الخط العربي يتحلى بالقرآن! |
|||||||
|
|||||||
اهتم الخطاطون بتجويد وتحسين وإبداع كتابة البسملة لفضائلها العديدة؛ فهي آية من آيات القرآن، كما أن سور القرآن تبدأ بها عدا سورة التوبة، وتحتوي البسملة على اسم الله الأعظم، كما أن أغلب أفعال الإنسان المباحة تبدأ بها كالأكل والشرب. والخط العربي يتميز في كتابة البسملة بتعدد أنواعه، ومنها: الثلث أستاذ الخطوط
1 - كتابة البسملة بالطريقة البسيطة التي تأتي كلماتها متتابعة على سطر واحد، مع الالتزام بقواعد ونسب لحروف وارتباط نهاية كل كلمة مع بداية التي تليها قدر الإمكان؛ فنحصل على الشكل الأول للبسملة. 2 - لو تأملنا حروف البسملة، وبنظرة متأنية للشكل الأول نبدأ في التفكير في عمل تركيب بسيط لها، وباستخدام صفة الامتداد لحرف السين واستخدامها كقاعدة تحمل باقي كلمات البسملة مع تداخلها بعض الشيء لتكوين كتلة جميلة فوق "بسم"، فنحصل على الشكل الثاني. مع ملاحظة أنه يمكن كتابة أشكال عديدة للبسملة بخط الثلث. البسملة بخط المحقق خط المحقق يتميز بإرسال حروفه، وعدم طمس عيونه، وقلة تقوساته، وسهولة قراءته، وترجع تسميته بهذا الاسم لتحقق أجزائه وحروفه وإعطاء كل حرف ما له من إشباع وإرسال، وهو خط جميل السطور، حبيب إلى النظر، يبهج النفس، وهو من الخطوط التي لا يتداخل بعضها في بعض؛ نظرا لإرسالاتها الكثيرة، ويشبه خط الثلث، لكنْ بينهما فروق كثيرة. الإجازة خط الإجازة هو خط مزيج بين خطي الثلث والنسخ، فغالبًا ما يبدأ بالنسخ وينتهي بالثلث، وهو يجمع بين صفات ومميزات الخطين، والبسملة المكتوبة هنا بخط الإجازة توضح بعض مميزاته؛ فحروفه تمتاز بالمرونة التامة والحليات الشعرية، وكتابته تلزم التداخل المتعانق بين نهاية الكلمة وبداية التي تليها، وكذلك ترابط ألف لفظ الجلالة واللام الأولى، فاللوحة كلها أصبحت جميلة بدون تصريف كبير من الخطاط؛ لأن نوع الخط وطريقته يؤدي إلى هذا الشكل الجميل. النسخ نظرا لأن هناك تلازمًا شديدًا بين خطي الثلث والنسخ؛ لوجود تشابه بين حروفهما من حيث المرونة والجمال ودوران الكاسات والقابلية للامتداد، كما أنهما يشتركان في تشكيل الحروف بالحركات؛ لذلك سنكتب البسملة مرة بخط الثلث ومرة بخط النسخ، وبنفس الخطوات وبنفس التفكير، ثم نرى النتيجة. مع مراعاة الآتي: - المحافظة على لفظ الجلالة في قمة اللوحة، دلالة على الشموخ والتفرد، ومحمولة ومتناغمة على القاعدة الممتدة من السين في "بسم"، والتي تقسم اللوحة إلى جزأين، الأسفل منها يحتوي على تكوين متماسك يعبِّر فنيًّا عن الرحمة والرحمانية. - ثم تحديد الشكل بالإطار الزخرفي الذي يتناسب مع دوران الحروف واستقامتها. - المحافظة على المعنى وسهولة القراءة، مع عدم الخروج عن النسب الفاضلة للحروف وتجويدها. الديواني
وبالجملة، فإنه يمكن للخطاط البارع تكوين أي شكل بالخط الديواني، والبسملات المكتوبة هنا تدل على هذا المفهوم. خطوات كتابة البسملة بالخط الديواني: - بالبحث أولاً في المعنى نجد أن الأساس في البسملة هو لفظ الجلالة، فكان إظهاره وتمييزه في اللوحة؛ سواء باختلاف اللون، أو زيادة السمك، واختلاف نوع الخط. - ثم كتابة لفظ الجلالة بسمك كبير في وسط اللوحة. - ثم كتابة "بسم" متشابكة في أعلى اللوحة وسمك أقل، مع جعل ألف الجلالة مرتفعًا عنها؛ فنكون قد راعينا عدم رفع أي شيء على لفظ الجلالة. - كتابة الاسمين (الرحمن - الرحيم) معلقين بألف لفظ الجلالة، دلالة على تلازم الصفتين بالأساس، مع المحافظة على استدارة النهاية السفلى لهما؛ لعمل إطار دائري سفلي متوازن مع دوران الألف للفظ الجلالة، فنحصل على شكل هندسي جميل ونوع جديد من تكوينات البسملة. الجلي الديواني الجلي الديواني هو خط ديواني زخرفي له قواعد وأشكال للحروف الخاصة به، كما أن أرضية اللوحة "الفراغات" تملأ بنقط صغيرة. والبسملة المعروضة اتبعت فيها القواعد السالف ذكرها في البسملات السابقة، من ارتفاع لفظ الجلالة فوق امتداد السين، ثم يأتي حرف الحاء الممتد في (الرحمن – الرحيم) ليتوازى مع امتداد السين لتكوين الهيكل البنائي للشكل العام والرابط العام لها، وعمل شكل زخرفي متناسب، كما أن صفة ملء الفراغات بالنقط تساعد على تحديد الشكل العام للوحة مع استخدام التشكيل لملء الفراغات. الطغراء الطغراء أرقى وأجمل ما وصل إليه فن الجمال التزيينى بالخطوط، وهي عبارة عن شكل خاص، كما هو موضح بالرسم، وتتشابك الخطوط المطلوب كتابتها عند قاعدة هذا الشكل. والشكل عبارة عن 3 قوائم رأسية، و3 قوائم منحنية، ومنحنين بيضاوين، وقاطع زخرفي لهما. الخطوات المستخدمة في كتابة الطغراء: 1 - نظرًا لوجود 6 قوائم (رأسية + منحنية)، فإنه يفضل أن تكون الجملة المراد كتابتها تحتوي - على الأقل - على ستة ألفات أو حروف يدخل في تكوينها الألف، وإذا احتوت الجملة على 3 ألفات، فتستخدم القوائم الرأسية، وتكون القوائم المنحنية حلية فقط. 2 - تصمم الكتابة داخل المساحة المحددة عند قاعدة الشكل الموضح، وتنظم بحيث تكون ألفات الكلمات هي ذاتها قوائم الشكل. أحيانًا نضطر لكتابة جملة لا تحتوي على العدد المطلوب للألفات، وفي هذه الحالة تكون قوائم الشكل حلية فقط. أفضل الخطوط المستعملة لكتابة الطغراء هو الثلث؛ نظرًا لطول الألفات وليونتها، وإن كانت عبقرية الخطاط وصلت لدرجة استعمال خطوط أخرى وتطويعها لعمل الطغراء. الفارسي يمتاز الخط الفارسي بضآلة خطوط القائمة، وامتلاء مدّاته الأفقية وشدة مرونته واستدارته، كما أن أجمل ما يميزه هو انتقال حروفه من الضآلة إلى الثخانة، وهو ما يكسبه شكلاً رقيقاً جميلاً، كما أن الخطاط الماهر يستطيع أن يكوِّن به أشكالاً جميلة عديدة. البسملة بخط الرقعة يمتاز خط الرقعة بالمميزات الآتية: - يكتب بسرعة، وسمكه كبير بالنسبة لطوله؛ إذ إن طول الألف ثلاث نقاط، وهو من الخطوط السهلة المعتادة التي يكتب بها في معظم الدول العربية. - سنونه قصيرة جدًّا، ونقاطه متصلة، وتنوع أشكال حروفه قليل. - أغلب رؤوس حروفه مطموسة، ما عدا الفاء والقاف الوسطية. - حروفه ليست ليِّنة مرنة، كما في باقي أنواع الخطوط؛ لذلك يكون التركيب في عمل اللوحات به قليلاً إذا ما قورن بالخطوط الأخرى. - لا يهتم بتشكيله إلا في الحدود الضيقة باستثناء الآيات القرآنية. الكوفي
ومميزات الخط الكوفي عديدة جدًّا، وبسبب ما أدخل عليه من إضافات وتعديلات على مرِّ العصور، فنجد الخط الكوفي المملوكي، والأيوبي، والفاطمي... إلخ. وبصفة عامة يمكن تقسيم الخط الكوفي إلى نوعين رئيسين: الخط الكوفي القديم، والخط الكوفي الهندسي. وتكتب البسملة بنوعين من الخط الحديث، ونوع من الخط الكوفي وهو الهندسي. البسملة بالخط الكوفي المعماري: وهو يتميز بتشابك رؤوس الألِفات واللامات العلوية، وتكوّن أشكالاً معمارية، كما هو واضح. البسملة بالخط الكوفي المزهر: وفيه ترسم أرضية نباتية في الفراغات البينية للحروف أو للأرضية كلها، ثم تسقط عليها الكتابة. الكوفي الهندسي تكتب به البسملة على أرضية مقسمة إلى مربعات، بحيث يتساوى سمك الكتابة، وكذلك تتساوى الفراغات البينية بين الحروف، ثم بعد ذلك تأخذ الكتابة شكلاً هندسيا آخر، وهو هنا على شكل دائرة. وبهذا نكون قد استعرضنا أنواع الخطوط المختلفة من خلال البسملة، وطرق كتابتها المختلفة. |
|||||||
ساحة النقاش