اعد الدكتور / مصطفي محمد سعيد حسين بمركز بحوث الصحراء دراسة علمية ارشادية حول " الاستزراع السمكي البحري " . . ونظراً لاهتمام الحكومة والدولة بهذا النوع من الاستزراع فاننا نعرض بعض تفاصيل هذه الدراسة .
تفريغ الاسماك البحرية :
يواجه التفريخ البحري مشاكل عديدة منذ بدء التفكير فيه وذلك لاختلاف طبيعة وعادات الاسماك البحرية عن الاسماك التي تعيش في المياه العذبه حيث تحتاج بعض انواع هذه الاسماك الي الهجرة لالاف الاميال لاتمام عملية التفريخ كما في اسماك الثعابين او قد تنتقل من المياه المالحه الي المياه العذبه سابحه عكس اتجاه التيار ومجتازة لكثير من العقبات مثل اسماك السالمون او متجهة الي مناطق خاصة حيث تتجمع الاسماك من النوع الواحد للتزاوج وحيث تتوفر لها الغذاء الطبيعي اللازم في هذه المرحلة .
وقد تم التعرف علي الكثير من اسرار التفريخ البحري وعن انواع الهرمونات التي تفرزها غدد السمكة عند اكتمال نضوجها وتم استخلاص هذه الهرمونات واستخدامها في حقن الاسماك عند ظهور علامات نضج البيض لاتمام عملية التفريخ سناعيا داخل المفرخ .
كذلك كان من اهم عقبات التفريخ البحري ظهور كثير من التشوهات في الزريعة المنتجة داخل المفرخات عند الانتقال من الزريعة الصناعية الي الزريعة الطبيعية وقد اجري علي هذا الموضوع كثير من الابحاث حيث ادت هذه الظاهرة الي التأخير في تقدم عمليات التفريخ البحري لفترة طويلة .
وقد اشارت نتائج الابحاث التي جرت لاكتشاف ان غياب حمض اميني واحد من سلسلة الاحماض الامينية كان يؤدي الي ظهور تشوهات في الزريعة الناتجة .
وقد تمت اول محاولة ناجحة للتفريخ البحري عام 1975 حينما تم تغذية زريعة الاسماك البحرية بالتغذية الطبيعية خلال الفترات الاولي من حياتها حسب جدول محدد تم تغذيتها عند الفطام علي علائق متزنة " البادئ " تحتوي علي جميع العناصر الغذائية تم تجهيزها بمعرفة بعض الشركات . مما ادي لاختفاء ظاهرة التشوهات وانطلاق التفريخ البحري الي آفاق واسعة حيث شهدت العديد من دول العالم ازدهار هذه الصناعة خاصة في دول حوض البحر الابيض مثل اليونان وتركيا وقبرص وايطاليا وفرنسا اضافة الي دول جنوب شرق اسيا وامريكا اللاتينيه .
وحتي يتم التفريخ البحري بنجاح فان هناك بعض الاشتراطات اللازمة نوردها فيما يلي :
1 - تجهيز قطيع الآباء :
يتم الحصول علي قطيع الآباء ( ذكور واناث ) من المصادر الطبيعية او من مفرخات موثوق بها بحيث نضمن ارتفاع متوسط الصفات الانتاجية ومطابقتها لمواصفات النوع حتي لا تكون هناك عمليات خلط قد حدثت بها . كذلك عدم وجود اي مظاهر مرضية قد تؤدي الي نقل مسببات الامراض الي المفرخ ويمكن لضمان ذلك معاملة الاسماك ببعض المطهرات قبل نقلها الي المفرخ مع تطبيق برنامج وقائي بعد ذلك لضمان القضاء علي مسببات الامراض .
ويراعي ايضا ان تكون الامهات في اعلي مرحلة انتاجية من عمرها حتي نحصل علي افضل النتائج سواء من ناحية اقتصاديات الانتاج او كفاءة الزريعة المنتجة . كما يراعي بعد ذلك تدريج اعمار القطيع حتي تتم عمليات الاحلال تلقائيا ولا نحتاج الي آباء جديدة الا عند عمليات تجديد الدم للقطيع .
ويتم احضار الاباء قبل بداية موسم التفريخ بفترة قصيرة نظراً لان عملية التفريخ من العمليات الفسيولوجية التي ليس للانسان تدخلا بها الا من حيث تهيئة الظروف المناسبة لبدء هذا النشاط . ويتم معرفة نضج الانثي او الذكر بملاحظة الظواهر الدالة عليه سواء بكبر حجم البطن او اخذ عينه من البيض في الاناث بعد تخديرها عن طريق ادخال امبوبه بلاستيكية دقيقة في الفتحة التناسلية ثم فحص البيض الذي يتم جمعه ميكروسكوبيات للتاكد من نضج البيض او بفحص السائل المنوي الذي يمكن الحصول عليه عند الضغط علي البطن في الذكور .
2 - الاقلمه بالمفرخ :
ويتم بعد ذلك عمليات الاقلمة في المفرخ لتهيئة الظروف المناسبة حتي موعد التفريخ . ويلاحظ الاحتفاظ بالامهات في مجموعات متناسقة من حيث الحجم ومظاهر النضج . وذلك حتي نضمن تفريخ كل مجموعات في وقت واحد تقريبا. ويمكن استخدام الحقن الهرموني لحث الاناث علي التبيض في وقت واحد .
ويجب الاهتمام بمعدلات التغذية في هذا الوقت نظرا للمجهود المضاعف الذي تبذله السمكه كذلك الاهتمام بزيادة معدل تغير الماء والاحتفاظ بدرجة الحرارة ثابته في مياه الاحواض .
3 - الاخصاب :
عادة ما تترك الاناث مع الذكور ليتم وضع واخصاب البيض طبيعيا دون استخدام الهرمونات حيث تقوم الذكور بإثارة الاناث لوضع البيض ويقوم الذكر بوضع السائل المنوي عليه ثم يجمع البيض المخصب وتحسب معدلات الاخصاب حيث تظهر بعض العلامات الدالة علي خصوبة البيض مقل اللون الفتاح والطعو والسيتوبلازم المحيطي بينما البيض غير المخصب يكون معتما والسيتوبلازم منتشر في البيضة وغالبا ما يرسب في الجار المخصص لجمع البيض .
4 - حضانة البيض :
ويتم بعد ذلك نقل البيض الي الحضانات التي تتفاوت في اشكالها من اقماع الي احواض مستطيلة او اسطواني ويتم ضخ تيار منتظم من الهواء بها بما يحاكي ما يحدث في التفريخ الطبيعي حيث يقوم الذكر بتحريك زيله لدفع تيار هواء بغرض تهوية البيض وتقليبه حتي لا يتراكم بمكان واحد . وأهم العوامل التي تؤثر علي معدل الفقس وطول مدته هي درجة الحرارة وحكم السمكة وعمرها وذلك بالاختلاف بين الانواع .
5 - رعاية اليرقات :
تستخدم لعملية التحضين احواض دائرية من الفيبردلاس ويتوقف حجم الحوض علي كمية البيض المحضن وتكون سعة الحوض في المتوسط 5 متر وقطره 2.5 متر وعمق متر وذات قاع قمعي الشكل ليسهل عملية صرف المخلفات وتغطي بطبقة من الابوكسين الاسود او الرمادي ويفضل ان تتم تغطية الاحواص بغطاء بلاستيك داكن اللون وتنقل اليها اليرقات حيث يتم تحضين الاعمار المتقاربة من اليرقات في نفس الحوض . وتستخدم كثافة 10-20 يرقة في اللتر .
يتم بعد ذلك ضبط درجات الحرارة والملوحة تدريجيا لتصل الي المتوسطات المناسبة لكل نوع كذلك ضبط معدلات التهوية وتغيير المياه حتي نحصل علي افضل المعدلات لكفاءة المياه نظراً لاخمية هذه الفترة علي حياة السمكة بعد ذلك . كما يطبق برنامج الاضاءة حيث يحتاج كل عمر لعدد معين من ساعات الاضاءة قد تصل الي الاطلام التام في الاعمار الاولي ويلاحظ الانتقال تدريجيا لخفض او رفع درجة الحرارة حسب احتياجات كل فترة حتي نصل الي الاضاءة الطبيعية في نهاية الفترة .
وتعتمد اليرقات خلال الفترة الاول يمن حياتها علي كيس المح خلال هذه الفترة تتشكل القناة الهضمية للسمكه ثم تبدأ في الاعتماد علي التغذية الخارجية .
تغذية اليرقات :
تعتمد الزريعة خلال الفترة الاولي من حياتها علي التغذية الطبيعية وتتدرج هذه التغذية علي خلايا نباتية وحيوانية تتناسب في قطرها مع التطور في اتساع فم السمكة وقدرتها علي ابتلاع هذا النوع من الغذاء ومن اهم المغذيات الحية التي تقدم للاسماك هي :
اولا : الطحالب :
تقدم الطحالب من اليوم الاول حتي اليوم 30 واهم انواعها هو :
ويمتاز هذا الطحالب بانه دائري وحيد الخلية صغير الحجم حيث يبلغ قطر الخلية 2-3 ميكرون وغير متحرك ويتحمل مدي واسع من الحرارة والاضاءة ويقدم بكثافة 500000 خلية في الملليلتر ثم تنقل الي 300000 خليه في اليوم الثالث ويقوم الروتيفير ايضا بالتغذية علي هذه الخلايا الطحلبية ويتم تربية الطحالب علي مرحلتين احدهما في المعل باستخدام لقاح نقي خالي من اي تلوث في اطباق بتري ثم في انابيب اختبار ثم مرحلة الفلاسكات وفي كل مرحلة تعقم المديا فيها قبل تلقيحها وتسغرق كل مرحلة من 7-10 ايام حيث تصل كثافة الطحالب الي 30-5 مليون خلية / ملليلتر ثم تنقل الي خارج المعمل في اكياس سعة 20 لتر الي تنكات تتدرج من 500 لتر الي 50000 لتر في المرحلة الثانية حيث تعقم هذه التنكات قبل وضع الطحالب بها وتستخدم المغذيات والاسمدة لتكاثرها .
ثانيا : الروتيفير :
وهي حيوانية دقيقة من نوع BRACHIONUS PLICATILIS وهو ذو قطر 110 – 400 ميكرون ويبلغ محتواه من البروتين 38-42 % يقدم الروتيفير لتغذية الزريعة من اليوم الثاني حتي اليوم 48 وتبدأ الزريعة في التغذية عليها ابتداء من اليوم السادس حيث يكون كيس المح قد امتص وهذه هي المرحلة الحرجة الاولي في عمر اليرقة ويستخدم الروتيفير بكثافة 10 روتيفير في الملليلتر ثم تزيد من اليوم العاشر الي 20 رتيفير / ملليلتر .
ومن اكثر الملوثات للروتيفير هي البروتوزا ذات الاهداب وهي ذات قطر 10ميكرون ولذلك يمكن التخلص منها بغسل الروتيفير باستخدام شبكة قطر 63ميكرون .
ثالثا : الارتيميا :
تنتمي الارتيميا الي القشريات ويتم جمعها من الملاحات حيث تدخل في طور التحوصل وتحفظ الارتيميا داخل ثلاجات وتقفس خلال 16-20 ساعة عند توفر الظروف المناسبة للفقس وتستهلك كيس المح خلال 6 ساعات .
ويتم التغذية علي يرقات الارتيميا حديثة الفقس ابتداء من اليوم 28 الي 62 وتتراوح الكثافة المستخدمة بين 0.1 الي 2.0 الارتيميا ملليلتر ويجب الا يزيد العدد عن هذه الحدود حيث ان الارتيميا تنافس الزريعة في استهلاك الاكسجين كذلك تلوث المياه بنواتج الهضم وتزيد ايضا من التكلفة لارتفاع سعرها .
رابعا : التغذيو الجافة
يمكن ان يتسبب التغيير المفاجئ في تغذية اليرقات في ارتفاع معدل النفوق داخل المفخ لذلك تقدم العليقة الجافة في منتصف مرحلة التطور ابتداء من اليوم 30 بكميات ضئيله بالتداخل بين الغذاء الجاف والغذاء الحي حتي تألف اليرقات في التعود عليها الي ان تعتمد كلية في التغذية عليها بعد التوقف عن تقديم الغذاء الحي عند الفطام WEANNING .
وهذه المرحلة هي المرحلة الحرجة الثانية من عمر اليرقات حيث تؤدي التغذية غير السليمة في هذه الفترة الي زيادة معدل النفوق او الي انتاج زريعة بها تشوهات حتي انه كما ذكرنا فان نقص حمض اميني واحد من سلسلة الاحماض الامينية الضرورية يؤدي الي حدوث تلك التشوهات .
لذلك تلجا المفرخات الي الاعتماد في التغذية خلال هذه الفترة علي اغذية جاهزة تقوم بتصنيعها بعض الشركات ذات صفات غذائية مبنية علي دراسات دقيقة حتي نضمن مرور هذه الفترة بسلام والحصول علي نتائج جيدة .
كما يجب عدم خروج زريعة من المفرخات الا بعد فطامها بخمسة ايام علي الاقل والتأكد من اعتمادها علي التغذية الجافة حتي لا تصاب بانتكاسة عند نقلها الي احواض التربية .
التهوية :
تستخدم الهوايات في الاحواض الساحلية خاصة عند تربية الجمبري حيث انه حساس للمستويات المنخفضة من الاكسجين كذلك عند استخدام كثافات عالية من الاسماك .
وهناك العديد من انواع الهوايات وان كان المقياس هنا في المفاضلة بينها يرجع الي كفاءتها في رفع معدل الاكسجين الذائب ومدي استهلاكها للوقود وقلة اعطالها . كما ان هناك مناطق لم يدخلها التيار الكهربي لذلك فهي تستدعي استخدام هوايات تدار بالسولار وباستخدام مولد كهربي وهو ايضا يدار بالسولار وهذا من اهم العوامل في المفاضلة بين الاجهزة المختلفة وتبقي الكلمة الاخيرة لجهاز قياس الاكسجين فلا اصدق من الارقام في هذا المجال مع حساب التكلفة التي تؤدي الي ذلك .
ويلجأ البعض الي وسائل مبتكرة مثل رفع المياه واعادة انسكابها علي هيئة رزاز او دفعها عن طريق مواسير الي اعلي لزيادة خلطها بالاكسجين الجوي او دفعها عن طريق استخدام طلمبات غاطسة عن طريق تجهيزات خاصة فيخرج الهواء مندفعا مع تيار الماء في صورة فافور وكما قلنا فان الفيصل في النهاية يرجع الي التكلفة والي قراءة جهاز قياس الاكسجين الذائب في الماء ونورد هنا بعض انواع الهوايات التي تستخدم لرفع مستوي الاكسجين الذائب في الماء .
1 - البدالات
2 - السبلاش
ويستخدم في حالة وجود بعض بقايا الغذاء او فضلات الاسماك في القاع حيث يعمل السبلاش علي رفع المياه وتعريضها للهواء الجوي وبالتالي تطاير الامونيا وزيادة الاكسجين الذائب .
3 - الايروتور :
يقوم الايروتور بدفع تيار من الهواء في اتجاه قاع الحوض وذلك بغرض زيادة الاكسجين في المنطقة .
المصدر: الاتحاد التعاونى للثروة المائية - جريدة الصياد العدد 72 يناير - فبراير 2015
نشرت فى 14 سبتمبر 2015
بواسطة fisherman
الاتحاد التعاوني للثروة المائية
Cooperative Union of Egyptian Water Resources الاستاذ / محمد محمد علي الفقي رئيس مجلس الادارة [email protected] »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
475,382