تبرئة سيبويه من الجناية والأوهام
قراءة نقدية في كتاب
( جناية سيبويه ..... الرفض التام لما في النحو من أوهام )
إعداد
الدكتور/ أحمد الصغير
المدرس بكلية دار العلوم – جامعة المنيا
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم
إن في ذلك لآيات للعالمين
صدق الله العظيم
سورة الروم ( 22)
إهـــــداء
إلى الذيـن يضعون الأمور في نصابهــــا الصحيح
ولا يسيرون خلف الترهات والأهواء
إلى الذين يعرفـون لعلمـاء هذه الأمة قدرها
ويضربون بجذورهم في عمق التراث
إلى الذين يعتزون بلغتهم العربية
مهما غربتها السنون
إليهم جميعا أهدي هذا الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة مؤلف الكتاب
الحمد لله رب العالمين خلق الخلق وكون الأكوان ، سبحانه وتعالي لا يشغله سمع عن سمع ، ولا تختلف عليه الأصوات ، ولا تعجزه المسائل ، ولا تشتبه عليه اللغات . ونصلي ونسلم على النبي العربي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين ،،، وبعد
تعرضت اللغة العربية عبر العصور - ولاسيما في العصر الحديث - لعدد من حركات التغريب والتشريد ، حيث تعالت بعض الصيحات المغرضة التي تنادي بصعوبة اللغة العربية ، وعدم قدرتها على مواكبة التطور والتقدم ، وسعت تلك الحركات جاهدة لطمس هويتها بكل السبل الممكنة .
ومن نماذج تلك الصيحات تلك الدعوة التي ظهرت في مصر عام 1881 ، حيث دعا بعض المغرضين إلى كتابه اللغة العربية بلغة حديثة , وبعدها في عام 1926 دعا السير (وليم ولكوكس ) إلى هجر اللغة العربية ودعا إلى لغة جديدة سماها (اللغة المعربة) ، وأيده في ذلك بعض المثقفين العرب ومنهم على سبيل المثال سلامة موسى ، غير أن ثورة المثقفين واللغويين والأزهريين في وجه تلك الدعوة قد حالت دون تحقيقها .
ثم تتالت بعد ذلك سلسلة من المقالات والاقتراحات التي تدعو إلى استبدال اللغة العربية باللهجة العامية , أو كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية ، أو تغليب اللهجات العربية المحلية على اللغة العربية .
وقد تصدى لهذه الحركات أيضا شعراء العربية المدافعين عن لوائها ، حيث أنشأ حافظ إبراهيم شاعر النيل قصيدة عصماء أكد من خلالها على أهمية اللغة وقدرتها على التطور ، واستيعابها للمستجدات العلمية والأدبية حيث قال على لسان اللغة العربية :
وسعت كتاب الله لفظـــاً وغاية وما ضقت عن آي به وعظــات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيـق أسمـاء لمخترعــات
أنا البحر في أحشائــه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفات .(1)
ومن أواخر تلك الصيحات المغرضة كتاب جديد في مجال النقد النحوي ، صدر في النصف الثاني من عام 2002 عن شركة ( رياض الريس للكتب والنشر) في بيروت تحت عنوان : ( جناية سيبويه.. الرفض التام لما في النحو من أوهام)
وهو لكاتب مغمور ليس له خبرة سابقة في مجال النحو العربي ، وهو الكاتب (زكرياأوزون)، الذي أشار في مقدمته إلى أن هذه الدراسة هي باكورة أعماله ولاسيما في النقد النحوي .
ومن خلال هذا الكتاب يعلن المؤلف رفع راية العداء ضد النحو والنحاة وعلى رأسهم إمام النحاة سيبويه رحمه الله . فهو ثائر علي سيبويه بوصفه صاحب أول مصنف نحوي في قواعد العربية ، جمع أصول اللغة وأبوابها وقواعدها وصورها وتراكيبها ، ولهذا السبب جعله جانيا على النحو العربي ، وثائر على النحو العربي الذي ملأه النحاة العرب _ من وجهة نظره _ بالأوهام ، فاتسمت قواعده باللاعقلانية واللامنطقية ، فجاء عنوان كتابه جامعا بين الأمرين : ( جناية سيبويه 000 الرفض التام لما في النحو من أوهام)
ويدعي مؤلف الكتاب أنه قد نصب نفسه في هذا الكتاب محاكما للنحاة ، ومدافعا عن النحو العربي ليظهر- كما يدعي- غياب المحاكمة السليمة في قواعد النحو العربي بأسلوب يختلف عن أسلوب القدماء وتراكيبهم .(2)
ويحرص المؤلف في هذا الكتاب على اتهام المقولات النحوية الأصيلة بالوهم والخيال والتأويل الخادع والتغييب للحقائق ، حيث يتجه زكريا أوزون إلى قواعد النحو العربي ليهدمها دون مبرر ، ودون أن يقدم الأدلة القاطعة من العقل والنقل على صدق مزاعمه ، ومن غير أن يقدم للقارئ أي بديل لغوي لما يهدمه من القواعد ، حيث يلجا إلى عرض مجموعة من الأمثلة اللغوية البسيطة في تراكيبها ثم يظهر اعتراضه عليها مدعيا أن هذه الاعتراضات مبنية على المنطق وتبحث عن الحلول السهلة التي تعين المتكلم العربي على فهم لغته ، ولكنه في كل هذا لا يقدم لنا بديلا لما يعترض عليه ، فهو كثيرا ما يترك القارئ – ولا سيما غير المتخصص الذي يعاني هو الآخر من صعوبة القواعد النحوية - حائرا ثائرا على النحو من غير أن يعطيه الحل البديل الذي ييسر له زمام لغته كما يدعي .
ويمكننا القول إن هذا الكتاب يمثل حركة من تلك الحركات المتعاقبة التي تظهر حينا بعد حين فتلمع وتضئ وتثير الضجيج ثم لا تلبث أن تغيب عنها الشمس دون أن يؤبه لها، وتتفق تلك الحركات جميعا فيما بينها في نقطة انطلاق واحدة هي هدم النظام النحوي في صورة أئمته وعلمائه تارة ، أو قواعده وأصوله ومبادئه تارة أخرى .
فمنذ نشأة النحو العربي وعلى فترة من النحاة يخرج علينا حينا بعد حين كتاب ينقد النحو العربي ، ويدعي أنه سيتولى حركة تيسير النحو العربي وتجديده ، فيوجه الاعتراضات والمداخلات لأبوابه ومسائله ، وأصوله وعلله وأقيسته ، ويلقي اللوم على علماء النحو موجها الاتهام لهم بأنهم الذين صعبوا النحو، وبسطوا مسائله وشعبوا مباحثه ، وأنه ينبغي إنقاذ النحو من أيديهم .وقد كان من آخر هذه المحاولات على حد علمي سلسلة المقالات التي كتبها الدكتور أحمد درويش والتي جاءت بعنوان : ( إنقاذ النحو من أيدي النحاة ) .
وليس زكريا أوزون أولَََ من يتهم سيبويه بالجناية في عصرنا الحديث فقد سبق لعضو من أعضاء المجمع اللغوي في تونس أن وجه اتهاما مماثلا لسيبويه حيث يقول :
" قد كان من سوء حظ النحو العربي أن جاء سيبويه في وقت مبكر جدًّا لا يتجاوز النصف الثاني من القرن الثاني الهجري؛ إذ نتج عن تفوقه وشدة إعجاب النحاة به أن أُصيب التفكير النحوي بشلل ، ودار الجميع في فلكه ، ولم يطوروا بالقدر الكافي ، ويكفي دليلاً على ما كان لعمل سيبويه من سحر وإغراء إطلاقهم على كتابه اسم " قرآن النحو" .
غير أن عضو المجمع التونسي إذا كان ينقد فهو ينقد بطريقة المدح لعقلية سيبويه وقدرته في التصنيف التي أسرت عقول من جاءوا بعده فأوقفتهم عند حد كتابه ، أما مؤلف هذا الكتاب فهو يذم بلا وعي ذم الحانق الذي يعادي ما يجهل فلا يملك إلا الذم والنكران .(3)
ومن خلال دراستنا لهذا الكتاب ، ومعايشتنا الطويلة لآراء مؤلفه ، يتضح لنا أن المؤلف يظهر الإعجاب الشديد باللغات الأخرى ولاسيما الإنجليزية ، و يصر على أن يجعل اللغة العربية سبب تخلف الشعب العربي الإسلامي ، ويدعو إلى خلق أمة عربية متطورة لها بصمتها في العالم المعاصر لا بصمة أجدادها الغابرين ، حيث يجب أن تكون لغة معرفتها ولغة اختراعاتها ولغة معيشتها ولغة محبتها ولغة تفاهمها لغة واحدة وهو أمر يفتقده الإنسان العربي الآن .
وقد صرح المؤلف بذلك في خاتمة كتابه ، حين عقد مقارنة لا تتعدى أسطرا بين المواطن العربي والمواطن الإنجليزي:
فالعربي يحب ويكره ويفكر ويشتاق بلهجته العامية ، ولكنه حين يكتب رسالة أو يخطب خطبة فإنه يستخدم الفصحى ، وهذا الأمر يعتبر ازدواجا خطيرا في اللغة لا يمكن للشعب العربي أن يتقدم من خلاله .
أما رئيس وزراء بريطانيا – وهو مثال المتكلم بالإنجليزية عند أوزون – فإنه يتكلم في مجلس اللوردات كما يتكلم مع شعبه وابنه وزوجه وابنته . فالإنجليز لديهم لغة موحدة للفكر والسياسة والعلم والحياة الاجتماعية . وهذا المنحى هو ما دفع كاتبنا إلى أن يتبنى الدعوة إلى تأسيس لغة موحدة يتحدثها المواطن مع نفسه ومع رئيسه ومع إخوانه في أية بقعة من بقاع الأرض .
فاللغة مدانة عند زكريا أوزون ؛ لأنها سبب التخلف الحضاري للعقلية العربية وهذا الأمر من الأمور العجيبة التي تدعو كل عربي غيور على لغته يرد ويعترض على هذا الكاتب وأمثاله ، فكم من شعوب على ظهر البسيطة يتكلمون لغة موحدة لا ازدواج فيها فيحبون ويكرهون ويفكرون ويشتاقون بلغة واحدة ، وهم حين يكتبون الرسائل أو يخطبون في المحافل يتكلمون تلك اللغة ، ومع هذا يمسون ويصبحون دون أن تأبه الدنيا بهم ولا يمثلون أي حلقة من حلقات التقدم العلمي والحضاري .(4)
وليس زكريا أوزون أول من يظهر إعجابه باللغات الأجنبية ويرى أنها السر في التقدم الحضاري لأهلها ، فقد سبقه إلى ذلك كثيرين ممن بهرتهم الحضارة الغربية فجعلتهم يثورون بدرجات متفاوتة على الحضارة العربية الإسلامية وعلى اللغة العربية ، وليس أدل على ذلك من تجربة رفاعة الطهطاوي العالم المصري الأزهري الذي أرسل من قبل الحكومة المصرية إماما للصلاة والوعظ على رأس إحدى البعثات العلمية إلى فرنسا، فدرس الفرنسية، وثقف الجغرافية والتاريخ .
وقد ألف رفاعة رسالة في النحو العربي - في إطار مجموعة من الرسائل العلمية المختلفة التي كانت تسعى إلى النهوض بالتعليم المصري في تلك الفترة - جعل عنوانها :
(التحفة المكتبية لتقريب العربية)
وقد جاء تأليف رفاعة لهذه الرسالة عن قناعة بأن اللغة لها دورها البارز في عملية التطوير وصناعة الحضارة ، وهو في هذا متأثر إلى حد كبير بالحضارة الفرنسية ولغتها العلمية. فالطهطاوى شأنه شأن جل المبتعثين إلى الخارج قد أسرته طبيعة العقلية الغربية (خاصة الفرنسية ) ، وما تسعى إليه من النهوض بالمستوى الحضاري في المجالات المختلفة (أدبية ، لغوية ، علمية ، فنية ، اجتماعية .....).
ولهذا نجد الطهطاوى حين يتحدث عن النهضة العلمية والفنية في المجتمع الفرنسي يرجع تلك النهضة إلى (طبيعة اللغة الفرنسية ، وما فيها من سهولة المأخذ) فيقول:
" ومن جملة ما يعين الفرنساوية على التقدم في العلوم والفنون سهولة لغتهم وسائر ما يكملها ؛ فإن لغتهم لا تحتاج إلى معالجة كثيرة في تعلمها ، فأي إنسان له قابلية وملكة صحيحة يمكنه بعد تعلمها أن يطالع أي كتاب كان ، حيث إنه لا التباس فيها أصلا فهي غير متشابهة ، إذا أراد المعلم أن يدرس كتابا لا يجب عليه أن يحل ألفاظه أبدا فإن الألفاظ مبينة بنفسها………" . (5)
وهذا النص يؤكد على مدى إعجاب رفاعة بالفرنسية ، ومكمن الإعجاب هو سهولة تلك اللغة التي لا يفتقر قارئها إلى شروح أو حواش يحدد من خلالها احتمالية الألفاظ والكلمات والعبارات ؛ لأن الألفاظ عندهم محددة المعاني قليلة الاحتمالات .
فالفرنسية فليس لكتبها شراح ولا حواش إلا نادرا ،فإذا شرع الإنسان في مطالعة كتاب في أي علم من العلوم تفرغ لفهم مسائل ذلك العلم وقواعده ، فهو لا ينظر إلى إعراب العبارات وإجراء ما اشتملت عليه من الاستعارات و الاعتراض بأن العبارة كانت قابلة للتجنيس ، وأن المصنف قدم كذا ولو أخره كان أولى ، وأنه عبر بالفاء في محل الواو والعكس أحسن ونحو ذلك .
أما العربية – من وجهة نظر رفاعة – فإنك إذا طالعت كتابا من كتبها في علم من العلوم احتجت أن تدقق في الألفاظ ما أمكن ، لتقف على ما تحتمله العبارة من معان بعيدة عن ظاهرها ، وهو ما يستدعى أن يستتبع الكتاب ( المتن الأصلي) بشرح وحاشية وتقرير .
فهذه النظرة إلى قيمة اللغة وسهولتها وأثرها في تسهيل التقدم العلمي والفنى ، هي التي دفعت الطهطاوى إلى محاولة تخليص النحو العربي من تعقيداته ، ورفع ما فيه من شوائب علقت بمتونه خلال أجيال متعاقبة ما بين ترديد وتأصيل واحتجاج واختلاف وشرح وتهميش وتقرير إلى غير ذلك .
فالحرص على التقدم العلمي والرقى المدني هو الذي دفعه إلى تسهيل اللغة وتحويلها إلى لغة علمية أكثر منها لغة أدبية ؛ لتتواءم مع عملية النهوض العلمي الذي هو الهدف الأسمى من وراء البعثات العلمية .
فرؤية أوزون للغة ورؤية الطهطاوي لها متحدتان في التصور ، ولكنهما مختلفتان في الحل والتناول ؛ فالطهطاوي لم يسع إلى هدم اللغة في مجملها وتحميل أئمتها عبء التخلف ، ولكن سعى إلى خلق لغة عربية سهلة تستقي جذورها من تراث الآباء والأجداد ، أما كاتبنا زكريا أوزون فهو يكاد ينسلخ من عروبته وجلدته العربية ، فيصب جام غضبه على العربية وأئمتها ويحملهم فوق ما يحتملون .
وينظر المؤلف إلى الشرق الإسلامي العربي على أنه أسير لعقدة تقديس ما هو قديم، فكل ما جاء من القديم صحيح وكل ما يعارضه خطأ أو مشكك فيه ، فتلك معضلة الأمة العربية التي أوصلتها إلى ما هي عليه الآن ، فهو يؤكد على أن القديم ويعني به لغتنا وتراثنا وإنتاجنا الفكري والأدبي كله هو سبب تخلف الأمة .
كما يؤكد على أنه ينبغي علينا التأسيس لنشوء جيل عربي جديد يتكلم لغة واحدة دون ازدواجية ، وبعيدا عن لغة القرآن ؛ فالقرآن الكريم – من وجهة نظره – بما فيه من لهجات وقراءات هو صيغة تعبدية لا مجال لنقاشها ، ولا يمكن فرضه على غير العربي ليكون مرجعيته ، فيتجه في خفاء إلى عزل لغة القرآن الكريم حيث يريد أن يجعلها قاصرة على العبادة فقط فلا يجوز لنا أن نجبر المسلمين من غير العرب على الالتزام بها ، ولا يجوز لنا نحن العرب أن نلتزم أيضا بلغة القرآن ، بل علينا البحث عن لغة جديدة تتفق وإمكانيات العصر الذي نعيش فيه.
وعرفانا مني بفضل علماء العربية - ولا سيما سيبويه - على لغتنا العربية ، فقد أعددت في هذا المضمار دراسة نقدية متخصصة ، قمت فيها بدراسة تحليلية لكل ما ادعاه زكريا أوزون من أوهام نحوية ، وقمت بعرضها ونقدها نقدا نحويا منهجيا ، يعتمد على تبسيط المفاهيم النحوية التي عجز عن فهمها المؤلف ، فحاول أن يوهم القراء الأعزاء بأن قواعد لغتنا العربية لا تتسم بالعقلانية ، وأنها مملوءة بالأوهام ، وهذا أبعد ما يكون عن واقع لغة القرآن الكريم.
وقد حاولت أن أثبت - من خلال موضوعات كتابي - بالأدلة العقلية والنقلية مدي اجتراء زكريا أوزون على النحو العربي ، و ابتعاده عن العقلنة والمنطقة التي يتشدق بها كثيرا في هذا الكتاب ، وأظهرت في مواطن كثيرة انقطاع الصلة بينه وبين أصول النحو العربي ، وجهله بأبسط القواعد اللغوية والمصطلحات النحوية .
كما أظهرت أن الكتاب في جملته يظهر غير ما يبطن ، فإذا ادعى صاحبه حبا للعربية وغيرة عليها ، فإنه من جهات كثيرة يحقر من شأن العربية لغة ونحوا وشعبا ومستقبلا ، و يدعو إلى اطراح العلامة الإعرابية والتقليل من شأنها في الحكم على التراكيب النحوية والاستعاضة عنها بمجرد وضوح المعني بين المتكلمين ، كما أنه يدعو دعوة علمانية إلى عزل القرآن عن اللغة ، و يطالب بعزل لغة القرآن عن لغة الكلام العربي ، وجعلها لغة قاصرة على العبادة .
وقد اقتضى منهج الوصف والتحليل أن تقع هذه الدراسة في مقدمة وتمهيد وفصلين تعقبهما خاتمة :
فجاءت المقدمة لتبين الحقائق العامة لكتاب أوزون ، وتكشف عن الوجه الآخر للغرض الأساسي من تأليف الكتاب ، وهو القضاء المبرم على قيمنا وأصولنا والتي تتمثل بداية في لغتنا وقرآننا .
وفي التمهيد حاولت أن أعرف القارئ غير المتخصص على سيبويه إمام النحاة وعلى رحلته العلمية التي اختتمها مبكرا بكتابه ( الكتاب) ، وبينت للقارئ قيمة هذا الكتاب وقيمة مؤلفه بين العلماء على مر العصور . كما أشرت إلى نظرة الإعلام العربي إلى كتاب جناية سيبويه، وكيف تعاملت الصحف العربية مع هذا الكتاب .
وقد عنيت في الفصل الأول برصد آراء المؤلف من خلال كتابه وصفا تفصيليا دون تدخل أو تعقيب؛ حتى أوقف من لم يقرأ الكتاب على موضوعات الكتاب ومباحثه الأساسية ، وقد التزمت خلال هذا الفصل بعرض بعض النصوص الكاملة لمؤلف الكتاب .
أما الفصل الثاني فقد خصصته للردود والمداخلات التي تثبت بالدليل مدي ابتعاد الكاتب في كثير من آرائه عن روح اللغة العربية ، واغترابه عن كثير من قواعدها ومصطلحاتها .
وأسأل الله تعالى أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم ، وأن يثقل به ميزاني يوم الدين ، والله من وراء القصد
دكتور/ أحمد محمد الصغير
الدوحة في 27 أبريل 2003
تمهيــــد
سيبويه المفترى عليه :
يتهم الكاتب زكريا أوزون في هذا الكتاب إمام النحاة (سيبويه ) – رحمه الله - بأنه قد تجنى على النحو العربي ، وأبعد اللغة عن المنطقة والعقلنة والتطور ، وجعلها كنها لا يؤبه له حتى من أبناء العربية أنفسهم . كل هذا فعله سيبويه ذلك الفارسي الذي سخره الله تعالى لحفظ قواعد اللغة العربية ، وخدمة لغة القرآن الكريم .
ونريد أن نضع في عجالة سريعة بين يدي القارئ بعض المعلومات التاريخية المصدوقة عن سيبويه المفترى عليه ، حتى يعي القارئ العربي قدر هذا العالم الجليل :
فسيبويه ( أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنْبر) هو إمام النحاة ، وصاحب أشهر كتاب في العربية ، وهو فتى فارسي الأصل ، جاء إلى البصرة - حاضرة العلم والحضارة حينذاك - وهو غلام صغير؛ فتلقى في ربوعها الفقه والحديث ، وذات يوم ولقدر يعلمه الله يذهب سيبويه إلى شيخه حماد البصري ليتلقى منه الحديث ، ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…"
ولكن سيبويه لقدر قدره الله له ، يقرأ الحديث على هذا النحو: " ليس أبو الدرداء …" فيصيح به شيخه حماد : لَحَنْتَ يا سيبويه ، إنما هذا استثناء ؛ فقال سيبويه مقولته المشهورة :
( والله لأطلبن علمًا لا يلحنني معه أحد)
ثم مضى ولزم الخليل وغيره من أئمة اللغة والنحو ، فصار هذا التلميذ النجيب إماما النحو العربي.
وقد تتلمذ سيبويه على يد مجموعة من شيوخ البصرة وعلمائها ، فقد كان التلميذ النجيب لعبقري العربية وإمامها الخليل بن أحمد الفراهيدي ، الذي روى عنه سيبويه في الكتاب 522 مرة ، وهو قدر لم يروِ مثله ولا قريبًا منه عن أحد من أساتذته ، وهو ما يجسد خصوصية الأستاذية التي تفرد بها الخليل بن أحمد رحمه الله ، دون سائر أساتذة سيبويه ، كما تتلمذ في الوقت ذاته على يد أبي الخطاب الأخفش، و عيسى بن عمر، و أبي زيد النحوي.
وقد دخل سيبويه في كثير من المناظرات مع علماء الكوفة ، وقد مات إثر مناظرته الشهيرة التي وقعت له مع الكسائي ، والتي سميت فيما بعد باسم ( المسألة الزنبورية ) ، وقد حكم في هذه المناظرة - استنادا إلى رأى بعض الأعراب المتحيزين - للكسائي ؛ فحزن سيبويه لذلك حزنا عميقا ، وأزمع الرحيل إلى خراسان ، وقد أصابه المرض في الطريق ، فلقي ربه وهو ما زال في ريعان الشباب ، لم يتجاوز عمره الأربعين على أرجح الأقوال، ولكن نجم سيبويه لم يأفل ، ولم يمت علمه بموته ؛ فسرعان ما لاح في أفق العلم والمعرفة هذا الكتاب الذي سمي بالكتاب ، والذي كان موسوعة لغوية متكاملة ضمنت أفكار سيبويه وآراءه وآراء أساتذته ومعاصريه.
ومن أشهر تلامذته عالمان جليلان هما: الأخفش الأوسط (أبو الحسن سعيد بن مسعدة) وقطرب (أبو محمد بن المستنير المصري).
وقد جاء كتابه في النحو بلا عنوان ؛ فسيبويه لم يضع لكتابه اسمًا أو مقدمة أو خاتمة، فربما لم يمهله القدر ليفعل ذلك ؛ لأنه مات كما أشرنا في ريعان شبابه ، وقبل أن يخرج كتابه إلى النور؛ فقام تلميذه أبو الحسن الأخفش بإخراج ما جمعه سيبويه من قواعد اللغة والنحو إلى الوجود دون اسم ؛ عرفانًا منه بفضل أستاذه وعلمه ، وخدمةً للغة القرآن الكريم التي عاش من أجلها علماء العربية على مر الأجيال ؛ وقد أطلق على كتاب سيبويه اسم (الكتاب)، فإذا ذُكر " الكتاب " مجردًا من أي وصف فإنما يقصد به كتاب سيبويه خزانة الكتب، والمصدر الفريد لعلوم النحو والصرف و الأصوات والدلالة.
و لم يتمكن سيبويه أيضا من وضع مقدمة لكتابه ، يوضح فيها المنهج الذي سلكه في ترتيبه ، وقد نهج سيبويه في دراسة النحو منهج الفطرة والطبع ، فهو يدرس أساليب الكلام في الأمثلة والنصوص ؛ ليكشف عن الرأي فيها صحة وخطأ، أو حسنًا وقبحًا، أو كثرة وقلة، ولا يكاد يلتزم بتعريف المصطلحات، ولا ترديدها بلفظ واحد ، ولا يفرع فروعًا أو يشترط شروطًا، على نحو ما نرى في الكتب التي صنفت في عهد ازدهار الفلسفة واستبحار العلوم، فهو يقدم مادة النحو الأولى موفورة العناصر ، لا يكاد يعوزها إلا استخلاص الضوابط ، وتصنيع الأصول .
ويمكن أن يقال على الإجمال إنه كان في تصنيف الكتاب يتجه إلى فكرة الباب كما تتمثل له، فيستحضرها ويضع المعالم لها، ثم يعرضها جملة أو آحادًا، وينظر فيها تصعيدًا وتصويبًا، يحلل التراكيب، ويؤول الألفاظ ، ويقدر المحذوف ، ويستخلص المعنى المراد، وفي خلال ذلك يوازن ويقيس، ويذكر ويعد، ويستفتي الذوق ، ويستشهد ويلتمس العلل، ويروي القراءات، وأقوال العلماء، إما لمجرد النص والاستيعاب وإما للمناقشة وإعلان الرأي ، وربما طاب له الحديث وأغراه البحث ، فمضى ممعنًا متدفقًا يستكثر من الأمثلة والنصوص ، واللغة عنده وحدة متماسكة، يفسر بعضها بعضًا، ويقاس بعضها على بعض . (6)
هذا هو سيبويه إمام النحاة الذي حمله مؤلف الكتاب كل الأعباء،وجعله جانيا على النحو العربي ، لا لشيء سوى أنه حفظ القواعد من النسيان والضياع في التيه الدائم الذي عاشته العربية عبر قرون الاحتلال ، وهو لا يستحق منا سوى الشكر والعرفان ؛ لأن فضل سيبويه على اللغة العربية لا يجازيه إحسان ولا يقدر بمال ، ولعل الله تعالى أن يجعل عمله هذا مثقلا لميزانه مضاعفا لحسناته .
وليس سيبويه صاحب فضل على العربية كلغة وقواعد فقط ، بل إنه صاحب فضل على علوم البلاغة العربية أيضا ، وقد كشفت الكثير من الدراسات البلاغية المتخصصة عن أثر سيبويه وكتابه في البلاغة العربية أصولا وبحثا ومنهاجا ، وليس أدل على ذلك من عناوين بعض الدراسات الحديثة والمعاصرة التي عنيت بالبحث المتأصل في كتاب سيبويه ليس على مستوى النحو بل على مستوى البلاغة العربية .(7)
وقد كشفت تلك الدراسات عن تضمن كتاب سيبويه للكثير من اللفتات البلاغية والأسلوبية في ثنايا التحليل اللغوي ، وعن اهتمامه بالمباحث البلاغية الأصيلة كالتقديم والتأخير ، والذكر والحذف والزيادة ، والفصل والوصل ، والتعريف والتنكير ،والخبر والإنشاء والمجاز .(8)
وعلى هذا الأساس يمكننا القول إن سيبويه إن كان قد أحسن إلى العربية فقد أحسن إليها لغة وصوتا وصرفا ونحوا ودلالة وبلاغة وأسلوبية ، وإن يك قد أساء فقد أساء إليها في كل ما سبق ولا نحسبه على الله إلا محسنا مصيبا .
نظرة الإعلام العربي إلى كتاب ( جناية سيبويه) :
إثر ظهور هذا الكتاب كان لابد أن يثير ضجة وسط علماء اللغة والنحاة المحدثين ، غير أن هذا الكتاب لم يلق حظه من النقد المنهجي أو الردود العلمية التي يقوم بها متخصصون في اللغة والنحو ، حيث توقف الأمر عند حد التسويق للكتاب خلال صفحات الجرائد والمجلات الأدبية .
وقد تعاملت الصحافة العربية مع هذا الكتاب تعاملا يتسم بعدم المنهجية ، ويفتقر إلى التحليلات العلمية المتخصصة ، تجلى ذلك في صورة مجموعة من المقالات الصحفية التي كتبها غير المتخصصين في مجال اللغة أو الشاكين من صعوبة النحو ، ولعل الكثير منهم لا يعرفون من هو سيبويه المفترى عليه في هذا الكتاب ، فراق لهم ما كتبه المؤلف من نقد للنحو والنحاة ، فصاروا مجرد مرددين لسطور مقدمته من غير وعي ولا تمحيص .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل غالى بعضُهم فامتدح المؤلف عن غير علم ووصفه بصفات أثبتنا من خلال هذا البحث بعده الشديد عنها . وسنعرض فيما يلي لبعض المقالات التي تعرضت لهذا الكتاب :
أ- تصف صحيفة الوطن مؤلف الكتاب باللغوي الذي يطرح من خلال هذا الكتاب أسئلة ومشكلات تقارب تسجيل هموم قديمة يشكو منها كثير من المثقفين ، وتأتى أقرب إلى شكوى خبير لغوي يطالب بحلول) .
نص المقال :
“الأسئلة والمشكلات المطروحة في الكتاب ليست جديدة لكن ذلك لا يقلل من أهميتها.. وما آثاره المؤلف يقارب تسجيل هموم قديمة يشكو منها كثير من المثقفين والطلاب وتوثيقا لهذه الهموم. إلا أن معالجة زكريا أوزون لبعض المشكلات في كتابه جناية سيبويه.. الرفض التام لما جاء في النحو من أوهام تذكر ببعض سابقيه أحيانا وتأتى اقرب إلى شكوى خبير لغوي يطالب بحلول” . (9)
ب- أما صحيفة البيان فقد عرضت للكتاب بطريقة إعلانية دعائية حيث يصف مقالها الكتاب بأنه يطرح وبجرأة ، جملةَ من القضايا الشائكة التي خلّفها النحاة القدماء ، ويثبت أن قواعد اللغة العربية ليست عقلانية ولا منطقية ، وأنها مازالت تدرّس في مدارسنا بشكل عقيم، فلا تنتج إلاّ عقماً مضاعفاً ، ويعتبر مؤلّف الكتاب أن سيبويه مؤسّس علم النحو العربيّ ، لم ينجح في عقلنة قواعد اللغة العربيّة .
نص المقال :
“ يطرح هذا الكتاب، وبجرأة، جملة من القضايا الشائكة التي خلّفها لنا النحاة القدماء، حول مدى عقلانية ومنطقية قواعد اللغة العربية، التي مازالت تدرّس في مدارسنا بشكل عقيم، فلا تنتج إلاّ عقماً مضاعفاً، حيث إن علوم العربيّة مازالت، بالنسبة لطلبة المدارس، تعتبر أصعب من مواد الرياضيات والفيزياء والعلوم بعامة، ويدرك من يدرّس قواعد النحو العربيّ جوهر المشكلات التي طرحها الكتاب، إذ إنه على الدوام يشعر بعقدة الذنب في أنه يدرّس شيئاً لا يفهم، أو أنه يدرّس مادة لا يتحمّس لها الطلاب كثيراً، هذا بالإضافة إلى أنها تخسرهم العديد من الدرجات في كلّ امتحان. ويعتبر مؤلّف الكتاب، الأستاذ زكريا أوزون أن سيبويه مؤسّس علم النحو العربيّ، لم ينجح في عقلنة قواعد اللغة العربيّة، لكونه فارسيّ الأصل، وقد قام بوضع القواعد لأمثاله في ذلك الوقت، لكي لا يلحنوا في لفظ كلمات العربيّة، لغة العلم والمعرفة آنذاك، ولذلك فقد انصبّ اهتمامه على النقل وعلى حركة آخر الكلمة “ (10).
ج- ومن موقع جريدة الرياض على الإنترنت جاء المقال بعنوان :
“الكتابة عن النحو بشكل جديد باتت هاجس بعض الباحثين “ ، حيث تصف الصحيفة الكتاب بأنه يمكن أن يكون كتاباً نقدياً وتعليمياً بآن واحد .
نص المقال :
(كتاب جناية سيبويه الرفض التام لما في النحو من أوهام لـ (زكريا أوزون) صدر عن دار الريس ببيروت هذا العام وقد تضمن عدة آراء من شأنها الوقوف عند بعض المصطلحات اللغوية النحوية وكيفية التعامل معها ومدى قبولها للتمدد والتطور حسب المفهوم الحالي وتكورها وتقوقعها حسب المفهوم القبلي السابق.وفي الخاتمة تم التأكيد على الغاية الرئيسية والأمل المنشود من الجهد المبذول، أخيراً، فإن هذا الكتاب يمكن أن يكون كتاباً نقدياً وتعليمياً بآن واحد ) .(11)
د – ومن موقع مكتبة النيل والفرات جاء المقال تحت عنوان الكتاب الأصلي ، وقد اكتفى كاتب المقال بعرض ملخص سريع للكتاب دون تدخل منه فقال :
“ (جناية سيبويه، الرفض التام لما في النحو من أوهام ( تأليف: زكريا أوزون
اللغة هي أداة التفكير وأهم أساليب التواصل بين الناس، وقد شهدت لغات العالم المتداولة اليوم تطوراً في ألفاظها وتراكيبها وقواعدها وتمكنت بعض اللغات، كالإنكليزية، مثلاً، من غزو معظم الأرض لتصبح لغة بديلة لكثير من اللغات السائدة. أما اللغة العربية، وبرأي المؤلف، فقد بقيت جامدة، لا بل تراجعت عالمياً ولم يعد يهتم بها حتى أهلها، والسبب في ذلك يعود، وبرأيه أيضاً، إلى عنصرين أساسيين: أولهما: علم النحو العربي. ثانيهما: الاشتقاق اللغوي من جذور الكلمة العربية لاستيعاب المفردات والمصطلحات.
وقد قام المؤلف في كتابه هذا بنقد علم النحو معتمداً على تصنيف النحاة. باحثاً في أنواع الكلمة: الاسم، الفعل، الحرف. فتحت عنوان الاسم تمّ البحث في المرفوعات المنصوبات المجرورات. وتحت عنوان الفعل تمّ البحث في الأفعال الماضية والمضارعة وأفعال الأمر والأفعال الناقصة. وتحت عنوان الحرف تمّ الحث في كثير من الحروف المستخدمة وعلى رأسها أحرف الجر. ليظهر من ثم غياب المحاكمة السليمة في قواعد النحو العربي بأسلوب يختلف عن أسلوب القدماء وتراكيبهم ومصطلحاتهم متوخياً في ذلك الإيجاز والتبسيط، وذلك كي يتمكن أكبر عدد من القراء فهم البحث. كما قام المؤلف باستعراض مشكلة الاشتقاق اللغوي بشكل موجز مبسط، مقترحاً الحلول الممكنة لها، ومدعماً الأفكار الواردة ببعض الأمثلة من الذكر الحكيم ومن الشعر العربي.
"جناية سيبويه" يبين بشكل مبسط موجز ونقدي أن قواعد اللغة العربية شكل بلا مضمون وتعلمها مضيعة للوقت وتشتيت للتفكير وهي معطيات متخبطة خالية الدلالة مليئة بالوهم والحشو، لذلك، لم ولن يتعلمها معظم الشعب العربي لاستخدامها في الحياة اليومية العملية والعلمية ولا يمكن للأمة العربية أن تتطور فكرياً وأن تعرف الدقة-سمة هذا العصر-دون إعادة النظر في كثير من قضايا اللغة العربية وعلى رأسها تلك القواعد السائدة "(12) .
وهذه الحملة الإعلامية ترفع من أسهم الكتاب أمام الأجيال الجديدة وطبقة غير المثقفين، وتعطي لهذا الكتاب قيمة لا يستحقها في ظل غياب الدراسة النقدية النحوية لقضايا الكتاب ، وهو ما دفعني إلى ضرورة التعرض بالمداخلات والاعتراضات على كل الأوهام التي تضمنها الكتاب لنضع القارئ في حيادية وعقلانية وعلمية أمام معيار الصواب والخطأ في كتاب جناية سيبويه ، ولعلنا من خلال هذا الكتاب نوجه الدعوة لأهل الإعلام والصحافة أن يضعوا الأمور في نصابها ، وأن يستعينوا في عرض الموضوعات التخصصية بآراء علماء التخصص ، وهم كثر في مضمار النحو العربي ؛ لأن واضع الشيء في غير أهله كالنافخ في الكير، ولا ينبغي أن ننسى قول الله تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة
فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "
صدق الله العظيم .
الهوامش :
(1) " لغتنا العربية في مهب الانفتاح والعولمة والتغريب - يوسف الشريف .
http://www.albayan.co.ae/albayan/1999/04/20/ray/6.htm
(2)انظر : جناية سيبويه ص11 .
(3) انظر موقع : (slam-online.net/iol-arabic/dowalia/mashaheer-Aug-).
(4) انظر : جناية سيبويه ص 172
(5) انظر: تخليص الإبريز ص
(6) انظر موقع : ( :www.islam-online.net/iol-arabic/dowalia/mashaheer-Aug-)
(7)ينظر : أثر النحاة في البحث البلاغي ، و الأصول البلاغية في كتاب سيبويه
(8) ينظر : الأصول البلاغية في كتاب سيبويه ص 375
(9) انظر موقع : ( http://www.alwatan.com/graphics/2002/09sep/25.9/heads/ct9.htm
(10) انظر موقع : ( http://www.albayan.co.ae/albayan/1999/04/20/ray/6.htm)
(11)انظر موقع :
2002/Mainpage/Thkafa_2877.php) http://www.alriyadh.com.sa/Contents/21-11- )
(12)انظر: http://www.neelwafurat.com/abookstore/bookpage.asp?id=98787&frmt
ساحة النقاش