بسم الله الرحمن الرحيم
( قل هو الله أحد )
إن بلاغة البيان القرآني في استخدام لفظة أحد , مع الكلام المثبت قبلها , يأتي متحديا ومعجزا لما تعارف عليه العرب في كلامهم البليغ , حيث إنهم يستعملون ( أحد ) بعد الكلام المنفي , و ( واحد ) بعد الإثبات 
فيقولون مثلا : في الدار واحد .
ويقولون : مافي الدار أحد .
ولقد جاء القرآن الكريم بالصيغتين ببلاغة معجزة لا تضاهيها بلاغة بشرية .
في قوله تعالى ( وإلهكم إله واحد ) سبق لفظ ( واحد ) بكلام مثبت .
وكذا في قوله تعالى ( الواحد القهار )
وفيما يسبقه كلام منفي قال سبحانه وتعالى  لانفرق بين أحد منهم )
وقال أيضا يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن )
وقال جل وعلا : ( فما منكم من أحد عنه حاجزين ) 
وجاء في تفسير ابن عباس وأبو عبيدة رضي الله عنهما : أنه لافرق بين ( الواحد والأحد ) في المعنى 
ويؤيد قوله بآية سورة الكهف : ( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة )
ومن بلاغة الآية الكريمة ( قل هو الله أحد )
أن الله تعالى اختار وعدل بحكمته في قوله ( أحد ) لرعاية مقابلة ( الصمد ) في الآية التي تليها ( الله الصمد )
حتى يتمشى مع قوله في آية أخرى من القرآن الكريم :
( ولقد يسرنا القرآن للذكر ..)
حتى وإن غلب استعمال ( أحد ) فيما سبق بنفي , في غير تلك الآية الكريمة أو في كلام العرب الغالب 
فسبحان من هذا كلامه , وقد يسر حفظه وفهمه ونبض قلوب المؤمنين به .
===============

المصدر: من مدونتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر 2 ) http://ghafekerwabqazeker2.blogspot....post_7438.html
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 115 مشاهدة
نشرت فى 28 سبتمبر 2016 بواسطة ghafekerwabqaze

محمد فهمي يوسف

ghafekerwabqaze
غذاء الفكر وبقاء الذكر تدوينات إبداعية: دينية ولغوية وثقافية وترفيهية وأدبية ، تغذي العقل والروح بأخلاقيات مؤمن يخاف الله »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

16,577