وافقت بصفة مبدئية الفنانة منة شلبي علي تجسيد دور البطولة في فيلم »زنا المحارم« الذي تغير اسمه إلي »الصمت« وهو عن قصة لهند الزياتي وسيناريو وحوار دكتور رفيق الصبان وإخراج وإنتاج إيناس الدغيدي التي سافرت إلي لندن للبحث عن منتج يشاركها في إنتاج الفيلم الذي ستصل ميزانيته إلي 20 مليون جنيه.
الفيلم خرج إلي النور بعد أن رفضته الرقابة أكثر من مرة لتناوله مشاهد جريئة حول زنا المحارم، يبدأ السيناريو بجملة موجهة من المؤلف إلي هؤلاء الذين يفضلون الصمت تاركين الجرح داخلهم.
الفيلم تدور أحداثه حول »سلمي« دكتورة أمراض نفسية وعصبية تحقق في حادث انتحار لفتاة في العشرين من عمرها، وبمرور الأحداث تتوحد »سلمي« التي ستجسد دورها »منة شلبي« مع المنتحرة »سناء« المرشح لدورها »درة« التونسية حتي يظهر خيالها في منزل »سلمي« التي تعيش وحدها في منزل كبير بعد انفصال والديها، تمر الأحداث وتبدأ »سلمي« في البحث عن أسباب الانتحار التي أدت بالفتاة إلي هذا المصير وبالفعل تذهب إلي منزلها وتتعرف علي أختها الصغري »كوثر« والمرشح لها البطولة »راندا البحيري« التي تعمل في ملهي ليلي، وتكتشف الدكتورة بمرور الأحداث أن الأب هو من تسبب في انتحار الأولي وأودي بالثانية إلي هذا المصير المظلم حيث أقام مع كل منهما علاقة غير شرعية تسببت في عقد نفسية لهما وتكتشف الدكتورة أنها تعرضت لنفس الموقف وأن والدها تسبب في تعقيدها نفسياً فتضطر لأن تذهب إلي دكتور نفسي ليعالجها لكن تتجمد العقدة وتقرر أن تفصح عن فضائح والدها حتي تنقذ شقيقتها الصغري »ملك« التي يحاول الأب أن يتبع معها نفس الطريقة الحيوانية في التعامل.
تمر الأحداث وتحاول الدكتورة أن تنقذ »كوثر« لكن والدها يقتلها وتدخل الدكتورة في حالة صراع نفسي وبعدها تعالج من هذا الصراع بعد الحب الذي يجمعها بصديقها »هاشم« المرشح لدوره »نضال شافعي« في المستشفي وينتهي الفيلم بالزواج دون عقاب للآباء.
في البداية الرقابة رفضت منه 9 مشاهد من بينها مشهدان لعلاقة حميمة بين الأب وابنته ومشهد حميم للأب وابنته الصغري ووصفوه في التعليق عليه أن هذا يخرج عين الأطفال ويسبب لهم عقداً نفسية أيضاً مشهد آخر جنسي لـ »كوثر« مع إحدي زبائن الملهي الليلي، ومشاهد أخري للأب وهو يتلمس جسد ابنتيه وأيضاً بعد الألفاظ مثل »بنت الزانية« و»بنت الكلب« وغيرها ولكن بعد تحرر الرقابة وافقت علي تقديم كل أحداث العمل دون حذف أي مشاهد رغم جراءتها شريطة كتابة عبارة »للكبار فقط«.
من الواضح أن هذا سيكون اتجاه الرقابة في الفترة الحالية وهي الحرية التي طالب بها الكتاب والمخرجون استطلعنا آراءهم فقالوا:
أبدي الكاتب بشير الديك استياءه الشديد من تقديم مثل هذه النوعية من الأفلام التي تخرق الثوابت لدي المجتمع المصري ووصف موافقة الرقابة عليه بأنه تسيب وليس حرية، وأضاف: أنه ضد الرقابة ولكن إذا تم تقديم هذا الفيلم سوف يقيم قضية ضد المخرجة والمؤلف الذين قدموا فيلماً يصف الانهيار الأخلاقي والقيم الاجتماعية ويقدمها علي الشاشة بهذه الجرأة.. خاصة أن مخرجته ليس لديها العمق الكافي لتقديم هذه النوعية فسيتحول الفيلم إلي مجرد هدف للإثارة ولذلك هنا أنا أطالب بالرقابة الذاتية أي أنه من حق أي شخص شعر أن فيلماً يجرح مشاعره وثوابته وقيمه الأخلاقية ويرمي المسئولية علي أكتاف مجتمع هناك انتهاكاً لحرية المقدسات لا يمكن الاستهانة بها وإذا كان الكاتب العظيم يوسف إدريس قدم قصة باسم »بيت من لحم« تدور أحداثها حول أم تتزوج من شاب وتطلب منه أن يمارس الحياة الجنسية مع بناتها ورغم العمق الذي قدمت به هذه القضية إلا أن الجمهور لم يتقبلها بالعكس رفضها واعتبرها كسراً للقانون الأخلاقي رغم أنها تفضح القانون الاقتصادي.
وقال المخرج محمد فاضل، القائم بأعمال نقابة المهن السينمائية: إنه كمخرج محترم ومسئول لن يقبل أن يقدم مثل هذه النوعية لمجتمع شرقي لأن الحرية لا تعني الفوضي، فلذلك نطالب بأن تنتقل مسئولية الرقابة علي الأعمال من الجهة الحكومية »الرقابة« إلي النقابة حتي يكون الفنانون أعضاء النقابة رقباء علي أنفسهم.. وقال: إن من يقدمون مثل هذه الأفلام لابد أن يتخيلوا أن أولادهم وأشقاءهم الصغار يمكن أن يشاهدوا أفلاماً تجرح مشاعرهم وتجرح ثوابتهم الداخلية وتغيير قيمهم.
بينما أكد الدكتور صلاح العدل أستاذ الشريعة الإسلامية أن الرسول صلي الله عليه وسلم نهي عن الجهر بالفاحشة، خاصة الزنا وحسب الشريعة أن مناقشة أمر من الأمور قد يبيحه الدين ولكن ليس علي قنوات الإعلام لأن في هذا إشارة ويضعف نفوس بعض الناس لكونه أصبح أمراً عاماً موجوداً بكثرة وهي في حقيقة الأمر أشياء ضئيلة ويمكن أن يثار حولها الكثير من الجدل، خاصة أن الجمهور سيفسرها حسب ميله للرذيلة وهنا المشكلة وأيضاً إذا كان القائمون علي هذا العمل يعلمون بالإثارة التي ستترتب علي هذه النهاية الرومانسية التي يناقشها الفيلم، فلابد أن يقام عليهم الحد حراباً لأنهم يتدرجون تحت بند المفسدين في الأرض، وإذا كانوا لا يعلمون لابد أن يتولي الراعي مسئوليتهم وينبغي أن نلفت لهم الأنظار إلي ما يقودون إليه.
ساحة النقاش