بسم الله والصلاة على رسول الله
اخوتي اخواتي في الدين عباد الله: إناّ مقبلون على شهر كريم.. فيه إظهار لما يرشدنا إليه الحق لنسلك طريق الحياة.. فيه نجاهد الجهاد الأكبر الذي هو مجاهدة النفس.. فيه يتجلى هذا المعنى بصورة واضحة، لنعلم حقا أن هذا هو الطريق الذي يجعلنا عبادا لله، يجعلنا عارجين في معراج الله، وسالكين في طريق الله. وكما نتذاكر دائما في معنى هذه الشهور الكريمة بالنسبة للإنسان، وكيف أن في كل شهر منها إشارة وإشهارا لمعنى يجب أن نكون عليه ونقوم عليه، ففي البداية يكون الاتجاه إلى الله غيبا، يسأل الإنسان ربه أن يوجهه وأن يرشده إلى الطريق القويم، وإلى القبلة التي يستقبلها، وإلى الوجهة التي يقصدها، وإلى الهدف الذي يصبو إليه، وإلى الاتجاه الذي يسير فيه. فالإنسان يدرك بفطرته أن هناك طرقا كثيرة، واتجاهات كثيرة فإلى أين يتجه وكيف يسير؟! وهذه هي بداية كل إنسان صادق، لأنها دورة يجب أن يمر فيها الإنسان، كما يمر الإنسان على هذه الأرض بمراحل حياته المختلفة، من مرحلة إلى مرحلة، ومن حال إلى حال. كل إنسان يولد على هذه الأرض يمر في تجربته ويسلك طريقه، قد يستفيد الإنسان من تجربة سابقيه، ولكن لا يعني هذا أن التجربة تُرفع عنه، فالتجربة يمر بها كل إنسان، والدين سلوك، ومعاملة، وتجارب في هذه الحياة. وعلى كل إنسان أن يخوض هذه التجربة.. تجربة الحياة. والتجربة تبدأ كما أشرنا الآن بأن يفكر الإنسان، وأن يبحث الإنسان عن معنى حياته كما فعل إبراهيم عليه السلام يوم نظر إلى النجوم وقال هذا ربي فلما أفل قال إني لا أحب الآفلين، وحين نظر إلى الشمس والقمر ليعلمنا هذه التجربة التي هي تأمل في كل ما يحيط بالإنسان، حتى يصل إلى الحقيقة. والحقيقة أننا نجهل الكثير، وأن هناك غيبا لا ندركه ولا نستطيع أن نحيط به. آمن إبراهيم بذلك وأدرك أن هذا هو معنى الربوبية له. فقال "لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين"(الأنعام 6: 77) فيستجيب ربه له كما يستجيب لكل داع..
إن الشهر هنا ليس فترة زمنية فقط، إنما هو معنى في سلوك الإنسان. من أدرك معنى هذا الشهر، وحاول أن يقوم فيه حقا، لتغير حاله، ولتبدلت أحواله، ولأصبح خلقا آخر، ووجودا آخر.. وجودا كسب الحياة، وأصبح عبدا لله..بسم الله والصلاة على رسول الله
اخوتي اخواتي في الدين عباد الله: إناّ مقبلون على شهر كريم.. فيه إظهار لما يرشدنا إليه الحق لنسلك طريق الحياة.. فيه نجاهد الجهاد الأكبر الذي هو مجاهدة النفس.. فيه يتجلى هذا المعنى بصورة واضحة، لنعلم حقا أن هذا هو الطريق الذي يجعلنا عبادا لله، يجعلنا عارجين في معراج الله، وسالكين في طريق الله. وكما نتذاكر دائما في معنى هذه الشهور الكريمة بالنسبة للإنسان، وكيف أن في كل شهر منها إشارة وإشهارا لمعنى يجب أن نكون عليه ونقوم عليه، ففي البداية يكون الاتجاه إلى الله غيبا، يسأل الإنسان ربه أن يوجهه وأن يرشده إلى الطريق القويم، وإلى القبلة التي يستقبلها، وإلى الوجهة التي يقصدها، وإلى الهدف الذي يصبو إليه، وإلى الاتجاه الذي يسير فيه. فالإنسان يدرك بفطرته أن هناك طرقا كثيرة، واتجاهات كثيرة فإلى أين يتجه وكيف يسير؟! وهذه هي بداية كل إنسان صادق، لأنها دورة يجب أن يمر فيها الإنسان، كما يمر الإنسان على هذه الأرض بمراحل حياته المختلفة، من مرحلة إلى مرحلة، ومن حال إلى حال. كل إنسان يولد على هذه الأرض يمر في تجربته ويسلك طريقه، قد يستفيد الإنسان من تجربة سابقيه، ولكن لا يعني هذا أن التجربة تُرفع عنه، فالتجربة يمر بها كل إنسان، والدين سلوك، ومعاملة، وتجارب في هذه الحياة. وعلى كل إنسان أن يخوض هذه التجربة.. تجربة الحياة. والتجربة تبدأ كما أشرنا الآن بأن يفكر الإنسان، وأن يبحث الإنسان عن معنى حياته كما فعل إبراهيم عليه السلام يوم نظر إلى النجوم وقال هذا ربي فلما أفل قال إني لا أحب الآفلين، وحين نظر إلى الشمس والقمر ليعلمنا هذه التجربة التي هي تأمل في كل ما يحيط بالإنسان، حتى يصل إلى الحقيقة. والحقيقة أننا نجهل الكثير، وأن هناك غيبا لا ندركه ولا نستطيع أن نحيط به. آمن إبراهيم بذلك وأدرك أن هذا هو معنى الربوبية له. فقال "لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين"(الأنعام 6: 77) فيستجيب ربه له كما يستجيب لكل داع..
إن الشهر هنا ليس فترة زمنية فقط، إنما هو معنى في سلوك الإنسان. من أدرك معنى هذا الشهر، وحاول أن يقوم فيه حقا، لتغير حاله، ولتبدلت أحواله، ولأصبح خلقا آخر، ووجودا آخر.. وجودا كسب الحياة، وأصبح عبدا لله..
ساحة النقاش