<!--<!--<!--<!--

الواقع الفعلي لتطور الثروة السمكية في العراق

رافقت طرق تربية الاسماك الكثير من عمليات التطور وخصوصا خلال العقود السابقة حيث سارعت الدول المتقدمة باللجوء الى الاستغلال الامثل للمياه وابتكار طرق ووسائل جديدة تقوم خلالها باستغلال المياه المتوفرة لدى هذه الدول الى اقصى حد ممكن وباتباع احدث الطرق العلمية لغرض الحصول على نتائج متقدمة وتحقيق اعلى نسبة ممكنة في عملية الانتاج حيث بدا العراق بأول خطوة في العام 1984 من القرن الماضي عن طريق التعاقد مع شركة اكروبر الهنكارية لبناء اكبر مفقس مختص بتكثير الاسماك وبالفعل تم تشغيله في العام 1985 وهو مخصص لتكثير اسماك الكارب بأنواعه الثلاثة ( العادي والعشبي والفضي )  مع العلم تبلغ الطاقة الانتاجية له من اليرقات حوالي 150 مليون يرقة وهو ذو مساحة اجمالية تبلغ 386 دونم ومساحة مائية 282 دونم , وبدا بالفعل بعمليات التكثير الاصطناعي للأسماك المذكورة بالإضافة الى الاسماك العراقية في حينها وما يزال يعمل لغاية الان في انتاج الاصبعيات لغرض اطلاقها في المسطحات المائية وتجهيز المزارع السمكية التي بحاجة الى اصبعيات .وبدات الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية باتخاذ خطوات حثيثة لتعزيز الواقع السمكي في العراق وذلك عن طريق ادخال التقنيات الحديثة لكي تواكب التطور الحاصل في عمليات التكثير والتربية ووفقا للواقع البيئي والمائي الجديد والذي يتمثل بالنقص الدائم لمصادر المياه المخصصة لعمليات التربية او التكثير لذا تم التعاقد مع بعض الشركات العالمية لغرض ادخال الانظمة الحديثة والمتطورة سواء في اسلوب التربية او التكثير الاصطناعي ومن هذه الانظمة الحديثة نظام التربية باستخدام الماء المغلق المتداور , حيث يعتبر هذا النظام من الانظمة المتطورة المستخدمة حاليا في معظم دول العالم المتقدمة حيث بدأت هذه الدول بالاستغناء عن مزارع تربية الاسماك بالطرق التقليدية القديمة والمتمثلة بالأحواض الترابية لما تشغله من مساحات واسعة من الاراضي بالإضافة الى استهلاك كميات هائلة من المياه في الوقت الذي يشهد فيه العالم شحة في المياه العذبة , لذا دعت الحاجة الى تقليص المساحات المخصصة لأغراض التربية والاقتصاد في استخدام الماء. لذا فان هذا النظام الحديث صمم لكي يستخدم لتربية الاسماك ذات المردود الاقتصادي المهم لكون تكاليف بناء وتشغيل المشروع عالية , لذا يفضل استغلال هذا المشروع بالوجه الامثل لتحقيق الهدف المرجو من انشاءه. يتلخص عمل هذا النظام بتدوير المياه بصورة مستمرة طوال فترة اشتغال المشروع وعدم الحاجة الى اضافة مياه جديدة سوى ما يتم تعويضه نتيجة للنضوحات التي قد تحصل اثناء تشغيل النظام او لتعويض ما يفقد نتيجة لعملية التبخر. لذا يجب تهيئة خزان من الماء لتزويد النظام المغلق بالماء اما عن طريق بناء حوض كونكريتي او ترابي في مكان قريب من المشروع لتجهيز المشروع بكمية مناسبة تقدر ب( 8- 10 ) % من كمية الماء الكلية المتداورة يوميا .وتم التعاقد مع احدى الشركات الالمانية لبناء مشروع لتربية الاسماك بالنظام المغلق في مفقس اسماك الصويرة وتم تمويله من قبل الدول المانحة عن طريق منظمة الغذاء والزراعة FAO  يتكون هذا المشروع من جزئين , الاول يختص بتكثير الاسماك وايصالها الى حجم مناسب اصبعيات او كفيات وبمعدل وزن من 30 الى 50 غرام لغرض نقلها الى الجزء الثاني الذي يختص بتربية وتنمية الاسماك وايصالها الى الحجم التسويقي والبالغ 800 – 1000 غرام . يتألف  مشروع التربية (الجزء الثاني ) من سقيفة بطول 45 متر وارتفاع  6 متر وعرض 13 متر مصنوعة من اعمدة من الالمنيوم وبمواصفات قياسية ومغطاة بغلاف مصنوع من لدائن خاصة( قماش مشمع يقاوم الظروف الجوية السيئة ) ويحتوي المشروع على احواض دائرية مصنوعة من مادة الالمنيوم المغلون بقياس( قطر 5 متر وبارتفاع مترين ) تم وضعها على الارضية الكونكريتية للمشروع وبعدد اثنا عشر حوض سعة كل واحد منها 30 متر مكعب ومبطنة من الداخل بغلاف مصنوع من مادة خاصة تمنع تسرب المياه(مشمع مصنوع من لدائن خاصة) وتم نصب معلف ميكانيكي متحرك ذو سعة تصل الى( 20 – 25 كجم ) من العلف بجانب كل حوض  مصنوع من مادة مقاومة للصدأ تم تثبيته على الارضية الكونكريتية, والاحواض جميعها مزودة من الجانب بأنبوب بلاستيكي عمودي متحرك( يقوم الفنيون في المشروع عن طريقه ببزل الماء المحتوي على الفضلات الى خارج الحوض ) . وتم تجهيز المشروع والمعدات الملحقة به بمنظومة تجهيز وبزل للمياه عن طريق انابيب بلاستكية تم ربطها الى مضخات ذات سرعة دفع للماء  خاصة يتم التحكم بها عن طريق لوحة سيطرة مركزية الكترونية . وبجانب كل مضخة دفع او سحب توجد واحدة اخرى احتياطية تعمل في حالة توقف الاولى .

اما المسقف الاخر فهو مشروع التكثير وتنمية اليرقات  ويتكون ايضا من سقيفة ويبلغ  طوله 45 م وعرض 8 م وارتفاع 6 متر وبنفس المواصفات السابقة من حيث نوع البناء و يحوي على منظومة توليد الاوكسجين الرئيسية بالإضافة الى عدد 6 من الزوكرات لأغراض التكثير الاصطناعي مع ملحقاتها وهي الاحواض الخاصة بها كما يحتوي على ثلاثة احواض مستطيلة الشكل لتنمية الفقس الى احجام مناسبة لغرض نقلها الى احواض جديدة دائرية الشكل بعدد 16 حوض تقوم بتنمية اليرقات الى احجام 30 – 50 غرام ومن ثم نقلها الى الجزء المختص بالتربية. كم ان احواض تنمية الفقس وتنمية اليرقات جميعها مجهزة بمعالف  ثابتة  ذات سعة من 3 – 5 كغم تعمل بنظام التوقيت اي تحوي على ساعه ميكانيكية تقوم بأنزال العلف وفق وقت محدد يتم ضبطه مسبقا لتغذية اليرقات او الاصبعيات .كما ان جميع الاحواض في هذا المسقف تمت صناعتها من ماد الفايبركلاس المقوى .

يتم تدوير المياه خلال هذا المشروع بصورة مستمرة وبدون توقف لكي تمر المياه الى عدة منظومات الاولى الفلترة البايولوجية والثانية منظومة التعقيم (UV ) والمنظومة الثالثة هي للتصفية من العوالق تسمى منظومة الفلترة الميكانيكية.

اما النظام الاخر الحديث الذي تم اعتماده لتكثير الاسماك هو( المفقس الصيني) وهو نظام جديد لتكثير الاسماك باستخدام الطريقة الصينية. و يتكون المشروع من عدة احواض كونكريتية دائرية وبأحجام مختلفة مخصصة لحضانة الامهات والبيوض. وهذا النظام الحديث مخصص  لتكثير الاسماك ذات البيوض اللاصقة ( اسماك الكارب العشبي, الكارب الفضي , الكارب ذو الراس الكبير ) ويتلخص عمله بان يتم وضع الاسماك( الامهات , الذكور والاناث) داخل احد الاحواض بعد عملية حقنها بالهرمون لتهيئتها لعملية الاخصاب وبعد فترة زمنية محددة يتم تخصيب البيوض بصورة طبيعية بعد تزويد الأحواض بالأعشاش اللازمة , ويتم سحب البيوض المخصبة من اسفل الاحواض عن طريق انابيب خاصة تقوم بنقلها الى احواض الحضانة لكي يتم فقس اليرقات .وقد تم تشغيله بصورة تجريبية في عام 2009 واثبت جدواه الاقتصادية مع العلم ان طاقة الاستيعاب له تبلغ بيضة واحدة لكل سنتمتر مكعب لو فرضنا ان حجم حوض التخصيب يبلغ 8 متر مكعب فان طاقته الاستيعابية تبلغ 8 مليون بيضة مخصبة.

كما تم استيراد ايضا نظام التربية في الأقفاص العائمة وبالفعل وصلت اربعة مستعمرات منها في نهاية عام 2008 من المانيا وبتمويل من منظمة الفاو وتم نصبها في موقعين , الموقع الاول قرب سدة الكوت والاخر قرب سدة الهندية .وتم تشغيلها وجربت لتربية اسماك الكارب واثبتت نجاحها الباهر لكونها اقتصادية وذات مردود مالي جيد مقارنة بالتربية في الاحواض الترابية لذا تم تعميم التجربة على مختلف المحافظات العراقية وبدات الشركات الخاصة والموطنين بتصنيع انواع جديدة ومبتكرة لكي تلائم المسطح المائي الذي تنصب فيه وبالفعل تم تربية اسماك الكارب العادي في هذه الاقفاص المبتكرة الامر الذي عزز من الانتاج المحلي للأسماك وبالتالي انخفاض الاسعار بصورة ملحوظة بالنسبة لأسواق المفرد . وقد تم وضع ضوابط وتعليمات تحدد احجام وانوع الاقفاص وذلك بالتعاون مع الوزارات والدوائر ذات العلاقة لغرض السيطرة عليها ومنع انتشارها بصورة عشوائية الامر الذي يمكن ان يؤثر على الواقع البيئي والمائي . وتم اصدار اجازات رسمية للراغب في استخدامها ولكن وفق الضوابط الرسمية .

اما من ناحية المزارع السمكية والتي تستخدم النظم القديمة التقليدية في التربية وهي الاحواض الترابية  فما تزال تعمل في مختلف محافظات العراق سواء في المنطقة الشمالية او الجنوبية وما زالت ترفد الاسواق العراقية بمختلف انواع الاسماك (الكارب العادي والعشبي والفضي ) وبكميات تسد حاجة المستهلك العراقي .

 

 

 

جدول يبين انتاج مزارع الاسماك التقليدية للمحافظات العراقية من اسماك الكارب

المزارع المنتجة

المزارع المتوقفة

المزارع تحت الانشاء

ت

المحافظة

العدد

 

 

المساحة الكلية/ دونم

المساحة المائية دونم

عدد الأحواض

عدد الأسماك المزروعة

كمية الأعلاف طن

الإنتاجية المتوقعة

(طن)

نوع السمك

 

العدد

المساحة الكلية    دونم

المساحة المائية    دونم

العدد

المساحة الكلية    دونم

المساحة المائية            دونم

 

 

 

 

 

 

1

بغداد

211

4300

2297

673

1942700

1688

1968

 

كارب

 

269

5089

2888

-

-

-

 

2

واسط

84

6970

4712

533

3209000

1808

3060

 

كارب

 

83

2749

2060

3

85

68

 

3

بابل

65

7170

5612

-

3904850

6561

1433

 

كارب

 

84

3606

2746

-

-

-

 

4

الانبار

20

794

568

-

500000

115

-

 

كارب

 

6

24

16

-

-

-

 

5

صلاح الدين

13

128

73

-

33500

18

-

 

كارب

 

المصدر: كاتب المقال \ فراس مجيد جابك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 238 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2011 بواسطة ferasfish

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

20,981