فك رموز التشفير البصري ..
ينطبق هذا العنوان تماماً على جميع محاور التصوير الثابت منها والمتحرك وإن كان العنوان واسع للتصوير الثابت منه للمتحرك , كون الثابت متوقف الحدث وممكن ان يرى بشكل مستمر ومركز . في اشارة واضحة لفهمه وتحليله بدقة .
إن المقصود من (فك رموز التشفير البصري), ينبع من مخزون ومكنون وثقافة المتلقي ونقصد هنا بالثقافة ادوات فهم المتلقي المعني وليس سعة الاطلاع او كثرة القراءة وخصوصاً تلك القراءة المجردة من الخيال , إنما هي تلك الصور الذهنية المخزنة في دماغ (الرائي ) ومدى تطابقها مع الموضوع وكيفية انعكاسها وتخيلها من ضمن الإطار العام للمشهد المعروض وضمان الاعجاب بالعمل وشدة التعلق به وهو نتيجة حتمية لجميع هذه المكنونات والصور الذهنية ( الخيال الخصب ) فتبدأ باستمالة العناصر الموجودة لكي تتطابق مع الخيال ويفهمها العقل كما يريده وليس شيء اخر . ولا يستطيع هنا المصور من نقل احساسه بالكامل لمن اراد الاطلاع على عمله الا نادراً من حيث التطابق خصوصاً مع المواضيع المفتوحة والواضحة والخالية من التشفير .
إن التناغم مع المنجز الفني المعروض نابع من سلسلة متوالية من الصور الذهنية المخزنة في بال وخيال المتلقي ولنضرب مثلاً ممكن ان يوصلنا الى حقيقة ما نقرأ . تصور معي انك الان تقرأ كتاب العودة الى الاهوار لمؤلفه (غافن يونغ )
كم من الصور الذهنية التي رسمت في مخيلتك عن الاهوار وعن سكان الاهوار وعن طباع اهل الاهوار؟
كل هذه الصور تثبتت في ذهنك وخزنت تماماً .
ما ان ترى صورة للأهوار او القصب او اي عنصر اخر حتى تتفجر امامك تلك الصور معلنة الانصياع والتطابق مع الصورة المعروضة امامك فتشعر بارتياح ان الهدف المرجو من العمل قد وصل اليك بسلاسة وبدون صعوبة وبدأت تتناغم مع تلك المعروضات ................
للموضوع تتمة ان شاء الله .
رسول بابل
مجمل بحوث الضوء الجزء الاول
ساحة النقاش