التعريـة بالريـاح
|
|||
ينحصر تأثير الرياح على الصخور فيما تحمله من رمال وغبر بينما الرياح الخالية منها فتأثيرها محدود إن لم يكن معدوما إذ تحمل الرياح الرمال والفتات الصخرى بوجه عام الناتج من التجوية وتضرب بها الصخور فتبريها شيئا فشيئا . ومن الرياح تترسب حبيبات الرمال فى مستويات واطئة ، لتملأها إذ تتراكم فيها وبذلك ينخفض بالتآكل ما علا من سطح الأرض ، ويرتفع بالترسب والتراكم ما انخفض منه ، الأمر الذى تتبسط به التضاريس ، ويستوى به السطح إلى سهل منبسط من الرمال ، وهو الفكرة الشائعة عن شكل الصحراء . وتتآكل الصخور المحملة بالرياح على ثلاث مراحل : التذرية والبرى والسحج . وهى على التوالى : إفراغ بعض الأماكن مما بها من رمل. ومسح الصخور بما تحمله الرياح من رمل، وانسحاق حبات الرمل التى تحملها الرياح بالاحتكاك ، وبالعملتين الأخيرتين . تزود الريح بما يدق من حبات صخر الأديم . ومما تحمله من رمال فى يدها تضرب بها وجه الصخور من جديد . |
|||
(1) التذرية ( تخوية ) Ablation (Deflation) : وفى مقدور الرياح أن تحمل الرمال مرتفعة بها ضد الجاذبية الأرضية . وعبر المساحات الواسعة من الماء ، فإذا ما عصفت الريح ، ساقت أمامها كسفا ثقيلة من الرمل وكانت بذلك مصدر خطر داهم على من يرتاد الصحراء . وحتى فى الجو الهادى ، إذا سخن الهواء بملامسته سطح الأرض الحار ، أرتفع فى أعاصير Whirls ودوامات Eddies حاملا معه التراب والرماد فى أعمدة طويلة تتحرك ببطء عبر السهول والوديان . |
|||
(2) البرى أو السحج Abrasion : |
|||
والظروف التى تساعد الريح فى بريها بصخور كثيرة أهمها : ـ ب ـ الرياح القوية الدائمة الهبوب . ج ـ كثرة حبات الرمل الصلدة ، التى تحملها الرياح . د ـ طبيعة الصخر نفسه فكلما كان الصخر ضعيفا أو غير متماسك كلما كان أسهل انفراطة وتفككه . فحيث يظهر صخر الأديم على سطح تراه قد نعم أو تنخرب فى حزوز وأخاديد ، بقدر كبير أو صغير ، حسب بنية الصخر الأصلية فأحجار الجير وإن كانت رخوة فإنها كذلك مندمجة قوية البنيان . ولذا فإنها تصقل وتخطط بفعل حبات الرمل المستمر ، أما الجرانيت المصمت العنيد ، فنراه قد نعم وثقب بينما النيس والشيست قد حززت Furrowed وضلعت Ribbed بخطوط موازية لمستوى تورقها Foliation Plane . |
|
||
قانون البنية والتركيبLaw of Structure : ومما تجب ملاحظته أن فعل الريح على سطح الصخر إنما هو فعل اختياري . حيث تعمل حبات الرمل كآلة حفر أو نحر تأتى على الرخو من الصخور ولا تقوى كثيرا على الصلب منه ، فتعمل بذلك على إظهار الاختلاف فى صلابة الصخور . وبهذا تبقى الدرنات الصخرية Concretions والعقد Nodules والحصى والأحافير الصلبة . بارزة فوق سطح الصخر الرخو الذى يحتويها ، حتى تسقط فى النهاية تاركة محلها فراغا يبقى شاهدا على سابق وجودها فى الصخر . وباستمرار التجوية يندثر مع الزمن هذا الأثر . والصخور التى تتفاوت درجات تماسكها وصلابتها تعتريها الخطوط والثقوب والحفر فى أشكال غريبة ، قد تحاكى أشكالا لبعض الكائنات الحية والجمادات . وكثيرا ما تتدخل التجوية التجوية الآلية الكيميائية فى تكيف هذا التشكل . فقد يتشكل سطح الصخر إلى ما يشبه الجدار قد شقنته صفوف من فتحات كأنها النوافذ Windows ، أو إلى أعمدة Columns وقوائم كالمسلات Needles ، أو إلى ما يشبه عيش الغراب Mashroom أو المظلة Umbrella تبرز منها أهداب كأنها الإبر . أو إلى ما يشبه قرص عسل النحل Honeycomb بعيونه المتجاورة ، وغير ذلك كثير مما يعد من غرائب وعجائب الموجودات . |
|
||
|
|||
|
|||
النحت السفلى Undercutting : وإذا ما اختلفت اتجاهات الرياح أثناء عملية النحو السفلى هذه . فإن الصخر القاتم يتآكل أسفله من جهات عدة ، وبذلك يتشكل الصخر فيما يشبه عيش الغراب أو الزهريات . وخصوصا إذا ما كانت أعالى الصخر أصلب من أسفله . |
|
||
نشرت فى 19 إبريل 2013
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,768,137
ساحة النقاش