حول كتاب بلاغة الصنعة الشعرية
بقلم الكاتب الأسير هيثم جابر
أنهيت قبل مدة قراءة كتاب قيم وجميل للكاتب والناقد والشاعر الأستاذ "فراس حج محمد كتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، وفي الحقيقة أني وجدته كتابا في النقد يختلف جدا عن سابقه من الكتب النقدية التقليدية الجافة التي تتناول مدارس النقد الأدبي سواء في الشعر او السرد.. الحقيقة وأنت تقرأ هذا الكتاب تجد الأستاذ فراس مدرسة نقدية قائمة بذاتها.
على مدار الفصول الثمانية التي احتواها الكتاب والذي يتكون من 575 صفحة تناول فيها "فراس حج محمد" صناعة الشعر والشعراء وصال وجال في رحاب هذا الكتاب، فتناول الكتاب الصغار والكبار والشعر النسوي ومسألة الديوان الواحد والإشكالية بين الروائي والشاعر كانت كلها بثوب جديد، وأنت تقرا هذا الكتاب لا تجد نفسك تقرأ كتابا نقديا أبدا بل تشعر أنك تقرأ الشعر وتستمتع به. تنتهي الخمسمائة صفحة دون أن تعلم ولكن ما يفاجئك فيه فراس حج محمد الروح الراقية والرياضية في مسألة تقبل الآخر حيت تجده يضع في الكتاب مقالة لمن يخالفه بل من يهاجمه أحيانا. ثم يرد عليها بكل أدب ومهنية علمية.
يتناول الشعراء والشعر بحيادية تامة ومهنية تامة بعيدا عن الذاتية أو الشخصية أو حتى الإحراج من أحد ولا يعرف المداهنة والكتابة الدبلوماسية يحابي بها كبار الكتاب، على العكس تماما يكتب نقدا بشكل أدق وأكثر تمحيصا للكبار لأنه يعتقد أن سلوك الكاتب الكبير خطأه مضاعف من أي كاتب آخر.
يجول فراس ويصول في مرابع الشعر يحاول أن يعرف الشعر ويرسم معالمه حسب قواعد معينه لكنه في النهاية يعجز عن تعريف الشعر كما عجز كل الشعراء من عصر الجاهلية حتى اللحظة عن تعريف الشعر، حيث يستنتج في النهاية أن تعريف الشعر هو الشعر فقط.
كما اعتمد الأستاذ فراس في كتابته لهذا الكتاب على مراجع واقعية تلامس الواقع وهذا أسلوب لم أعهده في كتب النقد التقليديه مثل المقابلات على الفيس بوك وتعليقات المتصفحين وأصحاب الرأي والاختصاص، وهذه المقالة المتواضعة لا تتسع للحديت عن دراسة كتاب لكاتب كبير مبدع مثل فراس حج محمد بل بحاجة إلى باحث ودارس متخصص للبحث في إنتاجات الأستاذ فراس الأدبية والنقدية.
مزيدا من التقدم وإثراء المكتبة العربية بمثل هذه الدراسات، وأتمنى التوفيق للصديق العزيز الأستاذ فراس.