الانسان العظيم كالمحيط الواسع فى أى ناحية ينظر اليه تراه تعانق السماء ويوصى لقاء هذا بالانتفاع بكل مضمونات الرفعة المعنوية والمادية معا لآنك فى كل ناحية ترسل نظرك فيها تجد جمالاً أو فضلاً وتقتنع فوراً بأن العين لم تحط بعد بكل الجمال الذى احتواه لقد تعددت نشاطات مشرفة كانسان عاش حياته بكل الاعماق وحرص دائما على البعد الثابت الا وهو العمق فيما يتحرك اليه فى العلوم وفى الفنون والاداب وفى الحياة الاجتماعية وهذا هو مايدفعنا الى ان نسال مكمن العظمة فى هذه الشخصية العظيمة انه الدكتور/ على مصطفى عطية احمد مشرفة
حياة د/ علي مصطفي عطية أحمد مشرفة ولد الدكتور / على مصطفى عطية احمد مشرفة فى 22 من صفر عام 1316 هـ 11 من يوليو عام 1898 م . ولد فى حى المظلوم مدينة دمياط وقد قضى مشرفة السنوات الاولى من طفولته فى رغد من العيش وهناءة بال الى أن حلت بوالده فى سنة 1907م من أزمات القطن الشهيرة التى تهز الاقتصاد المصرى فتهوي بالأعنياء الى قاع الفقر وتستطيع أن المحنة التى نزلت بأسرة مشرفة من طراء شدة تلك الازمة التى اودت بمائتى فدان كان الولد يمتلكها. . توفى والده قبل امتحان الابتدائية بشهور ورغم هذه المحنة الا انه ذهب يؤدى امتحان الابتدائية فيحرز المركز الاول فى هذه الشهادة على القطر المصرى 1910م . كان للدكتور/ مشرفة اخت تليه فى السن وهى السيدة/ نفيسة تزوجت من محمد بك الجندى ، و كان له ثلاث اخوات هم: الدكتور/ مصطفى كان استاذ للغة الانجليزية اداب القاهرة . الدكتور/ عطية كان مديرا لمكتبة جامعة القاهرة . اللواء/ حسن مشرفة وكان مديرا للمرور . انتقل مشرفة واخواته الى حى عابدين بالقاهرة , التحق مشرفة بالمدرسة العباسية الثانوية فى الاسكندرية وكان مثال للتفوق تم تحويله الى القاهرة بمدرسة السعيدية الثانوية . نال الاعجاب من الجميع حتى مدرس اللغة العربية لم يكن يناديه الا ( بالسيد) تقديرا واعجابا توفيت والدتة قبل ان يؤدى امتحان البكالوريا بشهرين . تم اعلان نتيجة البكالوريا سنة 1914 م ان ( على مصطفى مشرفة) كان الثاني على طلبة القطر المصرى الذين اجتازوا امتحانها بنجاح . اثر مشرفة ان يلتحق بمدرسة المعلمين العليا وكان الدراسة بها ثلاث سنوات قضاها الدكتورمشرفة فى موقع الاولية الى ان حصل على دبلومها سنة 1917م وكان ترتيبه الثانى على الدبلوم . اول من اكد للحكومة عن وجود ( اليورانيوم) هو كل ما يعنى د/ مشرفة فى صحرائنا المصرية وانما كان يد الصحراء المصدر الثانى بعد النيل لثرواتنا القومية فكان يتساءل : متى نعنى بهذه الثروة المعدنية المبعثرة فى صحارينا ؟ ام سنبقى على حالنا ؟ فيصدق قول الشاعر : كالعيش فى البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول . كان لمشرفة فى النيل امل عظيم وكان يدعو الى انشاء معهد علمى تجريبى لدراسة طبيعات النيل على ان يزود هذا المعهد بالمعامل اللازمة لاجراء التجارب العلمية والعملية
مشرفة عضوا فى الجمعية الملكية البريطانية : كان يدعو الى استغلال مساقط النيل فىاستخراج الطاقة الكهربية وكان يستحث الحكومة على السير قدما فى مشروع كهربة خزان اسوان حتى ترتفع حصة الفرد المصرى الواحد فى السنة الى عشرة ومائة كيلو وات /ساعة . نادى بتكوين المجمع المصرى للثقافة العلمية ليكون على غرار " الجمعية البريطانية لتقدم العلوم " وكان د/ مشرفة واحداً من مؤسسى هذا المجمع وشارك بمحاضراتة فى مؤتمره الاول فى مارس 1930م . اول من اسس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية فى السابع من فبراير 19366م واختير عضواً فى المجمع العلمى المصرى وقام بتأسيس الاكاديمية المصرية للعلوم . اختير الدكتورمشرفة عضواً فى " المجمع العلمى المصرى" من السادس من فبراير 1933 وكان اختياره عضواً فى شعبة الفيزياء والرياضه هى احدى الشعب اربع فى المجتمع .
دكتور مشرفة عضو فى اللجنة الدولية لابحاث الذرية : فى سنة 1936م انشىْ المجلس الاعلى للبحوث واختير الدكتور/ مشرفة عضواً فى هذا المجلس فيما بعد وفاة الملك فؤاد " مجلس فؤاد الاول الاهلى للبحوث "ورأس عدة لجان منها لجنة الطبيعة ولجنة طبيعة النيل . لقد قال الاستاذ الدكتور/ أديب عبدالله : لقد كان لظهور مواهب مشرفة فى المجال العلمى أثر فى كفاحنا القومى ضد النفوذ الاجنبى فقد عجل ظهور مواهبه بتحرير الارادة المصرية فى مجال العلوم من السيطرة الاجنبية وكان الساسة فى كل بلد يتعلمون من مشرفة كيف يتم تحقيق الانتصار الضخم فى كل مجال من مجالات الاتراك على الحياة . ان هؤلاء الساسة الذين لم يسلكوا المسالك القومية فى مجالاتهم لم يتركوا مشرفة يعمل فى راحة بال بل كانوا كثيرا ماينقلون المسرح السياسى الى الجامعة وكان مشرفة يضيق بذلك وكثيرا وكان لايخص ضيقة وكان يقول قولتة المشهورة : انى لا اطلب من القادة والحكام فى مصر سوى ترك الجامعة تؤدى رسالتها السامية بعيدا عن الميول السياسية وترك الطلبة لاتمام دراستهم فى هدوء واستقرار . ظل الدكتور/ مشرفة طيلة حياتة بعيدا عن الاحزاب رغم العروض والرجاءات المتكررة والصداقات المتينة مع زعماء تلك الاحزاب وكان يقول ( للنقراشى باشا) اننى لن ابقى فى اى حزب اكثر من يوم واحد وذلك انى لن اسكت عن خطأ وسيكون مصيرى الطرد من أول يوم وكان الزعماء يعجبون لهذه المصداقية . كان د/ مشرفة عضواً بارز فى مجلس ادارة مشروع القرى " لنشل القرية المصرية من بؤسها الحاضر" مع : دكتور/ على ابراهيم . دكتور/ محمد مظهر سعيد . والاستاذ/ محمد فريد . الشيخ/ عبدالوهاب النجار . ان د/ مشرفة واحداً من الذين اسسوا جماعة انقاذ الطفولة المشردة
دور د/ مشرفة فى اتحاد الجامعة شارك فى تأسيس الاتحاد وعمل على ارساء تقاليده وتنشيطه وظل عضوا بارزاً فى هذا الاتحاد الى ان اختير وكيلا للاتحاد ثم تولى الرئاسة فجعل د/ مشرفة من الاتحاد برلمانا يضم الصفوة من الاساتذة والطلاب وضرب لهم المثل فى طريقة عرض المشروعات ومناقشتها فكان يعطى مؤيدى الرأى الفرصة للادلاء بأرائهم ثم يعطى المعارضة حقها ثم يستخلص الاصوات للصالح العام . كان ينظم المناظرات فى رحاب الجامعة ويشارك فى هذه المناظرات وناظر الدكتور/ طه حسين / احمد امين والاستاذ/ محمد توفيق دياب والاستاذ / عباس العقاد . لقد عاش الدكتور/ مشرفة غنيا عن كل نواحى حياته وكان غنيا عن المال لاغنيا بالمال وقد انعم الله على مشرفة بحياة عائلية سعيدة فزوجتة زوجة صالحة " دولت ابنة حسن باشا زايد" عقد على زوجته فى 3/1/1932م ودخل بها فى 20/6/1932م على متن الباخرة التى اقلته الى اوربا حيث حضر فى ذلك الصيف مؤتمر " الرياضيات العالمى " فى زيورخ . انجب د/ مشرفة ابنتين ثم مضى الى لقاء ربه وخلف ثلاثه من الاربعة اذا سبقه ابنه الثانى/ منير الى الرفيق الاعلى بعد 9 شهور من ميلاده فى 8/3/1939م . الابن الاول دكتور/ مصطفى على مصطفى مشرفة ولد فى 28/6/1936 تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة . الابنة/ نادية مشرفة حاصلة على ليسانس لغة انجليزية منك لية الاداب جامعة القاهرة . الابنة/ سلوى مشرفة حاصلة على بكالوريوس الكيمياء من كلية علوم القاهرة وعمل بالمركز القومى للبحوث . وكانت للدكتور مشرفة ثقافته الدينية فكان حافظا للقرأن الكريم والصحيحن ولم يكتب اى ورقة فى حياة الا بدأها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم " . اقام دكتور/ مشرفة مهرجانا للعلم فى الكلية سنة 1939 يتعرف فيها الزائرون على الانشطة العلمية المختلفة التى تقوم بها الجامعة ومهرجانا أخر " معرض للطاقة الذرية" ، ومهرجان أخر ل" تاريخ العلوم فى كلية العلوم " سنة 1946م وأتقن اللغة الانجليزية الى أن أطلق عليه " اتقنها كواحد من أهلها " . كان د/ مشرفة يسافر فى الصيف من كل عام الى أوربا حيث يلتقى بزملائه واساتذتة من علماء بريطانيا وكان يلتقى بأينشتين وكانت فرصة لمتابعة كل جديد فى تخصصه العلمى اولا بأول . وكان يمثل مصر فى المؤتمرات الدولية سواء فى علم الرياضة أو الفلك أو تاريخ العلوم وكان محبا للنظام الى ابعد الحدود . كان يحب الموسيقى والعزف على البيانو ودرس مشرفة مؤلفات " بيتهوفن وفاجنر ، وشوبرت ومندلسون من اعلام الموسيقى . وكان مغرما ومعجبا بموسيقى " لبرت وسلفن " بوجه خاص وموسيقى/ عبدالوهاب .
د/ مشرفة وتصميمه بيانو عربى وحبه للموسيقى فى سنة 1942م اقامت كلية العلوم حفلا وقام د / مشرفة بترجمة واحدة من كتب الاغانى المختاره لحلفلة كلية دار العلوم التى أعدت لاشهر الموسيقين ومن حبه للموسيقى صمم بيانو عربى . كانت أولوية مشرفة تؤهله الى انجلترا للاستزادة من العلم ولم يتوان مشرفة فى الهروع الى منهل العلم سافر مشرفة الى انجلترا عام 1917 م والتحق بكلية نوتنجهام . حصل على البكالوريوس فى الرياضة مع مرتبة الشرف من جامعة لندن فى خريف سنة 1920 م فى سنة 1923 م حصل مشرفة على درجة الدكتواراه فى العلوم فى أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة . كان د / مشرفة يمارس رياضة التنس وكان عضوا فى نادى مصر الجديدة الرياضى وعضوا فى نادى الجزيرة الرياضى وكانت لها كئوس تتهادى بها الفرق الرياصية . فى يوم الاثنين 27 من ربيع الاول 1369 هـ الموافق 16 من يناير 1950 م صعدت . وظلت الصحف عدة ايام تنتشر نفس الكليات والاقسام الجامعية وهيئات البحث العلمى ومؤسسات الدولة المختلفة للراحل العظيم وقال " اينشتين" : ــ" لاتقولوا ان مشرفة مات انها خسارة جسيمة " وقدمت الاذاعة فى امريكا د/ مشرفة على انه واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون اسرار الذرة . وقد اطلق اسم د/ مشرفة على شارع فى القاهرة وهو شارع الذى كانت فيه الفيلا التى سكنها مشرفة حتى وفاته , واطلق اسمه على شارع فى الاسكندرية وعلى شارع فى دمياط كما اطلق اسمه على المدرج الاول فى كلية العلوم وعلى معمل قسم الرياضة بالكلية وعلى مدرسة اعدادية بمدينة دمياط . اصبح " مشرفة عضوا فى الجمعية الملكية البريطانية واخذ يحاضر العلماء من اعضاء الجمعية واستمر يواصل ابحاثه اشراف استاذة/ السيراوين ريتشاد سون اكبر علماء الطبيعة فى عصره . فى 21/11/1923م عاد " الدكتورمشرفة الى مصر فعمل مدرسا بمدرسة المعلمين العليا بقية الفترة المتبقية من العام وكان مثل الاستاذية وقتذاك مكانة رفيعة لايتبوأها الى العلماء الاجلاء الذين اشتعلت رءوسهم شيباً . ظلت آمال د/ مشرفة فى الحصول على درجة الدكتوراة فى العلوم تلح عله منذ عودتة وواصل مشرفة ليله بنهاره حتى انتهى من اعداد أطروحه دكتوراه العلوم وفى 24/1/1924 ادى د/ مشرفة الامتحان وحصل د/ مشرفة على الدكتوراة فى العلوم واصبح او ل عالم مصرى يحصل على هذه المكانة الرفيعة . تم تعيينة من قبل وزارة المعارف استاذ للرياضة التطبيقية فى كل العلوم سنة 1926م فكان بذلك اول استاذ مصرى فى كلية العلوم ولم يتجاوز الثمانية والعشرين من عمره . انشأ قسم " للترجمة العلمية " فى كلية العلوم وقد قام هذا القسم بترجمة عدد كبير من المراجع العالمية الى العربية تحت اشراف " مشرفة" ومراجعتة للاعمال المترجمة ظل الدكتور/ ( مشرفة) عميدا لكلية العلوم وقد تجدد انتخابه لمنصب العمادة اربع مرات اخترات الحكومة الامريكية د/ مشرفة عضوا فى اللجنة الدولية للابحاث الذرية ومن ثم دعته جامعة برنستون كأستاذ زائر لالقاء سلسلة من المحاضرات عن الذرة , جامعة برنستون هذه تضم عددا كبيرا من استاذة علوم الرياضة والطبيعة والذرة على رأسهم :ــ اينشتين ليذربلاك يوجين وهم العمد الرئيسية الثلاثة فى مشروع " مانهاتن الذرة " الذى اقمه ابزنهاور ط عام 1939م فحقق اكثر من امله عندما قدم القنبلة الذرية التى لم تطوع الذرة فحسب وانما طوعت العالم بأسرة وانهت الحرب العالمية الثانية .
ذهاب مشرفة الى جامعة برنستون والفرصة الذهبية ولقد كان ذهاب د/ مشرفة الى برنستول فرصة ذهبية تمكنه من العطاء الفياض فى البحاث الذرية المتقدمة مشركا اسم مصر فى اخطر الانجازات العلمية كان د/ مشرفة على اصال دائم كل يوم ببحوثه العلمية فاستطاع ان يواصل ما بدأ من بحث جاد ظهرت نتائجه فى البحوث التى نشرها فى الدوريات العالمية سنة 1929م عن حركة الكترون كظاهرة موجبة وعن ميكانيكية الموجات والمفهوم المزدوج للمادة والاشعاع ولم يكن هذا الا تمهيدا للبحث اللامع الذى نشرة مشرفة سنة 1932م فانتشرت معه سمعته فى جميع الاوساط وصار ذكره مع كل لسان وهذا البحث بعنوان : هل يمكن اعتبار الاشعاع والمادة صورتين لحالة كونية واحدة ؟ وقد اثبت د/ مشرفة فى بحثه بالفعل صورتان لشىْ واحد بهذا اصبحت القاعدة العلمية التى تقول بأن المادة والطاقة والاشعاع ليست الا شيئا واحدا . تقديم دكتور/ مشرفة ابحاث عن العلاقة بين المادة والاشعاع: فى عام 1934م تقدم ببحث أخر بان به عن بعض العلاقات بين المادة والاشعاع على ضوء المفهوم الجديد الذى اضافه الى العلم وفى علم 1937م اجرى د/ مشرفة بحثه المشهور على السلم الموسيقى المصرى ونشره فى مجلة Natuare ثم فى مجلة الجمعية المصرية للعلوم ثم نشر بحثاً عن معادلة مكسويل والسرعة المتغيرة للضوء ، فى عام 1942 م اخذت بحوث د/ مشرفة اتجاهاً اخر نحو مبادئ اللانهاية وخطوط الطول والعرض وسطوح الموجات المتعلقة بها . فى عام 1944م قدم بحث التحويلات المخروطية . فى عام 1945م قدم بحث عن معادلة حركة جزئى متحرك . فى عام 1948م قدم بحث عن النقص فى كتلة نواة الذرة .
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ساحة النقاش