لإجازه الصيفيه...وخميس وعتريس!!
أراك تنظر باستنكار واستغراب إلى هذا العنوان ..خميس وعتريس؟!(احنا هنعيل ولا إيه) هل هذا موضوع عن استغلال الإجازه أم برنامج سينيما الأطفال؟
لحظة واحدة يا أخي..لماذا الاستعجال..لا تتسرع الحكم وخذ مني هذه القنبله..! ما رأيك لو قلت لك أن هذا الموضوع من أخطر إن لم يكن أخطر الموضوعات في حياتك..،لحظة أخرى-غير الأولى بالطبع-؛لماذا نتكلم كثيرا؟لندخل في الموضوع مباشرة ولتتركني احكي لك قصة الحياه..قصة خميس وعتريس!!.
اسمع يا سيدي..القصه باختصار أن خميس وعتريس اثنين أصحاب عمرهما الأن حوالي 45 سنه قريبان جدا من بعضهما سنا وصداقة ونشأة إلا أن ما بينهما ما بين السماء والأرض..!خميس يعمل في إحدى الشركات التي تعطي مرتبات من قبيل تلك التي تحتوي على ثلاثة أصفار مصحوبة برقم صحيح موجب لا يقل عن الخمسه يرقد على ليسارمزهوا بنفسه..خميس لا بكتفي بهذا إن له عمله الخاص الذي ربما يدر له أكثر من عمله الأساسي وهولا يجد صعوبة في إدارته فهو يمتلك خبرة كافية لذلك..خميس أيضا رجل مثقف لا ينسى درسه الأسبوعي في المسجد والذي يتكلم فيه عن الفقه أو التفسير أو غيرها باستفاضة و توسع..خميس رجل متعدد الصداقات..محبوب وسط الناس لشئ تميز به وهو امتلاكه للكثير من المهارات التي يحرص على تعليمها غيره..من أول فنون الإداره إلى بعض الحرف البسيطه..،خميس أيضا داعية ناجح..لا يذكر أحد أنه أدار مشروعا دعويا وفشل فهو يمتلك رصيدا من الخبرة في هذا المجال لا يباريه فيها أحد ..خميس منسجم جدا مع نفسه فهو يعرف كبف يدير وقته وعلاقاته مع الأخرين وحل مشكلاته ..خميس باختصار قصة نجاح إنسانيه عظيمه تستحق أن تدرس للأجيال..!
حسنا..لننتقل الأن لصديقنا الأخر عتريس..عتريس يعمل في وظيفة حكومية تدر عليه مبلغا محترما يتجاوز الثلاثمائة بقليل ينتظر كل سنه علاوة السيد الرئيس(بتاعت التلاتين في الميه)..يعلم جيدا أنه لو أقيل من عمله فسيجلس في الشارع فهو لا يمتلك أي مؤهلات تؤهله لغير العمل الحكومي..، عتريس أيضا لا يستطيع إقامة عمل خاص فهو لا يمتلك أي خبره فضلا عن رأس المال فهو لم يهتم يوما بالادخار.. عتريس أيضا رجل مثقف يذكر جيدا كيف حاول أن يلقي كلمة لزملائه في العمل عن الصلاه فلم يستطع أن يتكلم أكثر من دقيقه ثم صدر النداء العقلي المقدس:عذرا لقد نفد رصيدكم..، وكانت النهاية المأساويه للدرس عندما سأله أحد زملائه عن معنى أية استشهد بها فكان الجواب هو الصمت المطبق..،ثم الانسحاب الهادئ...،عتريس لا يمتلك أي مهاره ..رصيده من الخبرة الدعويه صفر ..لا يعرف حتى الأن كيف يدير وقته فهو لم يحاول يوما تعلم ذلك..خميس باختصار..مشكله،مشروع كارثه إنسانيه حقيقيه وبكل المقاييس.
والأن ها أنا قد انتهيت من القصه..وأراك الان تنظر متسائلا..وما علاقتي أنا بهذه القصه هل تريد مني ان أصفق أم أبكي تأثرا؟..لحظة يا أخي..ما أريد أن أقوله لك هو أنك نفسك إما ان تكون خميس وإما أن تكون عتريس وهذا يتوقف على ما تفعله الأن ..كيف؟..أتدري ما الذي جعل الفرق بين عتريس وخميس هكذا..حسنا تخيل معي سيارتين تسيران بجواربعضهما تنحرف احداهما عن الأخرى بمقدا نصف درجه في الساعه تخيل بعد 24ساعه مكانهما من بعضهما..حسنا تخيل بعد20 سنه ..كم سيكون بينهما؟..أراك الأن قد بدأت تلتقط الفكره فأنت ذكي لماح كما أعلم..،بالضبط هذا ما أريد قوله لك ما ستفعله في هذه الإجازه هو ما سيحدد موقفك بعد 20 سنه ..أخونا خميس كان لا يضيع إجازة واحدة دون أن يخرج منها مستفيدا بشئ ولو يسير حتى تراكم عنده هذا الرصيد الذي رأيت..بينما صاحبنا عتريس كان مبدأه الأساسي الدراسة للمذاكره والأجازة(للتنفيض) وهكذا أصبحت هذه نهايته..
أخي هذه هي القصة باختصار ..الحياة لا تنتظر أحدا ..وما ذهب لا يعود..والملكان يكتبان..والموت ينتظر..فاحرص على اغتنام وقتك قبل أن تندم...
نشرت فى 29 نوفمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,793,583
ساحة النقاش