مصر تأكل من بحارها

ضرورة تبني خطة طموحة لتنمية اللؤلؤ والاسفنح واسماك الزينة

** زيادة انتاج المصايد ومواجهة التلوث محور رئيسي لتنمية الثروة السمكية

     مما لا شك فيه ان العالم يواجه في الوقت الحاضر عجزا كبيرا في الاغذية نتيجة تجاوز سرعة الازدياد السكاني كثيرا علي سرعة ازدياد الرقعة الزراعية الامر الذي دعا معظم الدول الي زيادة طاقتها الانتاجية من الاسماك بمختلف السبل ، فالاسماك حتي تاريخه لاتساهم في مجموع مقدارالغذاء العالمي الا بحوالي 1% فقط 0

     ومن المهمة والمفيد ان نتعرف علي الاهمية التعددية والاقتصادية للاسماك في مصر وعلي مستوي الوطن العربي المتكامل الذي يطل علي محيطين من المحيطات الاربعة هي المحيط الاطلنطي والمحيط الهندي كما يطل علي بحرين من اكبر خمسة بحار هما البحر المتوسط ، البحرالاحمر  بالاضافة الي الخلجان العربية واهمها الخليج العربي ، وخليج عمان بالاضافةالي موارد المياه الداخلية من بحيرات وانهار وترع وغير ذلك ، واذ تمتد مصايد الاسماك العربية علي طول السواحل البحرية العربية بطول يبلغ حوالي 120 ألف كيلو متر وعرض يتراوح بين 75.5 كيلو مترا 0

     وتقدر رقعة مصايد الاسماك البحرية العربية بمئات الالوف من الكيلو مترات المربعة كما تبلغ الرقعة المائية الداخلية لمصايد الاسماك العربية حوالي 15 مليون هتكار 0

الجهود العلمية

وتقوم الدكتورة اكرام امين رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في بحثها تحت عنوان " مصر تأكل من بحارها " :

-    ان الدراسات التي اجريت والجارية تشير الي ان الثروات البحرية الحية لم تستغل استغلال كاملا مرشدا ، وان الجهود العلمية التي تمت في هذا الصدد لم تكن مترابطة بين مختلف الجهات المعنية كما انها لم تغط سوي عدة كيلو مترات قليلة داخل البحر او خط عمق 50 مترا علي اكثر تقدير ، بما يعني ان المناطق البحرية التي تم مسحها ودراستها من ناحية الثروات الحية لم تتعد ثلثالمنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر ، كما انها اجريت منذ فترة طويلة علي مصايد الاسماك ولم تغط جميع انواع المصايد الممكنه 0

-    ولقد اصبح من الضرورى تحديث هذه الدراسات بصفة مستمرة مع التوسع في مناطق البحث حتي يتسني تغطية المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر 0

جهة واحدة لا تكفي

وتؤكد دكتورة اكرام امين انه لا ريب ان دراسات علي هذا النحو لاتملك القدرة علي النهوض بها جهة واحدة ازاء الميزانيات المحددة التي تخصص لكل منها لهذا الغرض 0

اسماك الزينة

          وتضيف دكتورة اكرام امين ضمن توصياتها بان معالجة القصور التشريعي للقانون رقم 124 لسنة 1992 بشأن تنظيم صيد الاسماك وبوجه خاص مايتصل بالعقوبات الخاصة بصيد اسماك الزينة ، والتي ترتب علي تناقض الاحكام في شأنها الاكتفاء بغرامة مقدارها عشرون جنيها مع حواز التصالح واصبحت تلك الثروة الحيوانية مهددة بالتدمير مما يتطلب الا سراع بالمعالجة 0

          وتشير الي اهمية الدعوة لتعديل بعض النقاط في هذا القانون علي النحو الاتي :

-    اولا اتاحة مساحة اوسع للبحوث العلمية والتقنية دون ما اشترط للتنسيق مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والذي فسر بشرط الموافقة مع الاكتفاء بالاخطار في مدة تسمح للهيئة باتخاذ مايلزم لتمكين البحث العلمي من اداء دوره مع التركيز علي ان تتجة البحوث لتحقيق واجبات معلومة منها اكتشاف مناطق صيد جديدة وتحديد المخزون السمكي والتوصل الي تطوير وتحديث تقنيات الصيد الي غير ذلك من نقاط تثري موارد الثروة السمكية علي ان يخصص لكل ذلك النصيب المالي الواجب من اعتمادات الصندوق  

خطة طموحـة

          وتؤكد الباحثة د0 اكرام امين اهمية تبني المشروعات البحثية التالية علي المدي البعيد من 2002 حتي 2012 في مجال الثروات الحية لاستزراع المحاريات المنتجة للؤلؤ وكذلك استزراع اسماك الزينة واعادة استكشاف ومحاولة معالجة مشاكل مصايد الاسفنج ودراسة المنطقة الاقتصادية الخالصة ، اما في مجال البيئة فمن الاهمية اعادة استخدام         مياه الصرف ورصد تحركات الشواطيء وحمايتها والشعاب المرجانيى وتخطيط المناطق  الساحلية ، وكذلك التحكم في التلوث وادارة الكوارث البيئية ورصد نوعيات المياه 0

اتفاقيات اقليمية

وتوصي د0 اكرام امين في نهاية رسالتها بضرورة التوصل الي اتفاقيات اقليمية وثنائية في هذا الشأن بما يسمح بايجاد قدرات فعالة في هذا الصدد منها سفن صيد كبيرة ومزودة بالحديث من المعدات ، ومعاهد للتدريب علي مهن الصيد المختلفة ، ومصانع لمختلف حاجيات تلك المهنه المهمة حتي يتسني للمجتمع العربي ان يسهم بدور عالمي في الانتاج السمكي 0

العولمــة

وتعتبر اهم توصيات الرسالة كما تقول الباحثة د0 اكرام امين الاستاذ بالمعهد القومي لعلوم البحار ان العولمة في قطاع مصايد الاسماك وثورة المعلومات اصبحت من السمات الرئيسية التي يجب مراعاتها ورغم ما يقال عن محدودية زيادة الطاقة الانتاجية السمكية الا ان هناك اوضاعا تمكن من زيادة تلك الطاقة منها اتساع الرقعة المائية السمكية بسبب الانحدار التدريجي للرصيف القاري الي اعماق تزيد كثيرا علي 00 2 متر  في معظم الشواطيء العربية وملاءمة طبيعية قاع هذه الموارد لعمليات صيد الاسماك واهمها  شباك الجر ، وتوافر معظم الاسماك الاقتصادية لتواجد اغذية الاسماك المعروفة بالبلانكتون النباتي والحيواني 0

مورد مائي مهم

          وفي النهاية لا يخفي عليك عزيزي القاريء انه علي الرغم مما حبا الله به الوطن العربي من مورد مائي مهم الا ان الناتج العربي من الاسماك حتي تاريخه لا يتعدي 1.5% من اجمالي الناتج السمكي العالمي تساهم  المغرب وحدها بحوالي40% من هذا الناتج واليمن وعمان ومصر مجتمعين بحوالي 26 %  وتونس والسعودية والجزائر وموريتانيا بحوالي 13% والسودات والعراق والامارات بحوالي 6.5% وليبيا والصومال بحوالي 3% ولبنان والبحرين وسوريا وقطر والاردن بأقل من 1% وكذلك فإن الموارد السمكية من البحر المتوسط امام سواحل المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وفلسطين وسوريا هي تقريبا نصف الموارد المائية للبحر المتوسط كله اذ هي الساحل الجنوب و الشرقي له .

                                              بقلم / نجاة السطوحي

المصدر: جريدة الصياد - العدد الحادي عشر - نوفمبر - ديسمبر 2001
fisherman

الاتحاد التعاونى للثروة المائية

الاتحاد التعاوني للثروة المائية

fisherman
Cooperative Union of Egyptian Water Resources الاستاذ / محمد محمد علي الفقي رئيس مجلس الادارة [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

426,444