تلوث الماء
إن الماء ضروري للحياة ، و لا غنى عنه لجميع الكائنات الحية ، و تأتي أهميته للإنسان بعد أوكسجين الهواء مباشرة ، فالإنسان يحتاج إلى بعض لترات منه كل يوم ، لذلك يجب أن يكون هذا الماء نقيا في حدود سليما ، و إلا أصيب الإنسان بكثير من الأمراض ، والأضرار الجسيمة .
وتعتبر مياه الأمطار من أنقى صور المياه الطبيعية ، و مع ذلك فإن يد التلوث قد تطالها ، فتحمل معها بعض الشوائب العالقة بالطبقات السفلى من الغلاف الجوي ، وتحملها معها إلى سطح الأرض . كما قد تتلوث مياه الأمطار فوق المناطق الصناعية ، ومناطق التجمع السكاني بسبب التلوث الهواء بدخان المصانع ، و بعوادم السيارات .
فعند سقوط الأمطار تبدأ هذه المياه في إذابة كثير من المواد الموجودة في التربة من أمثال مبيدات الحشرات ؛ و غيرها ، كما أنها تجرف معها في طريقها كثيرا من الشوائب لتلقي بها في المجاري المائية مثل الأنهار ؛ و البحيرات .
و من هنا يتضح ضرورة الاهتمام بالمكان الذي تؤخذ منه مياه الشرب للاستعمال الآدمي ، فيجب أن يكون ذلك من مكان يخلو من الشوائب ، و المواد العالقة ، و لا تحتوي على مواد ذائبة ، و بعيدا عن كل مصادر التلوث .
و الحقيقة أن أغلب المدن ، و التجمعات السكنية تقع على ضفاف الأنهار ، والبحيرات ، فتؤخذ مياه الشرب للاستعمال الآدمي من المجاري المائية ، لذا يجب أن تكون هناك قوانين حازمة للمحافظة على هذا المصادر المائية من أي تلوث لتكون صالحة للاستعمال البشري .
فمعظم النشاط الصناعي يطلق الشوائب ، و الفلزات السامة في الهواء ، و الماء دون أي رادع ، أو محاسب ، أو حتى رقيب حقيقي .
لذلك أرى أن من المناسب قوله أن تلوث مصادر المياه قد بلغ درجة خطيرة جدا حتى وصل إلى المياه العميقة ، و قيعان البحار ، و بذلك أمتد أثر التلوث إلى كثير من أنواع الكائنات الحية التي تعيش في هذه البحار ، و المحيطات .
ومن خلال تجاهل كثير من الحكومات لمشاكل التلوث من التوقع أن تزداد مشكلة التلوث خطورة بزيادة عدد سكان المدن ، و زيادة مياه الصرف الصحي ، و الفضلات الآدمية إضافة إلى مخلفات الصرف الناتجة من التجمعات الصناعية ، و التي يزداد حجمها ، و عددها يوما بعد يوم ، و ساعة بعد ساعة .
ساحة النقاش