يوميات رمضان كما عاشها النبي والصحابة 20
20 ـ عشرة أيام فى ضيافة الرحمن
* عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم : [ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ] رواه البخارى ، والاعتكاف فيه تلمس ليلة القدر ، وتفريغ القلب لله ، وتحقيق الذكر والدعاء والمناجاة ، وشرطه المساجد لئلا يترك الجمع والجماعات ، فهو فى ضيافة الرحمن ، فى أحلى رحلات شهر رمضان ، والمساجد هى بيوت الله فى الأرض ، وعمارها ضيوفه ، وقد عكف الصائم على ربه بقلبه وقالبه ، وما يقربه منه :
مالى شغل سواه شغل ما يصرف عن قلبى هواه عذل
وكلما قويت المحبة لله والمعرفة بالله والأنس به ، كان صاحبها منقطعًا بالكلية إلى ربه تعالى :
يا رجال الليل جدوا
رب داع لا يرد
ما يقـوم اللــــيل إلا
من له عزم وجد
ومِن ألطـف ما قيل عن الاعتكاف : ( الاعتكاف تفريغ القلب عن شغل الدنيا ، وتسلم النفس إلى المولى ) , وقيل : ( الاعتكاف والعكوف : الإقامة ومعنى ذلك : لا أبرح عن بابك حتى تغفر لى ) .
يقول ابن القيم : ( شرع الله الاعتكاف الذى مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى ، فيصير الأنس بالله بدلاً من الأنس بالخلق ، فهذا هو مقصود الاعتكاف الأعظم ) .
يقول نافع : كان ابن عمر رضى الله يتحرى المكان الذى اعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رواه مسلم ) , وهكذا كان الصحابة يتأسون برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فماذا نحن فاعلون ؟
* تذكر :
1ـ احرص على الإعتكاف فهو سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2ـ لن تحقق الانقطاع إلى الله إلا بالاعتكاف والتفرغ لله أيام وليالي العشر .
* همسة :
اعتبر أيام الإعتكاف رحلة أنت فيها باستضافة الله الرحمن , الذى يفتح عليك بمعرفته ومحبته والأنس به .
جمال ماضي
ساحة النقاش