الحمد لله أنني لم أرد بالإيجاب على صديقي الأيرلندي عندما سألني " هل حرم عليكم لحم الخنزير لأنه حيوان قذر؟" وإنما كان جوابي أننا يجب أن نطيع أوامر الله دون البحث في الحكمة من التحريم (أوضحت هذه النقطة بالتفصيل في مقال سابق).
أقول الحمد لله أنني لم أرد بالإيجاب لأننا ذهبنا لزيارة مزرعة خنازير في ضواحي مدينة كورك بأيرلندا، ورأينا العجب. تحتوي المزرعة على 20 ألف خنزير ولا يوجد بها ذبابة واحدة. لا أحد يدخل المزرعة وتدار كلها من الخارج بواسطة فتاة واحدة، تقوم الفتاة بالضغط على بعض الأزرار لكي تعد العليقة لـ 20 ألف خنزير، العليقة شبه صلبة أو يمكن القول أنها سائل غليظ القوام، يتم دفع هذا السائل في مواسير إلى داخل المزرعة ثم ينساب السائل على مواسير عمودية داخل المزرعة إلى أن يستقر في أحواض، كل حوض مخصص لعدد 6 خنازير.
أما بالنسبة لمخلفات الخنازير فيتم تجريفها بواسطة الماء إلى مخمر ضخم تحت الأرض.
الحكومة هناك تشجع أصحاب هذه المزارع بأن تعطيهم الميثانول وهو أحد المخلفات الصناعية، بل وتمنحهم الحكومة 200 يورو على كل طن ميثانول يأخذونه، أصحاب هذه المزارع يأخذون الميثانول ويضيفونه إلى المخمرات التي سبق الإشارة إليها، هذه المادة تنشط إنتاج غاز الميثان في هذه المخمرات، المخمر متصل ببالونة حجمها 300 ألف متر مكعب، هذه البالونة المصنوعة من نوع خاص من البلاستيك تمتلئ بغاز الميثان، ثم هناك أنابيب تخرج من البالونة لتوصل غاز الميثان إلى مولدات كهرباء تعمل بالغاز، وهكذا يتمكن صاحب المزرعة من توليد الكهرباء من مخلفات المزرعة ليدير مزرعته وبيته بهذه الكهرباء ويبيع الفائض إلى شركة الكهرباء بالمنطقة.
الآن ما راي الشباب فيما قرأوه، إنني أوجه هذا الكلام إلى الشباب الذين يشغلون أنفسهم بما يسمى تجميل الميادين!!! أولاً هم (أو معظمهم) لا يجمل الميادين وإنما رأيت بعضهم في الأسكندرية يقبحون الميادين ويفرضون علينا رسومات عجيبة في الغالب تشوه منظر الميدان أو الكوبري أو ما شابه ذلك، وبعضهم يوقف السيارات ويطلب تبرعات لهذا العمل.....ما هذا؟!
إن كنتم حقاً تريدون عمل شيء فلماذا لا ترفعون القمامة من الشارع؟، لماذا لا يتنبنى الشباب حملة قومية لرفع القمامة. نحن لا نطلب إنتاج كهرباء من المخلفات، كما هو واقع في أوروبا، ولكن إن كنتم حقاً وطنيون فتبنوا رفع القمامة التي تعتبر عار في جبين المصريين جميعاً.
ساحة النقاش