<!--دواعي استخدام الجودة الشاملة وأهميتها بالنسبة للأداء:
إن تطبيق الجودة الشاملة يرجع لبعض الشواهد السلبية في الأداء مثل إنخفاض جودة الأداء وكثرة الشكاوى من الموظفين والمستفيدين، وتعدد أشكال الرقابة، مما يؤدي إلى ضرورة تطبيق الجودة الشاملة في المؤسسة للإقتناع بالأسلوب الإداري الحديث وتحفيز الأفراد للعمل بروح الفريق والأخذ بأسلوب التطوير والتحسين وغيرها من الأساليب للوصول إلى أعلى مستويات الأداء من خلال الإتقان والإخلاص في أداء العمل والتركيزوالإهتمام بالكيف وليس بالكم.
فإدارة الجودة الشاملة نهج مهم للتغيير إلى الأفضل ومقياس أساسي للمفاضلة بين المؤسسات حيث اعتمدت في الكثير من المنظمات لأهميتها الإستراتيجية الفائقة لرفع فاعليتها ومن قدرتها على البقاء في السوق التنافسية.
يؤدي تبني نظام الجودة الشاملة في المؤسسة لخفض التكاليف وحسن إستثمار الموارد وهذا بدوره يؤدي إلى كفاءة في العمل و ريادة في الإنتاجية مما يؤثر على المركزالتنافسي للمؤسسة بشكل ايجابي، وتعزيز ثقة المستفيدين بها من خلال تقديم خدمات تتميز بالجودة والنوعية، وتبني نظام إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات الإنتاجية أو الخدماتية مهم للمؤسسة، وللعاملين في المؤسسة، وهذا ما سنوضحه فيما يلي:
أولاً: أهمية إدارة الجودة الشاملة بالنسبة للمؤسسة
<!--يعد مستوى الجودة من أهم المؤثرات على مستوى أداء المؤسسة، وعند توفر مستوى الجودة المطلوب فان المنتفع سيقرر التعامل مع المؤسسة ويقنع الاخرين بها.
<!--تحقيق الربحية وزيادة القدرة التنافسية في السوق، حيث أن الجودة هي أحد أبرز الجوانب الأساسية لإعطاء ميزة خاصة للسلعة في ظل الجودة العالية للمنتجات المعروضة .
<!--تعمل الجودة على تقليص تكاليف النوعية والقضاء عليها، ومن هذه التكاليف ، خسارة قيمة المواد الخام، والتكاليف المرتبطة بإعادة التشغيل الكاملة للوحدة والتكاليف المرتبطة بالإصلاح والتكاليف المرتبطة بوقف الإنتاج وتكاليف الصيانة التي تلتزم بها المؤسسة لفترة معينة، والتكاليف المرتبطة بالإساءة إلى سمعة المؤسسة في السوق واضعا قدرتها التنافسية .
لذلك تؤدي إدارة الجودة الشاملة إلى زيادة طلب الخدمة من خلال زيادة رضا الزبائن وبناء الخصائص المناسبة في المنتج أو الخدمة وتحسين الأداء، او التخلص من العيوب و العمل بالشكل الصحيح الذي يتلائم مع الإحتياجات والتطلعات.
ثانيا: أهمية إدارة الجودة الشاملة بالنسبة لأداء العاملين
تقع مبادئ إدارة الجودة الشاملة على عاتق ومسؤولية العاملين في المنظمة كافة وعليه فإنها تسعى لتجنيد الإهتمام بالعمل الجماعي، وتشجيعه وتحقيق التحسين المستمر بالإتصالات، وبناء مساهمة أكبر للمستخدمين في معالجة وحل المشكلات التشغيلية والإنتاجية وتحسين العلاقات الوظيفية التنظيمية بين مختلف العاملين، وتكمن أهمية إدارة الجودة الشاملة بالنسبة لأداء العاملين فيما يلي:
- توفر بيئة عمل تشجع على الإبتكار وزيادة معدلات الإنتاج، وكذلك التشجيع على طرح الأفكار والرؤى التطويرية لتحسين وتطوير إجراءات العمل .
- إرتفاع معدلات الرضا الوظيفي بين العاملين.
- إختصار الوقت في إنجاز الأعمال.
- تطوير و تبسيط إجراءات العمل.
- سهولة قياس أداء العاملين وفق معايير واضحة.
- رفع مستوى التعاون والتكامل بين الإدارات.
- تدريب العاملين على العمل بروح الفريق الواحد.
- إستبعاد المهام والأعمال عديمة الفائدة أو المتكررة .
- رفع مستوى الثقة وزيادة الكفاءة العملية بين العاملين والعملاء.
ثالثا: أهمية إدارة الجودة الشاملة بالنسبة للزبائن:
لقد أصبح زبون اليوم أكثر وعياً إذا ما قورن بالأجيال السابقة، ولعل هذا الوعي قد لا يدل على أمر إيجابي البتة، إذا ما علمنا أنه ردة فعل ضرورية لإنتقاء المنتج الصحيح من السوق أو لطلب الخدمة، وأصبح من الأولويات تفحص سياسات المؤسسة ومعرفة مستوى الخدمة والكثير من المعلومات التي لم تكن ضمن إهتمامات الأولين، وفي ظل هذا الواقع والتعقيدات الحديثة التي أصبحت مشكلة تعاني منها الشركات والمؤسسات الخدماتية، وجدت هذه المؤسسات مخرجا في تبني أنظمة إدارة الجودة الشاملة ووضع رموز هذه الشهادات، ولهذا التحول أصبح الزبون يقوم بإنتقاء المنتجات أو طلب الخدمات من المؤسسات الحاصلة على شهادات الجودة أكثر من غيرها.
وبالتالي فإن تلبية إحتياجات الزبائن من الخدمات الخاصة بالتدريب المهني كما في هذه الدراسة ، أمراً يخلق تحدياً أمام الإدارة المختصة والتي يتوجب عليها حينها توفير ما يحقق رضا وتحقيق رغبات الزبائن )المتدربين(، وبالتالي فإن تلبية تلك الإحتياجات يتطلب جهود متظافرة تعكس أداء مرتفع ومتقدم من جهة، وتحتكم إلى معايير جودة موحدة من جهة أخرى.