إبنتي عمرها 14 عاماً، مجدة وذات اخلاق عالية.
من بين ميزاتها إنها تحب قراءة القصص مما يكسبها ثروة لغوية، لكن المشكلة إنها تفضل المطالعة بالفرنسية أو الإنجليزية وأنا أتخوف من تكريس ثقافة الغرب خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الجنس الآخر.
كيف يمكن أن نبسط للمراهق خطورة العلاقات العاطفية وهل نصارحه إذا علم الأهل بوجود هذا النوع من العلاقات في حياة إبنه أو إبنته وكيف يجب أن تكون المصارحة؟
*** **** ** **** *** **** **** *** **
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باتت المسائل الجنسية معروفة عند الكثير من الشباب من خلال النت وقنوات التلفزيون والصحف والمجلات وغيرها، وبالتالي من المناسب أن تكون العلاقة بين الوالدين وأولادهما قائمة على الثقة والإحترام والصراحة ضمن حدود الحياء لتناول مسائل الحياة ومنها الثقافةالجنسية بالحد المطلوب الذي يتناسب مع عمر الولد.
وينبغي توجيه الولد ذكرً أو أنثى بمخاطر الإختلاط الجنسي صحّياً وإجتماعياً ودينياً، وذكر التجارب الحياتية له، خصوصاً المعلومات العلمية وإحصائيات الصحة والسلامة، على أن يكون الكلام موجّهاً بشكل لطيف وغير مباشر، حتى لا يحس الولد بأنّه مورد شك أو إتهام.
جدير ذكره أنّ الثقافة الصحّية المعاصرة، بما فيها الغربية منها، تحذر من الإختلاط الجنسي المتسيب والذي يؤدي إلى العديد من الأمراض، وفي مقدمتها الإيدز، والذي للأسف بدأ بالإنتشار بشكل واسع في البلاد العربية، في الوقت الذي بدأ بالإنحسار في أوروبا نتيجة للتثقيف الصحّي والجنسي. وبحسب إحصائيات اليونسكو، فإنّ نسبة الإصابة بمرض الإيدز بين النساء في المغرب تصل إلى 25% منهنّ، وهي نسبة عالية وخطيرة.
وتساعد صداقة الوالدين لأبناءهما المراهقين والتعامل الإيجابي معهم في تمتين أواصرالأسرة والإنشداد إلى أجوائها بعيداً عن أجواء الإنحراف الإجتماعية، وينبغي أن تمتد هذه العلاقة الأسرية إلى المشاركة مع الأولاد في السفر والحضر، في الأحاديث والتجول والتسوق واللعب والترفيه، مع إعطاء الولد بعضاً من الخصوصية التي يحتاجها الشاب أو الشابة الذي يميل إلى الإنفراد أحياناً أو التواجد مع الزملاء في الدراسة.
ومن المفيد التعامل مع الولد، ذكراً أو أنثى، عند بلوغهما على أساس أنّه ناضج ومسؤول عن تصرفاته، والبدء بإيكال بعض المسؤوليات المنزلية إليه ممّا يشعره بالثقة وإحترام الشخصية، وهذا يعزِّز إرادته وسلوكه المسؤول في المجتمع ويمنع إنجرافه مع التيارات المنحرفة.
المصدر: استشارات اجتماعية.. البلاغ
ساحة النقاش