إن الألعاب التعليمية التي يمكن أن يمارسها الأطفال بواسطة الحاسوب لا حصر لها، وقد أصبحت من الكثرة بحيث بات كثير من المربين وأولياء الأمور يتوجسون خيفة من السلبيات التي قد تنجم عن إفراط الأطفال بممارستها، وكاتب هذه السطور يولي هذه القضية الكثير من انتباهه ليحد من انغماس أبنائه حتى الكبار منهم في هذه الألعاب لدرجة بات يخشى معها أن يلحق الضرر بعيونهم.
ويُستخدم الحاسوب الآن في التعليم على نطاق واسع ؛ لأنه عميق الأثر متعدد الفوائد، ومن خلاله يمكن تعليم الأطفال وتدريبهم على المهارات وتزويدهم بالقيم، وهو يلقى إقبالاً منقطع النظير من المتعلمين ؛ لأنه يقدم لهم المعارف من خلال الألعاب الممزوجة بالإثارة . ويستطيع الحاسوب أن يقوم بأعمال التقويم لتصحيح إجابات المتعلم وتزويده بتغذية راجعة Feed Back فيزداد علماً ، وينمو تفكيره.
ويعرّف جود Good اللعب في قاموس التربية بأنه: " نشاط موجّه Directed أو غير موجّه Free يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية، ويستغله الكبار عادة ليسهم في تنمية سلوك وشخصيات أطفالهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية ". وهو يعد من مصادر التعلم المهمة ووسيلة من وسائله. وقد تناول عدد كبير من الباحثين الأجانب اللعب وأهميته من أشهرهم: فرويد، وجان بياجيه. كما ظهر هناك العديد من النظريات التي تهدف إلى تفسير سلوك اللعب من أشهرها:
- النظرية التلخيصية التي ترى بأن اللعب غريزة فطرية ، ومن أشهر القائلين بهذا الرأي. ستانلي هول Stanly Hall وهنري بت Henry Bett وثورندايك.
- نظرية " الإعداد للحياة ": وهي تربط اللعب بصراع البقاء ، ومن أشهر من نهج هذا النهج كارل جروس Carl Groos ، وعنده أن اللعب وسيلة للتدرب على العمل الذي ينتظر المتعلمين في المستقبل.
- نظرية "الطاقة الفائضة": وصاحبها هو هيربرت سبنسر H. Spenser ومفادها أن الصغار يحتاجون إلى اللعب للتخلص من الطاقة الفائضة لديهم.
ساحة النقاش