكيماوية من سرطان البروستات.
ففي دراسة هي الأولى من نوعها، والتي ركزت على دور الشاي في عملية الإمتصاص والتأثير المضاد للأورام السرطانية، استطاع باحثون في جامعة كاليفورنيا، بلوس أنجلوس، أن يحددوا وجود مادة البوليفينول ضمن أنسجة سرطان البروستات بعد شرب مقدار محدود من الشاي.
كما وجد الباحثون، أن نمو خلايا سرطان البروستات، كان اكثر بطءا عندما اخذت عينة من مصل دم ذكور تناولوا الشاي الأسود أو الأخضر لمدة خمسة أيام، مقارنة مع تلك المأخوذه منهم قبل تناولهم للشاي.
وللمقارنة فإن المصل المأخوذ من ذكور تناولوا كميات من الصودا العادية أو الخفيفة، لم يظهر فيه أي شيء مماثل للنمو البطيء لتلك الخلايا السرطانية .
الدراسات الحديثة الوبائية على الحيوانات، اقترحت أن للشاي تأثيرا مضادا للأورام، ومنها سرطان البروستات، وعدد من المركبات البوليفينولية الموجودة في الشاي تم اكتشافها في البروستات وفي عدد من الخلايا الأخرى في فأر التجارب بعد وضع عناصر الشاي الأخضر في الماء الذي يشربونه .
قطاف أوراق الشاي في سيريلانكا
الدكتورة سوزان هيننغ، من مركز UCLA للتغذية، ذكرت أن الباحثين يركزون على احتمالات تأثير عناصر البوليفينول في الشاي على عامل يدعى "بولي أميناز" والأنزيم المسؤول عن إفراز المقادير العالية منه المصاحبة لأمراض السرطانات الخبيثة عند الإنسان، ومن بينها سرطان البروستات.
وقبل خمسة ايام من بدء الدراسة التي اجريت على 20 شخص خضعوا لعملية استئصال بروستات إثر إصابتهم بالسرطان فيها، طلب إليهم تناول خمسة فناجين من الشاي الأخضر يوميا، أوخمسة فناجين من الشاي الأسود، أو صودا خفيفة أو عادية لا تحتوي على بوليفينول الشاي. بعد ذلك تم جمع عينات من مصل الدم لديهم، أضيفت إلى نماذج من أنسجة البروستات المتوفرة في خلايا بروستات تجارية تباع تحت اسم LNCaP تحليل النسج أظهر تنوعا كبيرا في مكونات بوليفينول الشاي بين المشتركين في الدراسة.
فقد ظهر البوليفينول لدى ستة اشخاص من اصل ثمانية ممن تناولوا الشاي الأسود ، وسبعة من أصل سبعة ممن تناولوا الشاي الأخضر، واثنين من أصل خمسة ممن تناولو الصودا .
هذين الأخيرين قد يكون سبب ظهور البوليفينول لديهما عائدا لتناولهما الشوكولاته بشكل اعتيادي أو شرب الشاي قبل انضمامهما للدراسة.
فالشوكولاته تحتوي على مواد بوليفينولية من نوع مختلف، كميتها في المصل ومدة بقائها فيه غير معروفة، كما أنها تنحل في الماء وتفرز بعد ثماني ساعات. وبالنسبة للتركيز الاقصى لها في المصل، فيكون بعد ساعتين أو ثلاثة.
إلا أن هناك عاملين مهمين اختلفا لدى الرجال الذين تناولوا الشاي عن أولئك الذين لم يشربوه .
فعندما قام العلماء بمقارنة مستوى "البولي اميناز" الكلي نسبة لمحتوى البوليفينول الكلي، ظهر أن هناك ارتباط سلبي يتمثل في أنه كلما كانت كمية الشاي عالية في النسج كلما قلّت كمية البولي أميناز المصاحبة للسرطانات الخبيثه.
وعندما قام العلماء بقياس درجة نمو الخلايا السرطانية، كان هناك نقصا واضحا في مدى سرعة ظهور الخلايا لدى الرجال الذين تناولوا الشاي الأخضر أو الاسود.
وهذا كان صحيحا أيضا حتى عندما لم يكن هناك مكونات من الشاي في المصل، مما يدل على أن تثبيط نمو الخلايا نجم عن مركبات أخرى وردت مع تناول الشاي، حسب قول الدكتورة هيننغ .
تستنتج الدراسة أن الشاي بنوعيه الاخضر والأسود هو علاج طبيعي واعد ومفيد في الوقاية الكيماوية من حدوث سرطان البروستات، وتخطط الدكتورة هيننغ لاستقصاء ماإذا كان بالإمكان تعزيز ذاك التاثير من خلال تناول كميات زائدة من البوليفينول عبر كبسولات تحوي مستخلص تلك المادة .
وقد نشرت الدراسة في واشنطن، ضمن اجتماع Experimental Biology 2004 كجزء من برنامج علمي للجمعية الأمريكية لعلم الأغذية، وهي واحدة من ست جمعيات علمية ترعى هذا التجمع المتنوع الضخم .
ويذكر ان سرطان البروستات، هو واحد من أكثر السرطانات شيوعا بين الذكور في الولايات المتحدة الاأمريكية، وأكثر من ربع المرضى المصتبين به يستخدمون العلاجات البديلة بما فيها الشاي الأخضر .
ساحة النقاش