اليوم هو عيد الحب وكالعادة كل عام يثير الاحتفال بعيد الحب أو الفلانتين الكثير من الجدل في معظم الدول العربية ، هذا اليوم الذي يعتبر مناسبة يحتفل بها الكثير من الناس في كل أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام. وفي الأخص في البلدان الغربية
وأصبح هذا اليوم تحتفل به جميع دول العالم تقريبا ولو بصورة رمزية وغير رسمية ويعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم
إلا أنه مع قدوم يوم 14 فبراير من كل عام نجد أن هناك اختلاف في وجهات النظر حول الاحتفال بهذا اليوم فهناك من يعتبره البعض تقليداً غربياً ينبغي تجنبه دخيل على مجتمعنا وله آثار سلبية وإنه عيد بدعى لا أساس له فى الشريعة، وأنه يدعو إلى العشق والغرام وأنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدى السلف الصالح رضى الله عنهم معتبرين أن أعياد المسلمين المعروفة هي عيد الفطر وعيد الأضحى
لكن هناك من يرى في يوم "الفلانتين" مناسبة سعيدة للتهادي بين الأحبة ليس على المستوى الرومانسي فقط ولكن على المستوى العام ، حيث يرون أنه لا يوجد أي ضرر من الاحتفال بهذه المناسبة
ومما يروى عن هذا اليوم أن الرومان كانوا يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا) في 15 فبراير من كل عام، وفيه عادات وطقوس وثنية؛ حيث كانوا يقدمون القرابين لآلهتهم كي تحمي مراعيهم من الذئاب، وكان هذا اليوم يوافق عندهم عيد الربيع حيث كان حسابهم للشهور يختلف عن الحساب الموجود حالياً، ولكن حدث ما غير هذا اليوم ليصبح عندهم 14 فبراير في روما في القرن الثالث الميلادي.
وفي تلك الآونة كانت الديانة المسيحية في بداية نشأتها حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس ( فالنتاين ) تصدى لهذا الحكم وكان يتم عقد الزواج سراً ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة الرهبان في الشريعة المسيحية الزواج وتكوين العلاقات العاطفية وإنما شفع له لدى المسيحين ثباته على المسيحية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك المسيحية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن ( فالنتاين) رفض هذا العرض وآثر المسيحية فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد ( لوبركيليا) ، ومن يومها أطلق عليه لقب " قديس"
وبعد سنين عندما انتشرت المسيحية في أوربا وأصبح لها السيادة تغير عيد الربيع، وأصبح العيد في 14 فبراير اسمه عيد القديس ( فالنتاين) إحياء لذكراه لأنه فدى المسيحية بروحه وقام برعاية المحبين وأصبح من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء وبطاقات بها صور ( كيوبيد) الممثل بطفل له جناحان يحمل قوساً وهو إله الحب لدى الرومان وقد جاءت روايات مختلفة عن هذا اليوم وذاك الرجل ، ولكنها كلها تدور حول هذه المعاني
وعلى أى حال فإن الحب الصادق لا يحتاج لعيد أو يوم لنحتفل به فالحب الحقيقى الصادق لا يمكن إخفاءه أو إختصاره فى يوم ويستطيع ان يعبر عن نفسه فى اى وقت وحتى دون الاحتياج لأى كلام أو هدايا أوأى طقوس وترتيبات فالحب سلطان فوق القانون وهو تجربة حية لا يعانيها إلا من يعيشها وهو أقوى العواطف لأنه أكثرها تركيباً
الحب هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما و شيء ما وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين إثنين ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون المحبين أثناء اللقاء بين المحبين
والحب: كلمة جميلة محببة للنفوس، ترادفها كلمات أخرى في القاموس العربي مثل الود، ولها علاقة وطيدة بكلمات أخرى كالشفقة والرحمة، والعطف، وينبني عليها سلوك عملي يظهر على المحب تجاه من يحبه ويتمنى كل إنسان حي أن يعيش في عالم هذه المعانى لتضفي عليه جواً من السكينة والطمأنينة، والهدوء والراحة، وتخفف عنه أعباء الحياة ومشكلاتها ومشاغلها، بل لتقلب هذه الأعباء إلى لذائذ يستمتع بها، وقد يتعجب من يقرأ هذا الكلام فهل ممكن أن يكون كذلك ؟ وكيف لايكون كذلك والتاريخ شاهد لأولئك الجيل الذين غمر قلوبهم حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ كيف حولهم هذا الحب من أقل الناس شأناً إلى أن يسودوا الدنيا وينشروا الخير والرحمة والإحسان في أقاصيها ونقلهم هذا الحب من ذيل القائمة إلى أن يكونوا قادة الناس وقدوتهم
والحب: درجات ومنازل، والمحب يتنقل بينها فيعطي كلاً نصيبه منه بلا زيادة ولا نقصان.
والحب: حقيقة لا يجوز تجاهلها، ولكن قد يصرف لغير أهله، أو في غير محله، ومن ثمّ فلا يؤدي غرضه، ولا يورث خيره، بل قد يكون وبالاً على صاحبه.
وللحب انواع كثيره من أعظم أنواعه وأجلها، وأرفعها قدرا وأعمقها جذراً، وأعلاها مقاماً هذا الحب أزعم أن كل مسلم يدعيه، وآمل أن يكون مبرهناً على زعمه وصدقه في أقواله وأعماله هذا الحب هو محبة الله ورسوله الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام وما جاء به من عند الله تعالى
هذه المحبة التي يجب أن تكون عميقة في نفوسنا، متجذرة في قلوبنا، تلهج فيها ألسنتنا، وتنطق بها أقوالنا، وتترجمها أعمالنا وسلوكنا، هذه المحبة عقيدة يجب أن نعتقدها وندين بها نرجو بها الثواب، والرفعة عند الله تعالى، والصحبة لنبيه صلى الله عليه وسلم ومرافقته في الجنة، والشرب من حوضه.
هذه المحبة: التى تمثل لنا زاداً إيمانياً يكون حادياً لنا في السير في هذه الحياة فتتسهل بها الدروب ونتخطى بها العقبات.
هذه المحبة التي تتعدل بها الأخلاق وتستقيم بها المعاملة فيظهر الصدق و الإخلاص وحسن الظن و القول الحسن واللين في المخاطبة و العفو و التسامح و الصفح.
هذه المحبة ممتدة مع امتداد الزمن نحيا عليها ونموت عليها، نربي عليها أنفسنا، ونقوّم فيها أعمالنا، كل يوم يزيد من حبنا للمصطفى صلى الله عليه وسلم حتى نلقى الله تعالى على ذلك.
وهي من خير ما ورث للأبناء و البنات فينعمون بهذا الحب العميق فيضفي على حياتهم السعادة دنيا وأخرى.
ساحة النقاش