فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

الرسالة الواحدة والأربعون

يا لخسارة العشاق ما أكثرها!

فراس حج محمد/ فلسطين

الثلاثاء: 27/4/2021

صباحكِ سكّرْ

يا أجمل النّساءِ

وأشهى النّساءِ

وأعلى النّساءِ

وأكثرْ…!

لا أدري لماذا صارت تطاردني رسائلك في ضيق الوقت. ها أنا متهيئٌ للذهاب على العمل، والرغبة شديدة لمخاطبتك. أتدرين أيتها البعيدة مثل نجم كم يخسر العشاق في مثل هذا الوضع الذي نحن فيه. إن كانوا شعراء سيخسر الشعر مئات قصائد الغزل الجميلة الناعمة، وستخسر اللغة آلاف الكلمات والتعابير الجديدة، وسيفرد اليأس جناحيه ظلاماً في كل وقت. إنهم سيخسرون تلك الحرارة التي تدفعهم ليواصلوا أعمالهم بحب وانشراح، سيجدون الحياة سوداء قاتمة، والدروب مقفلة، والشمس غائمة، والبدر باك حزين.

أتعتقدين أن هذه الخسارة هي خسارة شاعر فقط؟ أم أنها خسارة شاعرية التركيب؟ أعتقد أن الخسارة أكبر من اللغة ومن النص. خسارة العاشقين في مثل هذه الحالة هي خسارة لمبرر الحياة في الزهرة وفي الثمرة وفي كل شيء. أقلّها ألما ألا ترد الحبيبة تحية الصباح، أو أن ترد على الرسائل ببلادة، تشعر الحبيب بأنه غبي أو مجرد كائن لا أثر له.

هل تهاجمك الذكريات كما تهاجمني؟ إنها ما زالت تحتلني، تسكن في صلب روحي، وتلفني في كل ثانية، أستعيد المشاهد كلها فأبتأس وأجنّ، أسترجع ضحكتك، أسترجع حديثك، أسترجع تأوهاتك، أسترجع نظرة المدى في عينيك، أسترجع طعم قبلتك، واللذعة في ماء شهوتك، أسترجع مناماتنا وسهرنا ومرحك في الغرفة عارية. أسترجع مشاويرنا من مدينة لمدينة؛ بحثا عن مكان نصنع فيه اللحظة التي لا تموت. أنسيت كل ذلك الجنون الذي كان يحيي نفوسنا يوماً كاملاً. يا ليتك لم تضيعي في الزحام وتتركيني عاريا تتخطفني الريح، وينهشني البرد، ويأكل لحمي الحنين.

اقتربت الساعة، عليّ أن أتوقف عن الكتابة. هل يا ترى سنعود كما كنا، نشرب شاينا في هدأة المساء في غرفة فندق ما؟ هل يا ترى سأعود أقطف القبلة على عجل ونحن في الطريق إلى شهوتنا؟ هل سأنام على ذراعك الأبيض البض الحريري وأغفو وحلمة ثديك في فمي؟ يا ليتك تعرفين كم تستعبدني تلك اللحظات التي كنت أقضيها متأملا صدرك وبطنك وسرتك وفرجك وفخذيك وساقيك وصولا لمداعبة أصابع قدميك، ورائحة الشهوة في عناقك، خسرت كل شيء، ولم يعد لي غير هذه الصورة التي تجرح الروح.

ليتك تعودين ليعود الشعر أخضر زاهيا، والورد أحمر قانيا، والوقت أقصر نلجمه ونمدد ساعاته ليكون أطول. ليتك الآن هنا، ليتك الآن تقرئين شفتيّ بقبلتك، وجسمي بحركة راحتيك، وليتني أكتب كل ما أريده على قمتك الباهرة.

أيتها الحبيبة القاسية، أحبك حتى آخر ما يجود به القدر من عمر!

المشتاق: فراس حج محمد

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 27 إبريل 2021 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

721,137

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.