المصدر: أسئلة موجهة إلى القرآنيين (منكري السنة النبوية) :
س- كم عدد أركان الإيمان ؟ وما الدليل على أن أركان الإيمان ستة فقط ؟
س- ما تفاصيل الإيمان باليوم الآخر ؟ وما الدليل على هذه التفاصيل ؟
س- ماهي علامات الساعة الصغرى ؟ وماهي علامات الساعة الكبرى ؟ وما الدليل على ذلك ؟
س- ما المراد بالصلاة ؟ وما كيفية الصلاة ؟
س- ماعدد ركعات صلاة الفجر ؟ وصلاة الظهر ؟ وصلاة المغرب ؟ وصلاة العشاء ؟ وصلاة الجمعة ؟ ، وما أركان و واجبات و مسنونات ومكروهات ومبطلات كل صلاة من الصلوات ؟
س- مالمراد بالزكاة في القرآن ؟ وما الفرق بين الزكاة والصدقة ؟
س- ماكيفية زكاة الأنعام ؟ وما كيفية زكاة الحبوب والثمار ؟ وما كيفية زكاة الذهب والفضة ؟ وما كيفية زكاة عروض التجارة ؟ وما كيفية زكاة الأراضي ؟
س- ما المراد بالصيام ؟ وكم يوم يجب أن نصوم ؟
س- ما المراد بالحج في القرآن ؟ وما كيفية الحج ؟
س- ما المراد بالعمرة في القرآن ؟ وما كيفية العمرة ؟
وكل هذه الأسئلة يجب أن يتقدمها سؤالان وهما (س/ ماهو وقت بداية ونهاية كل عبادة من العبادات التي تم ذكرها؟ ، س/ من كتب القرآن الكريم ؟ ومن كتب السنة النبوية ؟ أليس الصحابة هم من كتبوا القرآن الكريم و السنة النبوية ؟ فلماذا نأخذ القرآن الكريم ونترك السنة النبوية ، علما بأن الذين كتبوا القرآن الكريم هم نفسهم حدثوا بأحاديث السنة النبوية حتى وصلت إلى أيدينا ، وعلما بأن الله مدح الصحابة في كتابه الكريم ، فلماذا تأخذون أحدهما و تتركون الآخر ؟ ولماذا تأخذون الذي كتبه الصحابة و تتركون الأحاديث التي حدث بها الصحابة ؟ علما بأن الصحابة عدول ، فإذا تم أخذ كتابة العدول (وهو القرآن الكريم) فلماذا لا يتم أخذ الأحاديث التي حدثوا بها أو التي حدث بها تلامذته إن تحقق صحة تلك الأحاديث ؟
ملاحظة : بعض هذه الأسئلة لانستطيع الجواب عنها إلا من خلال السنة النبوية ، فما قول القرآنيين في هذا ؟
---
فمثلا /
يستدلون في (مسألة الصلاة) على دليلين قويان ، وهما :
أولا : الدليل الأول / قال تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِين} [البقرة 238 ] ويقولون :
* 1- قولهم الأول / قالوا : نستدل على أنها على الأقل ثلاثة صلوات ، لوجود صلاة وسطى .
والرد عليهم :
أولا : الوجه الأول : أن في الآية الكريمة (حافظوا على الصلوات) ، وفي اللغة العربية و أصول الفقه : أن (أل) في (الصلوات) من صيغ العموم ، وحينئذ تكون (الصلوات) جمع صلاة ، و كلمة (الصلوات) مبهمة في الآية الكريمة ، فلا نعلم ماهو المراد بالصلوات ؟ وكم عددها ؟ وما أوقاتها ؟ وما ترتيب الصلوات ؟، وإذا كان كذلك فنرجع إلى اللغة العربية و أصول الفقه فنعلم أن المعنى اللغوي لكلمة (الصلاة) هو (الدعاء) وأن أقل الجمع عند أهل اللغة والأصوليين لكلمة (الصلوات) هو (ثلاث صلوات) ، والمراد (بالصلاة) في الشريعة الإسلامية هو (ما ورد في السنة النبوية من عدد ركعات وعدد سجدات وما يقال في كل صلاة من واجبات ومبطلات ومكروهات ومسنونات كل صلاة) .
وهذا إن اتبع القرآنيين والتزموا ب(السنة النبوية - واللغة العربية - وأصول الفقه) ، فإن لم يتبعوا (السنة النبوية - واللغة العربية - وأصول الفقه) ولم يلتزموا بها أصبح مراد (الصلوات) و عددها وكيفياتها وأوقاتها وتفاصيلها من المبهمات لديهم .
ثانيا : الوجه الثاني : تعليلهم أن (الصلوات) هي (ثلاث صلوات) وقولهم (لوجود صلاة وسطى) هو قول باطل ويرد عليهم :
1- أنه مخالف للغة العربية وأصول الفقه في أن أقل الجمع ثلاثة .
2- أنه إذا كان أقل الجمع في كلمة (الصلوات) هو (ثلاثة صلوات) ، فحينئذ نقول أن (الصلاة الوسطى) هي صلاة رابعة ، وإذا كان هناك (أربعة صلوات) فإنها لا توجد (صلاة تتوسط الصلوات) .
3- فإن قيل أن (الصلاة الوسطى) داخلة ومن ضمن جملة (الصلوات) فكان الفصل بينهما لأهمية (الصلاة الوسطى) ، أي : أن كلمة (الصلوت) هي ل(العموم) وجاءت عامة لجميع الصلوات ، وخص الله (الصلاة الوسطى) لأهميتها .
قلنا لهم :
أولا: العموم والخصوص لا يأتيان في نص واحد ، بل يأتي العموم في آية ، والخصوص في آية أخرى ، وإلا فما فائدة اجتماعهما في وقت واحد إذا كانت الآية الكريمة هي لجميع المسلمين ؟ .
ثانيا: قد يجتمع العموم والخصوص في آية واحدة ويفصل بينهما ب(إلا) أو (إنما) أو (أي حرف من حروف الاستثناء) ، ويكون في الآية (مستثنى) و (مستثنى منه)، ولكن لايفصل بين العموم وبين الخصوص بحرف (الواو) .
-----
* ثانيا: قولهم الثاني / قالوا : التوسط يكون بين اثنين على الأقل ، فإذا افترضنا أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر فإن الصلاتين اللتين تسبقها وتليها هما صلاة الظهر وصلاة المغرب ، ولإثبات أن الصلاتان اللتان توستطهما صلاة العصر هما صلاتي الظهر والمغرب ؟ هو قوله تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) [هود 114] ، فمن هذه الآية الكريمة يذكر رب العزة والجلالة إقامة صلاتين على طرفي النهار والنهار في اللغة هو الضياء ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس , فالصلاتين على طرفي النهار هما صلاة الظهر وصلاة العصر , لكونه ذكر جل وعلا بعدها مباشرة ( وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ) والزلف هو التقرب أو الدنو , وزلف من الليل هي صلاة المغرب لكون الليل لم يدخل بعد .
و الرد عليهم :
أ- الوجه الأول : المراد ب (الصلاة الوسطى) و (الصلاتين التي بينهما الصلاة الوسطى) مبهم ولا نعرفه إلا من السنة النبوية ، فليس لدى القرآنيين ما يدل على أن (الصلاة الوسطى) هي (العصر) و أن (الصلاتين التي بينهما الصلاة الوسطى) هي (الظهر - والمغرب) إلا إذا اعتبروا أن السنة النبوية هي (دليل آخر من أدلة الإسلام) لأن السنة النبوية هي مفسرة ومبينة ومفصلة لما جاء في القرآن الكريم .
وإذا قالوا أن المراد ب (الصلاة الوسطى) و (الصلاتين التي بينهما الصلاة الوسطى) نأخذه من (تفسير الصحابة للقرآن) ، فنرد عليهم : أن تفسير وآثار الصحابة لم تصل إلينا إلا عن طريق (سلسة رجال الإسناد) ، وكذلك أحاديث السنة النبوية (رواها الصحابة) ولم تصل إلينا إلا عن طريق (سلسلة رجال الإسناد) ، فلماذا تقبلون (تفسيرات الصحابة) ولا تقبلون (أحاديث الصحابة) ، مع العلم (أن طريق وصولهما إلينا واحد) ؟ .
ب- الوجه الثاني : استدلال القرآنيين بمعاني اللغة العربية (طرف النهار - زلف الليل) صحيح ، ولكن بعض كتب اللغة العربية تستدل بالقرآن الكريم والسنة النبوية ، فإذا محونا استدلال اللغة العربية بالسنة النبوية لأصبحت المعاني زائدة على استدلال القرآنيين باللغة العربية ، فمثلا : معنى (طرف النهار) و معنى (زلف الليل) في اللغة العربية صحيح ، ولكن يوجد ابهام و عدم معرفة :
1- أن المقصود ب (طرفي النهار) هما (صلاة الظهر - وصلاة العصر) و أن المقصود ب (زلف الليل) هو (صلاة المغرب) ، وذلك لعدم ذكر أسمائهن في الآية الكريمة .
2- عدم وجود ترتيب وتوقيت للصلاتين (طرفي النهار) فلا يوجد في الآية الكريمة أن (طرف النهار الأول) هي (صلاة الظهر) وأن (طرف النهار الثاني) هي (صلاة العصر) ، ولا يوجد توقيت زمني ل (زلف الليل) فلم تذكر الآية الكريمة وقت صلاة (زلف الليل) ولا في أي ساعة من معناها في اللغة العربية (التقرب أو الدنو) فمثلا : إذا انتهت صلاة (طرف النهار الثانية) فكم الوقت الذي أنتظره لكي أصلي (زلف الليل) ؟ وهل يجوز أن أصلي (طرف النهار الثانية) ثم بعد أن أنتهي أصلي (زلف الليل) ؟ .
-----
* ثانيا: الدليل الثاني / قال تعالى في الآية الكريمة : {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [النور 58 ] .
في هذه الآية يتحدث رب العزة والجلالة عن الإستئذان بالدخول في أوقات الراحة , فذكر فيها الله جل جلاله بالاسم صلاتين هما صلاة الفجر وصلاة العشاء ، فإذا أضفناهما إلى الآية الأولى نجد أن المجموع أصبح خمس صلوات.
والرد عليهم :
1- يعترض عليهم ما اعترضناه في الدليل الأول في توقيت صلاة (الفجر - والعشاء) و في ترتيب الصلوات ، فهل بعد صلاة (الفجر) تأتي صلاة (العشاء) ؟ .
2- يعترض عليهم ما اعترضناه في الدليل الأول في المقصود (بالصلاة) وأركانها و واجباتها ومبطلاتها و مسنوناتها ... إلخ .
-----
الخلاصة :
نفهم من استدلالات القرآنيين أن (عدد الصلوات يكون 5 صلوات) ، فأين بقية الأحكام ك :
1- وقت بداية ونهاية كل صلاة .
2- صفة كل صلاة وعدد ركعاتها وسجداتها .
3- عدم بيان ترتيب الصلوات ، وأيهما المتقدم على الأخرى وأيهما المتأخر .
وثانيا: في الآية الأولى ذكرت صلوات + صلاة وسطى : فإما أن يكون عدد الصلوات (3) + الصلاة الوسطى = 4 صلوات .
أو يكون عدد الصلوات (2) + الصلاة الوسطى = 3 صلوات ، وهذا مخالف للغة العربية و أصول الفقه في أن (أقل الجمع 3) .
وفي الآية الأولى لم يذكر أسماء الصلوات ، فالآية قد تكون حددت ثلاث صلوات وهي (الصلاة الأولى - الصلاة الوسطى - الصلاة الأخيرة) ، ولم يذكر أسماء الصلوات .
وفي الآية الثانية : ذكرت ثلاث صلاتين (صلاة الفجر - صلاة العشاء) ، ولم يذكر ترتيب الصلاتين وأيهما يكون أولا ؟
وفي الآية الثالثة : ذكرت ثلاث أوقات لثلاث صلوات وهي (طرفي النهار - زلفا من الليل) وعلى هذا فإنه لم يحدد وقت ابتداء وانتهاء كل صلاة ، فيكون على قولهم أنك (إذا صليت في النهار صلاة وبعد 10 دقائق صليت صلاة أخرى فيسمى=طرفي النهار ، وإذا صليت صلاة في الليل في أي وقت تسمى = زلفا من الليل) .
وعلى فرض أن هذه الآية ذكرت ثلاث صلوات (صلاة الظهر - صلاة العصر - صلاة المغرب) فيكون الإشكال (عدم وضوح تحديد بداية ونهاية كل صلاة وترتيبها) ، ويكون عدد الصلوت = 11 صلوات وهي (الأولى - الوسطى - الأخيرة - الفجر - العشاء - طرف النهار الأولى + طرف النهار الثانية - زلفا من الليل - الظهر - العصر - المغرب) .
فتكون الإشكالات :
1- عدم إنضباط أسماء الصلوات .
2- عدم تحديد بداية ونهاية وقت كل صلاة .
3- عدم بيان عدد ركعات وسجدات ومأمورات كل صلاة .
نشرت فى 8 أكتوبر 2015
بواسطة gmagm
عدد زيارات الموقع
24,925