"تصدع الجدران"... ثورة أدبية للأسرى الفلسطينيين تصل للعالمية
تحقيق صحفي أعده الصحفي علي الكفراوي لصالح موقع الجزيرة نت، وشاركت فيه إلى جانب نقاد وأدباء آخرين حول أدب السـجون، وذلك بمناسبة وصول رواية الأسير الكاتب باسم خندقجي "قناع بلون السماء" إلى القائمة القصيرة للرواية العربية "البوكر"، وما صاحب هذا التأهل المهمّ من حملة تحريض "صهيونية" ضد الأسير الخندقجي، وقد وصفه القائمون على الحملة بالإرهابي.
سبق أن اتصل بي معد التحقيق الصحفي، وزودني بمجموعة من الأسئلة للحديث حولها، كما زودته بقراءة حول كتابي عائشة عودة "أحلام بالحرية" و"ثمناً للشمس". نشر التحقيق في موقع الجزيرة نت بتاريخ: 13/3/2024، وأعادت نشره بعد ذلك مواقع إلكترونية متعددة. تناولتُ في التحقيق أهمية أدب السجون ودلالاته في المقاومة، كما جاء في كتابي "تصدع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة".
فيما يأتي عرض لمشاركتي في التحقيق الصحفي، ثم أدرج الرابط الإلكتروني للتحقيق كما هو منشور في موقع الجزيرة نت، كما سأدرج هنا رابط المقال حول كتابيِ الأستاذة عائشة عودة. وأضع في المرفقات إجابتي لأربعة أسئلة حول أدب السجون وأهمية هذا الأدب (تسمية الحوار من اقتراحي)
الثورة الأدبية:
في كتابه "تصدع الجدران... عن دور الأدب في مقاومة العتمة" الصادر حديثا، يطرح الشاعر والناقد فراس حاج محمد كثيرا من مشاهد معاناة الفلسطينيين في الأسر، ويرفع الستار عما تسمى " الثورة الأدبية " التي دونها الأسرى وأدرجوا فيها معاناتهم وسطروها بدمائهم ودموعهم التي صارت لؤلؤا مكتوبا، في صورة كتب خرجت إلينا من سراديب العتمة، تعزف لنا سيمفونية جيل بأكمله غير قابل للهزيمة.
وأحصى الكتاب مجموعة كبيرة من الأسرى الكتاب، ما زالوا في السجون الصهيونية، تجاوز عددهم 130 أسيرا كاتبا، ومن إستراتيجيات الاحتلال الكبرى الاستحواذ على أكبر عدد من الأسرى.
على الجانب الآخر، يكتب الأسير ما يعينه على زنزانته المعتمة، ليصله الإحساس بأنه ليس نسيا منسيا، وليس رقما، وأن له حقوقا سيحصل عليها بصفته إنسانا انتهك الاحتلال كل معايير إنسانيته.
أحلام شعب:
وحول دور كتابات الأسر كحالة تتفرد بها المقاومة الفلسطينية، يقول الشاعر والناقد الفلسطيني فراس حاج محمد للجزيرة نت أن ما تختزنه هذه الكتابات من جهد توثيقي، لم يعد شاهدا على معاناة الفلسطيني فقط، بل هو أيضا جهد فكري يكشف عن طبيعة الحياة الفلسطينية بشكل عام.
ومن ناحية أخرى، لم تغفل كتابات الأسر والسجون الآخر الإسرائيلي، بحسب حاج محمد "فتكشف عن عنجهيته وأنماط تفكيره في التعامل مع العرب والفلسطينيين، وعلاقات الفلسطينيين مع غيرهم من الأجانب ودعمهم للقضية الفلسطينية وحقهم المشروع في الحرية، وحوار الآخر، وتوضيح ما يعاني منه الإسرائيليون أنفسهم من سوء فهم لنضالات الشعب الفلسطيني".
ويردف حاج محمد واصفا كتابات الأسرى بأنها "تعبر عن أحلام شعب يرزح تحت الاحتلال، محروما من حقوقه المكفولة في كل الشرائع والقوانين، يتطلع إلى سقف أعلى من الحرية تحت سماء وطن حر".
ولفرادة التجربة الفلسطينية وتوغلها التاريخي في الكتابة عن مقاومة المحتل، يفضل حاج محمد تصنيف الكتابات الخارجة من السجون الإسرائيلية بأنها "أدب مقاومة"، ويضيف قائلا: "أوافق الكاتبة عائشة عودة رأيها خلال عرضها تجربتها النضالية، إذ قالت إنها عندما أخذت قرارا بكتابة تجربها في الأسر كان ذلك من باب الالتزام الوطني في توثيق معاناة الأسرى وما يتعرضون له، حتى لا يكتب عنهم، وخصوصا الأسيرات، من ليس له علم بما كن يتعرضن له من أهوال التعذيب، وأشارت إلى معارضتها لمصطلح (أدب السجون)، ورأت في ذلك بديلا عن مصطلح (أدب المقاومة)".