<!--<!--<!--

بحيرة قارون والالفية الثالثــة :

        تشكل بحيرة قارون منذ تكوينها منظومة فريدة ساعدت علي تحسين مناخ المنطقة وتجمع السكان حولها ومن ثم نشأت حضارة زراعية في منطقة صحراوية.

        ونظرا لعذوبة مياه البحيرة قديما فقد شكل صيد الاسماك منها نشاطا جديدا لمجتمع السكان حول البحيرة .

        منذ قرابة قرن ونصف من الزمان بدء التحكم في فيضان النيل بدأت كميات مياه الفيضان تصل الي البحيرة خلال بحر يوسف تقل مما تسبب في الانخفاض المستمر لمنسوب مياه البحر من +70 مترا فوق سطح البحر الي ان وصلت حاليا   -43 مترا تحت سطح البحر وتسبب هذا الانخفاض الكبير في مستوي المنسوب في البحيرة في زيادة درجة الملوحة وايضا ادي الي تقلص مساحة البحيرة ومن ثم تغيرت طبيعة تركيب المحصول السمكي بها من اسماك المياه العذبة الي نوعيات اخري تلائم ازدياد درجات الملوحة .

        ومع استمرار زيادة الملوحة في مياه البحيرة تطلب الامر تدخلا علميا من اجل تحديد السبل الواجب اتباعها للمحافظة علي منسوب البحيرة والتحكم في درجة

 

ملوحه مياهها من اجل المحافظة علي بيئتها وثروتها السمكية والتي يرتبط بها نشاط سكاني يعتمد علي حرفة الصيد في البحيرة ..

        وفي ضوء ما كشفت عنه الدراسات تم انشاء صناعة استخراج الاملاح من مياه البحيرة من اجل السيطرة علي ملوحة مياهها وفي الوقت نفسه اضافة مياه الصرف الزراعي لمعادلة مياه البحر والمحافظة علي المنسوب في البحيرة من الانخفاض حتي يتسني المحافظة علي دور البحيرة الحيوي في تسريب المياه للاراضي الزراعية المحيطة بالبحيرة .. وقد قامت الشركة المصرية للاملاح والمعادن " اميسال" التي تم انشاؤها من اجل استخراج املاح كبريتات وكلوريد الصوديوم واملاح الماغنسيوم من مياه البحيرة طبقا لتركيبها الكيميائي وبدأت في الانتاج اعتبارا من عام 1993 كما قامت بدراسات جدوي اقتصادية اثبتت حتمية استغلال المخزون المحلي المتواجد في البحيرة .

        ولقد شهدت السنوات الاخيرة من القرن الماضي تغيرات جوهرية في بيئة بحيرة قارون من ناحية كميات الاملاح المخزونة وتنوع التوازن الحيوي للثروات الحية بالبحيرة .. ومن الضروري مناقشة الوضع الحالي لبيئة البحيرة مع تحديد مشكلاتها الحالية في اطار الدور الحيوي الذي تلعبه في بيئة محافظة الفيوم وتنمية مواردها الحية وغير الحية .

        والحقيقة ان تنمية بحيرة قارون تستلزم تنفيذ التوصيات التالية : -

التوصية الاولي :

        ضم البحيرة لمظلة سياسات عليا للثروة السمكية وذلك بانشاء مجلس اعلي للثروة السمكية بمصر تحت رعاية معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة واستصلاح الاراضي .

 

 

التوصية الثانية :

        القيام بحملة قومية لزيادة الانتاج السمكي بمصر من خلال الاستتزراع اولا والمصادر الطبيعية ثانيا وذلك اسوة بالحملة القومية للذرة والقمح .

التوصية الثالثة :

        اهمية اتخاذ الاجراءات الكفيلة بعدم نقل زريعة اسماك الي البحيرة الا بعد التأكد من عدم منافستها للانواع الاخري وخاصة المنافسه علي الغذاء مما يستدعي ضرورة اجراء دراسات قبل النقل للتأكد من نوعية الغذاء وبدائله من كائنات البحيرة.

التوصية الرابعة :

        ضرورة غلق البحيرة غلقا تاما امام جميع ادوات الصيد اثناء موسم توالد اسماك موسي للحفاظ علي هذا النوع من الاسماك وتنميته باعتباره من الانواع التي لاقت نجاحا في بيئة البحيرة واستطاعت التوالد دون غيرها .

التوصية الخامسة :

        ضرورة انشاء مفرخ للاسماك البحرية (قاروس ودنيس ) والتي سوف يتم تربيتها في احواض ارضية مع الاستفادة من التقنيات الحديثة في عدد من دول الجوار مثل تونس والمغرب وقبرص .

التوصية السادسة :

        الاستفادة من شواطيء البحيرة في انشاء مزارع سمكية تعتمد علي تربية اسماك وقشريات لا ينصح بتربيتها في البحيرة .

التوصية السابعة :

        زراعة الساحل الشمالي والغربي بنباتات تتحمل الملوحة العالية وتعمل علي تثبيت التربة ومنع تحرك الرمال الي البحيرة .

 

التوصية الثامنة :

        إزالة الاطماء والعوالق المترسبه في مصبات المصارف الكبري كمصرف البطس والوادي .

التوصية التاسعة :

        العمل علي تحسين بيئة البحيرة بتعميقها خاصة الشواطيء لتستوعب كميات اكبر من مياه الصرف الزراعي الناتج عن زيادة عمليات استصلاح الاراضي .

التوصية العاشرة :

        يستلزم زيادة الطاقة الاستخراجية من الاملاح من البحيرة زيادة عدد وحدات المعالجة للصرف الصحي المنصرف من البحيرة لتحسين نوعية المياه وبالتالي تحسين فرص الحياة والنمو للانواع المختلفة من الاسماك .

التوصية الحادية عشرة :

        اهمية الاخذ بالبعد البيئي في كل ما يتم تنفيذه من مشروعات لها تأثير مباشر علي البحيرة وشواطئها وبوجه خاص مراقبة المزارع السمكية التي يتم التوسع فيها حاليا .

التوصية الثانية عشرة :

        ضرورة انشاء ميناء للصيد بمنطقة الشوادي وان يكون مجهزا بالمعدات اللازمة للصيد مع العمل علي خلق كوادر مدربة علي هذه الصناعة .

التوصية الثالثة عشرة :

        اهمية القياس المستمر للعوامل البيئية المختلفة والمواد الملوثة لمياه وتربة البحيرة حتي يمكن تحديد طرق المعالجة اللازمة

المصدر: جريدة الصياد - العدد الخامس عشر يوليو اغسطس 2002
fisherman

الاتحاد التعاونى للثروة المائية

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 289 مشاهدة

الاتحاد التعاوني للثروة المائية

fisherman
Cooperative Union of Egyptian Water Resources الاستاذ / محمد محمد علي الفقي رئيس مجلس الادارة [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

475,379