مدخل : -
يعتبر الاكتئاب أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا في العالم. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من مئة وأربعين مليون مكتئب في العالم. وتتفق الدراسات على ترشيح إصابات اكتئاب للازدياد، وإن اختلفت في تحديدها للأسباب المحتملة لهذه الزيادة. لهذه الأسباب كان اكتئاب موضوع متابعة ودراسة مستمرة، وكتب عنه الكثير في مختلف الثقافات ومختلف اللغات.. وتتركز هذه الدراسات حول المحاور التالية:
1- الدراسات الدوائية: حيث تمكنت الأدوية مضادة اكتئاب من تقديم الحلول العلاجية لحالات اكتئاب وكان أولها دواء الايميبرامين (Imipramine) قد عرض في مؤتمر زوريخ العام 1958. ثم توالى ظهور هذه الأدوية ولا يزال.
2- الدراسات الوصفية: وهي تحاول إرساء تصنيف موضوعي لحالات الاكتئاب. ذلك أن توزع هذه الحالات على الحضارات المختلفة يصمها بطوابع حضارية واجبة المراعاة. كما أن هذا العدد من المرضى يقدم عناصر متنوعة لجهة وصف الأعراض، كما لجهة سببية المرض، وسبل التعامل معه.
3- الدراسات الإحصائية: وهي تلعب دورا توجيهيا رئيسيا في ظل غياب التصنيفات الدقيقة لأشكال الاكتئاب.
4- العلاجات النفسية: حيث يشكل الاكتئاب ميدان التنافس العيادي الرئيسي بسبب طغيان نسبة المصابين به. وغالبا ما تركز هذه العلاجات على تناذر القلق المصاحب عادة للاكتئاب.
5- الاكتئاب المقاوم للعلاج: حيث تشير الدراسات العيادية إلى فشل العلاجات المتوافرة في علاج 20% إلى 30% من حالات الاكتئاب.
وتتركز الجهود على إيجاد الحلول لهذه الحالات. إذ يقدر عددها بحوالي 40 مليون مكتئب، ممن لا يجدون علاجا فعالا لحالاتهم.
أمام هذه الوقائع وجدنا ضرورة تخصيص هذا الملف موضوع الاكتئاب. ونحن ندرك ضآلة الجديد الذي يقدمه. وحسبنا أننا نعرض فيه لبعض المستجدات، كما نعرض الخبرات الشخصية للمشاركين في الملف. آملين أن يقدم رؤية مساعدة للقارئ وللمتخصص، وداعمة في مواجهة ضد الاضطراب الشائع، وهي خلاصة يمكنها مساعدة المعالجين النفسيين والأطباء العامين، وغيرهم من المتخصصين ممن تضعهم ممارستهم المهنية أمام عدد لا بأس به من حالات 4.
بالرغم من التقدم الهائل في تحديد طبيعة الاكتئاب، والأسباب المؤدية له. وبالرغم من ظهور الطرق العلاجية الحديثة، التي لا تزال تتطور، فإن مجتمعنا، وللأسف، لا يزال ينظر للمكتئب على أنه معتوه.
يشكل مرضى اكتئاب في العالم غالبية زوار العيادات النفسية، كما تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية (O.M.S.) إلى أن 3% من سكان العالم يصابون بالاكتئاب، وهذا يعني أن هنالك مئة وأربعين مليونا من المنهارين في العالم.
هذا ويؤكد البروفسور Gorgos بأن 10% من زوار عيادات الطب العام هم في الواقع اكتئابيون. أما البروفسور W Siegenthaler فيؤكد بأن 25% من زوار عيادات القلب هم في الواقع مرضى اكتئاب، أو هم ممن يعانون ميولا اكتئابية.
فهل نستطيع أن نصف هذه الأعداد الضخمة من الناس على أنهم معتوهون؟ وهم ليسوا كذلك؟!.
والاكتئاب هو من الأمراض التي لا يزال انتشارها يتسع يوما بعد يوم. الأمر الذي يجعل من الضروري فهم هذا المرض على حقيقته، منعا للالتباس، وتسهيلا لاكتشافه منذ بدايته، وقبل أن يصل إلى مراحله القصوى.
ولقد تنبأ البروفسور Sartorius قبل حوالي عقدين، بازدياد عدد المصابين بالاكتئاب خلال العقود القادمة. وقد اعتمد سارتوريوس، في اعتقاده هذا، على الأسباب التالية:
1- ارتفاع معدل الأعمار (بسب التقدم الطبي).
2- التغيرات النفسية- الاجتماعية. التي تحصل بسرعة كبيرة من شأنها أن تتسبب بالإرهاق والاستنفاذ النفسيين.
3- استهلاك العقاقير التي من شأنها أن تؤدي إلى ظهور الاكتئاب.
4- ازدياد نسب الإصابة بالأمراض المزمنة التي يرافقها الاكتئاب كعارض مرضي.
والآن، وبعد مضي أكثر من عشرين سنة على كلام سارتوريوس، نلاحظ بأنه كان محقا في استنتاجاته. بل نلاحظ بأن الاكتئاب لا يزال يهدد بانتشار أوسع مما هو عليه الآن. أمام هذه الأرقام والوقائع وجب علينا أن نكوّن فكرة علمية وموضوعية حول هذا المرض. ونحن قبل أن نتصدى لشرح مظاهر الاكتئاب وأنواعه وطرق علاجه نجد لزاما علينا أن نعرف الاكتئاب تعريفا. وذلك بهدف التفريق بين الاكتئاب، وبين بقية أشكال انحرافات المزاج...

 تعريف المرض :-
الإكتئاب ( أيضا يسمى الإكتئاب الأحادي القطب أو الإكتئاب المرضي أو السريري) هو اضطراب نفسي يشعر الشخص المصاب به بالحزن وفقدان الرغبة في الحياة كثير من الناس ينتابهم الشعور بالحزن أو الإحباط في بعض الأحيان. ولكن بالنسبة للبعض الآخر، فإن هذا الشعور لا يختفي. و عندما تستمر هذه المشاكل أسبوعين أو أكثر وتكون سيئة بحيث تكون عائقا للحياة اليومية، فعند ذلك يقال أن الشخص مكتئبا أو يعاني من الإكتئاب.
الإكتئاب مرض خطير يصيب الملايين من البشر سببه عدم وجود توازن المواد الكيماوية في المخ يطلق عليها (Neurotransmitters)، يصيب المرض أي شخص دون اعتبار للجنس أو العمر أو الحالة الاجتماعية ويؤدي هذا المرض إلى التغير في سلوك الفرد وعلاقته بأفراد عائلته وأصدقائه وتغير في التفكير والشعور وجميع الفعاليات الشخصية للإنسان. ويجب عدم الخلط بين مرض الكآبة وبين الحالات النفسية العابرة كاليأس والغيرة وضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس وبالآخرين.
إن مرض الكآبة كبقية الأمراض يمكن الشفاء منه إذا تم تشخيصه وعلاجه بالطرق النفسية والطبية العلمية، ولتوضيح خطورة هذا المرض اذكر لكم هذه الإحصائية التي نشرتها المؤسسة الوطنية للصحة العقلية الأمريكية في عام 2001 مع العلم أني لم احصل على إحصائية مماثلة تبين مدى انتشار المرض في البلدان العربية.
* يعاني حوالي 9.9 مليون أمريكي وهذا يعادل نسبة 5% من عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية بعمر 18 سنة فما فوق من مختلف حالات الكآبة.
* ان عدد النساء المريضات يعادل 5.6 % وهو ضعف عدد الرجال 3.3% تقريبا يعانون من مختلف حالات الكآبة.
* ان الإصابة بهذا المرض لا علاقة له بالعمر ولو أن متوسط عمر المصابين بالكآبة هو 20 عاما.
*عشرة بالمائة من الأشخاص يصيبهم الإكتئاب في وقت ما من حياتهم. و يحدث الإكتئاب غالبا للناس عند الأعمار بين 24 و 44.و يصيب الإكتئاب النساء أكثر من الرجال بضعفين.
* الاكتئاب ليس حالة، بل هو مرض
* أكثر من 70% من المصابين بالاكتئاب يستجيبون للعلاج بصورة مرضية
* كثير من عظماء التاريخ وقادة العالم أصيبوا بالاكتئاب
* لا توجد عقاقير مضادة للاكتتاب تسبب الادمان ولا تصنف هذه الأدوية مع العقاقير المهدئة أو المخدرة أو المنومة. وتصرف بوصفة طبية عادية كأي علاج آخر للأمراض العضوية.
* الاكتئاب ليس مجرد مزاج حزين يتمكن الفرد من التخلص منه بإلهاء نفسه أو بتقوية الإرادة. هذا الاعتقاد مع الاسف من اكثر الاعتقادات شيوعاً بين الناس. وهذا الخطأ يدفع بكثير من المصابين بالاكتئاب الى الشعور بضعف الشخصية وانعدام الثقة بالنفس، مما يزيد من حدة الاعراض نفسها.
الاكتئاب مرض قد يكون سببه اختلال في كيمياء الدماغ. وللاكتئاب نوبات تسمى(النوبات الاكتئابية Depressive episode) وتصنف إلى ثلاثة أشكال وهي الخفيفة والمتوسطة الشدة والشديدة، حيث يعاني الشخص عادة من انخفاض في المزاج، وفقد الاستمتاع والاهتمام بالأشياء وانخفاض في الطاقة يؤدي إلى سرعة التعب ونقص النشاط. ويشيع الشعور بالتعب الشديد حتى بعد أقل مجهود. ومن الأعراض الشائعة الأخرى:
• ضعف التركيز والاهتمام.
• انخفاض احترام الذات والثقة بالنفس.
• أفكار عن الشعور بالذنب أو فقدان القيمة ( حتى في النوبات الخفيفة ).
• يبدو المستقبل مظلماً مع نظرات تشاؤمية.
• تنتاب المريض رغبة في إيذاء نفسه أو الانتحار.
• اضطراب في النوم.
• ضعف الشهية للطعام.
ويتغير مزاج المريض من يوم إلى آخر ولا يستجيب غالباً للظروف المحيطة به. وفي بعض الحالات قد يكون القلق والضائقات النفسية والتهيج الحركي أكثر وضوحاً في بعض الأوقات من الاكتئاب. كذلك قد يكون تغير المزاج مقنعاً بسمات إضافية مثل النزق Irritability والتعاطي المفرط للكحول، أو السلوك التكلفي الهستيري Histrionic أو تفاقم أعراض سابقة رهابية أو وسواسيه، أو الاستغراق بأعراض مراقية ( توهم المرض ). وتشخيص النوبات الاكتئابية ذات الدرجات الثلاث من الشدة يستدعي عادة مضي أسبوعين على الأقل. ولكن قد تكفي أحياناً فترات أقصر إذا كانت الأعراض شديدة بشكل غير عادي وسريعة البداية. ويعتبر كل من تظهر عليه بعض هذه الأعراض السالفة الذكر أو كلها بشكل يومي تقريباً لأكثر من أسبوعين مصاباً بالاكتئاب.
يؤثر الاكتئاب على حوالي 26 % من النساء و 12% من الرجال، و يعتبر حوالي 39% من الاكتئاب ناتج عن الوراثة و61% ناتج عن عوامل بيئية مثل الإدمان على الكحول. وأن40% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم نقص في السروتونين وهي ناقل عصبي في الدماغ. ويعتبر الحمض الاميني التربتوفان الصانع الرئيس لسروتونين، ولكي تزيد من نسبة السروتونين عليك تناول المصادر الغذائية الطبيعية الغنية بالتربتوفان وهي السمك والدجاج والجبن والبيض والشوفان.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أنه في حالة انخفاض نسبة الدهون غير المشبعة أو ذات المصدر النباتي ، تزيد نسبة الاكتئاب وأعراضه لدى الأشخاص المدمنين على الكحوليات. وأن تناول المقدار الكافي من الدهون غير المشبعة Long-Chain Polyunsaturated Fatty Acids خصوصا DHA يقلل من تطور الاكتئاب ومن أهم المصادر الغذائية للدهون غير المشبعة، هي زيت السمك، زيت دوار الشمس، زيت الذرة. وبالنسبة للأمهات اللاتي يحدث لهن اكتئاب ما قبل الولادة يعتبرن حسب التقييم الغذائي في خطر ويتعين عليهن مراجعة أخصائية التغذية العلاجية كي تقيم حالتهن الغذائية ومن ثم تمدهن بالغذاء المناسب حسب حالتهن الصحية.

أنواع الاكتئاب :-
1- الإكتئاب الشديد: حيث يفقد المصاب الرغبة في المرح و لا يمارس حياته و انشطته العادية كما كان فبل الإصابة. و هذا النوع قد يستمر الى فترات طويلة (عدة شهور) ان لم يتخذ المصاب العلاج اللازم. المصابون بهذا النوع من الإكتئاب هم الأكثر تعرضا ً للإنتحار.
2- الإكتئاب المتقطع: يكون هذا النوع على فترات متقطعة ، يستمر لفترة ما بين 1-3 سنوات (ربما تتغير على طبيعة الشخص و اصابته) و خلال هذه الفترة يكون المصاب طبيعيا ً و لكن تكون نسبة الإكتئاب خفيفة( اقل من الإكتئابالشديد).
هناك أنواع عديدة من الاكتئاب لكل منها خصائص متميزة وطريقة علاج. إلا أن الخوض في تفاصيلها لن يعود بفائدة على غير المختص. ونذكر على سبيل المثال:
* الاكتئاب التفاعلي، أو الارتباك الوجداني.
* الاكتئاب الرئيسي، والمعروف ايضاً بالاكتئاب الجسيم.
* الاكتئاب المصاحب للاضطراب الوجداني ذي القطبين، وسمي كذلك لحدوث الاكتئاب بصورة دورية مع الهوس، واحياناً مصحوباً بذهان، أو قد يكون اكتئاباً دورياً ذا قطب واحد.
* الاكتئاب المصاحب للحمل وبعد الولادة، ومنه ما يتصل بأعراض سوداوية وأنواع أخرى تهم المختصين.
توجد عدة أنواع فرعية للإكتئاب:
السوداء أو الانقباض النفسي وهذه الحالة شديدة جدا ولها عدة أعراض جسدية واضحة مثل التغيّرات في النوم والشهية وفقدان الوزن والانعزال .
إكتئاب الهوس وهو يشبه مرض السوداء ويصاحبه الهذيان والأوهام.
ويسبب الإكتئاب غير القياسي القلق ونوبات الذعر . الإكتئاب المزمن وهو اضطراب نفسي غير حاد يستمر لفترة طويلة تصل إلى سنتين على الأقل وعادة يبدأ المرض في سن المراهقة ويستمر لعدة عقود.
ويمكن تسمية الإكتئاب الخطير بالاضطراب المؤثر أحادي القطب.

أسباب الاكتئاب:-
أسباب المرض عديدة، منها حادثة مأساوية تصيب الشخص كوفاة أحد الأعزاء أو التعذيب الجسدي والنفسي أو تغير في إفراز الهرمونات كما أن لتاريخ العائلة سببا للإصابة بمرَض الكآبة بالإضافة إلى وجود أسباب أخرى غير معروفة.
ولكن مهما كانت الظروف التي تؤدي إلى المرض يبقى عدم توفر كميات من نوع من المواد الكيماوية في المخ هي السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض، واعتياديا تقوم هذه المواد الكيماوية بمساعدة الخلايا العصبية بالاتصال مع بعضها واستلام ونقل الإشارات العصبية من المخ.
إن عدم نقل الإشارات بصورة واضحة من المخ تؤدي إلى عدم السيطرة على التفكير وعدم التوازن في السلوك، وإن عدم توفر هذه المواد الكيماوية في الجهاز العصبي يؤدي إلى عدم نقل الإشارات العصبية بصورة فعالة، يمكن تشخيص المرض بالعلامات والسلوكيات التي بواسطتها يستطيع الطبيب المعالج معرفة مدى إصابة المريض بالكآبة.
الاكتئاب يزيد من مخاطر الجلطات
أكد خبراء أمراض القلب خلال المؤتمر السنوي لجمعية أطباء القلب الذي عقد أخيراً في مدينة مانهايم الالمانية أن هناك علاقة وثيقة بين حالات الاكتئاب وزيادة مخاطر الاصابة بجلطات القلب.
وذكر الخبراء أن أحدث الدراسات تشير إلى أن الاكتئاب أصبح من العوامل المسببة للجلطات مثل العوامل الاخرى كارتفاع ضغط الدم وزيادة نسب الدهون في الجسم والوزن الزائد.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم توضح بالتفصيل أسباب ارتباط الاكتئاب بجلطات القلب إلا أن أبحاث المستشفى الجامعي في مانهايم أثبتت أن مرضى الاكتئاب يعانون في الغالب من ارتفاع نسبة السكر في الدم وأن 58 في المائة من المرضى الذين عولجوا من جلطات يعانون من مرض السكري أو من خلل في نسب الجلوكوز.
على الرغم من ان مرض الاكتئاب هو من أكثر الامراض النفسية والعضوية انتشاراً في العالم، فإن الطب الحديث لم يتوصل بعد الى معرفة الأسباب المباشرة والحقيقية للإصابة به. ولكن توجد نظريات وملاحظات تدل على بعض اسبابه، منها:
* وجود نقص أو تغيرات في الموصلات العصبية.
* وجود تغيرات غير طبيعية في حساسية أو عدد المستقبلات الموجودة على غشاء الخلية العصبية، والتي تتحكم في نقل أو تأثير الناقلات والهرمونات وجميع المواد الكيميائية الموجودة في المخ والتي تؤثر في فعاليات ووظيفة الخلية العصبية.
* وجود تاريخ عائلي سابق للإصابة بالاكتئاب عند الشخص نفسه، ولكن توجد أنواع من الاكتئاب لا ترتبط بأية آثار لوجود في العائلة.
* وجود ضغوط نفسية شديدة في حياة الشخص، فالاجهاد النفسي وضغوط الحياة من أهم الاسباب التي تسبب حدوث مرض الاكتئاب، ولكنها في الأغلب غير كافية لتطور المرض. ربما تكون ضغوط الحياة السبب في ابتداء المرض، ولكن حتى يتمكن المرض من انسان تكون الاستعدادات الوراثية والعضوية سبباً رئيسياً له.
أمراض جسدية قد تؤدي إلى الاكتئاب
كثير من الأمراض التي تصيب الجسم تسبب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة الاصابة بالاكتئاب كعرض أو مرض ثانوي لتلك الحالة ومثال ذلك:
* بعض أمراض الغدد الصم كمرض السكر واضطرابات الغدة الدرقية.
* بعض الأمراض الروماتزمية كالتهاب المفاصل.
* بعض الأمراض السرطانية الخبيثة كسرطان الرئة والثدي والبنكرياس وغيرها.
* بعض أمراض الجهاز العصبي كشلل الرعاش وجلطات الدماغ والتصلب المتعدد وغيرها.
* بعض الآثار الجانبية لأنواع من الأدوية كالكورتزون، وبعض مضادات ارتفاع ضغط الدم وغيرها.
إذاً، الاكتئاب يمكن أن يكون
* بسبب مرض جسدي آخر.
* متزامناً مع مرض جسدي آخر.
* نتيجة آثار جانبية لعلاج مرض جسدي آخر.
توجد علاقة وثيقة بين القلق والاكتئاب، فهما وإن كانا مرضين نفسيين مستقلين، فإنهما في اكثر الاحيان متزامنان مترافقان، احياناً يكون القلق جزءا من الاكتئاب او نتيجة او سببا له. كما ان علاج الاكتئاب وخصوصاً العلاج الدوائي، أي مضادات الاكتئاب، مفيد جدا في علاج القلق في أكثر الأحيان.
يصنف الاكتئاب ضمن اضطرابات المزاج (mood disorders) التي يصفها (Dsm-IV) بأنها اضطرابات تتصف باختلال انفعالي حاد، مثل: الكآبة الكبرى (الحادة) (major Depression) والاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorders) ويرد اكتئاب في (ICD-10) ضمن اضطرابات المزاج (الوجدانية) أيضا، ويصنفها إلى: اكتئاب خفيف، اكتئاب معدل، واكتئاب حاد، فضلا عن أصناف أخرى من ضمنها الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (Bipolar affective disorders).
وهذا يعني أن كلا التصنيفين العالميين في الطب النفسي (Dsm-IV) و (ICD-10) يتفقان على أن الاكتئاب اضطراب في المزاج. ويعني اضطراب المزاج (mood disorders) بأنه اضطراب نفسي يتصف بمدة طويلة من الاكتئاب المفرط، أو القنوط، ليس له علاقة في الغالب بالموقف الذي يعيشه الفرد (Sdorow, 1995,p. 513).
وللاكتئاب (Depression) تعريفات كثيرة نذكر منها:
- هو الحالة التي يعاني فيها الفرد من مزاج منقبض، وفقدان الاهتمامات والمتعة والترفيه عن النفس، وانخفاض في الطاقة يؤدي إلى زيادة التعب وخمود النشاط (P11 WHO, 1992).
- هو حالة من فقدان الحيوية والاهتمامات، ونقص الطاقة والشعور بالتعب، والانسحاب من النشاطات الاجتماعية والوظيفية (0.55 Ingram 1985).
- هو تركيب مفرط من الشقاء والتعاسة والضيق والتدهور الصحي الذي يحدث أحيانا بصورة تلقائية، أو يحدث بحدة في الاستجابة لكارثة شديدة (clurk, 1990, p93).
- هو أكثر حدة وأكثر ثباتا من الحزن، حيث يشعر المكتئبون بأنهم لا حول لهم ولا قوة، وأنهم مهملون، ويمر عليهم الوقت ثقيلا، ويميلون إلى الانسحاب، ويهملون واجباتهم ومسؤولياتهم (دايفيدوف، 1983، ص 673).
- هو حالة من الألم النفسي يصل في الميلانخوليا إلى اضطراب من جحيم العذاب مصحوبا بالإحساس بالذنب وانخفاض تقدير الذات، ونقص النشاط العقلي والحركي والحشوي (ليفيت موجين، 1985، ص 193).
- هو حالة من الحزن الشديد المستمر تعبر عن شيء مفقود نتيجة الظروف الأليمة، وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه (زهران، 1978، ص 429).
وهناك ما يزيد على خمسين تعريفا للاكتئاب يتداولها الأطباء النفسيون وعلماء النفس المهتمون بالاضطرابات النفسية والسلوكية. ومع هذا التعدد في التعاريف، فإننا نقترح التعريف الآتي للاكتئاب:
هو الحالة التي يشعر فيها الفرد بالحزن والقنوط والغم والعجز واليأس والذنب، مصحوبة بانخفاض في النشاط النفسي والذهني والحركي، وضعف الاهتمام بالأمور الشخصية والاجتماعية، وكره الحياة وتمني الموت أحيانا...
لم يتم إيجاد سبب واحد للإكتئاب معين ، ولكن توجد بعض الأشياء التي لها علاقة به.

الوراثة:-
الأسباب العضوية: ولها علاقة بالتراكيب الكيميائية للدماغ .
سيروتينين وهي المادة الكيميائية الرئيسية في الدماغ المسئولة عن السعادة . كثير من الأدوية المضادة للإكتئاب تعمل على توازن مقدار مادة السيروتينين في الدماغ.
العوامل النفسية وتدني الثقة بالنفس والتفكير الضار. الخبرات والأحداث السابقة مثل وفاة أحد الوالدين ، الهجر أو الرفض أو الإهمال ، المرض المزمن والإساءة الجنسية أو النفسية أو الجسدية القاسية .
ومن الأشياء التي يمكن أن تسبب الإكتئاب الخبرات المتعلقة بالحياة أو فقدان الوظيفية أو المشاكل المالية أو وفاة أحد الأحباب أو مشاكل الحياة الأخرى.
الحالة الطبية:- بعض الأمراض مثل التهاب الكبد أو أمراض الدم(زيادة في عدد خلايا الدم البيضاء) يمكن أن تسبب مرض الإكتئاب.بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل والستيرويد والكحول وبعض الأدوية الأخرى. ويمكن أن يجعل الكحول المرء أكثر حزنا . الإفراط في الكحول والمهدئات وأدوية النوم والمخدرات.

أعراض المرض
الأعراض الرئيسية للإكتئاب
مزاج متعكّر أو فقدان الرغبة أو الابتهاج والناس البالغين الذين ينتابهم الإكتئاب عادة يكون لديهم حزن شديد أو فقدان العاطفة أو أن يكون لديهم شعور ورغبة اقل في الأشياء التي تكون عادة مدعاة للبهجة وتغير في الشهية (الطلب على الأكل) والزيادة أو النقصان في الوزن والنوم.
والإجهاد(الشعور بالتعب) العقلي والجسدي والشعور بالذنب والضعف والقلق والخوف وهبوط في الثقة بالنفس، والتفكير في الموت أو الانتحار واستعمال المخدرات أو الكحول
ويصعب التعرف على الإكتئاب عند الأطفال ؛ والعلامات التي تشير على أن الطفل مكتئب تشمل: فقدان الشهية للأكل، مشاكل في النوم مثل الكوابيس ومشاكل في السلوك أو مشاكل
ناتجة عن عدم الحصول على درجات في المدرسة وهذه المشاكل لم تكن موجودة من قبل. وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا والمراهقين توجد علامة أخرى ألا وهي استعمال المخدرات أو الكحول.
معظم الناس الذين لم يصابوا بالإكتئاب من قبل لا يفهمون أثاره. هؤلاء الناس ببساطة ينظرون إلى الإكتئاب على أنه حالة من حالات الحزن. وحيث أن الإكتئاب غير مفهوم، فإن الكثير من الأشخاص ينقدون الناس الآخرين الذين لديهم إكتئاب نظرا لأنهم فشلوا في مساعدة أنفسهم إن الإكتئاب مرض له عدة أعراض مرتبطة بعضها ببعض وليس مجرد شعور بالحزن . لقد أظهرت القياسات الطبية وجود تغيرات كبيرة في كيمياء الدماغ . كما أظهرت أن سرعة عمل الدماغ ككل تتباطأ أثناء الإكتئاب
وإذا لم يتم معالجة الإكتئاب فإنه يصبح أسوأ . ويقود الإكتئاب عادة إلى الإنتحار.
للاكتئاب أعراض كثيرة منها ما يمكن التعرف اليه بسهولة، ومنها ما لا يظهر كعرض نفسي، بل يتخفى كعرض عضوي أو شكوي، مثل:
* سرعة الشعور بالإرهاق والتعب والخمول.
* عدم الاستمتاع بالوقت والنشاطات التي كانت ممتعة في السابق.
* اضطرابات في النوم كالأرق وأحياناً كثرة النوم.
* وجود آلام عامة غير محددة بالجسم من دون مرض عضوي واضح.
* تزايد أعراض القلق والعصبية الزائدة عن المعتاد.
* اضطرابات في الجهاز الهضمي.
*أعراض خاصة بمرض الاكتئاب
من الأعراض ما يكون مرتبطاً بصورة مباشرة بالاكتئاب، منها:
* أعراض خاصة بمزاج الفرد.
* أعراض جسدية.
* أعراض خاصة بنشاط الفرد وحيويته، كالحركة الزائدة وعدم الاستقرار، أو على العكس الاتكال والاحباط، أو حتى كثرة الشعور بالارهاق السريع وفقدان الطاقة.
* أعراض انخفاض في الرغبة الجنسية.
* أعراض نفسية عامة، مثل: انخفاض الشهية للطعام، اضطراب النوم، قلق وتعكر المزاج، الشعور بالحزن، نوبات البكاء، وقلة في التركيز والقدرة على القراءة والمذاكرة وبالتالي انخفاض المستوى الدراسي.
* الشعور بعدم الثقة بالنفس والتعب.
* الأفكار التشاؤمية بأنواعها، وبتفاقم الحالة أفكار حول جدوى الحياة أو التفكير والتمني بالتخلص منها.
وللاكتئاب استعدادات وراثية في كثير من الأحيان، ووجود ذلك المرض، خصوصاً اذا كان من النوع الشديد، يدل على احتمال كبير لإصابة فرد من أفراد العائلة به.
* عدم اهتمام الشخص بالعلاقات الحميمة مع الزوجة
* عدم اهتمام الشخص بعلاقاته مع الأهل أو الأصدقاء
* عدم مزاولة أي نشاط أو هواية للترويح عن النفس.
* انخفاض في الوزن وفقدان الشهية
* النوم المتقطع أو النوم لفترات طويلة
* عدم الاستقرار في التفكير والتصرفات
* عدم التركيز وصعوبة اتخاذ القرار
* الشعور بعدم أهميته كإنسان في المجتمع والشعور بالوحدة وتأنيب الضمير
* التفكير بالموت والانتحار.
فقدان الرغبة في المرح الشعور بأن حياتك خالية
كثيرون يصابون بهذا المرض و لكن القليل يدركون اصابنتهم به و يبدأون التردد على الأطباء. الإكتئاب عبارة عن اختلال في وظائف المخ مما ثؤثر على تصرفات و مشاعر المصاب و صحته البدنية و غيرها. ليس هناك عمر محدد للإصابة بهذا المرض، فالأطفال و المراهقون معرضون للإصابة، و لكن الذين تتناسب أعمارهم ما بين 20 الى 45 هم الأكثر تعرضا ً للإصلبة به لما يعانون منه في حياتهم اليومية. للإكتئاب أسباب عديدة قد تكون:
1- عوامل وراثية: هناك حالات تكون سببها الجينات الوراثية، حيث ينتقل المرض من خلال الجينات الوراثية.
2- ضغوط حياتية و معيشية: العواقب و المشاكل التي يمر بها الشخص سواء اجتماعية أو مادية أو وظيفية.
3- الولادة: يصيب الإكتئاب العديد من الأمهات بعد الولادة، مما يؤثر على تركيزها و شهيتها و قد يصيبها اضطراب في النوم.
4- تجاهل الإصابة به أو التعرض لمرض مزمن: بعض الأشخاص يعتبرون الإكتئاب حالة طبيعية يمرون بها كجزء من حياتهم اليومية و و البعض لا يكترث للأمر الى أن تصل حالاتهم الى أسوأ أنواع الإكتئاب. الإصابة بمرض مزمن كالسرطان و الايدز و غيرها من الامراض التي يصعب علاجها تسبب للمريض حالة من الإكتئاب.

علاج المرض
العلاج من الإكتئاب يبدأ بالعلاج النفسي ثم العلاج الطبي ( الأدوية و العقاقير)، فترة العلاج الطبيعية لا تزيد عن شهرين، و لكن 85% من الأشخاص تزيد فترة علاجهم الى 5 شهور و البعض الآخر الى سنة.
يحدث الاكتئاب اضطرابات فيزيولوجية معقدة داخل الجسم. وأحد أهم هذه الاضطرابات، التي استطاع العلماء تحديدها، هي زيادة تأثير خمائر تأكسد الأمينات الأحادي (M.A.O) في جسد المكتئب.
والطب الحديث في علاجه للاكتئاب يرتكز على خطوط عريضة ثابتة تتلخص في علاج العلائم المرضية الميزة للاكتئاب، والتي نلخصها على النحو التالي:
- مظاهر جسدية: اضطراب النوم والشهية.
- مظاهر انفعالية: فقدان الاهتمام والسرور.
- مظاهر إرادية: فقدان القدرة على المبادرة.
- مظاهر فكرية: اضطراب التفكير وانخفاض مستوى قدرته.
- مظاهر اجتماعية: صعوبة إقامة العلاقات والمحافظة عليها.
- مظاهر سلوكية: اللامبالاة وانعدام الأمل والطموح.
والحقيقة أن مضادات اكتئاب تتوجه لاضطرابات المزاج ككل، وتصلحها في معظم الأحيان.
إلا أن اكتئاب قد يقتضي علاجا نفسيا خاصا، أوقد لا تنفع معه العقاقير، فنضطر لاستخدام الصدمة الكهربائية. وعلى أية حال فإن علاج الاكتئاب يصنف على النحو التالي:
1. العلاج الدوائي
2. اعلاج النفسي.
3. العلاج بالصدمة الكهربائية.
4. العلاج التجانسي.
5. الجراحة النفسية.
6. العلاج الدوائي.
لغاية العام 1957 كان علاج اكتئاب يقتصر على المهدئات. ومع إطلالة ذلك العام، وخلال انعقاد المؤتمر العالمي للطب النفسي في مدينة زوريخ أعلن العالم Kline عن اكتشافه لعقار Imipramine، الذي لا يزال لغاية اليوم أحد أقوى مضادات الاكتئاب المستعملة. وفي المؤتمر نفسه أعلن العالم Khun عن اكتشافه لعقار الـ iproniaside وهو من فصيلة (IMAO).
ومنذ ذلك الحين توالى ظهور مضادات اكتئاب فظهر Amitryptiline في العام 1961 وظهر الـ Trimeprimine في العام 1963. ولا نزال لغاية اليوم نشهد ظهور مضادات اكتئاب حديثة بحيث بات من الصعب حصر وتصنيف هذه العقاقير. وفى ما يلي سنقوم لهذا التصنيف وفق التركيب الكيميائي لهذه العقاقير
العلاج:-
تختلف طرق علاج الإكتئاب من شخص إلى آخر. في مرات عديدة تم محاولة عدة أنواع مختلفة من العلاجات
الأدوية:-
الأدوية التي يمكن أن تساعد أعراض الإكتئاب موجودة لعدة عقود
أقدم أنواع الأدوية لعلاج الإكتئاب هي مضادات الإكتئاب الثلاثية ولكنها غير مستعملة الآن لأنها غير فعّالة ولها عدة تأثيرات جانبية . ومثال على هذه الأدوية : نورتربتيلين(أليقرون).
يمكن استعمال كابحات مونمين أوكسيديزMonoamine oxidase inhibitors إذا ثبت عدم فعالية الأدوية الأخرى لعلاج الإكتئاب ويمكن أن يسبب هذا الدواء مشاكل مع عدة أنواع من الأطعمة والأدوية ، ومثال على ذلك هو ترانيلسيبيرامين Tranylcypramine .
الأدوية الأكثر استعمالا لعلاج الإكتئاب الآن هي: عائلة كابحات ربوتيك سيروتينين الإنتقائية Selective serotonin reuptake inhibitors
وتعمل هذه الأدوية على توفير قدر أكبر من السيروتينينserotonin للدماغ ولهذا الدواء تأثيرات جانبية قليلة. مثال عن هذه الأدوية فلوكسيتين (بروزاك) Fluoxetine (Prozac)
وأحيانا تكون فعالية أدوية الإكتئاب أفضل عند استعمالها مع أدوية أخرى لا تستعمل لعلاج الإكتئاب. وهذه الأدوية المساعدة هي: المسكنات والمهدئات التي يمكن استعمالها لتخفيف القلق والمساعدة على النوم
وتستعمل مضادات الانفعالات النفسية لمنع التغيرات في المزاج .
يستعمل الثيوم Lithium عادة لعلاج الاضطراب الثنائي القطبية bipolar disorder ولكن يمكن استعماله لعلاج الإكتئاب
وإذا لم يأخذ الشخص الدواء بالطريقة الصحيحة ، يمكن أن يعود المرض وتزداد الحالة سوءا وإذا أراد الشخص تغيّر الدواء أو إيقاف استعماله ، يجب عليه أن يفعل ذلك بمساعدة الطبيب.
العلاج النفسي:
في العلاج النفسي، يتم مساعدة الشخص لتفهم وحل مشاكل الإكتئاب . ويمكن أن يساعد العلاج النفسي الأشخاص للقيام بتغيّرات في التفكير والمساعدة في حل مشاكل العلاقات واكتشاف وتصحيح الانتكاسات وتفهم الأسباب التي تجعل الإكتئاب أكثر سوءا
العلاج بالصدمات الكهربائية:
يتسعمل هذا العلاج مقادير ضئيلة من الكهرباء لإحداث نوبات صرع صناعية أو مفتعلة تحت التخدير . وهذه الطريقة تعتبر من أنجح الطرق لمعالجة الإكتئاب- ويتم تحسن حوالي 70% من الحالات، ولكن يمكن أن تسبب هذه الطريقة فقدان الذاكرة .
إن الإصابة بمرض الكآبة يؤدي إلى الشعور بفقدان الأمل وفقدان السعادة ولكن اتخاذ الخطوة الأولى في طلب العلاج تؤدي إلى الشفاء.
ويتم العلاج بطريقتين هما:
1- العلاج النفسي Psychotherapy إن التحدث إلى الطبيب المعالج عن شعور المريض وحالته النفسية تأثير كبير في شفاء المريض. إن مجرد كشف حالة المريض عن وضعه النفسي والسلوكي كاف للشعور بالراحة كما يجب على المريض الاستمرار بالعلاج لفترة طويلة ضرورية للشفاء على أن يتبع هذه الجلسات مع الطبيب المعالج تمارين رياضية مستمرة مثل اليوجا والتنفس العميق والسباحة والتأمل والمشي والخروج إلى الحدائق والمتنزهات ومشاهدة المناظر الجميلة والترويح عن النفس تؤدي إلى الهدوء النفسي والعقلي كما يجب عدم ترك هذه الرياضة لفترة طويلة وحتى تتحسن حالة المريض الصحية.
2- العلاج الطبي في هذه الحالة يأخذ المريض دواء مضادا للكآبة يساعد على إعادة التوازن إلى مادة Serotonin وهي المادة الكيماوية الموجودة في المخ والتي تؤدي قلتها إلى ظهور أعراض الكآبة كالحزن وعدم الراحة والاهتمام بالحياة والشعور باليأس والبؤس. إن تناول دواء مضاد للكآبة يؤدي إما لزيادة وجود مادة Serotonin في المخ أو إلى عدم امتصاصها من قبل الخلايا العصبية. إن توفير هذه المادة تساعد على انتقال الإشارات العصبية من المخ وبالتالي إلى تحسن حالة المريض.
من هذه الأدوية التي تستعمل لعلاج حالات مرض الكآبة:
1- دواء ( Celexatm ) وهو دواء من عائلة برمز لها (SSRIs ) ولهذا الدواء المضاد للكآبة تأثير سريع وفعال في تغير الحالة الصحية للمريض.
2- دواء ((Monoamine Oxidase ويستعمل في بعض حالات الإصابة بمرض الكآبة ويقوم بمنع تأثير المواد الكيماوية يطلق عليها (MAO) في الخلايا العصبية
3- دواء (Impramine) ويستعمل لمعالجة الحالات الشديدة للاكتئاب النفسي.
4- دواء (Fluoxetine) ويؤثر في زيادة فعالية مادة ( Serotonine) في المخ
5- دواء (Lithium) ويؤثر هذا الدواء على استقرار الحالة النفسية للمريض إلا أن عملة في الجهاز العصبي غير واضح.
6- فيتامين ب 1 (Thiamine) إن قلة هذا الفيتامين يسبب الكآبة وقصور في التفكير وضعف في التنفس وزيادة في ضربات القلب ويعطى للمصابين بمرض الكآبة لتحسين حالتهم.
علاج الاكتئاب
* توجد طريقتان رئيسيتان لعلاج الاكتئاب وكلتاهما مهمة افضل طريقة للعلاج هي استخدام الاثنين معا، فقد لا يغني احدهما عن الآخر، وهما العلاج النفسي، والعلاج الدوائي.
* العلاج النفسي: هو استخدام الجلسات النفسية. وهو مفيد جداً ومكمل للعلاج الدوائي، ولكنه في أكثر الاحيان لا يغني عنه.
* يستخدم العلاج النفسي غالباً لعلاج الحالات البسيطة التي قد لا تحتاج لعلاج داوئي.
* العلاج الدوائي: هو العلاج الرئيسي في الأغلب ولكن ليس على الاطلاق، ويجب هنا أن تذكر ان الاستجابة للعلاج الدوائي، وكذلك للجلسات النفسية، لا تجني ثمارها إلا بعد مرور أسبوعين على الاقل، وأحياناً بعد ستة الى ثمانية اسابيع.
متابعة العلاج
* يجب الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب لشهور عدة (في المتوسط ستة أشهر). ولكن في كثير من الأحيان قد يحتاج المريض لأخذ العلاج لمدة غير محددة بجرعات أقل وذلك لتفادي الانتكاسة أو رجوع الحالة.
* إن الانتكاسة أو رجوع الحالة بعد توقف العلاج لا يعني ان هناك تعوداً أو ادماناً على العلاج، هذا كما بينا لا يمكن حدوثه، وكل ما في الأمر كما هو الحال في معظم الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو امراض القلب ان توقف العلاج قد يعني الانتكاسة ورجوع حدة المرض.
* التوقف عن العلاج يكون تحت اشراف الطبيب المعالج، ويكون عادة بالتدريج.
النصح “بتغير الجو” أو السفر أو إحداث تغيرات في نمط حياة المصاب بالاكتئاب نصيحة غير مجدية في اكثر الاحيان، بل انها على الأغلب سوف تزيد من حدة المرض. نقول ذلك على الرغم من انها النصيحة الأولى التي يسمعها المريض من الذين حوله، وهي النصيحة التي نشاهدها في المسلسلات والافلام التلفزيونية.
العقاقير المسوقة حديثا:
كنا قد ذكرنا سابقا أن مضادات الاكتئاب المتوافرة لا تستطيع أن تحل أكثر من 70% من مشاكل حالات الاكتئاب. كما عرضنا أيضا للخطوات المعقدة التي يقتضيها علاج اكتئاب المقاوم الذي يؤلف 30% من حالات الاكتئاب. انطلاقا من هذه المعطيات يجدّ العلماء في البحث عن مضاد للاكتئاب من شأنه أن يحل معضلة الاكتئاب المقاوم.
و إذا كانت الأبحاث، ولغاية اليوم، لم تأت لنا بالعقار المطلوب، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء العلماء من تطوير العقاقير الموجودة سابقا، وكذلك إيجاد أخرى جديدة لا تقل عنها فاعلية. ولقد وجدنا من المناسب أن نعرض لهذه العقاقير بالشرح والمقارنة مع العقاقير القديمة.
أ‌.عقار الـ: Oxaflozane وهذا عقار جديد في عائلة Isopropyl-Morpholine وتم تسويق هذا العقار في العام 1983 بعد أن أثبتت التجارب المخبرية فعاليته كمضاد للعدائية وللاكتئاب معا.
أما عن الآثار الجانبية لهذا العقار فهي انخفاض الضغط الوظيفي، الصداع والإحساس بالتعب. والحقيقة أن التجارب العيادية لهذا العقار لا تبشر بالكثير في ما يتعلق بعلاج الاكتئابات العظمى، إلا أن نتائجه كانت جيدة في ما يتعلق بعلاج الاكتئاب المقنّع.
ب‌. عقار الـ: Metapramine وينتمي هذا العقار إلى عائلة المركبات الثلاثية المضادة للاكتئاب. ولهذا العقار مفعول نفسي منشط. ولقد أثبتت تجاربه المخبرية، والقليل من التجارب العيادية (بسبب حداثة تسويقه) أن هذا العقار فعال في حالات الاكتئاب العظمى، شأنه في ذلك شأن بقية المركبات الثلاثية. إلا أن هذا العقار يمتاز عنها جميعها بـ:
1-لا يمارس تأثيرا معيقا للجهاز الباراسمبتاوي، وهو بالتالي لا يؤدي إلى تسارع دقات القلب، والدوار والشعور بالتعب... إلخ
2- له تأثير خاص على مادة النورادرينالين التي تؤدي لتطور الاكتئاب.
3- إنه يعطي مفعولا سريعا (48 ساعة من استعماله) في حين تحتاج بقية المركبات الثلاثية إلى أسبوع أو أكثر ليظهر مفعولها.
لهذه الأسباب فإن هذا العقار يعتبر أفضل مضاد للاكتئاب موجود حاليا. إلا أنه ينبغي الانتظار قليلا ريثما تظهر التجارب العيادية تفاصيل تأثيراته الجانبية، وكذلك نسبة نجاحه في علاج الاكتئابات العظمى...
الأعراض الجانبية الشائعة لمضادات الاكتئاب الحديثة
تتوافر في الوقت الحالي أحدث أنواع الأدوية لعلاج الاكتئاب التي تتميز بندرة أعراضها الجانبية مقارنة بالأدوية التقليدية، ولكن في بعض الأحيان قد يشكو البعض من:
الأعراض الجانبية لمضادات الاكتئاب التقليدية
* جفاف في الحلق.
* تشوش في الرؤية.
* إمساك.
* خمول.
* زيادة في الوزن.
* دوار وانخفاض في ضغط الدم.
* فقدان الشهية ونقص الوزن عند بداية العلاج مع ملاحظة ان زيادة الوزن لا تحدث.
* اضطرابات في المعدة والشعور بالغثيان احياناً، ولا تلبث هذه الأعراض ان تتلاشى.
* صداع.
دور الغذاء في علاج مرضى الإكتئاب
ماذا تستفيد عند مراجعتك عيادة التغذية العلاجية:
1- التأكد من تناولك أو إمدادك بالاحتياجات الغذائية اليومية، فمثلا في حالة فقد الوزن المفرط أو المفاجئ قد يحتاج المريض أغذية عالية السعرات الحرارية حتى يستعيد الوزن المثالي.
2- تقييم الوزن المسجل أسبوعياً، لإعادة تقييم حالتك الغذائية.
3- اكتشاف الأعراض الناتجة عن فقد الوزن وتحديد ما إذا كان سببها الأدوية أو قلة الأكل المتناول أو عدم كفاية السعرات الحرارية الموصوفة للمريض.
4- تقييم عاداتك الغذائية ومدى علاقتها بالمشكلات التي تتعرض لها.
5- عادة ما تكون الأدوية التي يتناولها المريض فاتحه للشهية، لذا قد يوصف لك غذاء قليل السعرات الحرارية في حالة الشراهة في الأكل.
الإرشادات الغذائية التي يجب عليك الانتباه لها:
1- تناول غذاء ذو بروتينات عالية القيمة الحيوية أي عالية الجودة ( مثل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك ) وغني بالكالسيوم ( مثل الحليب والجبن ومشتقاتها )، وذلك لأن الضغوط العاطفية تقلل مستوى النيتروجين والكالسيوم في الدم.
2- يلاحظ على المرضى الذين لا يتناولون مقدار كافي من البروتينات انخفاض في مستوى الحديد والثيامين والريبوفلافين والنياسين وفيتامين ب6 و ب12، لذا يجب تناول المصادر الغذائية الطبيعية لتلك المعادن والفيتامينات.
3- استخدم غذاء منخفض التيرامين إذا كنت تتناول مجموعة أدوية مثبطات اكسيداز أحادي الأمين MAO (Monoamine Oxidase Inhibiting ) ، لأن التيرامين يساعد على ارتفاع ضغط الدم. ومن أهم الأغذاية التي يجب تجنبها لمنع ارتفاع التيرامين، ومنها الأغذية التالية مثل: الشدر والأنواع الأخرى من الجبن المعتق، البيرة، التين المعلب، مكملات البروتين المتوفرة على شكل سائل أو مسحوق، اللحوم المعالجة أو المحفوظة مثل (السجق ( النقانق)، بولونيا، الببروني، والسلامي)، كبده الدجاج، صلصة مرقة اللحم التجارية، مركز الخميرة، الموز الناضج، الأفوجادو الناضج، والسمك المدخن، الصويا المخمرة، خثارة الفول، بطاريخ السمك ( بيضها).
4-إذا لم تستطع الحد من الشراهة في الأكل، تناول أغذية قليلة السعرات الحرارية ( مثل السلطة الخضراء والخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة ) وحاول ممارسة الرياضة بشكل شبة يومي.
5- في بعض الحالات الخاصة قد يحتاج المريض إلى المكملات الغذائية المدعمة بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم حتى يكون مفعولها أسرع.
6- اجعل النسبة الأكبر من الدهون المتناولة خلال اليوم من المصادر النباتية.
7- ويلاحظ أن انخفاض مستوى الفوليت (Folate) في الدم شائع مابين 15 إلى 38 % من مرضى الاكتئاب البالغين الذين قد يحتاجون حوالي 400 ميكروجرام يومياً منه. ومن أهم مصادره الغذائية : الفواكه الحمضية كالبرتقال والليمون، والخبز الأبيض، والحبوب المجففة والسلطة الخضراء، والكبد والبيض.
انتبه إلى تفاعلات بعض الادوية مع الغذاء:
عند تناول أي من مجموعة أدوية MAO ( Monoamine Oxidase Inhibiting ) مثل: Nardil, Parnate, Marplan في هذه الحالة تحتاج الى غذاء يحتوي على القليل من التيرامين لكي يجنبك إرتفاع ضغط الدم.
بالنسبة للأدوية المضادة للإكتئاب مثل: Doxepin, Tryptizol, Asendis, Tofranil فإنها قد تسبب جفاف الفم والبعض قد يسبب زيادة الشهية للأكل مما يترتب على ذلك إمكانية زيادة الوزن. وهنالك أعراض جانبية قد تسببها هذه الادوية مثل الغثيان، التقيؤ، الامساك، فقد الشهية للطعام، إلتهاب المعدة. وفي كل عرض من هذه الأعراض تختلف الوصفة الغذائية للمرض. أما بالنسبة إلى النورتريبتيلين ( Nortriptyline ) مثل: Aventyl, Pamelor فهي تسبب زيادة الشهيه لتناول الحلويات التي قد تزيد الوزن إذا لم يتحكم بها. أيضا من الأعراض الجانبية لهذه الأدوية الإسهال والتقيؤ و اضطرابات القناة الهضمية.
مجموعة اللثيوم كاربونيت ( Lithium Carbonate) مثل: Lithane, Lihtium, Lithotabs التي تعمل على زيادة الوزن تقريباً في نصف المرضى الذين يتناولون هذة الأدوية فلا بد من الإنتياه للوزن وقياسة إسبوعياً, و اللثيوم يعمل على عدم تحمل السكر الموجود في الدم ويزيد من الحساسية للأنسولين وله تأثير مثبط للهرمون المضاد لإدار البول فيصاب المريض بكثرة التبول والعطش الشديد وهذا ما يجعل هؤلاء المرضى يصابون بمرض السكري ويتناولون الكثير من السوائل. وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى التقليل من الصوديوم ( الملح ) في الأكل، لأن الصوديوم يقلل من خروج اللثيوم من الجسم وبالتالي يصاب المريض بتسمم اللثيوم. ومن التداخلات الاخرى مع هذه المجموعة أن مادة الكافين الموجودة في القهوة والشاي تزيد من إخراج اللثيوم ويالتالي يقل مستواه في الدم في هذه الحالة يتعين على المريض الإقلال من تناول القهوة والشاي.

الوقاية من المرض
كيف تقى نفسك من الإكتئاب
هناك نوعان من الإكتئاب لابد من التمييز بينهما . النوع الأول وراثى ويكون فيه الإنسان جاهزًا للإصابة به مع التعرض لأبسط الظروف الضاغطة ، وهو نوع يتكرر على فترات والقاية منه لابد أن تكون بالعقاقير مثل ملح الليثيوم والأدوية التى نطلق عليها منظمات المزاج ، وبالطبع إستخدامة لابد أن يكون تحت إشراف طبى ..
أما النوع الآخر من الإكتئاب فهو الإكتئاب التفاعلى وهو الناتج عن الضغوط النفسية الشديدة أو الحرمان أو الصراع النفسى ، ويمكن الوقاية منه بممارسة التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء ، والحياة الإجتماعية السوية ، والتمسك بتعاليم الدين والقيم الإيمانية..
هل يمكن للمرء الوقاية من هذا المرض؟
هذا السؤال الذي يطرحه الكثيرون من الذين يعانون من هذا المرض أو من أقارب المرضى الذين ذاقوا مرارة التعايش مع من يعاني هذا المرض الصعب. حقيقة ليس من السهل الإجابة على هذا السؤال ، لكن يمكن توخي الحذر اذا كان في أسرته أو أحد افراد عائلته من يعاني من هذا المرض فعليه أن يتجنب الارتباط من شخص لدية تاريخ عائلي من الاصابة في هذا المرض لأن نسبة الاصابة ترتفع بين أبناء هؤلاء الاشخاص، رغم معرفتي بأن أهل المريض أو المريضة يخفون دوماً أصابة ابنهم او ابنتهم بمرض نفسي أياً كان ، ولكن يجب تغليب المصلحة الشخصية والنظر الى مصلحة العائلة المستقبلية.
كذلك على الشخص المصاب تفادي الضغوط النفسية والاجتماعية والاسرية والعمل على حلها حتي لا تستفحل.
ويجب على الأهل عرض قريبهم على الطبيب عند حدوث تصرفات غير عادية في الشخص المعني، خاصة زيادة الحركة وقلة النوم وعكس ذلك في الاكتئاب.

http://www.shabab3net.com/vb/images/smilies
hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 900 مشاهدة
نشرت فى 14 نوفمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,767,915