يوم الخميس في المسرح الوطني:
ملامح من السرد المعاصر في ندوة اليوم السابع
ناشرون فلسطينيون
القدس: 29-11- 2018 ناقشت ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس كتاب "ملامح من السرد المعاصر - قراءات في الرواية" للكاتب فراس حج محمد. يقع الكتاب في 248 صفحة من القطع الكبير، وصدر عن منشورات مكتبة كل شيء الحيفاوية.
بدأت النقاش الروائية ديمة جمعة السمان، فأثنت على الكتاب وتحدّثت عن بعض أساليب النقد، وخاصة النقد الانطباعي، وبينت أن الهدف من النقد ليس تلخيص العمل الأدبي، بل له أهداف أخرى؛ فالنقد يساعد الكاتب على اكتشاف نفسه وإرشاده وتوجيهه وتقويمه، فالنقد كالدواء يجب أن نتحمل مرارته، ولكنه يجب أن يكون مقنعا بعيدا عن الشخصنة ويجب التركيز على العمل الأدبي والاهتمام به، وليس تبرير أخطاء الكاتب.
وأكد الكاتب جميل السلحوت في مداخلته أهمية دور الناقد الأدبي الذي وصفه بالصيرفي الذي يميز الجيد من الرديء، وأن يهتم الناقد بالبحث عن الملحوظات السلبية والإيجابية ليكون منصفا في عمله النقدي.
وأشارت الكاتبة رفيقة عثمان إلى أن الكتاب هو "بحث علمي، ركّز فيه الكاتب جهوده في تحليل الروايات تحليلا نقديا، من وجهة نظر رؤيته للسرد، والفن السردي للروايات؛ من حيث: المواضيع، والشخصيات، والرواة، واللغة، والحبكة، ورموز السرد، وكذلك من حيث المكان والزمان. وقد تعمّق الكاتب في تحليله للروايات المدروسة، تحليلا ذاتيا، في البناء الفني واللغوي للروايات، في معظمها تعبر عن آرائه الخاصّة". كما أشارت الكاتبة إلى اهتمام الكتاب بإبراز دور المرأة وملاحظة هذا الدور في الروايات التي تناولها.
وختمت مداخلتها بالقول: "لا شك في أن مجهود الكاتب فراس حج محمد، يستحق الثناء، وأرى أن الكتاب يضيف قيمة للمكتبة العربيّة، إضافة جديدة للنقد السردي العربي؛ لكن أجد أنه لو تخصّص بقراءات متخصصة في الروايات الفلسطينية فقط؛ كي يتسنى له إجراء المقارنات الأدبيّة بينها، وإضافة التجديدات الحاصلة على الرواية الفلسطينية؛ ومن ثم الإشارة للسلبيات فيها؛ لتصبح منهجا موضوعيا للطلبة، وللكتّاب في النصوص المكتوبة.
وأما رائدة أبو الصوي، فترى أن الكاتب استطاع أن يضع الخطوط العريضة لشروط كتابة الرواية السليمة، وقد تعمق وغاص في هذا البحر من الأدب، فالناقد الجيد كالجراح يبيّن الغثّ من السّمين.
وكتب الدّكتور عز الدين أبو ميزر حول الكتاب: لقد وجدت في الكتاب معلومات كثيرة وقيّمة، كنت أنا شخصيا بحاجة ماسة لمثلها، وأغلب من يحضرون ندوة اليوم السابع بحاجة لمثل هذه المعلومات، فليس منّا من هو ناقد ومؤهّل لذلك.
وتوقفت الكاتبة نزهة أبو غوش عند بعض ما جاء في الكتاب من ملحوظات ومنهجية نقدية، معتبرة الكتاب مرجعا مهمّا للأدباء وغيرهم من الدّارسين لأُصول الرّواية، مع أن هناك ملحوظات لم تكن مقنعة في التحليل النقدي، وأشارت في مداخلتها إلى العديد من تلك الملحوظات.