أيها المبادر .. يا باغي الفعالية العالية .. دعني أسألك :
هل تعرفت على نفسك؟ هل عرفت من أنت ؟ .. وهل تعرفت على كل المسئوليات المناطة بك .. هل قررت أن تكون على قدر المسئولية وأن تبادر إلى عمل ما هو مطلوب منك قبل أن يطلب منك ؟
هل بدأت في تحمل مسئولياتك الدينية والأسرية والاجتماعية؟
هل تعرفت على المسخرات الإنسانية الأربعة ؟ هل تمرنت على استخدامها ؟ هل تمكنت من تسخيرها لتتمتع بالحرية .. تلك الحرية التي تضمن لك اختيار قراراتك وتنفيذها؟! هل أصبحت مبادراً تعرف من أنت وماذا تريد وكيف تحقق ما تريد؟
أيهـــا العزيــــز ..
إن كانت هناك "لا " أو "يعني" أو "تقريباًً " أو " والله ماني متأكد" في أي من إجاباتك على الأسئلة السابقة ، فأرجوك توقف عن القراءة الآن ، ! أرجوك توقف ، وابدأ من أيها العزيـــز (1) واقرأ بتدبر وتفهم وتبصر، واستعد ونفذ وإن خطر في البال سؤال ، فسأل ثم أسأل ثم أسأل، ثم تعال إلى هنا وواصل المشوار.
أنا الآن ومع أيهـــا العزيـــز (7 ) وقبل أن أبدأ بكتابتها، أتصور أن قارئ / وقارئة هذه السطور من المتابعين لي ومعي منذ البداية، من رمضان 1425هـ . عندما بدأنا وقلنا أيها العزيز سلام عليك من رب رحيم.
أنا أتصور أن قارئ / قارئة هذه السطور قد قرأ ً أيها العزيـــز ( 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ،6 )
أنا أتصور أن قارئ / قارئة هذه السطور قد تنقل بين صفحات حوار حول العادات السبع،
أنا الآن أتصور أن قارئ / قارئة هذه السطور قد اطّلع على شريط الفيديو الخاص بهذا التدريب، وأتصور أن المتابعين لي منذ البداية قد بدأوا يفكرون جدياً وجيداً في حياتهم وكيف يطورونها ويتفاعلون مع كل جديد في عالم الفعالية العااااااااااااالية.
أنا الآن أتصور أن كل قارئ / قارئة لهذه السطور من المتابعين لي منذ البداية ، وأتصور أن تغييراً ما قد حدث على طريقة تفكيره وطريقة نظرته للأمور، وأتصور أنه بدأ يرى الحياة إما أبيضاً أو أسودا وأن الضبابية والرمادية قد اختفت من حياته ، وأتصور أنه بدأ ينظر إلى الحياة بتفاؤل وأمل ورغبة في تحقيق طموحاته ، وهمة تكسر الصخر وترفض المستحيل.
أنا أتصور أن القارئ يعي أن هناك دائما ما هو أفضل مما هو متاح ، وللوصول لذلك الأفضل سواءاً كان روحياً أو دخلاً مادياً أفضل أو ترابطا اجتماعياً أقوى أو راحة بال أكثر ، يجب أن يكون مبادراً.
أنا أتصور أن القارئ لهذه السطور وحرصاً منه على أن يكون مبادراً ورمزاً انتقاليا في محيطه الاجتماعي ، فإنه يتحدث عما يقرأ لي مع زملاء العمل والرؤساء إن كان موظفاً، ومع الزملاء والإدارة والطلبة إن كان معلماً ( وأعوِّل هنا كثيراً على من يبنون جيل المستقبل)، ومع زوجته وأبناءه إن كان زوجاً، و مع تلامذته ومريديه إن كان داعية، ومع المصلين والحاضرين إن كان خطيباً وإماماً لمسجد، ومع قراءه ومتابعيه إن كان إعلامياً .
أنا أتصور أن القاريء لي قد وجه الدعوة لكل قريب وصديق وحبيب في الله لزيارة عربيات والاستفادة من سلسة " أيهـــا العزيـــز " .
أنا أتصورأن هناك أشياء كثيرة تدور في رؤوس المتابعين لي وأذكرهم بما اختتمت به أيها العزيـــز (5) حين قلت " شمروا عن سواعدكم فقد جئتكم مشمرا". وأتصور أنهم جاهزون لبداية مشوار الفعالية العالية والنهاية في أذهانهم، وأتصور الآن أنهم مستعدون للعادة الثانية ، عادة قيادة الذات ، عادة توجيه بوصلة حياتهم نحو مستقبل مشرق، العادة الثانية هي " إبدأ والنهاية في ذهنك " . فبسم الله أبدأ :
أيهــــا العزيـــز .... (7 )
سلام عليك من رب رحيم
من الذي يقرر ما يجب أن تكون عليه ، ما يجب أن تقوله وما يجب أن تفعله ؟
من الذي يقرر من أنت وما تكون عليه ؟؟ من الذي يختار شكل حياتك ويحدد مسارها؟
هل هما الوالدان ؟؟ هل هي المرآة الاجتماعية ( ما يقوله عنك الناس، ما تود أن يقوله عنك الناس، كيف ترى نفسك في نظر الآخرين )؟ هل هي الظروف والأحوال ؟ هل هم الرؤساء ؟ هل هو الإعلام؟
بالرغم من أنه قد يكون في كل ذلك خير كثير ولكن ألا تتوقع أن يكون هناك هامش للخطأ ، وهامش للمجاملة ، وهامش للحسد ؟؟ هل سألت نفسك من أين أستقي المعلومات حول من أكون ، حول من أنا ، وماذا أريد وما هو المهم بالنسبة لي؟ هل سألت نفسك عن الواقع الذي يجعلك تقود حياتك في الاتجاه الذي تتجه إليه الآن؟ وهل هذا هو الاتجاه الذي تريد؟ فكر جيداً وركز معي الآن ! هل مؤشر البوصلة لديك في الاتجاه السليم ؟؟ هل أنت راضٍ عن كل ما تفعله ؟ وهل كل ما تفعله يؤدي إلى النتائج التي تريدها ؟
في العادة الثانية ، أعلمكم وأدربكم على قيادة ذواتكم واختيار مستقبلكم وحياتكم.
أيهـــا العزيـــز..
كل شيء في هذه الدنيا يُخلق مرتين، والعادة رقم 2 ( إبدأ والنهاية في ذهنك ) هي الخلق الأول .. هي الخلق الذهني ، هي عادة تصور نتائج الأقوال والأفعال قبل البدء بها . وبناءاً على ذلك تصبح العادة رقم 3 ( إبدأ بالأهم ثم المهم ) هي الخلق الثاني أو الخلق المادي.ولأضرب مثالاً يقرب ما سبق إلى التصور الذهني للقارئ أقول : من أراد أن يبني مسكناً ، يبدأ والنهاية في ذهنه ، وحيث أننا قلنا أن العادة الثانية هي الخلق الأول أو الخلق الذهني ، فإن من أراد أن يبني مسكناً يتصور ذهنياً كيف سيكون حال ذلك المسكن بعد الانتهاء من التنفيذ ، فيذهب إلى مكتب هندسي متخصص ويجلس مع المهندس ويبدأ في تطبيق العادة الثانية ( إبدأ والنهاية في ذهنك ) من خلال الخلق الأول لما سيكون عليه المسكن فيتخيل ويتحدث مع المهندس الذي يضع التصور الذهني المبدئي على الورق . هو يتصور شكل المنزل وفي أي جزء من المساحة المتاحة سيبنى ، ويتصور عدد الغرف ومساحاتها وألوانها والغرض من إنشاءها ، هو يتصور ويقرر ذهنياً أين تكون الأبواب والنوافذ و.. و... و... ويتصور وبشمولية تامة كل ما يريد في ذلك المسكن وكيفية استثمار الوقت الجهد والمال لإنشائه ، لأنه يريد أن يستغل وقته وجهده وماله أحسن استغلال ليحقق له ما يريد بأعلى جودة وأقل تكلفة ، ثم هو لا يكتفي بذلك بل يناقش على مدى أيام قد تمتد لأسابيع وقد تمتد لشهور كل تفاصيل ذلك المبنى معمارياً وإنشائياً وكهربائياً وصحياً وجمالياً ، حتى إذا ما انتهى من الخلق الأول وحصل على رخصة البناء ؛ بدأ الخلق المادي ( الخلق الثاني ) ، ونقصد به العادة الثالثة ( إبدأ بالأهم ثم المهم ) وهذا ما سنتعلمه في " أيهـــا العزيـــز 8 ... " ، أما الآن لنعد حيث كنا.
أيهـــا العزيـــز ..
خير طريقة .. أفضل طريقة .. أحسن طريقة .. أمثل طريقة .. أجدى طريقة لتوقع المستقبل هي أن تقرر ما يجب أن تكون عليه ، أن تكتبه وتضع لنفسك أهدافاً في الحياة ، أن تبدأ والنهاية في ذهنك.
أنت الذي تقرر ما تريده من الحياة ، إنّ حياة المبادر ما هي إلا نتيجة قرارات يتخذها ، إذا هو المقرر. أما إذا اعتمدت على المرآة الاجتماعية " ما يقوله عنك الآخرون أو طريقة التنشئة أو المعاملة في المدرسة أو العمل" فأنت إذاً مُقَرَر، وكل ما تفعله سيكون لمواكبة وتحقيق ما يتوقعه منك الآخرون وما يتطلعون إلى الحصول عليه لا ما تريده أنت ، وهذا يجعلنا نشعر بالشعبية والقبول لدى الآخرين ، إلا أننا في أغلب الأحيان نشعر بالحنق والغضب لأن كثيراً مما نفعله لإرضاء الآخرين يتعارض مع حقيقة ما نريد ويتعارض أحياناً مع المبادئ.
أيهـــا العزيـــز ..
إن لم تبدأ والنهاية في ذهنك ، فإن أي تعديل أو تغيير في حياتك لتصحيح المسار سيكلفك وقتاً وجهداً ومالاً كثيرا.
أيهـــا العزيـــز..
إبدأ والنهاية في ذهنك في جميع مجالات حياتك ؛ على المستوى الديني والاسري والاجتماعي والمادي.
أيهـــا العزيـــز ..
إن روح العادة الثانية ( إبدأ والنهاية في ذهنك) هي أن يكون لحياتك معنى وغاية وأن تكون لحياتك رسالة وأهداف. وصدق الرافعي حين قال " إن لم تزد شيئاً في الحياة ، فأنت زائد عليها" ولعله كان يود أن يقول لنا أن نخلد أنفسنا ، بأن نسعى لأن نرتقي بذواتنا ، وأن نبذل ما نستطيع لصالح أنفسنا ومن حولنا ، وأن نفعل ما يذكرنا به الآخرون فيدعون لنا ، فمن شهد له سبعة من جيرانه بخير وجبت له الجنة ، وكل منا يستطيع أن يساهم في الارتقاء بذواتنا ، بأسرنا ومجتمعاتنا ، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ، والتخليد أنواع فلنخلد في حياة أبناءنا قد يعني أن نربيهم ونعلمهم ونساعدهم على أن ينشئوا معتمدين على أنفسهم مشاعرياً ، اجتماعياً ومادياً ، وأن نربيهم على أن يكونوا فاعلين ومؤثرين في مجتمعهم متعاضدين ، متكاتفين ، متحابين ومساعدين لبعضهم متى ما كانت المساعدة مطلوبة.
وأن نخلد في مجتمعاتنا قد يعني أن نترك أثراً يذكروننا به ويدعون لنا ، يقول النبي الكريم" الناس عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله" ، بمعنى أن نُذكر فنُشكر.
أيهـــا العزيـــز ..
روح العادة الثانية ( أن تبدأ والنهاية في ذهنك ) هي أن تكون لك رسالة في الحياة ، رسالة مكتوبة ، بمعنى وثيقة مكتوبة تضع فيها أهم مبادئك وقيمك التي ستقود حياتك ، وتلجأ إليها عند اتخاذ أي قرار يمس حياتك ، صغر أم كبر . تلك الوثيقة ( الرسالة ) تتضمن أهم أهدافك في الحياة ، والأشياء الأهم في حياتك ، ومن هم الناس الأهم في حياتك ، ودعني أذكرك بما قلته في أيها العزيـــز سابقا :
" جودة الحياة التي نحياها ترتبط ارتباطا وثيقا بجودة علاقاتنا مع الآخرين"
ودعني أذكِّرك بأن " الأشياء ذات الأهمية القصوى لا يجب أن تكون تحت رحمة الأشياء ذات الأهمية الدنيا" وعندما تكتب رسالتك فأنت تعلم جيداً بأنك مبادر ، تتحمل مسئولياتك و"لا تدع الأشياء التي لا تستطيع عمل شيء حيالها تؤثر على الأشياء التي تستطيع عمل الكثير حيالها".
أيهـــا العزيـــز..
روح العادة الثانية ، أن تكون رسالة حياتك وثيقة محفزة تقرأها باستمرار لتذكرك بأهم مبادئك وأهم أدوارك وأهم الأشخاص في حياتك ، ولتقود حياتك وفق تلك المبادئ والقيم وتستثمر وقتك وجهدك ومالك لتحقيق أهم أهدافك في الحياة ، وإسعاد أهم الناس في حياتك ، ثم حصولك على ما تريد من الآخرين وقتما تريد. يقول الله تعالى " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا" فتلك كانت رسالته صلى الله عليه وسلم , وهو صلى الله عليه وسلم يعلن رسالته فيقول "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فما هي رسالتك أنت؟
إن لم تكن لديك رسالة فابدأ في كتابتها وإلا فإن مشوار الفعالية العالية سيتوقف بك هنا، وعندما ترى الآخرين يواصلون المشوار ويحصدون النتائج لأن النهاية كانت في أذهانهم منذ البداية عندها ستتذكر قول الشاعر :
" مع التحية للعضو أخونا الكبير"
أيهـــا العزيـــز..
الرسالة هي ليست مجرد وثيقة كتلك التي نراها في براويز فخمة معلقة في مؤسسات وأجهزة القطاع العام والخاص ، وهي ليست سطور نقرأها على الصفحات الأولى من التقارير السنوية أو النشرات التعريفية لتلك المؤسسات ، فكم من شخص تسأله عن أهدافه فلا تجد لديه إجابة ، وإن كانت لديه إجابة فهي عامة وليست محددة ، اسألوا أبناءنا وبناتنا لماذا يذهبون إلى المدرسة ؟ ، اسألوا المتزوجين حديثاً لماذا تزوجوا ؟ ، اسألوا الموظفين والمدراء عن معنى تلك الرسالة التي تحتل مكان الصدارة في شركاتهم ومؤسساتهم ؟ ، أجزم أن معظم الإجابات ستكون عامة وباهته وأحياناً بايخة لأنهم حقيقة يسيرون على غير هدى ، يقول الله تعالى " أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم"
أيهـــا العزيـــز ..
تعال نتذاكر ونتفاكر ونتحاور عن بعض المجالات التي يكون من المفيد جداً أن نبدأها والنهاية في أذهاننا ، وأنا هنا سأدلي بدلوي فماذا في دلوك أنت؟
أن أبدأ والنهاية في ذهني تعني أن أتابع أبنائي وبناتي دراسياً منذ بداية العام ، من خلال متابعتهم وزيارة مدارسهم والاطلاع على تقاريرهم حتى تتحقق النهاية التي في ذهني وهي نجاحهم بتميز في نهاية العام الدراسي .
أن أبدأ والنهاية في ذهني يعني أن أتدبر كيف سأصرف دخلي الشهري وكيف أقود حياتي مادياً وبفعالية عالية إلى نهاية الشهر لأوفر لأسرتي حياة كريمة ، وفي ذات الوقت أوفر من دخلي ترقباً لما ستأتي به الأيام .
أن أبدأ والنهاية في ذهني تعني أن أشتري ما أحتاج وليس ما أريد .
أن أبدأ والنهاية في ذهني تعني أنني أخطط لإجازتي السنوية قبل موعدها ، وأن أخطط لعامي القادم ولشهري القادم ولأسبوعي القادم قبل أن يبدأ.
أن أبدأ والنهاية في ذهني تعني أن أبدأ حياتي والآخرة في ذهني ، فأعرف النتيجة الحتمية لأقوالي وأفعالي وسلوكي مع الناس . يقول النبي صلى الله عليه وسلم" أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" فكل عمل تبدأ به يجب أن تكون نهايته في ذهنك.
هذا ما في دلوي ، فماذا في دلوك أنت؟
أيهـــا العزيـــز ..
ما هو الشيء الذي اخترته ووضعته نبراساً يقود حياتك ، أو حاكما ومنظماً لأقوالك وأفعالك ؟ كثير من الناس يجعل ذاته مركزاً لحياته ، وهم بذلك لا يفلحون ، بل يصبحون أنانيين مبدأهم إن لم تكن معي فأنت ضدي ، وهناك من يجعلون وظائفهم محور حياتهم ، وينسون زوجاتهم وأبناءهم ، ويحققون نجاحات في حياتهم الوظيفية ، في ذات الوقت الذي تسوء فيه حياتهم الأسرية ، فيغيب الإشراف على الأبناء والبنات ، وبذلك يصبحون الناجحون الفاشلون؛ الناجحون في حياتهم الوظيفية والفاشلون في ما عدا ذلك . وهناك من يضع المال مركزاً لحياته ، ومبدأه "عندك قرش تسوى قرش" وعليه يصبح جمع المال وبأي طريقة كانت هو الدافع والمحرك الأول له ، ومن لا يفيده مادياً لا يحتاجه اجتماعياً ولا وظيفياً .
أيهــــا العزيـــز..
ألخص فأقول.. ما لم تكن المبادئ وما لم يكن كتاب الله وسنة نبيه وما لم يكن قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن لنفسك عليك حق ولبدنك عليك حق ولأهلك عليك حق فأعط كل ذي حق حقه" أقول إن لم تكن المباديء مترسخة في أعماقنا فلن نفلح ، ومالم تكن المبادئ محركة لدوافعنا لأداء مسئولياتنا تجاه من حولنا فلن نحقق حياة الفعالية العااااااالية ، التي تتطلب إيجاد توازن بين النشاطات والعلاقات والأدوار التي نمارسها في حياتنا. أقول هذا وأذكّر بقول الله تعالى " يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ".ولماذا المبادئ؟ أقول لأن المبادئ ثابتة لا تتغير ،فالمبادئ تؤدي إلى نتائج معروفة مسبقاً ، وهي أيضا تزيد من فعاليتنا إذا ما فهمت وطبقت في حياتنا. وأنت الذي يقرر ما هي هذه المبادئ التي ستقود حياتك على ضوءها ووفقاً لها ، وتدافع عنها في كل الأحوال ، ولا تتنازل عنها مهما كانت الأسباب .
أيهـــا العزيـــز..
يعيش كل منا ثلاثة أنواع من الحياة ويجب أن تحكم المبادئ أنواع الحياة الثلاثة ، فهناك حياتنا العامة ؛ حيث نحن مع الآخرين محترمين مؤدبين ومتأنقين ، نراعي مشاعر الآخرين ونبتسم في وجوههم ، ونكون في قمة التفاعل الإيجابي والمساعدة لكي نسعد بما يقوله الناس عنا . ثم هناك حياتنا الخاصة حيث نحن مع زوجاتنا وأبناءنا ، فكيف هو حالنا هناك ؟ هل نحن معهم كما كنا في حياتنا العامة مع الناس؟ أم أننا خلعنا قناع الزيف ووضعنا قناع الواقع حيث نصبح متسلطين وسيئين ومتجبرين ومستغلين لوضعنا ومكانتنا في الأسرة ؟ ثم هناك حياتنا الداخلية وهي الحياة التي لا يعلمها إلا الله ، فكيف حالنا عندما نغلق الأبواب ونخلو بأنفسنا ؟ فيم نفكر وماذا نفعل حيث لا رقيب علينا إلا الضمير ومن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ؟ .
أيهـــا العزيـــز..
المبادئ يجب أن تسود في كل حياة من تلك الثلاث وعلينا أن نطبقها ونعيشها في جميع الأحوال . ويذم الله تعالى من تتذبذب قيمه من حال إلى حال وتختلف حسب الظروف والمصالح قائلاً: " مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء" ويقول عز وجل " إن المنافقين كانوا إخوان الشياطين " وقد قال المهاتما غاندي " أستغرب كثيراً عندما أرى إنسانا يتصرف بلباقة وإيجابية في حياته العامة ثم يتصرف بحماقة وسلبية في حياته الخاصة .. لماذا ؟؟ الحياة وحدة متكاملة غير قابلة للتقسيم" والمنافقون في الدرك الأسفل من النار ، فكن ذا بصيرة وكن ذا مبادئ ثابتة وتحلى بالصبر فالمشوار طويل . وقرر التخلص من كل الآثار السلبية للتنشئة ، والتخلص من عاداتك السيئة - فأنت أدرى الناس بها - وكن جميلا ترى الوجود جميلا.
أيهـــا العزيـــز ..
ابدأ في كتابة رسالة حياتك وقرر ما تريد ، فإن أنت لم تقرر بنفسك سيقرر الآخرون عنك ولك وستسعى إلى تحقيق ما يسعدهم وتُشقي نفسك ولعمري هذا قمة الغباء ؟ فقرر من الآن ماذا تريد وكيف ستسير حياتك وكيف تبدأ والنهاية في ذهنك .
أنا وأنت نعرف ما يقوله الآخرون عنا ، أنا وأنت نعرف ما يريده منا الآخرون ، ولكن الأهم هو أن نعرف نحن ما نريد ، أنا أعرف ماذا أريد فهل تعرف أنت ماذا تريد؟
أيهـــا العزيـــز..
ما هي المبادئ والقيم التي ستقود حياتك وفقا لها ؟
ما هي أهم أهدافك في الحياة ؟
من هم أهم الناس في حياتك؟
فضلا أجب على هذه الأسئلة كتابيا لتكون مسودة رسالة حياتك وابدأ والنهاية في ذهنك وتذكر:
فإن أنت لم تزرع وشاهدت حاصداً ... ندمت على التفريط في ساعة البذر
ساحة النقاش