مراحل النقاهة:
الهدف :
إن معرفة الناقهين من الإدمان بمراحل النقاهة وما سوف يمرون به من مراحل ومصاعب لهو هدف النقاش في هذه الحلقة وجعل الناقهين قادرين علي معرفة أبعاد مشاكل تلك المرحلة وكيف يواجهون مشاكل المراحل الأخرى .
أهم نقاط المناقشة:
1- كما يواجه المدمنون مشاكل متعددة خلال مراحل إدمانهم فإنهم قد يعانون من بعض المشاكل في مرحلة توقفهم عن الإدمان مثلهم مثل كل إنسان في مرحلة النضوج، وإن هذه المشاكل قد تحدث في أي مجال من مجالات حياة المدمن
2- التعريف بالأحاسيس والمتاعب التى سوف يواجهونها خلال مراحل النقاهة لان معرفة خصائص هذه المرحلة يؤدي إلى اطمئنان المدمن وإلى إدراك المعالج مخاوفه ومعرفة خطة العلاج مما تؤكد الثقة في المعالج ويعطي العلاقة بين الناقهين والمعالجين دفعة إيجابية في طرق النقاهة.
3- إن مناقشة مشاكل هذه المرحلة في هذه المجموعات من الناقهين يؤدى إلى معرفة خبرات الآخرين ويعطي انطباعا مطمئنا لمن مر بمرحلة النقاهة ومن هم في بداية طريق النقاهة.
4- إن عدم مناقشة هذه المراحل في المجموعة يؤدى إلى عدم صدق أحاسيس الناقهين في برامج علاجهم ولذلك فإنه لا بديل عن الصدق والمصارحة فيما يمكن أن يواجه المدمن من مشاكل ومتاعب أثناء مراحل النقاهة.
كيف يبدأ الحوار :
الإعلان عن هدف النقاش السابق ذكره يبدأ بتذكير الناقهين بأهمية معرفتهم بمظاهر التقدم في العلاج ومعرفة ما وصلوا إليه من تقدم وأيضا لما بقي من مراحل ومشاكل وكيفية مواجهتها.
إدارة الحوار من خلال الأسئلة:
إن توجيه الأسئلة التوضيحية هو أسلوب بناء ومن تلك الأسئلة للناقهين مثلا." لو أن هناك اثنين من المرضى بنفس المرض الذي كانا يعانيان منه وعلى كل منهم المحافظة على مستوى تحسنه وعليه مواجهة الحياة بمشاكلها المختلفة واطلع أحدهما عما يجب تجنبه من مواطن الضعف وما يجب عمله بالتفصيل لمواجهة كافة المظاهر المرضية ولم يطلع الآخر على تلك المعلومات الهامة فأى المريضين تفضل أن تكون؟؟؟
كيف تتمتع بدون مخدرات
يجب أن يكون مفهوما أنه ما إن يتوقف الشخص عن تعاطي المخدرات فإنه يحتاج لتعلم أشياء جديدة يملأ بها وقت فراغه، وأكثر هذه الأشياء هي تلك التي يمكن أن تسعده وترفه عنه ...حيث إن كثيرا ممن أقلعوا عن استعمال المخدرات لم تكن هذه المخدرات تعني بالنسبة لهم سوي المتعة والبهجة .
إن المجتمع والسن والقدرات وعوامل أخرى كثيرة تتحكم في سلوكنا وتعلمنا بطرق التمتع أيا كانت ترفيهية رياضية, غذائية, جنسية, فكرية, أو دينية
يجب توضيح الفرق الشاسع بين المتعة مع المخدرات والمتعة بدونها وتوضيح كيف يمكن أن يقوم كل فرد من مجموعة الناقهين بتعلم أو إعادة تعلمه طرق السعادة بدون مخدرات وكيف يمكن لهم أيضا أن يشارك كل منهم الآخرين في هذا المجال
إنه من الواجب إتاحة الفرصة لهؤلاء الناقهين لإظهار تخوفهم وقلقهم من عدم حصولهم علي المتعة بدون المخدرات لأن ذلك في حد ذاته مشجع لهم للتفكير في كيفية الحصول على إعطائهم الفرصة لأن يتخيل كل منهم أفضل موقف يتصور أنه يمتعه بدون أن يكون ذلك نتيجة لتأثير المخدرات . ويتم ذلك بسؤال كل منهم عن رأيه في تصور زميله وسؤالهم أسئلة محددة وهي :
هل تمتعت من قصة زميلك عن طريقة نظرته للمتعة بدون مخدر ؟... لماذا ، ولماذا لا ؟ ... وكم مرة ناقشت مع أحد أفكارك التي يمكن أن تمتعك بدون استخدام مخدرات ؟... وما هو نوع التغير الذي حدث في حياتك ودفع بإرادتك للأفضل
*****
كيف تقضي وقت الفراغ
إن أفضل طريقة لمساعدة مجموعة الناقهين في عبور هذه المشكلة هي توزيع مجموعة أسئلة تحتوي علي مجموعة كبيرة من الأنشطة المختلفة التي تمكنهم من التمتع معا من خلالها وبعيدا عن المخدرات وهي أسئلة يرد عليها (بنعم أو لا ) .
من أمثلة هذه الأنشطة :
كرة القدم- الموسيقي- الغناء- تنس الطاولة- جمع الطوابع- الرسم- ألعاب أتاري- التصوير- زيارة متاحف - قيادة موتوسيكلات - قيادة دراجات - الشعر - زيارة حديقة الحيوانات - السباحة - صيد السمك- مجال الكمبيوتر- شراء ملابس-
لعب الشطرنج- اختراق الضاحية- الملاكمة-الطبخ - لعب الطاولة- موسيقي كلاسيكية- السباق في الجري- هوايات أخري.
ويتطلب منهم عدم طلب رغبات كثيرة والالتزام بالصدق حتى تستمر هذه اللقاءات الجماعية ...وبعد إجابة كل منهم علي هذه الأسئلة يكتب تليفونه بجوارها وتعلق في مكان مناسب في اجتماعاتهم للناقهين حتى يأخذ كل منهم باسم زميله الذي يريد مشاركته لهواياته ثم يطلب من كل منهم بعد ذلك أن يعلق علي هذه المشاركات ورأيه فيها ورأيه في معني مفهوم الصحة النفسية
يجب مراعاة أنه من غير السهل أن تتطابق هواية كل منهم مع الآخر ولكن مع تأثير الجماعة تتقارب وجهاتها وهواياتها وتصبح الهواية رغبة في المشاركة في نشاط قد لا يهواه الإنسان ولكنه يتمتع به .
إن كل إنسان يحتاج للتمتع والتوقف عن المخدرات ليس معناه الانقطاع عن المتعة ، ولكن الصحيح أن أولئك الذين توقفوا عن تعاطي المخدرات هم أكثر قدرة على التمتع بالحياة ولهم أكثر من طريقة إلى ذلك .
إن من تعودوا علي المتعة مع المخدرات يجب أن يعيدوا حسابهم ويبدءوا طريقة التأقلم والعودة للتمتع بدون مخدرات .
إن الخروج في جماعة لصلاة في مسجد أو لحضور ندوات دينية والتقرب إلى الله وقراءة الأدعية في الجماعة يؤدي بأفرادها إلى التسامي عن متعهم الشخصية والنضوج مع جماعة الأصدقاء إلى مراتب الاطمئنان والإيمان .
*****
إن العلاقة بين المدمنين ليست علاقة بين صديقين فقط ولكنها تحمل معاني أكثر من ذلك فهي صداقة وهي ارتباط بما يسمي مجتمع الإدمان وهو مجتمع خاص له مفاهيم خاطئة تنبع من كره المدمن للمجتمع السوي الذي نبذه فيلجأ إلى مجتمع المدمنين الذي يرعاه ويحوله إلى عضو نشط ، ليس فقط ضد المجتمع ولكن يضيف إلى ذلك الاتجار في المخدرات بالإضافة إلى تعاطيه... حيث توقف الأسرة أعطاه المال بعد اكتشافها لسوء سلوكه وإدمانه .
وهذا المجتمع الخاص بالمدمنين يحتوي ليس علي المدمنين فقط ولكن علي التجار الذين يغذون هذا المجتمع بمعاني تدفعهم إلى زيادة العداء للمجتمع ولأسرهم والي زيادة انفصالهم عنه ، وهم يجتذبونهم بالتشجيع والرعاية من خلال إعطائهم المال مقابل اتجارهم في المخدرات أو من خلال تسهيل الانحراف الإجرامي الذي يفتح لهم أبواب الحصول علي المال من طرق غير شرعية... لذلك يحدث تشوه معرفي في ذلك المجتمع من خلال مفهوم خاطئ وهو ( أن الإدمان له رزق )
إن كثيرا من الناقهين من الإدمان يعانون من دوافع شبه واعية للعودة للإدمان لمجرد مقابلة هؤلاء الأصدقاء وكأنهم مبرمجون علي ذلك .
ولذلك يجب أن نسعي إلى البحث عن كيفية التخلص من هذه الصداقات التي تثير الرغبة للمخدرات من خلال تأثير تلك الجماعات ومن خلال تلك السلوكيات المكتسبة.
إنها حقيقة .. إن المدمن حامل للمرض وكلما أقترب من الناقهين من الإدمان زادت نسبة الإصابة وعودة الإدمان . إنه عادة ما يبتعد الناقهون من الإدمان عن أصدقاء الإدمان بعد علاجهم غير أن هذه العلاقات قد تعود مرة أخري خاصة إذا كان هؤلاء الأصدقاء أصدقاء عمر ولكونهم أيضا أصدقاء إدمان فإنهم تربطهم علاقة خاصة فيها أحاسيس شديدة بالسعادة واقتسامهم للآلام والذكريات وقد يكون هذا الصديق تربطه علاقة حب إن كانت فتاة أو قد يكون زوجا أو زوجة مدمنة وهذه العلاقة القديمة قد يكون لها تأثير متزايد مع ازدياد ما يواجهه الناقهون من الإدمان من مصاعب بعد علاجهم وقد تؤدي هذه العلاقة إلى ضغط يؤدي بالناقهين إلى الانتكاس مرة أخري وبسرعة للإدمان خاصة مع افتقاده وشوقه لعلاقات صداقة جديدة يصعب الحصول عليها بسهولة .
إن هؤلاء المدمنين قد يقتربون من الناقهين من الإدمان ليس فقط لقدم هذه الصداقة ولكن قد يكون ذلك لاستفادتهم ماديا من الناقهين أثناء إدمانهم فهم يريدون أن يبيعوا لهم مخدرات أو أن يقدموا لهم مخدرات مجانا أو أن يشاركوا معهم تعاطي المخدرات بحجة الصداقة القديمة أو الأيام الجميلة السابقة ...أو قد يكون لديهم رغبة العلاج ولكنهم يخفونها في اللاوعي... أو قد يكونون زملاء عمل أو يسكنون الشقة المقابلة وبذلك يكونون دائما أمام الناقهين من الإدمان خاصة عندما تحدث مشاكل ويحتاج الناقهون إلى من يثقون فيه للحديث معه من تلك المشاكل
لذلك فإنه عندما يقول الناقهون من الإدمان " أمتنع عن مقابلة أصدقاء السوء " ... فبالرغم من أن تلك هي نصيحة جيدة إلا أنها تحتاج إلى تفكير كثير لمواجهة مشاكلها .
وتلخيصا لهذه الصعاب نقول :
1- إن مجالسة المدمنين بعد العلاج من الإدمان مع بعضهم يشكل خطورة شديدة وذلك لقوة ما بين هؤلاء من علاقات لصيقة وارتباط وتعود شرطي علي السعادة معهم .
2- تزداد خطورة لقائهم مع المدمنين كلما كان أولئك المدمنون أصدقاء عمر حيث تزداد شدة تأثيرهم علي من تم علاجه من الإدمان .
3- يجب إنهاء كل صلة مع المدمنين أو علي الأقل يجب أن تكون محدودة أو مراقبة من أصدقاء أمناء أو من الأسرة .
4- إن ترك صداقات قديمة أمر مؤلم ويؤدي إلى الحزن وعدم الشعور بالأمان وهذه الأحاسيس صادقة وتحتاج إلى مساعدة من الأهل وأصدقاء الخير للتخلص من هذه المشاكل .
5- إن الرغبة في إنهاء العلاقة مع الأصدقاء المدمنين لا تكفي للقضاء علي خطورتهم ولكن يجب إخبار هؤلاء الأصدقاء المدمنين بعدم رغبتك في مقابلتهم مرة أخري بكل احترام وبكل حزم ويجب أخذ المشورة في كيفية إبلاغهم ذلك .
6- كلما ازدادت الصداقات الجديدة مع الأسوياء بعد العلاج من الإدمان وتعلم الإنسان كيف يتمتع بالحياة ويمارس الهوايات المفيدة تقل تأثير هذه الصداقات القديمة.
لذلك يجب تشجيعهم علي الارتباط والتعاطف مع أصدقاء جدد وتوسيع نطاق علاقاتهم الاجتماعية السوية كذلك فإنه من المهم التعرف علي :
أ - هؤلاء الأصدقاء المدمنين الذين لهم تأثير سلبي يخشى منه .
ب - الأصدقاء المدمنين الذي تربطهم بالناقهين علاقة خاصة
ج - الأصدقاء المدمنين الذين يعتبرهم الناقهون سببا في إفساد حياتهم أو ممن اضطروهم لارتكاب انحرافات ضد إرادتهم .
د - الأصدقاء الأسوياء الذين هجروهم نتيجة لإدمانهم ويرغبون في العودة لصداقاتهم لإحساسهم بإمكانية نجاح صداقتهم مرة أخري .
غير أنه أحيانا قد توجد دوافع أخري للقاء صديق مدمن فيتعرض الناقهون لمخاطر هذه اللقاءات منها:
أ - قد يريد من تم علاجه من الإدمان أن يظهر لأصدقائه بأنه تم علاجه وأنه قد أنهي مشكلته
ب-قد يريد من تم علاجه أن يعيش حياة سريعة المكسب في أوساط يكثر فيها المدمنون.
ج- الرغبة أن يشعر من تم علاجه أن إدمانه السابق كان خطأ وأنه لا يمكن التأثير عليه من هؤلاء المدمنين فيذهب ليصادقهم مرة أخري بدعوة عدم تأثره من ضغوطهم.
هذه المواقف توضح احتياج الناقهين من الإدمان إلى :
-
التفكير في ماذا يريدون
-
أولوية الاهتمام بالخلاص من المخدرات
-
أهمية الاهتمام بكل ما يمكن أن يساعدهم في الاستمرار بعيدا عن المخدرات
-
والثبات في طريق خلاصهم من هذه المشكلة
إنهم يحتاجون إلى تقييم سلوكهم باستمرار والاستماع إلى نصائح شخص موثوق به ذي دراية علاجية... أو صديق أمين مخلص له خبرته في الحياة قد ينقذهم من رغبات لا شعورية تؤدي إلى سلوك يعود بهم إلى حياة الإدمان مرة أخري.
أما إذا أضطر الناقهون من الإدمان إلى مقابلة مدمنين لم يتم علاجهم فعليهم تذكر الآتي
* إذا سئل من عولج من الإدمان عن سبب عدم رغبته في قضاء وقت طويل مع مجتمع المدمنين فيجب أن يوضح مباشرة لهم أن ذلك ليس عداء شخصيا ولكن لأنه لا يستطيع أن يجالس المدمنين... إن هذه الأمانة تؤدي إلى تفهم المدمنين لموقفه وعدم إزعاجهم له .
* يجب التذكر دائما أن مقابلة المدمنين قد يؤدي إلى العودة للمخدرات وأن الأولوية هي استمرار بقاء من عولج من الإدمان بعيدا عن شر الإدمان ،وأنه لا يوجد شيء يوازي هذه الأولوية .
* إذا كنت تشك في نفسك فخذ معك صديقا موثوقا به عند لقاء مدمن لم يتم علاجه
****** ماذا لو كنت تعيش في منطقة موبوءة بالمخدرات ؟
إن ذلك هو أخطر المواقف التي تواجه الناقهين من المخدرات بعد علاجهم ، وهو موقف يحتاج منهم إلى الكثير من التخطيط ...ومما لاشك فيه أن الانتقال إلى سكن آخر قد يكون أفضل الحلول ولكن مع المشاكل التي نواجهها في مجتمعنا فإنه قد يستحيل ذلك .
لذلك يجب المبادرة بتغيير الأسلوب الاجتماعي لحياتهم ويجب أن يسعوا إلى الارتباط بالجيران ذوي السمات الطيبة المؤثرة وتكوين شبكة من الصداقات منهم،ويجب التعاون مع الجيران ما أمكن ذلك للتخلص من هذه البؤرة المرضية قبل أن تؤدي بهم إلى الانتكاس .
وما يجب عمله مع مروجي المخدرات الذين تضطر لمقابلتهم ؟
إذا لم يكن هناك من طريقة تمكن الناقهين من الإدمان من البعد عنهم فعليهم إنذارهم بعدم عرض المخدرات أمامهم ويجب أن يحاولوا الحصول علي مساعدة الآخرين للخلاص من تجار المخدرات وإذا لم يتمكنوا من ذلك فهناك السلطات الأمنية التي يجب الالتجاء إليها في مثل هذه المشكلة لإنقاذهم من شر تجار المخدرات والمدمنين علي السواء.
إن مجهودا يبذل للتخلص من صداقات الإدمان والحصول علي الصداقات السوية هو أفضل بداية لقدرتهم علي الخلاص والحياة بعيداً عن هذه الكارثة .
*****
طرق مواجهة الإلحاح والرغبة في العودة للإدمان
إن الرغبة الملحة للعودة للمخدر هي مشكلة الإدمان الأولي ولذلك يجب توضيح طرق مواجهة هذه المشكلة وتدريب العاملين في مجال الإدمان وكذلك تدريب الناقهين ومن الهام:
-
أن يدرك الناقهون في هذه الفترة مشكلتهم إنها مشكلة مرضية وليست مجرد تعود علي عادة سيئة وكأي مرض آخر فان الإدمان يؤثر علي حياة الإنسان ويؤدي إلى مشاكل خطيرة ومضاعفات كثيرة وإن أكثر مشاكل هذا المرض هي في الرغبة إلى العودة للإدمان والتي تمثل لب المشكلة .
-
إن تغيير نمط حياة هؤلاء الناقهين هي خطوة أولي وهامة في القضاء علي هذه الرغبة. إن جلسة علاج الرغبة الملحة في العودة للإدمان يجب أن تبحث في أولها ولعدة عشرين دقيقة الأسباب التي تدفع إلى هذه الرغبة والأحاسيس المؤلمة والمصاحبة لها وتكون في صورة حقائق علمية واضحة يجب أيضا أن نشرك الناقهين في النقاش وان يتذكر كل واحد منهم سبب عودته للإدمان في مرات سابقة بعد علاجه وما هي أكثر المواقف التي تؤدي بالإنسان إلى هذه العودة .
-
إن ذكريات كثيرة يمكن نسيانها بسهولة ولكن فجأة تعود ذكريات قديمة إلى مجال الوعي بها .. بمجرد رؤية شيء معين أو سماع أغنية معينة فتستثار الذاكرة بالكامل .
-
إن التفكير في العودة للمخدرات يعاود الناقهين من الإدمان من فترة إلى أخري نتيجة لذكريات تطل عليهم من الماضي مؤثرة علي موقفهم الراسخ في مواجهة المشكلة.
-
إن حياة المدمن تتغير مع بداية تعاطيه للمخدرات ذلك أن سلوكه مع استعمال المخدرات يتغير بأن يسلك طرقا مختلفة حتى يصل لشراء المخدر . ويرتبط هذا بميعاد شبه ثابت يتعود معه علي رؤية مجموعة معينة يتعامل معها بانتظام لتوفير المخدر وترتبط هذه العلاقة بأساس زائف بالسعادة حيث يذهب لهم وهو يعاني الإلحاح لانتهاء ما معه من مخدرات، وما أن يلقاهم حتى يتغير إحساسه من الألم والاكتئاب والقلق إلى الشعور الزائف بالراحة بعد تعاطي المخدر ويرتبط ذلك مباشرة بإحساس غامر بالسعادة لرؤيتهم .
-
إن هؤلاء الذين يرتبط المدمن بهم من مجموعة أفراد يتعاطي معهم ومجموعة يشتري منها المخدر كثيرا ما يتقابل معهم بعد العلاج وقد يطلق ذلك عنان الذاكرة لأوقات العادة الزائفة السابقة وكثيرا ما يسارع أولئك المتاجرون بالعرض والإلحاح علي أولئك الناقهين للعودة للإدمان وتحت تأثير إلحاحهم وقبل أن يفكر فإنه قد ينزلق إلى مجاراتهم مجاملة لهم... ومن هنا قد ينتج مشاكل أخطرها وهو شعور الناقهين بضعف موقفهم أمام المتاجرين بالمخدر فيجعل إحساسه الشخصي ضعيفا في مواجهتهم .
-
إن الإلحاح والرغبة في العودة للإدمان ينطفئ كليا مع مرور الوقت حيث تفقد هذه الجماعات تدريجيا قدرتها علي استثارة الناقهين من الإدمان مع ازدياد إرادة هؤلاء الناقهين نتيجة لاستمرار تحسنهم ومحافظتهم علي البقاء بعيدا عن تعاطي المخدرات ولعدم استعدادهم للعودة إلى المشاكل القديمة التي قاسوا منها أثناء الإدمان .
-
إن التغلب علي الإلحاح فى العودة للإدمان يحتاج من الناقهين إلى المحافظة علي نقائهم من المخدرات ، وصبرهم وقدرتهم علي الحصول علي الثقة والدعم من الآخرين وبناء صداقات جديدة .
-
إن الإرادة تقهر أي إلحاح مهما كان دافعه أو قوته وذلك يتطلب مواجهة أولئك الذين ينتفعون من سقوط البعض في الإدمان .
-
إننا لو تصورناهم فإنهم مثل قطة تضع لها وعاء لبن كل يوم خارج البيت فإذا انقطعنا عن وضع اللبن فإنها تعوي طلبا له ومع الوقت وعدم وضع لبن جديد لها فإنها تنقطع ولا تعود، وهي مثل مروجي المخدرات يحتاجون للتجاهل والعنف في مواجهتهم حتى ينقطع أملهم ولا يعودوا في الإلحاح أكثر من الأول لذلك فإن الالتصاق والثبات علي المبدأ في النقاهة هو عامل هام لابتعاد المرتزقة والمنتفعين من الإدمان عن طريق الناقهين.
-
إن الإنسان يحتاج في هذه المواقف ليس فقط إلى سلبية عدم التعاطي للمخدرات ولكن إلى إيجابية تقوية الإرادة ،وهذه الإيجابية تحتاج إلى تعلم كيفية مواجهة المشاكل والمواقف الحادة وإلي معرفة طريق تحقيق احتياجات الإنسان من مأكل ومسكن ودفء وتعلم وإنتاج وإبداع واحترام للجماعة واحترام للنفس وانتماء إلى مجموعات اجتماعية صحيحة وإلي مبادئ ومثل دينية متعمقة المعاني ومن الحاجة إلى مساعدة الآخرين الذين هم في نفس مشكلة الإدمان حتى تزداد الإرادة بمساعدة الآخرين وتجنب أماكن بيع المخدرات وصداقاتها وجلسات تعاطيها.
-
إن ذلك كله يجب ألا يصاحبه محاولة اختبار النفس فإن التعرض لهذه المشاكل لن يكون بحال عاملا إيجابيا بل هو خفة عقل وضياع للجهود وتشتيت للإرادة
****** وهناك حقائق يجب معرفتها في النهاية عن علاج الرغبة والإلحاح في العودة للمخدرات والإدمان وهي:
1 - إن الإلحاح والرغبة في العودة للإدمان مشكلة ناتجة من طول تأثير الإدمان علي الجهاز العصبي .
2 - إنه لتجنب إلحاح هذه الرغبة للعودة للإدمان يجب تجنب الأشخاص والأماكن التي ارتبطت في مخيلة المدمن بإدمانه السابق .
3 - إن من توقف عن الإدمان يجب عليه تجنب استعمال عقاقير أو بدائل ولو مؤقتة. إن ذلك هو خطأ فادح يجب تجنبه لأن استعمالها يؤدي إلى عودة الإلحاح إلى المادة التي سبق إدمانه عليها .
4 - إن التعرض إلى مواقف الإلحاح والرغبة في العودة للإدمان بدون حدوث العودة للإدمان يؤدي تدريجيا إلى ازدياد الإرادة... وكلما أدرك الإنسان هذه المواقف وامتنع عنها ازدادت محصلة الإرادة .
5 - وأن لذلك فإن الامتناع عن الحصول علي الأحاسيس المصاحبة للإدمان مثل النشوة الشديدة أو الكسل الشديد هو العامل الأكبر لانعدام تأثيرها السلبي .
6 - إن العودة إلى صداقات قديمة بعد مدة من الامتناع عن الإدمان مثل صديق قديم أو جار قديم ارتبط بالإدمان ولم يحسم الإنسان علاقته به ولم يدرك ذلك الصديق موقف المدمن من إدمانه قد يكون ذا تأثيرات سلبية في استمرار توقف المدمن عن التعاطي. ويجب الحذر في هذه المواقف والمبادرة بإظهار حقيقة توقفك عن الإدمان حتى لا يكون له تأثير يذكر على من ازدادت إرادته وامتنع عن العودة للمخدرات .
7 - إن الرغبة والإرادة للتوقف عن الإدمان تحتاج إلى صداقات جديدة وتعلم طرق جديدة للحصول علي الاسترخاء والاطمئنان والتمتع بالحياة بالطرق الصحية وكيفية التمتع بأن يكون الإنسان فردا منتجا وناضجا وذلك كله يؤدي إلى انعدام تأثير الإلحاح والرغبة فى العودة إلى الإدمان . إن الإرادة الحقيقية تنمو مع الأيام من العمل ومع الصحبة الطيبة ومن مساعدة الآخرين .
8- قد تغلبك الرغبة والإلحاح في العودة للإدمان .. إذا حدث ذلك عد فورا لسابق انقطاعك عن المخدرات والي إرادتك السابقة . إن الانزلاق إلى المخدرات قد لايعنى فشلك وضياع جهدك السابق ولكن هو توقف في طريق النجاح .. عد فورا إلى طريق نجاحك في مواجهة الإلحاح والرغبة للعودة للإدمان وتعلم من ذلك ما يحميك من تكرار هذه الزلات مرة أخرى .
9-رغم أن إلحاح الرغبة للعودة للإدمان هو أحد مضاعفات مرضي الإدمان إلا أنه يبقي أن نقول لك إنه اختيارك المحض أن تكون صحيحاً أو لا تكون بالمرة . إما أن تأخذ خطواتك في طريق الانتهاء من هذا المرض أو أن تظل أحد ضحاياه حتى تنتهي صحيا ونفسيا واجتماعيا وماديا وأدبيا .
****
تجنب هذه المواقف :
1 - أن تكون في مكان يباع فيه أو يتم تداول المخدرات أو حيث يجلس المدمنون 2 - تجنب المواقف السلبية مثل الغضب والكآبة والوحدة والخوف .
3 - تجنب الإحساس باللذة مع أي دواء عادي .
الغضب والتوتر يسبب سرعة الانتكاس للإدمان
4 - تجنب الاستماع أو قراءة القصص التي تؤدي فيها المشاكل بصاحبها إلى الإدمان.
5 - تجنب الآلام الجسدية وخذ النصيحة الطبية السليمة فور حدوث تلك الآلام .
6 - تجنب وجود مال كثير فى يدك... حاول أن تستغل أموالك في الاستثمارات المختلفة.
7 - تجنب الاطمئنان إلى أنك قد انتهيت من إدمانك وأنه يمكنك أن تتمتع بالمخدرات مرة أخرى مؤقتا باعتقاد أنها لن تؤثر عليك مرة أخرى فإن ذلك خطر وخطأ عظيم.
*******
كيف نواجه المشاكل والأوقات العصيبة بدون تعاطي المخدرات
إننا جميعا نواجه مشاكل الحياة بقوة الإرادة والتصميم على اجتياز المحن. غير أن أولئك الذين تركوا الإدمان حديثا يضطربون بشدة لأقل توتر أو لأقل مشكلة ويظهر ذلك في زيادتهم لجرعة المخدر أو تغيير نوع المخدر لنوع أشد تأثيرا... ومعنى ذلك أن إرادتهم قد تضعف سريعا في مواجهة المشاكل في الفترة الأولى بعد التوقف عن الإدمان . إن ما يحتاجه الناقهون من الإدمان في هذه الفترة هو التخطيط الجيد والمساعدة السليمة.
إن ما يحتاج إليه هؤلاء الناقهون هو الحد من التوترات والحد من مضاعفات مواقف معينة وذلك بتغيير استجابتهم لهذه المواقف.
ولذلك سوف نناقش مشاكل الأوقات العصيبة وكيفية الاستعداد لها... وهذه المواقف منها ما هو بسيط مثل( يجب أن أنجح هذا العام) ومنها ما هو حيوي ( ماذا أفعل لكي تعود زوجتي للمنزل). ولكي نبحث هذه المواقف وكيف نستعد لها يجب أن نجيب عن عدة أسئلة منها:
1- معرفة حقيقة المشكلة ودرجة الاهتمام بها.
2- المعرفة الكافية بدقائقها وكيفية الحصول على معلومات تساعد على تفهمها .
3- كيف أحصل على مساعدة أهل الخبرة بصفة خاصة .
4- وقد تحتاج إلى معلومات
5- يجب أن يتخير الإنسان الأولويات من الاحتياجات والمشاكل لخوضها ووضع حلول لها. ولتحقيق ذلك يجب أن تكون الآمال والأحلام قليلة وواقعية حتى يمكن تحقيقها والانتقال لغيرها.
أما إذا تنوعت الأحلام والطموحات والعقبات والمشكلات فأن ذلك يؤدى إلى تشتت الإنسان بينها ويصل إلى تحقيق لاشيء من كل شيء.
وفي النهاية فان كلا منا يحتاج إلى دعم الآخرين له، ويحتاج للإصغاء لمن هم أكثر حكمة منه لآرائهم وأخذ مشورتهم ومساعدتهم والاعتماد عليهم مؤقتا في المواقف العصيبة.
إن جماعة الناقهين من الإدمان يجب أن يتدارسوا فيما بينهم وبين أنفسهم وفيما بينهم وبين الطبيب المعالج لهذه المشاكل ...ولمناقشة هذه المشكلة هناك عدة نقاط هامة حتى تصل جلسة التدريب هذه لنتائج إيجابية:
أولا
: توضيح وجود مثل هذه المشاكل التي تواجههم في فترات النقاهة من واقع خبراتهم ومن خلال ذلك تخرج المجموعة بموعظة من كل هذه المشاكل كدرس لمستقبلهم.ثانيا
: ما يجب على كل منهم عمله مع الأزمات والمصاعب وتختلف المشاكل التي قد تناقشها مجموعة من الناقهين عن غيرهم - ولذلك يجب تسجيل كل ما يدور في هذه الاجتماعات لكي يستبصرها أفراد هذه الجماعة لإضفاء قوة جديدة لهم أو لتذكيرهم بأهمية الوقاية منها .ثم أن أكثر هذه المشاكل التي تواجه الناقهين هي إحساسهم بأنهم ضحية لمفاهيم وأفكار خاطئة ولتربية غير سليمة وتبدأ مبادئ الانطواء بعيدا عن المجتمع كنوع من التأنيب النفسي ويبدأ العداء للعالم أجمع.
أن مناقشة هذه المشاكل وطرق حلها يأتي من خلال ثلاث طرق:
1- سرد مشاكل حدثت في الواقع لأحد الناقهين الذين تعرضوا لضغوط أدت إلى العودة للإدمان وكيف أمكنهم بعد ذلك التغلب عليها وطرق بناء دفاعات بالشخصية لكل من هذه المشاكل.
2- عن طريق المناقشة مع جماعة الناقهين لمراجعة هذه المشاكل وكيف يتسنى لكل منهم التغلب عليها .. وهذا قد يكون أيضا أسلوبا مفضلا للبعض حيث تدرك المجموعة حقيقة حجم المشكلة من زملائهم.
3- قد يحتاج الأمر إلى وجود نماذج حية لهذه المشاكل يتم نقاشها فتأخذ شكل النقاش الجماعي مع سرد لحالات حية من المجموعة المعالجة أو من المعالج لهم.
ويجب على المعالج كتابة كافة الاقتراحات التي تطرحها الجماعة لعلاج مشاكلها كلها وكتابتها إما على هيئة مجلة حائط أو على هيئة ورقة مطبوعة بعد الجلسة
ويجب أن يكون من أولويات تلك الحلول:
أولا
: أن يستمر الناقهون أنقياء بدون العودة للادمان.
ثانيا ثالثا إن دور الجماعة المعالجة ليس فقط بحث هذه المشاكل والمساعدة في وضع حلول لها ولكن قد يحتاج الناقهون لمساعدة خارج المجموعة مثل أن تجد المساعدة اللازمة لبعض من تدهورت حالتهم المالية من خلال بعض المؤسسات الاجتماعية وقد يحتاج الناقهون لجلسات متابعة وعلاج أسري لمساعدته في تقبل الأسرة له وازدياد اطمئنانها به. إن أيجاد مكان يلتقي فيه بأصدقاء متدينين ذوي خلق في ناد يتبع العيادة المعالجة أو فى مسجد أو فى أى مكان عبادة. تلك هى طرق المساعدة لمجموعة الناقهين لكي يخرجوا من قبضة جماعات الاتجار. كما أن هناك مشاكل أخرى كثيرة تحتاج من الفريق المعالج إلى وضع خطط طويلة المدى وقصيرة المدى لما قد يصعب حله حتى يكون تأثير هذه الجماعات العلاجية لها تأثيرا واقعيا.
الأسرة ورعاية الناقهين من الإدمان
تحدثنا في الفصل السابق عن أهمية التخطيط والإعداد الجيد لمتابعة المدمن أثناء فترة النقاهة وسوف نتحدث في هذا الفصل عن مراحل النقاهة وما يحدث أثناءها من متغيرات في الأسرة تجاه المدمن ،ومن المدمن تجاه الأسرة وذلك الحوار المستمر حديثا أو صمتا مما يؤثر سلبا أو إيجابا علي هذه الفترة ...وسوف نقدم بعض الخطط والأفكار التى تساعد تلك الأسر علي عبور فترة النقاهة .
وفي كافة المجتمعات لكل فعل رد فعل وكلما كان المجتمع ناضجا استطاع الفرد بالمنطق الواعى في الثقة الآخرين ... تلك الفكرة البسيطة هي قالب العلاج الأسري. وقد أظهر الباحثون في مجال الإدمان اهتماما متزايدا بالأسرة وكيف يمكن أن تكون السبب في أن يبدأ أحد أفرادها ويستمر في طريق الإدمان ...لذلك فإن أي خطة يجب أن تشتمل علي تدعيم الأسرة وعلي مساعدتها في تفجير الطاقات المتوفرة بداخلها والتي يمكن توجيهها وتطويعها حتى يتخلص أفرادها من مشاكل الإدمان. وهذه المساعدة رغم كونها ليست علاجا نفسيا إلا أنها تهدف إلى علاج الاضطراب والتوتر الذي يصيب الأسرة أثناء تحول المدمن من التعاطي إلى الإقلاع عن التعاطي
وعندما ما نبحث هذه المشاكل التي تحدث أثناء فترة النقاهة من الإدمان في الأسرة نجدها كالآتي :
1 - عدم الثقة :
تثير تصرفات المدمن عادة معاني لا تثيرها نفس التصرفات إذا صدرت من شخص آخر موثوق فيه... ومن المستحيل في هذه الفترة من النقاهة أن تخفي الأسرة عدم اطمئنانها من بعض التصرفات التى قد تحدث... فمثلا في حالة طلب المال عند نفاذ ماله قد تشك الأسرة بأنه عاد إلى التعاطي ...أو عندما يغلق على نفسه الباب لمدة طويلة، أو عندما يتأخر في العودة للمنزل مساءً .
2 - الحماية الزائدة :
تحدث في بعض الأسر القلقة من حيث أنهم يعاملون الناقهين من الإدمان بتدليل خوفا عليهم وتصل هذه المعاملة أحيانا إلى حد عدم تحميلهم مسئولية... وقد يكون هذا السلوك امتدادا لسلوك مماثل قديم قد يكون هو السبب في إدمانه منذ البداية ومسببا لاستمراره
3 - توقعات غير واقعية من الأسرة :
بعض الأسر في فترة النقاهة تريد نسيان الماضي وتعتبر أن المشكلة قد انتهت وأن العلاج كان ناجحا شافيا أدي إلى زوال المشكلة إلى الأبد.. ومن هنا قد تهمل الأسرة الاهتمام بمتطلبات فترة النقاهة وما تحتاجه هذه الفترة من دعم من الأسر... وقد تنظر الأسرة إلى عودة المدمن للإدمان مرة أخري بنظرة شديدة الألم أو قد ينكرون ذلك مع إهمالهم للمريض .
4 - معايرة المدمنين :
أشياء كثيرة تثير الأسرة ضد المدمن وتدفعها للتخوف منه، منها ارتكابه لجرائم أو تصرفات مخلة بالأصول والآداب الاجتماعية أثناء فترة إدمانه ..وقد تعايره الأسرة بهذه الأشياء إذا لم يتحول بعد شفائه إلى الطاعة العمياء لهم كقولهم له : مين اللي صرف علي بيتك وأنت عيان ... أسمع الكلام أنت عايز تضيع الدنيا ذي ما ضيعتها قبل كده .. ياما استحملنا فضايحك !! .
5 - قد يشكل شفاء المدمن خطرا علي أحد أفراد الأسرة :
قد يعاني فرد آخر من أفراد الأسرة من الإدمان فتشكل توبة المدمن وشفاؤه من التعاطى إحساسه بالخطر ...أو قد يكون أحد أفراد الأسرة قد بدأ يحظي باهتمام الأب والأم ويخشي مشاركة أخيه الذي هجر الإدمان اهتمام الأسرة. ولإحساسهم بالتهديد فإن أولئك الأفراد قد يسببون المشاكل لأقاربهم من الناقهين من الإدمان .
6 - قصور العلاقات بين الأسرة والمجتمع :
يحدث نتيجة لطول إدمان المدمن وما يسببه من عار علي الأسرة أن تنقطع علاقتها بالأصدقاء والجيران والأهل أو أن تكون أصلا منقطعة وضئيلة ،ومن هنا يكون القصور فيما يحتاجه الناقهون من الإدمان من التمتع بممارسة علاقات اجتماعية وتكوين صداقات جديدة وتوفر الأصدقاء والأقارب الموثوق فيهــم .
كل تلك الظروف قد تشكل انعكاسات سلبية علي شفاء المدمن بادعاء عدم وجود الدعم الكافي له أثناء فترة النقاهة ،وهروبه من تحمل مسئولية نفسه، ذلك أن هذه السلبيات هي جزء من المشاكل طويلة المدى التي أدت جزئيا إلى حدوث مشكلة الإدمان والتي يجب أن تؤثر عليها متطلبات فترة النقاهة فتغيرها للأحسن. ومن المفهوم والمتوقع أن يحدث هذا التغير تدريجيا ،وعلي سبيل المثال فأن طريقة النقاش داخل الأسرة يجب أن تتغير إلى البعد عن الانفعال وتعلم النقاش المبني علي المنطق وبناء جسور جديدة من العلاقات المتقاربة ، وقضاء أطول وقت مع الناقهين من الإدمان مع تجنب ما قد يحدث نتيجة لطول فترات القرب من ملل وتوتر .
إن تغيير أجواء العلاقات داخل الأسرة ووجود دوافع الاهتمام منها وعدم انعكاس الخلافات بين الأب والأم وأفراد الأسرة علي العلاقة مع الناقهين يجعلهم يدركون مدي ما تبذله الأسرة بصدق أثناء هذه الفترة مما يدفعهم إلى مراجعة ذلك السلوك المعادي المستمر ويتيح الفرصة لبناء علاقة جديدة وفهم متطلبات فترة النقاهة لهذا الفرد المحبوب بين أفراد الأسرة .
إن فترة النقاهة من الإدمان تتطلب اجتماعات مع الأسرة أو مع أسر الناقهين في جماعات وتشتمل هذه الاجتماعات علي بعض أفراد الأسرة وذلك أن اجتماع الأسرة مع المعالجين يعطي للناقهين الإحساس والثقة في رغبة الأسرة في مساعدتــه
إن تلك المشاركة توطد من أواصر الثقة والصداقة والمحبة داخل الأسرة وتساعد علي تحقيق أماني وأهداف أساسية داخل تلك الأسرة ويجب أن تشتمل هذه الاجتماعات علي نقد ذاتي... ذلك النقد الذي سوف يجيب علي أسئلة محدودة مثل
-
هل يمكنهم أن يكونوا شيئا جديدا أم أنهم سوف يظلون نفس أسر الماضي بمشاكلها القديمة ؟
-
وهل هم يتهربون من المشكلة وبدلا من البحث عن الحل فإنهم يوجهون الاتهامات لبعضهم البعض ؟؟
-
كيف الانتهاء من مظاهر الإسراف في التعلق العاطفي أو القهر والانتهاء من أي مظهر من مظاهر التعاطي داخل الأسرة لأي نوع من العقاقير ؟؟
إن بعض الأسر قد تحتاج للعلاج الأسري نتيجة لوجود اضطراب في ديناميات هذه الأسر غير أن كثيرا من هذه الأسر يحتاجون فقط إلى إعادة تشكيل لعلاقاتهم مع أفراد أسرهم .
كما أنه يجب وضع هذه المفاهيم في الاعتبار :
1 - إن الأسرة هي أنظمة حياتية وإن أي تغيير جذري في حياة أي فرد من أفرادها يؤثر علي باقي أفراد الأسرة .
2 - إن الناقهين من الإدمان يبادرون بإظهار تغيير إيجابي تجاه علاقتهم بباقي أفراد أسرهم غير أن باقي أفراد الأسرة لا يظهرون تحولا سريعا مماثلا تجاه هؤلاء الناقهين... ذلك أن أفراد الأسرة قد اعتادوا علي النمط المضطرب للمدمن في حياته وخاب أملهم معه عدة مرات في الماضي مما يجعلهم غير قادرين علي الهروب مما سبق وتعودوا عليه من أنماط سلوكية .ولذلك يلزم أن يبادر كل أفراد الأسرة بوضع علاقته مع الناقهين موضع الدراسة والتغيير مع المتطلبات الجديدة للعلاج في هذه الفترة.
3 - يجب أن تتعلم الأسرة متطلبات هذه المرحلة وآلامها وتلك المشاكل التي تواجه الناقهين حتى تكون تلك المساعدة إيجابية
4 - لذلك يجب علي أفراد الأسرة التغيير بصدق والبدء في التعامل معا بصفة جماعية ناضجة .
5 - علي الناقهين أن يدركوا أن العلاج من الإدمان هو مشكلتهم الشخصية وأن مشاركة الأسرة أو عدم مشاركتها لهم في جهودهم للعلاج من الإدمان هو أمر متروك للأسرة. غير أنهم وهم يواجهون الواقع يجب عليهم أن يقدموا لأسرهم ما يثبت عزمهم علي التغيير وألا يكون هروبهم للإدمان مرة أخري هو مجرد إيلام للأسرة وصراع معها . ذلك أن احتياج الناقهين من الإدمان للاحترام من الآخرين والتمتع بالنضوج والإبداع في الحياة يجب ألا يشغلهم عن أي صراع آخر .. وإن طلبهم المساعدة من أفراد أسرهم في فترة النقاهة هو ما يدفع أسرهم إلى مساعدتهم
6 - إن تماسك الأسرة وإصرارها المستمر علي القضاء علي مشكلة الإدمان في أحد أفرادها هو أمر لاغني عنه قال تعالي : (وليخْشَ الذينَ لوْ تَركُوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافُوا عليهِم فلْيتقوا الله) صدق الله العظيم
مفهوم المساعدة الذاتية لأسر الناقهين من الإدمان
لقد أثبتت جماعات مساعدة الذات نجاحها في جميع دول العالم ويزداد اتساع دائرة نشاطها ونجاحها خاصة في المشاكل التي يصعب علي الفرد إيجاد من يساعده علي حل مشكلته خاصة بعد أن يهجره أصدقاؤه كمشكلة الإدمان ..
وجماعات مساعدة الذات تتكون من أعضاء تواجههم مشكلة واحدة أو احتياج واحد أو معوقات واحدة وتهدف إلى التوحد في التغلب علي هذه المشكلة وإحداث تغيير اجتماعي أو شخصي في اتجاه حل هذه المشكلة .. وأيضا في مجتمعاتنا فان حجم الجهد الحكومي المتوقع أو الخاص من الصعب عليه أن يفي باحتياجات حل مشكلة الإدمان مع اتساع دائرتها والنسبة العالية للانتكاس مما يعرقل التوسع في خطط العلاج لارتفاع تكلفته .. وجماعات مساعدة الذات هذه تقدم المساعدة من خلال مجهودات أفرادها وخبراتهم وعلمهم واهتمامهم بحل مشكلتهم .
أهدافها :
ويكون هدف هذه الجماعات لمساعدة الذات هي مساعدة هذه الأسر في كيفية التعامل مع مشكلة الإدمان وتحسين علاقتهم بأبنائهم ورفع كفاءة هؤلاء الآباء في مواجهة هذه المشكلة ومساعدتهم في التعامل مع الاضطراب الذي يسببه إدمان أبنائهم ثم مساعدتهم لأبنائهم في مواجهة مشاكل فترة النقاهة .
إن اجتماعات مساعدة الذات تكمل عمل المؤسسات والمستشفيات العلاجية في دعم استمرار الناقهين من الإدمان في طريق خلاصهم من مشكلة الإدمان.
وهذه الجماعات ليس من واجبها أو المتوقع منها أن تقدم العلاج النفسي الجماعي ولكن هدفها هو :
1 - اتساع دائرة شبكة العلاج مما يؤدي إلى تضيق المسافة والفجوة بين المعالجين وأسرة المدمن ..
2 - تشجيع الآباء على تحمل مسئولية متابعة علاج أبنائهم ومساعدة القائمين علي العلاج في المرور بهدوء من فترة النقاهة
3 - إن جماعات الآباء لمساعدة الذات تؤدي إلى التغلب علي مشكلة عدم قدرة المعالجين علي معرفة مصير علاجاتهم ، والمتغيرات التي قد تؤدي إلى انتكاس المدمن وعرقلة استمراره نظيفا بعد العلاج وذلك يساعد المعالجين في تفهم المشكلة ووضع طرق جديدة أو متغيرة للتغلب عليها من منطق دراسي سليم وليس بناء على تفهم غير سليم للمشكلة ككل ..
4 - ازدياد اهتمام الأسرة بالمدمن يقلل من الانتكاس الذي يزيد تدهور العلاقة الأسرية ويؤدي إلى تصدعات جديدة في الثقة المتبادلة ،ويفقد الأسرة الأمل في علاج المدمن ..
5 - تهدف هذه الجماعات من خلال ارتباطها بمؤسسة علاجية إلى دعم العلاقة بين الآباء وأبنائهم من خلال إعادة تشكيل العلاقات في الأسرة وحل المشاكل والانفعالات التي أدت أو تسببت فى مشكلة تعاطي الأبناء للمخدرات .
ممن تتكون هذه الجماعات ؟
تتكون هذه الجماعات في الأماكن الموبوءة فهناك أحياء بالقاهرة وبعض المدن الأخرى ينتشر بها الإدمان . ومجرد صراخ الأسرة لحل مشاكلهم بالوسائل الأمنية لن يمنع هذه المشكلة من الانتشار ولكن جهودهم وجهود الأسر الأخرى التي تعاني نفس المشكلة هي التي تؤدي إلى النتائج المرجوة . وتكون هذه الجماعات من أسرتين فأكثر من أسر الناقهين من علاج الإدمان أو ممن أدمن أبناؤهم. ويساعد هذه الجماعات معالج استشاري طبيب وأخصائي نفسي أو اجتماعي مدرب علي قيادة الجماعات وعلاج الإدمــان.
*****
ما هو دور المعالج ؟
يكون دور المعالج الاستشاري هو تكوين هذه الجماعات لمساعدة الذات من بعض الشباب الذين عولجوا من تعاطي المخدرات .. ويمكن عقد هذه الجلسات في المستشفيات أو المؤسسات العلاجية أو الوحدات الدينية والمدرسية التي تتولى هذا البرنامج .. ويقوم المعالج الاستشاري بتحضير برنامج هذه الاجتماعات علي أن يشمل اللقاء الأول أسئلة محددة لإثارة وتشجيع هذه الأسر علي العمل معا ومن هذه الأسئلة :
margin: 0px
ساحة النقاش