150 "ثرثرة محببة"... إصدار جديد في أدب الرسائل للفلسطيني فراس عمر حج محمد
حوار- فتحي إسماعيل (صحيفة الوسط الليبية)
صدر حديثا كتاب "الثرثرات المحببة" للكاتب والناقد الفلسطيني فراس عمر حج محمد، عن دار الفاروق للثقافة والنشر في مدينة نابلس.
فن الرسائل أحد الفنون الأدبية التي اشتهر بها العرب، حتى إنهم أنشأوا مدرسة أدبية تحت اسم "أدب الرسائل"، وذلك لأن كتابة الرّسائلِ من أرق صنوفِ الأدب وأجملها لما في تفاصيلها كثيرٌ من الحنين، والبوح، منها مراسلات الأدباء والحكام ولعل أشهرها في العصر الحديث، تلك الرسائل المتبادلة بين الشاعرين الكبيرين محمود درويش وسميح القاسم، وأما تلك الرسائل الرومانسية فكثيرة ومنها رسائل مي زيادة وجبران ورسائل كافكا إلى ميلينا، وغيرها.
أما الجديد الذي جاء في رسائل فراس فهو وحدة الراسل مع تعدد المرسل إليهن، يقول ابن قرية تلفيت إحدى قرى محافظة نابلس في تصريح خاص إلى "بوابة الوسط"، "إن الكتاب يجمع بين دفتيه أكثر من 150 رسالة، موجهة لستّ كاتبات، واشتمل الكتاب على بعض الردود من هؤلاء الكاتبات".
وأضاف أنه أطلق عليها اسم "الثرثرات المحببة" لأن كاتب الرسائل يريد أن يكون حرًا خلال الحديث مع من يكتب لهنّ، كما أن "الثرثرات" وردت في رسالة لإحدى الكاتبات المرسل إليهن.
وكشف أن مواضيع أخرى تضمنها الكتاب متعددة ومختلفة في سياق الرسائل، حسب الظروف أو الأحوال، خضوعا للحالة النفسية التي يمرّ بها الكاتب خلال كتابته للرسالة.
وعن الرؤية الإنسانية للكتاب قال إنه يمثل امتدادًا لمشروع الرسائل الذي بدأه الكاتب عام 2013 في كتابه رسائل إلى شهرزاد، ثم كتابه عام 2021 "الإصحاح الأول لحرف الفاء- أسعدت صباحا يا سيدتي".
وأن المراسلات بين المحبين تمثل علامة فارقة، حتى في ظل طغيان التكنولوجيا إلا إن لها حاجة ماسة للفضفضة العاطفية ضمن مسافة معقولة من البوح الأدبي، فثمة أمور لازمة في القول على هيئة ما لا تقال مشافهة، يحسن لها أن تقال عبر الرسالة، إذ تُعتبر الرسالة طريقة آمنة عن هذا التعبير. وبالمجمل فالرسالة حاجة ضرورية في مشروع أي كاتب لا سيّما وقد دخل في علاقات عاطفية طويلة ومتنوعة.
من أجواء الرسائل
"مؤلم ما أنا فيه جدّا، ولا أقول ذلك إلا للتعبير عن هذه الحالة التي وصلت إليها بفعل كثير من الظروف، لكنّ أهمها على الإطلاق هو أنه لا فائدة مرجوة من حبيبٍ هو ليس لك، نلتقي، ونكتب، ونحب ونفترق، لتنام هيَ في حضن رجل آخر، وأنا في حضن امرأة أخرى، ولا يبقى سوى الألم، لعله هو نفسه الذي قاله غسان كنفاني يوماً: "البقاء مع شخص تحبّه، وأنت تعلم أنّك ستفارقه كاللعب تحت المطر؛ ممتعٌ، لكنّك تعلم أنّك ستمرض لاحقاً". وها أنا مريض بالفعل، ولا أظنني سأشفى، وهل يشفى من ذهبت نفسه حسرات على حبيب لم يرحمه، ولم يرأف به؟"
فراس عمر حج محمد
والمؤلف حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث. نشر العديد من المـقالات والقـصائد والنصوص في مـجالات النشر المختلفة؛ المواقع الإلكترونية، والصحف، والمجلات العربية، في فلسطين والوطن العربي، والمطبوعات العربية حول العالم، وفي كتب الاختيارات (الأنثولوجيات) الخاصة بالشعر الفلسطيني؛ ديوان "الفرقان- قصائد عن حرب غزة 2009"، وديوان "الشهيد- قصائد عن مجزرة كفر قاسم".
وهو عضو لجنة قراءة في عدة دور نشر محليّة. ومسؤول مكتب فلسطين ضمن هيئة تحرير مجلة الليبي التي يصدرها مجلس النواب الليبي.
وله إنتاج غزير ومتنوع في مجالات الرواية والشعر والنقد نذكر منه "رسائل إلى شهرزاد" و"من طقوس القهوة المُرّة"، ومجموعة "أناشيد وقصائد" (للفتيان والفتيات)، ديوان "أميرة الوجد"، و"دوائر العطش"، ديوان "مزاج غزّة العاصف"، و"ملامح من السّرد المعاصر- قراءات في القصّة القصيرة جدّاً"، "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، "نسوة في المدينة"، و"وأنتِ وحدكِ أغنية"، و"يوميّات كاتب يدعى X" ، و"كأنّها نصف الحقيقة" ديوان الحبّ أنْ"، و"استعادة غسان كنفاني"، ديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشقٌ وثمّة موت"، وغيرها الكثير.
كما للأديب باع طويل في تحرير الكتب للكتاب والشعراء على مستوى الوطن العربي ومنها رواية "المعبد الغريب" للأسير رائد الشافعي، وديوان "تمرّد" للأسير عبد العظيم عبد الحق.
وينتظر أيضا عديد الكتب والدواوين الشعرية ومنها على سبيل المثال "السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم بين عامي (1948-1993)"، و"في حضرة الشعراء"، و"مقالات في الدين والدولة والمجتمع"، و"نظرات في الكتابة النقدية".