شاعرٌ من نغمٍ
تواصلُ سلسلةُ ( ضيِّ الحروفِ ) إصداراتِها الأدبيةَ تحليلاً ونقدًا للنصوصِ الأدبيةِ مع شعراءِ وأدباءِ الجنوبِ ،واليومَ تتناولُ شاعرًا له إسهاماتُه الفاعلةُ في الوسطِ الأدبيِّ ودورُه الفاعلُ أيضًا في الرقِيِّ بالحركةِ الأدبيةِ وتفعيلِ دورِ الأدبِ والأدباءِ في المجتمعِ ...
الشاعر : حمدي حسين – شاعرُ العاميةِ المتميزِ – من مركز دشنا – محافظة قنا –
واحدُ من جيلِ الوسطِ ، استطاعَ أن يحفرَ لنفسِه اسمًا شعريًا بين أبناءِ جيلِه ، كما استطاعَ أن يضعَ اسمَه وإبداعَه في كلِّ بقاعِ المحافظةِ بل والجمهوريةِ ، بدأبٍ وسعيٍ ونشاطٍ أدبيٍّ وحركيٍّ يُحْسَدُ عليه ،كأنَّه شابٌّ في العشرين .
أزعمُ أن الشاعرَ : حمدي حسين - واحِد ٌمن شعراءِ اللحظةِ وأبنائِها ، بمعنى .. أنه مَلِكُ اللحظاتِ الفاعلةِ والفارقةِ والأحداثِ الجاريةِ ، فما من حدثٍ خاصٍّ ولا عامٍّ إلا ووجدتَّ تأريخًا شعريًا له عند حمدي حسين، وربما أكثرَ من عملٍ بأكثرَ من رؤيةٍ ، يعبِّرُ بصدقٍ عن رؤَاه وفلسفتِه في تناولِ الحدثِ والحالاتِ الشعريةِ ، وله( تكنيكُه )الخاصُّ في التعاملِ مع حالاتِه من وجهةِ نظرٍ عامةٍ وخاصةٍ ، ويضيفُ أحيانًا حسًّا ساخرًا ولاذعًا في عديدٍ من إبداعاتِه حسبَ الموقفِ والحالةِ وكلما استدعتِ الضرورةُ .
للشاعر – حمدي حسين – العديدُ من الأعمالِ المنشورةِ في الدورياتِ الأدبيةِ ، والعديدِ أيضًا من الجوائزِ والتكريماتِ التي حَصدَها خلالَ مشوارِه الشعريِّ على مستوى الجمهوريةِ .
اختار الشاعرُ حمدي حسين العاميةَ فراقَتْ له كما راقَ لها ، تميَّزَ فيها واستطاعَ أن يخلقَ لنفسِه شكلاً مميزاً بين أقرانِه ، تمتازُ كلماتُه بالأصالةِ الضاربةِ في جذورِ اللهجةِ الجنوبيةِ الغنيةِ بمفرداتِها ودلالاتِها ، وأعادَ توظيفَ مفرداتٍ منسيةٍ بدافعِ تعريفِ الجيلِ الجديدِ بمفرداتِ بيئتِه ، وكان من الذكاءِ المحسوبِ بمكانٍ حينَ استخدمَ تلك المفرداتِ ، حيثُ ذكرَها بما يفسِّرُ معناها في السياقِ نفسِه ، فمن يقرأُ له لا يحتاجُ لمعجمٍ ولا فهرسٍ للبحثِ عن المعنى ،
يحترمُ حمدي حسين عملَه وإبداعَه ويعْتدُّ به اعتِدادَه بنفسِه ، فهو صاحبُ فكرٍ ورؤيةٍ ، ومشاركٌ فاعلٌ في مختلفِ الفعالياتِ الأدبيةِ والاجتماعيةِ والفكريةِ ( سياسة ًواجتماعًا )
ساهمَ بشكلٍ فاعلٍ في مختلفِ التفاعلاتِ الأدبيةِ من خلالِ تردُّدِه على العديدِ من الأنشطةِ الأدبيةِ في مختلفِ المنتدياتِ الثقافيةِ ومراكزِ الإشعاعِ الثقافيِّ والفكريِّ بطولِ البلادِ وعرضِها .
ومن أهمِّ ما يميزُ شعرَ حمدي حسين وقصائدَه ، الغنائيةُ العاليةُ والإيقاعُ السريعُ المواكبُ لسُرعةِ العصرِ وتداعياتِ الحركةِ الاجتماعيةِ ، فهو لا يهدأُ ولا يعرفُ السكونَ ، يعلمُ جيدًا أنَّ الحياةَ قصيرةٌ ، فيُصِرُّ على مَلْئِهَا وشغلِ ساعاتِها بالإبداعِ عطاءً وتلقيًا .
كما تحملُ قصائدَه مقوِّماتِ شخصيتِه ، وتعبِّرُ عن همومِ جيلِه بصدقٍ ووضوحٍ ، حينَ تقرأُ عملاً له أو تسمعُه ، تجدُ فيه اليسرَ والسلاسةَ التي يصلُ إليكَ بها بسرعةِ البرقِ ، حتى تظنَّ أن ما تسمعُه يمكنُك فعلُه ، وعند المحاولةِ تجدُ الأمرَ مرهِقٌ وشاقٌّ ، فحمدي حسين أستاذُ السهلِ الممتنعِ ، يكتبُ من مشاعرِه وما يؤمنُ به دونَ اختلاقٍ أو تحذلقٍ مقيتٍ .
والإبداعُ عند حمدي حسين وسيلةٌ للتغيرِ والتغيُّرِ ودفعِ الهِممِ ، وغايتُه السموُّ بالنفسِ والمشاعر ِوالرقيِّ بالفكرِ والوجدانِ
ويسر سلسلة " ضي الحروف " أن تقدم دراسة لمجموعة من أعمال الشاعر الكبير حمدي حسين
تابعونا بعد أيام مع سلسلة " ضي الحروف " مع ( شاعر من نغم ) يكتبها ويجمع مادتها : أسامة القوصي
حمدى محمد حسين
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش