يشهد قطاع صناعة الملابس الراقية والعادية انتقادات كبيرة من قبل منظمات حقوقية وخبراء البيئة، لما تخلفه هذه الصناعة من آثار سلبية على الصعيدين البيئي والإنساني.

حيث تلعب الملابس دوراً مهماً في حياة الكثير من الأشخاص، إذ يعد المظهر الخارجي بالنسبة للكثيرين هو الرسالة الأولى التي يتم من خلالها تكوين فكرة عن شخصية الأخر. ومع تطور الحياة وانتشار العولمة لم تعد الملابس هي لغة التعبير عن الذات والشخصية والانتماء إنما أصبحت الموضة والملابس أيضا صناعة هامة تدر أرباحاً طائلة على العاملين في هذا القطاع .

الأضرار الناتجة عن صناعة الملابس:

ورغم اهتمام الشباب المتزايد بعالم الموضة والملابس، إلا أنه قد يعد بعيداً عن الوعي بالأضرار التي تسببها صناعة الملابس على الصعيد البيئي. إذ غالباً ما تحتاج المحاصيل القطنية إلى مبيدات كيميائية التي تزيد من تلوث البيئة، إضافة إلى أن إحصائيات كانت أصدرتها منظمة الصحة العالمية مؤخرا أثبتت أن حوالي 28000 فلاحاً  يموت سنوياً بسبب تأثير هذه المبيدات الكيميائية.
ولا تقتصر الأضرار الناتجة عن صناعة الملابس على المبيدات الكيمائية المستخدمة في رش المحاصيل القطنية فحسب، بل تمتد أثارها السلبية إلى ما بعد الحصاد، إذ غالباً ما يتم صبغ هذه المنسوجات باستخدام مواد كيميائية أخرى من شأنها إلحاق الضرر بصحة الإنسان. هذه الأضرار التي تسببها صناعة المنسوجات والملابس كانت دافعاً كبيراً في أوروبا للتفكير في إيجاد حلول بديلة رفيقة بالبيئية.

إنتاج ملابس صديقة للبيئة:

ومن هنا نشأت فكرة  إنتاج الملابس الخضراء الصديقة للبيئة، التي تتميز باحتوائها على نسبة عالية من القطن العضوي والصوف الخالي من الكلور والبوليستر المعالج، الأمر الذي يجعلها قابلة للتدوير.
وتسعى في هذا الإطار  الكثير من شركات إنتاج الملابس إلى الاستفادة من المنسوجات العضوية القديمة، وتحولها إلى ملابس جديدة.
ولا يقتصر بيع الملابس المصنوعة من مواد عضوية  ومعاد تدويرها فقط على البوتيكات، إذ انتشرت مؤخراً مواقع مختصة على شبكة الانترنيت ببيع هذا النوع من الملابس.
و تحظى هذه الملابس الخضراء الصديقة للبيئة بإقبال كبير واستحسان من قبل الشباب رغم ارتفاع أسعارها نسبياً مقارنة بالملابس العادية. ورغم غلائها إلا أنها لا تتجاوز أسعار بعض العلامات التجارية التي تفوق الخيال أحياناً.
وتعد فكرة إعادة تدوير الملابس جيدة ولكنها لا تصلح إلا للأقمشة المصنوعة  من مواد عضوية، وهي تساعد في التقليل من استهلاك الموارد الطبيعية وبالتالي المحافظة على البيئة.
وفي مصر تحديداً يرى البعض أن إعادة استعمال الملابس القديمة من قبل بعض الجمعيات الخيرية  من خلال كيها وغسلها وتوزيعها على المحتاجين هو شكل آخر من أشكال إعادة تدوير الملابس أيضاً.

المصدر: موقع دويتشه فيلله، بتصرف / الكاتبة: دالين صلاحية مراجعة: طارق أنكاي
  • Currently 83/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
28 تصويتات / 866 مشاهدة
نشرت فى 19 يوليو 2010 بواسطة greenhome

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

156,526