شوق

***

فى عرفها مجرد أنثى ، وفى عرف أبيها هى المولود الذى انتظره  وإن جاء على خلاف ما يهوى ، وفى عرف جدتها هى نبتة لن تروى ظمأها ، وفى عرف أمها هى الحياة بأكملها،

وهبها الله من الصحة والعافية والقوة البدنية ما أضفى عليها رداء الرجولة منذ صغرها ، ساعدها على ذلك الحب الذى تراه فى عيون أبيها وجدّتها كلما تشبهت بالأولاد  الصغار وكلما تفوقت على أحدهم فى معركة كلامية أو جسدية .

حملت الفأس وزرعت أرضها بنفسها فأنبتت خير الزرع وأجمله  ، أصبح لها من السطوة والجاه    ما يهابها به الرجال من حولها .تكونت لديها الرغبة أن تتحول كلية من حياة الانثى إلى حياة الرجال لم تكتفى بلبس القميص والبنطلون والعمل فى الارض وحمل ما  يحملون  ، والحديث بلغتهم  والسهر فى مجالسهم .

 وتمادت في هواها حتى الذهاب إلى الطبيب لم يوقفها سوى :

 رغبة تسللت إليها فى ليلة باردة من ليالى الشتاء القارص وفى عز جبروتها وهى تعمل على رى الأرض يدها  بيد رجالها ،

ظهر لها نوره في ضوء القمر بدرا منيرا طغىت رجولته ووسامته وصوته الجهوري وقوة عضلاته  على كل ما يحيط بها

لحظة واحدة تبدلت فيها الحياة إلى النقيض ، وجدت أن بجسدها جزء ينبض ، 

وقفت أمام المرآة  أسدلت شعرها الذى طال اختفاؤه تحت الكاب ،بحثت عن  قرطها المدفون تحت ملابسها وضعت بعض المساحيق التى جفت  بالأدراج  .

نظرت طويلا إلى المرآة فلم تعرف من تلك المرأة التى ضاعت منها حاولت أن تتآلف معها من جديد فأبت عليها

نادت عليها فسمعت صوتا لا يشبهها صوت له حشرجة   الرجال وقوة الرجال وفتنة الرجال ، كسرت المرآة  ،وذهبت إلى مجلس السمر  تحمل بداخلها شوق لرؤياه.

تحول النبض بداخلها إلى نقطة سوداء تنهش فى أضلعها فأضرمت نيران الحقد على كل من حولها

وكيف تطاله نيرانها ؟

تدبرت وحاكت أساليبها الشيطانيه باللين تتمسح فيه كالقطة التى تداعب صاحبها وتخفى مخالبها بين لحمها وعظامها ،وبإتلاف زرعه حتى يخضع لها وينصاع لجبروت تملكها .

لم تفلح معه كل ألآعيب الشيطانة ، مضى ينهل من حياته كلما أصابه الضرر قابله بالعطاء

وكلما ذاد حلمه ذادت ثورتها .

اليوم هو أسوأ أيام عمرها هو النتاج لتحولها إلى حياة الخشونة التى تقمصتها ، مرآة الزمن الحقيقية التى وضعتها بين خيارين أحلاهما مر ،اليوم تحتاج إلى آلة الزمن لتعيدها إلى أنوثتها ولو حطمت ألف جدار .

اليوم أعلن زواجه من فتاه !!

واليوم أعلنت ألأنتقام الذى لا رجعة فيه إما وإما .