أمراض الشتاء الشائعة من زكام أو أنفلونزا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي يمكن أن نعالجها بأنفسنا من دون اللجوء إلى طبيب أو مختص في الرعاية الطبية، وذلك من خلال استخدام منتجات طبيعية من فواكه وخضراوات توفر الوقاية من تلك الأمراض.
وهذه الفواكه شتوية في موسمها مما يجعلها متواجدة بشكل رخيص وبوفرة وهي تتميز بخلوها من الأعراض الجانبية التي عادة هي سمة من سمات الأدوية، كما أنها لا تسبب أية أضرار لجسم الأسنان في حال أخذها لمدة طويلة، فهي مواد طبيعية يتعامل معها الجسم بشكل طبيعي فيستحب إدخالها في نظامنا الغذائي، وتشجيع أفراد الأسرة جميعهم على تناولها بصورتها الطبيعية أو بصورة عصائرها التي تحضر في البيت مع الاحتفاظ بأليافها.
تأتي على رأس الفواكه الشتوية الحمضيات، التي تكمن أهميتها باحتوائها على وفرة من الفيتامين (ج) أو ما يعرف باسم الفيتامين (C) الذي يعتبر الطبيب الأول لأمراض الشتاء.
- البرتقال: فاكهة تحتوي على مركبات غذائية وفيتامينات واقية تفيد الصغير والكبير والمريض والسليم، وعصير البرتقال من أغنى فواكه الشتاء بالفيتامين (ج) الواقي من أمراض الشتاء عموماً. ففي مقدور برتقالة متوسطة واحدة، إمداد الفرد باحتياجه اليومي من هذا الفيتامين. إضافة إلى قشر البرتقال الذي يساعد على التخلص من الصداع الذي يصحب الزكام أو الأنفلونزا، حيث يوضع الجزء الظاهر من قشر البرتقال (الوجه الخارجي) على الجبهة، ثم تربط جيداً لمدة نصف ساعة.
ـ الليمون: عند انتشار الأوبئة ينصح الأطباء بإضافة عصير الليمون إلى ماء الشرب، لأن الليمون لديه خاصية قتل الميكروبات، والمعروف أن عصير الليمون يفيد في حالة السعال والمغص وطارد للديدان. يحتوي الليمون على فيتامينات (أ) (ب) (ج)، ويستخدم لعلاج أمراض الحنجرة ونزلات البرد والزكام والقصبة الهوائية والشعب الهوائية. ويمكن شرب عصير الليمون كما هو، أو إضافته إلى الشاي أو ماء الشرب. كما يمكن استخدام عصير الليمون المخفف، كغرغرة لعلاج أمراض القصبة الهوائية والحنجرة.
- الجوافة: تحتوي ثمار الجوافة على سكريات وألياف نباتية، إضافة إلى كميات كبيرة من فيتامين (ج)، ويمكن استخدام الجوافة كعلاج لنزلات البرد، وحالات السعال، كما يمكن استعمال مغلي الأوراق ومنقوعها للغرض نفسه. و الجوافة غني بالفيتامين (ج) يرشحها هي وعصيرها لتكون علاجا واقيا لنزلات البرد. وفي هذه الحالة يفضل أن تكون الجوافة أو عصيرها طازجة، لأن عمليات الطهي والتصنيع، يؤثران على فاعلية فيتامين (ج).
ـ العنب الأحمر: مصدر ممتاز أيضاً لفيتامين ج. يتم اختيار حبات العنب غير الطرية ''الصلبة إلى حد ما''. ثم يخزن في الثلاجة لمدة أسبوع. ويضاف إلى السلطات أو تناوليه مع الجبن والبندق.
ـ الكاكا: مصدر ممتاز لفيتامين ج. وعند شرائها يتم اختيار الثمرة ذات الجلد الأحمر البرتقالي الغامق الناعم دون مناطق صفراء. ولتخزينها توضع في كيس ورقي مع موزة أو تفاحة إذا أردت أن تنضج بسرعة ويتم تناولها طرية. تقشر وتضاف إلى سلطة الفواكه أو السلطة الخضراء أو تطبخ لتصبح صحناً جانبياً.
ـ الموز: مصدر مهم لفيتامين ب 6 وللألياف والبوتاسيوم وفيتامين ج. يختار منه اللون الأصفر الذي يحتوي على بقع بنية. ويخزن في درجة حرارة الغرفة وسيواصل النضوج لمدة أسبوع تقريباً. كما يمكن تجميد الموز الناضج لاستعماله طعاما للأطفال ومكون للكعك. كذلك يمكن إضافته إلى سلطة الفواكه وهنا يتم رش الموز بعصير الليمون بعد تقطيعه لمنع تغير لونه. ويستعمل في كعكة الموز.
ـ الرمان: يحتوي على فيتامين ج والحديد. ويتم اختيار أفضل الثمار عن طريق الحبات كبيرة الحجم حيث تكون القمة ناعمة قليلاً والجلد لامعاً وليس جافاً. يمكن تخزينه لمدة أسبوعين في الثلاجة. يستعمل عصيره لإضافة النكهة إلى المشروبات وتضاف البذور إلى السلطات الخضراء والمتبلات. كما يمكن أيضاً أن يطبخ ليصبح مربى.
ـ الجريب فروت: يتفاوت لون القشرة من الأصفر إلى الأحمر الياقوتي وهي مصدر لفيتامين ج والألياف ومصدر جيد لحمض الفوليك. فيتم اختيار منه الثمار الكبيرة الحجم والقوية. يمكنك تخزينه في درجة حرارة الغرفة لمدة أسبوع إلى 10 أيام أو من 2 إلى 3 أسابيع في الثلاجة. بإمكانك أن تضيفي فاكهة الجريب فروت إلى السلطات الخضراء أو سلطة الفاكهة. كذلك يمكن تناولها مع السمك.
ـ التوت البري: من أفضل الفواكه التي يجب الحرص على تناولها هذا الشتاء فهو مصدر ممتاز لفيتامين ج ومصدر جيد للألياف. التوت البري ذي الجلد اللامع المشدود هو الأفضل. يمكن أن تبقى لمدة أسبوعين في الثلاجة. وبما أن التوت البري لاذع بطبيعته فيكون ممتاز النكهة مع الصلصة ويمكن أن يضاف إلى حشوة الكعك.
ـ الكيوي: مصدر ممتاز للفيتامينات ومصدر جيد للألياف. يفضل شراء الثمار القاسية وتجنب الثمار التي تحتوي على بقع طرية. تخزن في درجة حرارة الغرفة لمدة 5 أيام. ثم يوضع الكيوي الناضج في كيس بلاستيكي ويخزن من 2 إلى 3 أسابيع. يفضل تناول حبه الكيوي مع القشرة بعد تنظيفها جيداً.
- الكرفس: من الخضراوات التي لها تاريخ طويل في علاج أمراض البرد، ويؤكل الكرفس طازجاً مع السلطة، أو مطبوخاً مع الحساء، أو تسلق جذوره وتستعمل مع الحساء أيضاً. ويمكن استخدام ماء الكرفس كغرغرة لعلاج أمراض الحلق واللوزتين.
ـ الفلفل الأخضر: من المعروف طبياً، أن الفلفل الأخضر يحتوي على كميات كبيرة جداً من فيتامين (ج)، حيث يعتبر علاجاً فعالاً لنزلات البرد كما أسلفنا. ويمكن أن تزود حبات قليلة منه الجسم بالكمية اللازمة من هذا الفيتامين لمقاومة نزلات البرد الحادة.
نصائح عند الاستخدام
نظراً لأن فيتامين (ج) يتركز عادة بالقرب من القشرة الخارجية (الغلاف الثمري) للفاكهة وكذلك الخضراوات فيجب المحافظة على هذه القشرة عند تجهيز الفواكه والخضراوات. ولا بد من أن تكون طازجة بقدر الإمكان. كما يجب عدم نقع الخضراوات في الماء قبل طبخها حيث إن النقع يؤدي إلى فقد كمية كبيرة من الفيتامين نظراً لسهولة ذوبانه في الماء.
كما يجب عدم تقطيع الفواكه والخضراوات إلى قطع صغيرة حيث يؤدي ذلك إلى زيادة المساحة المعرضة للهواء مما يتسبب في تلف الفيتامين عن طريق تعرضه للأكسجين وتحدث عملية الأكسدة.
ويجب ملاحظة عدم تجهيز الفواكه والخضراوات قبل تناولها بمدة طويلة بل يجب تجهيزها مباشرة قبل تناولها لأن فترة تعرضها للهواء تفسد ما بها من فيتامين نتيجة أكسدته. كما يجب إضافة كمية أقل من ماء الطبخ حيث إن الفيتامين سريع الذوبان في الماء ويفضل استخدام الطهي بالبخار، ويجب عدم التفريط في ماء الطبخ أو السلق لما يحتويه من كمية عالية من الفيتامين. كما يجب مراعاة تغطية الإناء أثناء عملية الطبخ حتى لا يتعرض الفيتامين للأكسدة لاسيما وأن حرارة الطبخ تكون عادة عالية وفي وجود الهواء فإن هذا يساعد على سرعة الأكسدة.
ساحة النقاش