المجلة تحتفي بإكمالها العامين:
تحيّة لمجلّة الليبي في عيدها الثاني
فراس حج محمد/ فلسطين
صدر العدد (24) من مجلة الليبي وبذلك تختم المجلة بهذا العدد سنتين من عمرها في الوجود على أرض ليبيا، وبهذه المناسبة عبّر العديد من كتّاب "الليبي" عن هذه المناسبة. وفي العدد أيضا مقال "حتى لا تكون الكتابة دافعةً للانتحار".
كل عام والليبي وأسرة الليبي، وليبيا بألف ألف خير، ومعاً وسويّاً أعواما عديدة، وأعدادا متميّزة
ها نحن نخطو مع مجلّة الليبي نحو عامٍ ثالث، نترك بها وفيها بصمتنا التي أضاءت بالأفكار عتمة ليلٍ عربيّ يبدو أنّ فجره ليس قريب البزوغ. تحثّ الليبي الخطى لتصنع فجراً محايثاً، مواكباً، فجراً من أفكار كتّابها، وشعرائها، تضيء بهم عتمة هذه المرحلة.
لا شكّ في أنّ مجلّة الليبي حريصة على ألّا تغوص بهذه العتمة، وتنأى بنفسها عن الوقوع في شرك هذه المرحلة إلّا أنّها تصرّ على أن تكون الضوء الساطع الذي ينير السبيل بالفكرة الطازجة دروب الكتّاب والقرّاء على حدّ سواء. إنّها تصنع النصّ الفكريّ الحامل للبّ لباب السياسة بمفهومها الأشمل، حتّى وهي تنأى بنفسها عن الاندماج في هذه الحَمَأَة تعطي البديل لصنع عالم أجمل، وهذه هي السياسة، سياسة الفكرة العامّة غير المرتبطة بالحدث المتبدّل التي تحكمه شروط وتبدّله الظروف. لكنّ الليبي تقدّم الثابت في وجه هذا المتحوّل الغريب.
أسترجع الآن، إنجازاتنا هذا العام، العام الثاني للمجلّة، لأرى أنّنا أنجزنا سويّاً اثني عشر عدداً متميّزاً، تناول فيه الكتّاب مجمل قضايا الأفكار، فالمجلّة كزميلاتها من المجلّات العربيّة والعالميّة شاركت في بحث هذه الظاهرة المستجدّة التي ما زال ثقلها يكبّل البشريّة، فخصّصت أحد أعدادها لنشر ذلك الاستبيان المهمّ حول (كوفيد-19)ـ وكيف يراه الكتّاب، وليس هذا وحسب، بل خصّصت ذلك العدد لنشر المقالات حول هذا الوباء الذي فرض قيوده على العالم من منعٍ للتجوّل، إلى تباعدٍ في الأجساد، إلى التخوّف على المصير الإنسانيّ كاملاً.
كلّ التحيّة والمحبّة لطاقم المجلّة، من رئيس التحرير، ومعاونيه من مديرة التحرير وسكرتير التحرير والمصمّم الفنّيّ للمجلّة، إنّكم بلا شكّ تقومون بعمل كبير، سيظلّ خالداً، فلا خلودَ إلّا للكلمة الطيّبة الصادقة، ولا بقاء إلّا للفكرة، ولا استمرار إلّا لمن آمن أنّه حرّ في وسط عالم ذابل تنهشه هواجس الضياع.
فكل عام وأنتم بخير، ونحو عام ثالث نعبر سويّاً بصحبة "الليبي".