ما كانت لتشبه القصة لولا أنها قصة حقيقية!!
ذئاب المدينة السوداء!
فراس حج محمد
كانوا ثلاثة ذئاب، يجوسون نهارات المدينة، باحثين عن فرائسهم، كانوا يحبون الاشتراك في فريسة واحدة. كان لكل ذئب طريقة مختلفة ليوقع فريسته، وإذا ما أصبح الصيد جاهزا، انقضّ الثلاثة، فافترسوا بجنونهم، وعرّفوا الضحية موقعها الحقيقي في أرض غرفة معدّة كمسلخ للضحايا!
حام أحد الذئاب حول حمل ناعم وظريف، بسيط وساذج، ويصدق كلاما بلا معنى، حاول هذا الذئب الضخم استدراج هذا الحمل بكل وسيلة، مناه الأماني، وأعطاه صكا للدخول إلى نادي المدينة للذئاب الآكلة من جرائد الطرق وليل العبث، كانت الغواية قوية، والحبل حريريا.
اعتاد هذا الذئب اتقان مراوغة الثعالب، متمكنا من مهاراتها وغريب حيلها، وصار يكتب من حبرها، شعّ بريق خادع بين يدي الحمل الظريف، رأى السراب فحسبه ماء، جرى وراءه، جريا لاهثا، لم يلتفت وراءه، ويكاد لا يسمع صوتا أو هاتفا يرجوه بالتوقف والابتعاد عن مكمن الخطر.
يحكم الذئب الآن شراكه، عقدة عقدة، والحمل البسيط الساذج فرح مسرور، اقترب الحمل من العقدة الأخيرة، والذئب يراقب وقد استدعى الذئبين الآخرين... كتمت الأنفاس، وهزت الشمس شعاعها غاضبة، وتحركت الطيور وعصفت الأشجار.. ولولت الأنوار وصاحت كل الكائنات!!
في لحظة ما قبل الولوج الأخير، تعثر الحمل، سقط أرضا، والذئاب الثلاثة تراقبه، جاءته يد الريح، وحملته بين ذراعيها، وحلقت به، نظر الحمل إلى أسفل فوجد الذئاب صارخة وتهرش نفسها، حاول أن يتفلت من الريح، أجبرته الريح على الصعود، وكلما صعد رأى الذئاب أوضح وأوضح...!!